مقالات وآراء سياسية

 لماذا البكاء يا حزب الامة وقد حذرناكم كثيرا (4)

شوقي بدري

 

تعرض العميد عبد الرحمن فرح عبدالرحمن لكثير من النقد الجارح والسخرية، بعد سرقة السلطة بواسطة الترابي والكيزان . لقد ظلم عبدالرحمن كثيرا، لأنه كان على رأس الامن . قالوا انه لم يكن متمرسا في الامن وقد تحصل على المنصب بسبب انصارية اسرته الممتدة . وفيما بعد ظهر للعالم انه لم يكن في يده حيلة فالانقلاب خطط له الترابي الصادق وتابعه فضل الله برمة .

تم التخلص من جهاز المخابرات وطرد العقول التي كانت تديره . اعتبروا الجميع سدنة لمايو . الغلطة تماثل طرد كل الاطباء المحاسبين المهندسين لانهم مارسوا مهنتهم في زمن مايو . المخابرات السودانية مثل كل مخابرات العالم تحتفظ بفايل لكل انسان حتى نميري .

تم التخلص من المخابرات وتحجيم الجهاز ورئيسه العميد عبدالرحمن فرح عبدالرحمن بواسطة قانون قام الترابي في 1988م بتفصيله وحياكته لتحييد الجهاز ليسمح للكيزان والصادق لاستلام الحكم والقضاء على الديمقراطية وتنفيذ ما خططوا له لخمسة عقود كما صرحوا فيما بعد .ما هو ذنب العميد عبدالرحمن ، والصادق والترابي يتآمرون . ….. حاميها حراميها .

العميد عبدالرحمن تكلم وفضح اصحاب المؤامرة ، بل تكلم عن خطتهم في اغتيال البطل جون قرنق . نشرت هذه التصريحات في عدة صحف منها الصحافة الخرطوم والسياسة التي كان يمتلكها الاخ خالد فرح عبدالرحمن شقيق العميد عبدالرحمن . وقد اعاد نشرها من التسجيلات مصطفي عبدالعزيز البطل في يوم 31/2013 مايو .

اقتباس

نشرت صحيفتنا (الخرطوم) في عددها الصادر أول امس الأحد الجزء الاول من حوار مطول مع العميد (م) عبدالرحمن فرح، أمين المعلومات السابق في حزب الامة، ومستشار جهاز الأمن الوطني، الذي كان قيد الانشاء عند وقوع انقلاب العصبة المنقذة في يونيو 1989م. كانت تلك صفة الرجل الرسمية. ومُسمى (مستشار الجهاز) ابتدعه الدكتور حسن الترابي، النائب العام آنذاك، الذي أشرف على صياغة قانون جهاز الأمن الوطني، وعرضه ودافع عنه أمام مجلس الوزراء، كما سبقت الاشارة في مقال سابق. ويشير المسمي بالطبع الى المسئول السياسي والتنفيذي الاول في الجهاز، ولكنه يتبع نمطاً او منهجاً في التسميات لهذا النوع من المناصب، لم يكن مألوفاً في السودان.

الذي أعرفه يقيناً أن عبدالرحمن فرح لم يكن راضياً عن المسمي الوظيفي (مستشار الجهاز). وأذكر تماماً أنني كنت أجلس، في ذلك اليوم من عام 1988م، الى جانب السيد/ خالد فرح صاحب جريدة (السياسة) آنذاك، وصديقه الصدوق الاستاذ عبدالوهاب بوب المحامي الشهير، وعبدالرحمن فرح نفسه. كان الثلاثة يقلبون بين اياديهم وثيقة أحضرها معه عبدالرحمن تحمل قرار التعيين. وقد صاغ خالد الخبر بيده، ونشر بالصفحة الاولي في اليوم التالي تحت عنوان : (تعيين عبدالرحمن فرح مستشاراً لجهاز الأمن الوطني بدرجة وزير مركزي).

