أخبار السودان

غموض يلف مفاوضات جنيف مع ضبابية موقف الجيش السوداني

لا يزال الغموض يلف مصير عقد مفاوضات جنيف لإنهاء الأزمة السودانية المقررة في الرابع عشر من أغسطس الجاري، في ظل ضبابية موقف الجيش السوداني الذي لم يؤكد ذهاب وفده إلى سويسرا، في وقت أعلن المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريلليو، مساء الأحد، وصوله إلى جنيف لإجراء المباحثات.

وأعلنت الحكومة السودانية تمسكها بتنفيذ “إعلان جدة” الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع في مايو 2023، ورفضها وجود أي مراقبين ومسهلين جدد لحل الأزمة في البلاد، في إشارة إلى دولة الإمارات ما يعكس تناقض موقف الجيش السوداني الذي سبق أن استدعى وساطة إماراتية في الأزمة السودانية وذلك خلال مباحثات أجراها رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الشهر الماضي مع رئيس قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، ذلك بعد ادعاءات اطلقها مسؤولون في الحكومة السودانية تتهم أبوظبي بتسليح قوات الدعم السريع دون تقديم دليل ملموس.

وقال بيان صادر عن متحدث الحكومة، وزير الإعلام غراهام عبدالقادر “تؤكد حكومة السودان تمسكها بتنفيذ إعلان جدة الموقع في 11 مايو 2023، وترفض وجود أي مراقبين أو مسهلين جدد، وترحب بالمبادرات التي تلبي وتستجيب وتحفظ سيادة البلاد وكرامة الشعب”.

وترعى الرياض وواشنطن منذ 6 مايو 2023 محادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة السعودية بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين والخروج من الأعيان المدنية، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين الطرفين، ما دفع الوسيطان لتعليق المفاوضات.

وأفاد البيان بأن اللقاء التشاوري بين الحكومة السودانية والوفد الأميركي بشأن الدعوة للمشاركة في ملتقى جنيف، انعقد الجمعة والسبت الفائتين، في السعودية.

وفي وقت سابق الأحد، أعلن رئيس الوفد الحكومي السوداني المفاوض في مدينة جدة السعودية وزير المعادن محمد بشير أبونمو، انتهاء الاجتماعات التشاورية مع الإدارة الأميركية دون التوصل إلى اتفاق على مشاركة الوفد السوداني في مفاوضات سلام بسويسرا، ليعلن بعدها المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريلليو، وصوله إلى جنيف لإجراء مباحثات لإنهاء الأزمة السودانية.

وقال بريلليو، عبر حسابه على منصة إكس “بفضل السعودية وسويسرا كمضيفين مشاركين، يسعدني الوصول إلى جنيف من جدة لإطلاق هذا الجهد الدولي العاجل في سويسرا لإنهاء الأزمة في السودان”.

ودعت الخارجية الأميركية في 23 يوليو الماضي، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى المشاركة في مفاوضات لوقف إطلاق النار تتوسط فيها واشنطن وتبدأ بسويسرا الأربعاء المقبل، ليعلن بعدها قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” موافقته على الدعوة الأميركية.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربا خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وأضاف بريلليو “بالإضافة إلى المشاورات مع الأطراف، سمعنا من عشرات الآلاف من المدنيين داخل وخارج السودان.. رسالتهم واضحة: إنهم يريدون وضع حد للإرهاب اليومي المتمثل في القصف والتجويع والحصار” على حد تعبيره.

وأشار إلى أن “الولايات المتحدة وشركاؤنا ملتزمون بالاستجابة لهذه الدعوة”.

وهاجمت قيادات سياسية سودانية، موقف الحكومة التابعة للجيش السوداني، بعدم المشاركة بمحادثات جنيف المقبلة للسلام، معتبرين أنها ستطيل أمد الحرب بين الطرفين المتصارعين، والخاسر الوحيد هو الشعب السوداني.

ووصفت أبونمو بـ”غير المسؤول، ويأتي في سياق الضغط، لإفشال محادثات وقف إطلاق النار”.

واعتبر نائب حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف، أن تصريح أبونمو يأتي في سياق الضغط على الجيش السوداني، بعدم الذهاب، إلى جنيف، لحضور محادثات وقف إطلاق النار.

