أخبار السودان

هل نحن مجتمع ديمقراطي ..!

منى أبو زيد

«لأن العرب يؤمنون بالقسمة وضعتهم أمريكا في جدول الضرب» .. جلال عامر ..
هل أنت شخص ديمقراطي؟.. لا ألومك أبداً في استخدام حقك في التثاؤب ضجراً، أو الحوقلة ضيقاً بمثل هذا السؤال! .. أحياناً ومع مثل هذه الأسئلة تتحول حكاية عدم الاستلطاف الأزليَّة بين بعض القراء وبعض الكتاب إلى مسألة شخصية! .. ثورة كرامة يقودها عقلك الذي تستفزه بعض أشكال التناول الصحفي لبعض القضايا .. ولكن ..
مهلاً! .. هذا السؤال ليس استفهاماً إنكارياً على غرار (أغير الله تدعون) ـ لا سمح الله! ـ بل محاولة لتأصيل تلك الفُرقة التي تحيط بانتماءاتنا الاجتماعية، و?تجذير? ذلك التشرذم الذي يحيق بأحزابنا السياسية .. والإجابة النموذجية على كل ذلك، تقتضي أن نجتهد أولاً في تفكيك ?استهبال? الشعوب حتى نستوعب ?استعباط? الحكومات ..
أغلب ظنِّي أن نجاحنا في ذلك مشروط بوقفة لائقة مع مفهوم الديمقراطية عندنا وعلاقتها الوطيدة بالتاريخ الأسري للشخصية السودانية، لكن الإجابة على ذات السؤال تقتضي أن نسأل أكثر ..!
ما معنى ديمقراطية بالنسبة لك؟ .. هل هي حكم الشعب لنفسه .. أم حكم قائم على تداول سلمي للسلطة؟! .. هل هي نظام إسلامي قائم على الشورى .. أم نظام ليبرالي قائم الغلبة؟ .. هل أنت مقتنع بحق الآخرين في الاحتجاج على سلوكك والاختلاف مع آرائك وبالتالي إطلاق الأحكام عليك ..؟!
إذا خالف رأيك الفني رأي مرؤوسك في العمل، وكان رأيه هو الأقرب للصواب، هل تقبل بأن يُعتمد رأيه وأن تصرح بذلك؟ .. ثم، هل تقبل بأن تكون العصمة في يد زوجتك؟ .. وإن كنت لا تقبل فهل تنكر ذلك على صديقك الذي فَعَل ..؟
هل تقبلين أن يتزوج زوجك من أخرى مع احتفاظه بك؟ .. وبافتراض أنك لا تقبلين فهل تنكرين ذلك على صديقتك التي فَعَلت؟ .. هل ترضى بأن يكون القرار النهائي في مشكلة أسرية لزوجتك؟! .. وإن كنت لا تقبل هل تنكر على جارك الذي يفعل؟ .. هل تقبل بأن يسمي أنسباء ابنك البكر حفيدك الأول ..؟
هل تقبل بأن تلتحق ابنتك المحجبة التي تحفظ القرآن الكريم كاملاً بالمعهد العالي للفنون المسرحية؟ .. هل تقبلين أن يلتحق ابنك ـ الحاصل على بطولة الجامعة في كمال الأجسام ـ بكورس صيفي لتعلم الطهي والتدبير المنزلي؟ .. هل تقبل بأن يقرر ابنك المتفوق في امتحان الشهادة الثانوية ـ والذي تم قبوله في كلية الطب ـ الاستقالة من كلية الطب والتفرغ تماماً لدراسة تاريخ الفن ..؟
إلى أي مدى قد تشارك ابنك أو ابنتك في اختيار الزوج المناسب؟ .. وهل توافق على خياره أو خيارها، في حال اختلف عن خيارك ـ في ظل توافر الصفات الأساسية التي يشترطها الدين ـ في المخطوبة أو الخاطب ..؟
وفقاً لذلك .. وعلى ضوء ما تقدم .. هل تعتقد جازماً بأنك شخص ديمقراطي، في مجتمع ديمقراطي ..؟

أخر لحظة

تعليق واحد

  1. نعم..أيوه..بالحيل نحن شعب ديموقراطى..ألم تعرفى بعد بأن الشخصيه السودانيه عاطفيه وإنقياديه ومصلحجيه.
    على المستوى السياسى عندك ناس رفعوا لواء المعارضه ضد الانقاذ والان هم إنقاذيين اكتر من الانقاذ.
    وعلى المستوى العقائدى تجدى الناس مختلفه فى الانتماء الطائفى حد الاحتراب وفى الحوليات جالسين على صحن فته واحد.

  2. الذى يقرأ العنوان و موضع المقال يقول هذه المنى ركبت قطار المقالات الجادة و الهادفة لتطلعات ظروف الشعب و بعد ان قرأته فلم تجد فيه غير برامج تلفزيون الشروق و لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

  3. شنو رأيك وانتى تكتبين في صحف النظام والبشير حاكما بالحديد والنار ولمدة 27 عاما هل انتى ديمقراطية؟؟؟ خليك واضحة واجيبى على سؤالى حتى لو كان الثمن قطع رزقك؟؟

  4. للاسف نعم نحن لسنا مجتمع ديمقراطى !!