والجزء الاخير من عنوان الخبر الذي نشرته (السياسة) محض تزيّد، اذ أن القرار لم يكن قد حدد أية درجة لذلك المنصب، وزارية او غير وزارية. ثم أن عبد الرحمن فرح لم يكن راضياً عن القانون نفسه، الذي جرد الجهاز واقعياً من أية سلطة تنفيذية او اختصاصات أمنية حقيقية. اذ لم تكن للجهاز تحت ظل ذلك القانون أنياب ولا أسنان، بل اقتصرت مهامه على جمع المعلومات وتحليلها. كان منطق الترابي الذي حاجّ به رصفائه في مجلس الوزراء عندما نوقشت مسودة القانون هو أن العهد الديمقراطي لا بد أن يبتعد قدر الامكان عن تجربة النظام المايوي في خلق جهاز أمني اخطبوطي يقيد الحريات ويشيع الخوف بين الناس.

ولا بد أنك – أعزك الله – تعرف الآن، وبعد مضي كل هذه السنوات، أن غرض الترابي ودافعه الحقيقي عندما صاغ القانون عام 1988م كان هو التمهيد لخططه الانقلابية، بتجريد الحكومة من أدوات أمنية واستخبارية سلطوية فاعلة .

نهاية اقتباس

آل فرح اسرة سودانية مميزة جدا في امدرمان وفي الخليج خاصة امارة ابوظبي . من تلك الاسرة العميد عبدالرحمن فرح عبد الرحمن . على رأس تلك الاسرة التي سكنت بالقرب من سوق العرضة العم فرح عبدالرحمن احد خريجي كلية غردون القديمة . صالح فرح كبير الاخوة هم احد اساطين القانون وهو صنو للكبار منهم منصور خالد . لهم مقدرة عالية في تطويع اللغة العربية والانجليزية ومن كتاب وادباء السودان . الاخ صالح فرح له القدح المعلى في كتابة دستور الامارات كما كان المستشار القانوني للشيخ زايد .

العم فرح والذي عرف بوحيد اخوانه بواسطة شقيقاته كان رجلا مشرفا واشتهر بالكرم والبيت المفتوح لطلاب العلم منهم زميلنا في الاحفاد الظابط مامون المقبول والاخ سيد المقبول الذي يعيش في المانيا كطبيب لستة عقود ، كان يحكي لي عن تلك الاسرة الرائعة وكفتيرة الشاي بي اللبن التي لا تجف بالرغم من العدد الكبير . العم فرح عبد الرحمن مالك لاول مطبعة في الامارات وصار يطبع جريدة الاتحاد بعد أن كانت تطبع في بيروت . من الابناء اخي وصديقي عبدالله فرح طيب الله ثراه والذي زاملني في الدراسة الاولية وفي الثانوية وكنا مثل الاخوة وتواصلت بعد موته مع ابنه .

كنت مع عبدالله اتردد على مصنعهم في المصفح واذكر انه من الغرائب انه كانت في المصنع شجرة مانقو . كنت اصر على زيارة عبدالله فرح في اول يوم اضع قدمي في الامارات . اذكر انه في احد المرات قد وضع تحت تصرفي سيارة . اذكر ،،فيلة،، الاسرة التي صارت مسكنا لعبدالله وحده . من الاخوة مهدي الذي كان في القوات المسلحة والاصغر هو ابراهيم .

خالد فرح هو صاحب جريدة السياسة وقد طور الصحافة السودانية كما عرف وقتها باحدث المعدات المكاتب المريحة والاجور العادلة للصحفيين بعد ان كانت كما كان يقول على شمو ،،كناتين ،، السياسة كانت تبيع 80 الفا من النسخ بجانب 7 الى 8 الف خارج السودان . وتلك ارقام مهولة في السودان . ارتبط اسم خالد فرح بالبنك الفرنسي . درس خالد فرح في البداية في براغ ثم انتقل الى يوغوسلافيا وتزوج بيوغسلافية . كان خلاقا انيق المظهر وله كاريزما وشخصية طاغية، كما كان شجاعا . عبدالله الذي اعرفه جيدا كان من يقال عليه يقضي كل غرض وله مقدرة فائقة في الاقناع والنقاش ، وفي نفس الوقت كان سهلا متواضعا يحب الناس لدرجة المرض يقصد دائما للمساعدة والتدخل . كان منعني من الرجوع الى الفندق الذي توفره لى شركتنا الموارد التي كان يشاركني فيها عبدالله النهيبان ابن عم محمد النهيان ، حتى نواصل الحكاوي عن الاصدقاء وامدرمان . كنت والجميع نستمتع بزيارته في السويد في زمنا جميل جار عليه الترابي الصادق وتابع الصادق فضل الله برمة.