وأكد في تدوينة على منصة “إكس”، أن توصية أبونمو لقيادة الجيش السوداني بعدم المشاركة في مفاوضات جنيف، موقف مخيّب لآمال الملايين من السودانيين ممن شردتهم الحرب ودمرت حياتهم.

وأضاف أن “التصريح جاء غريبًا، إذ إنه حمل توصية للقيادة أعلنها عبر الإعلام، وإن كانت التوصية ما زالت قيد النقاش، فمكانها هو قاعات الاجتماعات الداخلية، وليس الوسائط الإعلامية”.

ورجّح أن الإعلان يأتي في سياق الضغط على قيادة الجيش السوداني بعدم الذهاب للتفاوض، وهو أمر تزامن مع حملة ينظمها عناصر النظام البائد عبر القنوات الإعلامية، ومنابر المساجد تسير في ذات الاتجاه الداعي لاستمرار القتال، ورفض الحلول السلمية التفاوضية.

وأشار إلى أن أطرافا في معسكر الجيش السوداني، تتخذ مواقف ضد الحل السلمي التفاوضي، لأسباب ليس من بينها النظر لـ”معاناة الشعب السوداني”، التي طالت، بسبب استمرار الحرب.

وأكد أن الخيار، الآن، لدى قيادة الجيش السوداني، وعليها أن تنظر لملايين السودانيين الذين يتطلعون لمفاوضات جنيف كبارقة أمل تنهي معاناتهم، وأن يستمعوا لأصوات الجوعى والنازحين واللاجئين والمرضى، والذين يريدون العودة إلى ديارهم وعيش حياة طبيعية، وليس ضجيج من يريدون اتخاذ الحرب كوسيلة لتحقيق مكاسب سلطوية بائسة لا قيمة لها.

من جهته، هاجم القيادي بمعسكر الجيش السوداني، مبارك الفاضل المهدي، تصريح رئيس وفد حكومة بورتسودان لمشاورات جدة، لقائد الجيش بعدم المشاركة في مباحثات السلام في جنيف بسويسرا.

وأكد في بيان نشره عبر منصة إكس أن قواعد العمل في أي حكومة، تفرض على أي مسؤول حكومي، مهمة تقديم تقريره لرئيسه، وألا يصرح بنتائج المباحثات التي شارك فيها، قبل تسليم التقرير.

وأشار إلى أنه “في حالة أبونومو، فهو رئيس شرفي لوفد عالي المستوى يضم جنرالات في الجيش، وبالتالي فإن تقييم نتيجة المباحثات وكتابة التقرير يقوم بها الوفد مجتمعًا”.

وأضاف أن “إعلان رئيس الوفد رأيه الشخصي بمقاطعة مباحثات السلام في جنيف قبل كتابة تقرير الوفد وقبل البرهان بما دار في المباحثات مع الوفد الأمريكي، تصرف غير مسؤول.

واعتبر إعلان التوصية، بعدم المشاركة في مفاوضات السلام، حتى يحرج البرهان‎، ويقطع عليه الطريق في اتخاذ قرار بالذهاب إلى جنيف.

وشدد الفاضل على ضرورة أن يُوضع حدٌ لما أسماه بـ”العبث”، موضحًا أن مصير الدولة السودانية على “كف عفريت”، فأكثر من 10 مليون سوداني، مشرّدون، بسبب الحرب.

وقال إن “على الفريق البرهان، أن يرسل وفده لمباحثات جنيف، فهي فرصة أخيرة لوقف الحرب، وتنفيذ اتفاق جدة، لإعادة النازحين واللاجئين إلى منازلهم، وحقن دماء أبناء السودان”.

واعتبر المتحدث باسم الحزب الاتحادي الأصل، إبراهيم الميرغني، في تدوينة على منصة إكس رئيس وفد حكومة الجيش في مشاورات جدة، أنه “موقف يعرقل آخر فرصة لتحقيق السلام، ويسد باب الأمل في وجه شعب مشرد بين الملاجئ، تاركًا خلفه وطنًا دمرته الحرب”.

وكانت حكومة بورتسودان الخاضعة لسلطة الجيش، أعلنت الجمعة عن “إرسال وفد إلى جدة، يترأسه أبونمو، للتشاور مع حكومة الولايات المتحدة حول الدعوة المقدمة، منها حضور المفاوضات التي ستنعقد في جنيف، في 14 أغسطس الجاري، بخصوص وقف إطلاق النار”.

