حروب ( فلول ) الحركة الإسلامية

الإنتصارات الوهمية كالحبل القصير سرعان ما يكتشف الناس أنها كاذبة وأن من قاموا بها لا يستطيعون أن يحققوا غيرها أو أن يستبدلوها بما هو أقرب منها إلى الواقع .
صحيفة الإنتباهة التي بنت وجودها على التضليل وعلى عدم الحياء المهني بوصفها مقربة من (عين) الرضا ظلت لعدة أعداد تعلن بالبنط العريض الأحمر عن مقتل عبد العزيز الحلو قائد الجبهة الثورية وتمعن في وصف حالته المأساوية والسينمائية حينما حلقت طائرة مجهولة والتقطت حطامه قبل أن تقصف بالصواريخ فتهبط على مضض كي تأتي سيارات أخرى لتخلي المصابين والجرحى إلى مكان غير معلوم . لو حدثت اشتباكات واسعة ومواجهات عنيفة يمكن أن تحدث فيها المفاجآت لجاز تصديق كل غريب وعجيب ولكان مقتل عبد العزيز الحلو مبررا ومنطقيا حتى ولو كان الخبر مفبركا وجزءا من حرب نفسية لم تنكشف بعد عن خاسر ورابح , ولكن قوات الجبهة الثورية التي تسللت عبر الجبال واجتاحت أم روابة ومكثت فيها أكثر من 12 ساعة لم تجد حامية واحدة أو معسكرا واحدا يحول دون تقدمها على وسط المدينة حيث عسكرت وأكلت وشربت القهوة وحلمت بمواصلة المسيرة حتى قصور الخرطوم , وبعد ذلك تمرح وتشطح الإنتباهة وسط المواطنين الفقراء والعاطلين والعمال وأصحاب المحلات التي لا تربح ولا تنمو والكادحين المعذبين من أمراض سوء التغذية بأن عبد العزيز الحلو قتل بصاروخ ( موجه ) فرزه وعرف أنه ( الحلو ) دون كل المتمردين الذين جاؤوا معه ثم تلتفت لترى أثر كذبتها على القوم فتسمع أحدهم في برلمان الجمهورية الثانية ( الإنفصالية ) الجائعة التي تبرأ منها الإسلام والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يقول ويؤكد أن الحلو دفن غير مأسوف على أحلامه في ( واو ) … الخ .
ليس المقصود بتلك المعلومات المضللة رفع الروح المعنوية ( للجيش ) التي ستظل في إنخفاض متواصل بعد أنهيار الوعي الوطني بإنهيار الحدود وتشوه صورة السودان وإضمحلاله كبلد كبير يتوغل في اعماق أفريقيا ويتمدد بين حضارات مؤثرة ضاربة في جذور التاريخ ويحتوي بداخله على تنوع فريد قلما يوجد في بلد آخر وإنهيار القدوة والمثال الأخلاقي الذي يوفر الحماية والرغبة في التضحية والخلاص الإجتماعي , ولذلك يرفعون معنويات القوات برفع المرتبات التي تتجاوزها الأسعار بإستمرار ويسبقها الإقتصاد المتردي كل يوم , ولكن الحقيقة أن الجيوش لم تخلق كي تموت ولا لكي تحارب , وفي غالبية دول العالم يظل الضابط والجندي كل حياته يتدرب ويترقى دون أن يدخل معركة واحدة في مسيرته إلى أن يصل إلى المعاش ليتحدث لأحفاده عن تجاربه مع الأمم المتحدة في حفظ الأمن والسلام في العالم , وذلك لأن تلك الدول تعرف كيف تحل مشاكلها الداخلية والخارجية عن طريق السياسة والبرلمانات والحوار , ولا مثال أفضل من مثال الولايات المتحدة مع الإتحاد السوفيتي وهما يتحرشان ببعضهما البعض ويتسلحان ويتسابقان في الأرض والفضاء كل سنوات الحرب الباردة دون ان يدخلا في حرب واحدة تسقط فيها موسكو أو واشنطون . إن الجيوش تصنع لكي تحفظ التوازن الداخلي وتفتح السبل لتمازج السكان وتنافسهم في جو من التكافؤ والمساواة ولحفظ الروح القومية جنبا إلى جنب مع المؤسسات التعليمية والدينية والإجتماعية والفنية والفكرية وليس كي تغلب طائفة على طائفة ولا أن تغلب فكرة على أخرى وحين تفعل ذلك فإن الحروب تحدث والموت يكثر وفتق الإختلافات يزيد ويتسع . وهنا تصبح البلد ( ملطشة ) بالتدخلات لتوازن بين الضعفاء , وتدور فيها الحروب (بالوكالة) .