اسرة فرح تحصلت على الجنسية الاماراتية وكذلك اصهارهم آل معني المشهورين في امدرمان . منهم كابتن الكرة وظابط البوليس المشهور عصمت معني الذي رفض طلب نميري بالحاقه بالامن بوضع مميز الا انه اصر على انه ظابط بوليس في خدمة الشعب ويواصل مشاوره مع البوليس.

بكل بساطة يقوم برمة بتكذيب الرجل الامين العميد عبدالرحمن فرح. ويسئ لاسرة سودانية تركت سيرة عطرة في الخليج وفي الوطن . ماذا ترك او سيترك برمة ؟؟ .

اذكر أن العميد عبدالرحمن قد اتى لزيارة كريمته وزوجها دكتور عطا في السويد مدينة يوتوبوري التي هى ثاني اكبر مدينة في السويد . كما عرفت من اخي العميد بدري والاخوة انه ترك اثرا جيدا عند الجميع .

الشرفاء يكذبون والكذابون يشرفون !!

وجدت نفسي مجبرا للرد على فضل الله برمة في موضوعين .

 

اللواء فضل الله برمة ، عبدالرحمن لم يكذب

شوقي بدري18 ديسمبر، 2011

فيسبوك ‫X

شوقي

 

السيد اللواء فضل الله برمة ، لقد قرأت ردك على افادات الاخ عبدالرحمن فرح والتي ذكر فيها بوضوح وصراحة ومصداقية عالية ، بأنه كانت هنالك خطة لأغتيال الشهيد جون قرنق في ايام الديمقراطية الاخيرة . الأخ عبدالرحمن فرح لم يذكر هذه الحقائق وهو يتوقع ان يمنح العطايا ويقتطع الضياع . وليس هنالك ما يخشاه الآن ، فلقد تعرض الرجل للسجن والمسائلة . تصرف الأخ عبدالرحمن ، تصرف شجاع ، ويتسم بالشفافية . وهذا ما نحتاجه الآن . عدم الاعتراف بالغلط والتستر ، هو الذي اوردنا مورد الهلاك . والاخ عبدالرحمن اشتهر بالشجاعة والوضوح .

انا اكن كثيراً من الاحترام والاعجاب بأسرة العم فرح عبدالرحمن . وهذه اسرة سودانية رائعة . جاورناهم في امدرمان . وكانوا من الاسر الانصارية التي نعتز بها . وكان عبد الله فرح رحمة الله عليه من أعز اصدقائي في فترة الطفولة والصبا والدراسة . وعن طريقه تعرفت بالعائلة في امدرمان وفي الامارات . كما تعرفت بأشقائه ومنهم مولانا ، وأحد رموز الخليج ، القانوني صالح فرح .

تربطني معك يا سيدي اللواء علاقة اسرية قوية ، كانت تجمعنا في منزلنا في امدرمان ، وكنت ازور زوجتك واطفالك في أيام النيميري وفي ايام الديمقراطية الاخيرة . كما قمت بزيارتك عندما كنت على رأس الجيش السوداني وفي ايام سوار الدهب وبعد ان صرت وزيراً في بداية حكومة الصادق . وكان هذا في كوبر . وسنعود لزيارة كوبر .

