لا تيأس..توجد طرق ملتوية !!؟

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تيأس..توجد طرق ملتوية !!؟
مقالان لكاتبين مرموقين هما دكتور حيدر إبراهيم ..وعلي عسكوري..وعمود صحفي للكاتب عثمان ميرغني .. في وقت واحد ..تصل إلى تشخيص يعبر عن اليأس من الواقع السوداني برمته..فالاستاذ عثمان ميرغني..يرى أن المعارضة .. على الاقل المتحاورة مع النظام ..لا نشاط ولا قدرة لديها لتغيير الواقع السياسي..وأن انتخابات 2020 ستعود بالمؤتمر الوطني اكثر سيطرة !ّ! أما الكاتبان المرموقان..فيتفقان على خلاصة مريرة ومروعة ( يحتاج الوطن إلى حرق وقلب وتسميد التربة..وزراعة وطن جديد تماماً)
عندما يصل ثلاثة من قادة الفكر والرأي عندنا بلا اتفاق بينهم في الوقت إلى هذه الخلاصة ..فالأمر جد خطير .. فالمنغصات كثيرة..والمحبطات أكثر..فلئن بنى الكاتبان الجليلان موقفهما على استناد الوطن والقائمين عليه على الأوهام..والخرافة والدجل..وعبرها صعدت وتحكرت بيوتات على سدة الحكم ..وقبائل موالية لها..فإن الصدمة الكبرى في تقديري..أن يتواصل ذلك عبر خريجي الجامعات المرموقة ..من زمن ليس هو زمن تدني التعليم الجامعي كما يتداول مع سياسات النظام..وذلك عبر إعادة صياغة الأمراض التي اقعدت بالوطن.. فمثقفينا استقووا بالطائفية والقبلية للوصول إلى سدة الحكم..عوضاً عن محاربتها..بالنتيجة صار قطاعنا الحديث في ..في الخدمة المدنية .. بارعاً في صياغة ما يريده الصاعدون على تلكم الأوهام..وهذا بالضبط ما قننه النظام ..الذي استند على حركات نشات في الجامعات ودور العلم ..لتدور بالبلاد في نفس الدائرة ولكن بأساليب أخرى..فهل يمكن اعتبارسياسة التمكين ..إلا وسيلة معدلة للمحسوبية والواسطة؟ ويا للمفارقة ..باسم الدين ؟ وهل يمكن اعتبار حركة النظام الانتهازية ..بين استرضاء القبائل ..والطرق الصوفية ثم السلفية في سبيل الاستقواء..إلا إعادة لإنتاج عوامل الأزمة الوطنية؟ وهل يمكن اعتبار وجود أبناء الطائفتين في الحكومة ..إلا تعبئة لخمور قديمة ..في قنان يفترض أنها جديدة؟ فتسفر هي نفسها عن وجهها القديم..فنعيد انتاج الأزمة من جدبد؟
نعم ..لا يمكن الحديث عن دولة حديثة..إلا بالقطيعة الكاملة مع هذا الموروث القمئ..الذي أوصل بسطاءه إلى قناعة مخيفة..فكل شئ لا يمكن تحقيقه بفعل القوانين واللوائح..توجد طرق ملتوية أخرى للوصول إليه .. حتى لو كان في خدمات التعليم والصحة ..المفترض أنها مشاعة .. فيجد نفسه إما عائداً منكسراً .. أو لاجئاً للقوة إن امتلكها..ليس لنيلها فقط ..بل لعقاب من يقف في طريقه حسب ظنه..وهل يمكن تفسير الاعتداء على الأطباء ..إلا ظلاً من ذلك في جانب منه؟
وإذا كان ذلك في مجال الخدمات..فما بالك في المجالات المرتبطة بما له قيمة مادية كبيرة مثل الأراضي ؟ وكل المجالات التي تعتمد على التصاديق والتجارة في نظام جل اهتمامه المتاجرة بأي شئ حتى في المواقف من الدول والسياسة الخارجية ؟
في ظل هذا الواقع ..فحتى ثورة مثل ثورات الربيع العربي ..ستنتكس..وتكون نتائجها وخيمة…لآن الدولة العميقة ..لن تزول..ولكن كيف الوصول إلى هذا التقليب للتربة ؟في ظني ..يجب التركيز على عوامل تحييد جهاز الدولة ببشره..عن حاجات المواطن ..ليس لمجرد إعطائه الإحساس بالعدالة..ولكن لمحاربة مفاهيمه التي ستجعل فساد الدولة مستمراً..فهل في تشجيع تظام الحوسبة والسيستم في كل المجالات ..مدخل لذلك ..حتى ولو جاء من النظام نفسه ؟أعتقد ذلك ..لكن الأهم من كل ذلك ..التفكير في الإجابة على السؤال المحوري..ما العمل ..فهذه القناعة مترسخة بما يكفي.

معمر حسن محمد نور
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..