    لدى طرفة مع والدى اطال الله فى عمره بعد ان امتحنت الشهاده الثانوية ورزقنى الله بنسبة تؤهلنى لافضل التخصصات على الساحه ،، لكنى صارحت والدى وفى جلسة سمر باننى لا اريد ما يصبوا له هو ،،
    وانى افضل ان ادرس كلية الموسيقى والدراما لانى اعشق كتابة القصص والدراما ،، خصوصا الكوميديا والتمثيل وكنت معجب جدا فى ذاك الوقت بالرائع الطيب شعراوى وجمال حسن سعيد ،، لكنى تفاجات به بان رفع مركوبه ودور فينى خبط فوق راسى لامن ” ظرت ” من كتر الدق ، واكورك خلاص ما داير لا كوميديا لا متعاعب والله خلاص تبت !!

    وهو يخبط فينى ويقول لى يا اين الكلب هم ناس الطيب شعراوى وجمال حسن سعيد مضايقننا فى المواصلات يوماتى راكبين معانا شماعه ،، هاك خبطك ، خبطك ، خبطك ،، ورم راسى والله اليوم داك !!

    لكن بينى وبينكم كلامه طلع صاح والله هى وينا الكوميديا مع الكيزان ديل ،،

    عموما لدى قناعه ان معظم اختيارات الاهل لابناءهم تصب فى مصلحتم نظرا لصغر سن الصبى وعدم درايته بمصلحته فى تلك الفتره الحساسه من عمره .

  5. نحن شعب لا،،،يستحي للأسف الشديد.
    مهما ،،،وصلنا إلي قمة التعليم فنحن مكبلون ومنقادون.

  6. بالتاكيد الاجابة بالنفي نحن السودانيين شعب غير ديمقراطي بالمرة والدليل عدم صبر الشعب نفسه علي ممارسة الديمقراطية فنجد الشعب عن بكرة ابيه يخرج فرحان ومهلل ومكبر للانقلابيين علي الديمقراطيةو بعد مرور وقت وجيز نجده يندب حظه ويقول ليك يا ريت لو صبرنا علي الجكومة الديمقراطية الشعب السوداني عنده ازدواجية غريبة في كل شي لذلك اعتقد ان انسب حكم يتناسب معاه هو الحكم الديكتاتوري الذي يعشقه

  7. أحياناً ومع مثل هذه الأسئلة تتحول حكاية عدم الاستلطاف الأزليَّة بين بعض القراء وبعض الكتاب إلى مسألة شخصية! (اقتباس). هل هذا حاصل فعلاً؟

    الديموقراطية دائرة واحدة متداخلة مع دوائر قيم وموروثات أي مجتمع! فإذا تعارضت الديموقراطية مع هذه القيم تصبح فوضى……….. يقبل الأب الانجليزي مساكنة ابنته لأي شاب تريده بعد سن 18 سنة التي (يُفرخ) و (يفطم) فيها الشاب والشابة هناك…. هل نطلق على قبول الأب الانجليزي لمسلك بنته ديموقراطية؟ وهل نطلق على الأب السوداني الذي لم يسمح لبنته الراشدة بمساكنة شاب آخر، بأنه والد غير ديموقراطي؟

    اختصارا، الديموقراطية تستمد روحها من القيم والعادات والتقاليد والموجهات الدينية لأي مجتمع……….. فإذا خرجت الأفعال والتصرفات وصناعة الحياة عن تلك الأطر تصبح فوضى وليست ديموقراطية………. أي مجموع القيم هو الأصل هو الدائرة الكبيرة التي تتحرك بداخلها الدائرة الصغيرة التي تسمى ديموقراطية…………. هذا والله أعلم……….. بس ياريت تورينا أنت متحسسة من القراء ليه؟ وبكل صراحة هل تضيقين من النقد؟ وهل تؤرقك إساءة القراء إليك؟ وهل تعتقدين أن حياتك الخاصة في خطر بسبب القراء؟ عموماً القارئ مثل الزبون والمواطن فهو دوماً على حق. أنتو أكتبوا وتحملوا….