ليس المقصود بتلك المعلومات المغلوطة تضليل ( الشعب ) ورفع روحه المعنوية التي وصلت إلى أسفل سافلين , وإنما المقصود إقناع جماعات المؤتمر الوطني وما يسمى بالحركة الإسلامية بضرورة التلاحم والتماسك والإقتناع بأن النصر سيتحقق وأن قادتهم معهم في المقدمة من الحرب بتشكيل الكتيبة الإستراتيجية من القادة كجزء رئيسي من الدعاية بقوتهم وقدراتهم التي لم يفت في عضدها عشرات السنوات من النوم في العسل والعمل تحت مبدأ ( نامت نواطير مصر عن ثعالبها ) . وذلك الإسلوب البدائي في رفع الروح المعنوية يناظره إغراء الشباب بالمناصب الرفيعة حين يتلمس الحزب أخطاءه تحت الضغوط والنكسات ويدرك ما ظل ظاهرا أمام عينيه لفترات طويلة من أن القيادات ظلت لفترة طويلة في مناصبها ولا يدرك هذه الخطأ إلا حينما تهدد الأقدار تلك المنصب وتهز أركانها مما يدلل على أن الإصلاح يحتاج إلى دانات وسقوط مدن كما يحتاج إلى فكر وقاعدة سياسية , وبينما تسود الدعوة إلى الشباب وتحريكه إلى الجهاد بالدعاوي الدينية القميئة يدعونه من جهة ثانية بإغراء دنيوي أكثر قماءة إلى أن تغييرا في أجهزة الحزب ومناصبه المتخمة بإستغلال النفوذ والتدليس سيحدث قريبا مبشرين بفساد جيل جديد إذا عاش وبموت النصف الآخر في الحروب كأنما هناك نوعان من الشباب , نوع تغريه وتحركه المناصب والوظائف ونوع أخر مغشوش , أو هكذا يصنف الحزب عضويته.
كان إنفصال الجنوب من أكبر العوامل التي أدت إلى إنهيار الروح المعنوية في المقاتلين وأبرزت الحروب في صور كروكية عبثية وجعلت العقيدة العسكرية سواء كانت دنيوية أو دينية في أكثر حالات إهتزازها وجعلت العاصمة المركزية المحصنة منذ سقوطها في يد ( المهدي ) في مرمي النيران وفضحت وأدت لإحتضار المشروع الإسلامي وزعاماته وكشفت عن ضعف قدراتهم السياسية والفكرية في خلق مشروع بديل تحتمه ضرورات الأحداث وسيرورة التاريخ , فالبلد التي يسقط جزء منها لابد من صياغتها من جديد بما لا يؤدي على الأقل إلى إنقسامها وتشظيها مرة أخرى وبما يعوض سياسيا ودينميكيا من الجزء المفقود . إن الحروب ذات الأداء الضعيف والمأساوي التي تقودها ( فلول ) الحركة الإسلامية اليوم هي علامات إحتضار العقل الإسلاموي ووصوله إلى مرحلة الشيخوخة وعدم إدراكه لما آلت إليه الحركة السياسية والإجتماعية من نضوج وتحولات , وعدم إدراكه لما آلت إليه الحركة الإسلامية نفسها من ضعف وهوان وتشتت وهي تحاول أن تعيد روح التسعينات وتنفخ في قربة ( الهوس الديني ) المقدودة دون وجود زعامات روحية تصدق تلك الجماعات فتاواها وأمنياتها , فإن ما تحتاج إليه روح فلول الحركة الإسلامية العسكرية المفلولة هو زعيم , ولكن أين ذهب الزعيم , ومن قتله معنويا وسياسيا ؟ وهل تستطيع الحركة الإسلامية أن تخلق زعامات يلتف حولها أصحاب الهوس الديني بعد أن إلتف حولها اللصوص وأصحاب هوس المادة والأملاك وبناء الطوابق؟.
