أخبار السودان

يوم في حياة سوداني شريف

بعد نوم متقطع وربما هلاويس (تصحى) الأسرة السودانية الشريفة غير الملوثة بالإنقاذ على جدول طلبات المعيشة، وهي مستلزمات البقاء على قيد الحياة لمدة(24) ساعة. ومع كباية الشاي الحمراء(لأنَّ اللبن غالٍ) يطلع الجميع على هذه المطلوبات وليس فيها اللحم أو الفواكه، ومن ضمنها المرقة وكيس الرغيف وشوية بصل وشوية زيت وبهارات، وحق مواصلات العيال، وفطور المدارس، وصلصة( قدر ظروفك) وصابونة غسيل تستخدم أيضاً للحمام، وحبة ويكة مدقوقة.
ومن أجل توفير مستلزمات هذه الحلة البائسة، يخرج الأب( المفصول للصالح العام) إلى حيث شجرة الحرفيين في إنتظار زبون يأتي لتصليح لمبة أو ماسورة أو صيانةغسالة أومكيف ليحصل على دريهمات قليلة مطلوبة للوفاء ببعض مستلزمات الحلة آنفة الذكر.
ويخرج الولد الكبير( الذي ترك الدراسة بسبب الإنقاذ) إلي تلك الركشة البالية التي يمتلكها أحد الجيران، ويسوقها الولد نظير أجر يومي زهيد، ويظل طوال اليوم ملتصقاً بها من حي لآخر ومن سوق لشارع، وسط أكوام النفايات ومياه الأمطار والبلاعات، فيمرض ولا يجد الوقت للذهاب للحوادث، وإن وجد الوقت فالحوادث قد مُسِحتْ من الوجود بأمر الإنقاذ، ويظل هائماً على وجهه ليحصل على الأموال اللازمة لدفع نصيب صاحب الركشة، ونصيب بنزين وزيت وصيانة الركشة، ثم نصيبه وهو دراهم معدودات، كيما يعود للبيت بكيس صغير فيه المرقة والبصل وبعض ما ذكر أعلاه .
وتخرج البنت الكبيرة إلى عملها المتعب لقاء حفنة قروش، مندوبة مبيعات لشركة طفيلية، فتحوم القرى والحضر للحصول على القدر اليسير من حافز ضئيل تعود به للبيت من أجل المساهمة في تكاليف حلة الويكة الخالية من الشرموط .
أما الأم فقد امتهنت عواسة الكسرة وبيعها للجيران من أجل الحصول على بعض النقود لزوم مواصلات العيال الصغار وفطور المدرسة ورسوم الدراسة.
ثم يأتي الجميع للبيت بعد أن يرخي الليل سدوله، ويتحولقون حول الحلة الخالية من أي قيمة غذائية حقيقية، فيأكلونها، ثم يطفئون الأنوار إلا لمبة واحدة يجلس تحتها العيال من أجل استذكار دروسهم، فتنقطع الكهرباء دونما سبب، ربما بسبب رداءة الشبكة أو خلل التوليد في سد مروي، فينتظرون عودتها وجيوش الناموس تملأ المكان، ويلعنون السلطة والحرامية وكل مصاصي دماء الكادحين. وفي نفس الوقت يجلس سادن بائن على مكتبه الوثير، فيدخل عليه السعاة بالمرطبات والشاي والقهوة، ثم يطلب العشاء المحمول من فندق خمس نجوم، ويطلع بعد مهرجان العشاء ولوازمه على التقرير الأمني اليومي وفي نهايته الجملة المعهودة(الأمن مستتب والأمور في أركان الدولة تجري على مايرام) فيغلق الملف، ويتصل بالجهات المعنية لزوم التقريظ وصرف الحوافز، ثم يركب عربته الفارهة بصحبة أسطول النجدة والحرس والمواتر إلى حيث قصره الفاره الذي بناه من مال الشعب؛ عن طريق السرقة والحرمنة وكل وسائل النهب من تجنيب، وترطيب، وتشطيب،ناسياً الحمار والزير والمشلعيب.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاخ كمال كرار ما قلت الا الحقيقة التى تؤلم اهل الانقاذ الذين سرقوا ونهبوا خيرات هذا الشعب الابى الصامد
    لكن سياتى يوم يفرون منه من غير رجعة وليل الظلم قصير باذن الله

  2. أيها العالم اجمع اشهدوا بأن كل ما قاله الاخ كمال كرار هو عين الحقيقة وهذه هى حياتنا ومعيشتنا اليومية فى السودان وأنظروا الى ماذا ياكل الترابى ولوحده (كسرة + ملاح تقلية + ملاح بطاطس + ارز + لحمه شيه + سلطة خضراء + شبس + رغيف + ماء بارد) ومن أين له كل هذا وهو ليس له عمل وظيفى ؟

  3. لم تاتي بجديد كل الناس عارفة وازيدك نفحة البت عاطلة والولد ساب الركشة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ماهو الحل ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..