  8. تساؤلات وتساؤلات عن الديموقراطيه؟يبدو لى انك انت التى لا تفهمين معناها(لإختلاط اسلوب المخاطب) ,(خلينا فى ارض الواقع) اين الديموقراطيه لحكم دام ال 27 سنه بدون منازع؟ اجيبى على هذا السؤال.اولا.
    مقالك عباره عن خلط وتغليط و تسليط الضوء علي منظور ديموقراطى للفرد بعيدا عن دكتاتورية السلطه و نظام الطبقه الحاكمه . الديقراطيه فى اطار متعدد وغير محدد (المخاطب:احيانا شمولى واحيانا فردى) فلك ان تحددى:انظمة الحكم , المجتمع ,الاسره ام الفرد؟ام التكامل؟ وكان الاجدر ان تكونى شجاعه وصادقه فى تناولك للقضيه وبصوره واضحه .تتحايلين كثيرا بالتقلب فى موضوعك من نقطه لاخرى (عتاب ثم اتهام,سخريه ثم مغالطه لقيم مجتمعيه). لعلمك ان ديموقراطيه النظام الحاكم تلعب دور كبير ولها اثر فعال فى ديموقراطيه كلا من المجتمع والفرد سلبا او ايجابا.اجيب هنا فقط للديموقراطيه الفرديه للشخص فى اتخاذه قرار حياتى لظرف ما يتوجب عليه ,واحيانا المجتمع يفرض عليه اتخاذ ذلك القرار اتباعا. مما تعارف عليه قبيح ام جميل(عرفا مقبولا او مرفوضا). والانسان السودانى انسانى وعاطفى لحد الغرور ويسعى للخير لأبنائه وبناته دائما وابدا ويخاف عليهم ويحميهم بالغالى والرخيص.وقد كانت نسبه الاميه فيه كبيره فى عهود غابره.فغرزت فيه صفة التفاخر بالابناء والتعليم, وان بعض المهن هى افضل من غيرها (كالطب والهندسه) وبعض المهن لا تعتبر الا تحقير واذلال(فنون:كالرسم,غناء,مسرح )ومجتمعنا لعب دور كبير فيها.وخروج المراءه للعمل عوره وعار يخجل منه الجميع وانها لا تقدر حماية نفسها و بان الرجل هو الكل فى الكل ولا يقبل المراءه شريكه له فى العمل .عقليه(جمل الشيل-فارس القبيله ابو شنب). (ده زمن عدى بى خيرو وشروا) وتخطيناهو بمراحل, الحمدلله.(يكفيك وجود الجنس اللطيف فى الاستاد الكروى هتافا وتشجيعا جمبا لجمب مع الرجل). اختصر الموضوع هذه الشوائب لن تنتهى سريعا ولكن اخصص كل انسان سودانى حر فى تعامله فى الحياه وتقيمه للظروف والاحوال المحيطه به من منظوره الشخصى والنفسى والدينى او المجتمعى والتعليمى المحيط به ويسعى للافضل (لحياته او لإفراد اسرته) فهو حر يملك قراره(يتزوج 3 ,يختار لإبنه افضل الوظائف,يتعشى فول ولا كمونيه حر) بما تسمى ديموقراطيه الفرد فى الحياه وذات قيود مجتمعيه ودينيه. اذن هو ديموقراطى.اما ما انهال عليه من ظلم وهتك اعراض وذل وهوان غصبا وقهرا طوال ال27 سنوات هذه دكتاتوريه محكمه وواضحه لم تترك له اى حريه تقال وقطعا هى سبب تساؤلاتك هذه.لانها سبب كل المصائب الحاليه وفساد الفكروالاخلاق معا والتحول للمنظور المادى فى كل شئ نتيجه للمعاناه (مشاكل الزواج عموما-اغتراب-تزويج قاصرات,مسنين لشباب. حسب تساؤلاتك).دمرت كل القيم والاخلاق وتحول الجميع الى كلاب مسعوره تجرى وراء من له جاه او مال بغض النظر عن هويته وجوهر شخصيته.اقتباس:في تفكيك ?استهبال? الشعوب حتى نستوعب ?استعباط? الحكومات
    فلماذا لم تتناوليها بالفحص والتحليل والموازنه بين الاستهبال والاستعباط وهو موضوع دسم ربع قرن من الزمان.(ما يستاهل يعنى؟) فهل انتى حقا ديموقراطيه ؟.
    اما تساؤلاتك لمسؤول او من يملك سلطه ما فهذا موضوع يتعلق بنظام الحكم وواجبه المناط به وممن عاشرهم(من عاشر قوما 27 سنه اكيد لا يختلف عنهم- وليس اربعين يوما فقط) واكيد لم يرى سبيلا لما يسمى بديموقراطيه .ملاحظه اخيره لماذا انصبت جل تساؤلاتك عن الزواج لتحديد الديموقراطيه فى الغالب الاعم او النساء بصفه خاصه ؟ الم تعلمى ان مجتمعنا السودانى يقبل التغيير والتطور,بدليل فى عهد من العهود كان لا يمكن للمراءه العمل فى مجالات:التمريض,الاذاعه والتلفزيون,الصحافه, موظفات المكاتب وغيره ناهيك عن الفنون والمسرح التى تتحدثين عنها الان. تصحيح هذه القيم لا تاتى بين يوم وليله لإرتباطها بالسلوكيات وليس الشكليات والكل يخاف على الشرف والكرامه (عرف قديم ) ويزول بزوال المؤثر. اخيرا ,ما رأيك فى شيخ محايتو ببسى وحيرانو جكسى؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..