خالد بابكر أبوعاقلة
[email][email protected][/email]
من الإغراء بالجنة والحور العين واعراس الشهيد الى التبشير بتغييرات من اجل استيعاب الشباب ولكن بعد ابعاد كابوس الحلو المر ..؟؟ الذي بات يهدد اخضرهم واليابس..؟؟
الزبير محمد الحسن دا ما عاجبك ؟
الامين العام للحركة الاسلاميه المعين بامر العاسكر
الذى أفتى بأحقية العسكر بالغنائم من اموال الشعب السودانى .
من الجيش والى الجيش
انه جحا هذا العصر
اخى العزيز الانتباهة وصاحبهاالعنصرى المريض الطيب مصطفى هو من اوصل الاشقاء فى دولة الجنوب الى حتمية الانفصال من خلال ما بثة من سموم العنصرية والقبلية والتحريض على التخلص من الجنوبين عبر صحيفتة الكرية الانتباهةعلى اساس عنصرى مثلما يقول
انهم لايشبهونا حسب قولة واليوم عاد ليبث نفس السموم ضد الاخوة فى النيل الازرق وجبال النوبة
لذالك هذة الحملة جذء من المخطط الذى يريد ان يدفع بة الخوة في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق الى الانفصال حتي ينعم الطيب ومن شايعة بدولة عربية خالصة ويرفع التمام لسيادة العرب بان السودان
صارت دولة عربية خالصة فلا تعيرونا لو سمحتم
ما أشبه الليلة بالبارحة يا خالد. وما أشبه هذه الأيام بأخريات العهد المايوي عندما انسدت كل الأبواب والمسالك في وجه النظام، الشعب غارق في اليأس والروح المعنوية لديه في أدنى درجاتها إذ لا تبدو في الأفق القريب ولا البعيد أي بارقة انفراج لمعاناته ومشاكله المتراكمة. وبات واضحاً أن الحزب الحاكم ليست لديه أي أي رؤية أو خطة للخروج من أزمات الوطن المتلاحقة دعك عن النهوض به اجتماعياً أو اقتصادياً أو حماية أمنه لأنه – الحزب الحاكم – غارق إلى أذنيه في لجج الفساد ووصل الإهتراء فيه حداً يفوق الوصف. تخبط في السياسات والتصريحات والأفعال. ادخل الى صفحات أنصار الحكومة في الفيس بوك وانظر ماذا يقولون عن الوضع الراهن ممثلاً في انشقاقات الحزب وتنافس المتنفذين فيه وتكالبهم على الحطام وعجز الجيش عن حسم التمرد في دارفور وكردفان وجبال النوبة.
أما الجيش نفسه فحاله يغنى عن سؤاله ويكفيه أن يرى وزيره المفروض عليه لا يفقه ألفباء العسكرية ولا متطلبات الجندية من الضبط والربط. يكفيه أن يرى خريطة المليون ميل مربع التي بذل من أجلها المهج والأرواح والدماء قد أضحت مسخاً مشوهاً لا تطيق العين النظر إليه. يكفيه أن يرى التمرد يقطع مئات الأميال ويصل إلى شارع العرضة في وضح النهار ويصبح قاب قوسين أو أدنى من القصر الجمهوري ولا تتم محاسبة وزير الدفاع ناهيك عن إقالته.
جيشنا يا أخي يكفيه أن يرى إسرائيل تستبيح سماءه وتضرب أينما شاءت ووقتما شاءت وكيفما شاءت ولا يجرؤ وزير دفاعه على الخروج إلى الناس ولو ببيان شجب وإدانة. فهل نحن على موعد في القريب مع البيان رقم 1 أم كيف ستكون ساعة الخلاص؟