وأثار القرار جدلا في السودان وسط اتهامات للجيش السوداني من خصومه بـ”المراوغة” لإفشال محادثات جنيف، التي قُدمت فيها الدعوة لطرفي الصراع في السودان، وليست للحكومة.

وكان الحلفاء العسكريون للجيش، قد طالبوا بإشراكهم في محادثات وقف إطلاق النار في سويسرا، قائلين إن “تقديم الدعوة للجيش وحده، أمر مرفوض جملة وتفصيلًا”.

وتشمل قائمة هؤلاء الحلفاء: الحركات المسلحة التي تنضوي تحت حلف “القوة المشتركة”، وتقاتل إلى جانب، ضد قوات الدعم السريع، على رأسها حركة “تحرير السودان”، بقيادة حاكم مني أركو مناوي، وحركة “العدل والمساواة” برئاسة وزير المالية جبريل إبراهيم.

ويشار إلى أن الوفد الذي أرسله البرهان، إلى جدة، يقوده وزير المعادن المحسوب على حركة “تحرير السودان” التي يقودها حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، ويضم آخرين من الحركات المسلحة التي تقاتل مع الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، كما شارك في المشاورات السفير دفع الله الحاج علي، المحسوب على جماعة نظام الرئيس السابق عمر البشير

العرب

‫5 تعليقات

  1. يا ناس الراكوبة ، حفاظا على كرامة الجيش السوداني ان تبقت له كرامة لا تنشروا صورة البرهان هذه

  2. دعوني اخرج من سياق الموضوع واعلق علي الميري الذي صار طابعا مميزا لهذا الاهرق
    طبعا لابس قبعة كابويات وقميص تي شيرت وهو نفس اللبس الذي ولي به هاربا من القبو و فيهم من اشار اليه ان يواصل في هذا اللبس
    بهذه الكيفيه التي لم نعدها لكل القاده الذين سبقوه حتي لا يظهر للجميع انه خرج من البدروم علي عجل بعد تم الترتيب الي امر الهروب.

    في نفس السياق عندما نصب كافور الاخشيدي ملكا علي مصر وهو زنجي الدم ومعروف عندما تقرع الطبول يتدفق هرمون الطرب في دمائهم ولايمكن ان يحبسهم حابسا من الرقص يكل اجزاء الجسم…في هذه اللحظه تحرك كافور الاخشيدي بكل جوارحه التي تبدأ بتحريك الرقبة يمنه ثم يسري
    وبعدها يتحرك باقي الجسم في تلك اللحظه انتبه اليه مدير القصر ولكزه حتي يتذكر انه صار ملكا وهذا لايليق بالملوك وبما ان كافور كان زكيا من مهرج في البلاط حتي صار ملكا..فقد استدرك لابد من عمل هذه الحركه ثابته حتي في حالات عدم دق الدفوف حتي يفهم الجميع ان هذه عادته وليس لها علاقه بهرمون طرب الزنوج مع الطبول وحتي مات.اعتقد ان البرهان سوف يكون هذا ينوفورمه حتي مغادرة القصر غير ماسوفا عليه.

  3. شكرا شكرا مبارك الفاصل حفيد المهدي
    صدحت بالحق وجاهرت به للتاريخ
    أنتم قادة الأمة تقدمو إلى الأمام
    بكل قوة و جسارة وتوحدو
    الشعب السوداني فى انتظاركم
    لعنة الله على الكيزان و الجنجويد
    ومن لف لفهم إلى يوم الدين

    1. محمود ود احمد ، يا حليل محمود ود احمد ، الامير القارس الذي هدد وتعود الدناقلة في دنقلا قائلا (والله تقلو ادبكم اشرب ليكم موية البحر دا واخلى ليكم بلابيطو بره)) يعني ينشف البحر ويخلي سمكو بره… وانت يا سيد الاسم جاي تشكر مبارك الفاضل اكل الفطايس ، نميري الهالك قال عن مبارك الفاضل لمن جاء وزير الدولة للطاقة ، دا انجس واحد في حزب الأمة ، لو قل ادبو اضربوهو بالجزمة ،، وقال عنه الصادق المهدي لمن سارع في الاتفاق مع الكيزان جايبين ليهو لحم تور وقام جاري للفطيس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..