لم أرد ان ارد عليك أو على ردك ، دفاعاً عن الأخ عبدالرحمن فرح ، وهو قادر على ذلك . والآن بعد أن هدأت الأمور فلنتحاور بهدوء . وما حيرني انك قد برزت لكي تدافع عن الصادق المهدي ، ومحاولاً تفنيد ما قاله الاخ عبدالرحمن فرح . الرجل قد اعترف على نفسه بشئ . والاعتراف هو سيد الادلة . وتأتي انت و تقول له ان هذا لم يحدث. عزيزي فضل الله ، أنك تغالط الرجل في نفسه . ان أعتراف عبدالرحمن فضيلة . فلماذا تحرمه . لقد كتبت لك قبل عشرة سنوات ، وما هو الآن موجود في مكتبة شوقي بدري في سودانيز اونلاين ، تحت المسكوت عنه . وتطرقت لغلطاتك كوزير للدفاع ، وغلطات الحكومة ، وهذا التفريط ما أدى الى تمكن الأنقاذ .

هنالك شخص آخر يقول بالفيديو ، وهو مسجل في اليوتيوب ، والشخص هو الاستاذ كمال الدين عباس المحامي ممثل حزب الامة في لجنة الاثنا عشر . ولقد قال الاستاذ كمال الدين ان المناضل وليم دينق مؤسس تنظيم الانانيا الاول ومحرر جريدة ”قراس كيرتن” التي تمثل الانانيا . هذا الرجل حضر بنية صافية وقلب مفتوح ومد يديه الى الشمالين ، وهذا بعد اكتوبر . وقال على رؤوس الاشهاد انه لا يدعو الى الانفصال . وأن نضاله كان ضد الدكتاتورية . وكان هنالك مولانا ابيل الير ، نائب رئيس الجمهورية فيما بعد ، وهو من دينكا بور . بلد الشهيد جون قرنق . وكان هنالك عبد الخالق محجوب والأزهري وآخرون . وكالعادة قديماً ، كان الترابي هو من يتحدث بأسم الصادق . وأورد الاستاذ كمال الدين في هذا الفيديو ما عرفه كل الناس قديماً . وهو ان الترابي أصر على ان يكون هنالك رئيس دولة مسلم له ثلاثة نواب مسلمون . ولا بديل لهذا. فقال المناضل وليم دينق أنه لن يقبل ان يكون مواطنا من الدرجة الثانية ، فتدخل الأستاذ كمال الدين عباس قائلاً انه هو ممثل حزب الأمة وهو الذي يقرر . قال المناضل وليم دينق : (نعم انت ممثل حزب الامة ، ولكن ممثل السيد الصادق المهدي هو الدكتور حسن الترابي) .

ما حدث بعد ذلك هو ان وليم دينق قتل ومعه ستة من حرسه الخاص في الكبري الصغير خارج بلدة التونج في طريقه الى رمبيك . وأشارت اصابع الأتهام وكما كتبنا قديماً ونقول الآن الى الظابط صلاح فرج ، وعندما اشترك صلاح فرج في انقلاب 1971م لم يعدم من الرغم من ارتباطه بأبن حييه الهاموش . والهاموش هو المنظم الاكبر مع ابو شيبة للأنقلاب . ولقد شفع لصلاح فرج أنه أغتال وليم دينق ، ولهذا لم يعدم . وهذا ما كتبته قبل سنين عديدة ونشر قبل عشرة سنوات في سودانيز اونلاين . ولقد طرحت سؤال تجنب الجميع الرد عليه ، لماذا نصح السيد الصادق المهدي وليم دينق بالتأمين على حياته ؟. ولقد استلمت زوجته مبلغ عشرين ألف جنية سوداني ساعدها على تربية ابنائها ، منهم مولانا الجنتل مان ولاعب السلة الموجود الآن في واشنطن دانيال. ولقد ساعد كثيراً حضور خالهم الرجل العظيم الدكتور توبي مادوت عندما اكمل دراسة الطب في براغ سنة 1965م. وكان طالباً في مدرسة الاحفاد الثانوية من قبل . هذا السؤال لا يزال قائماً . فالتأمين على الحياة ليس من عادات السودانيين ، جنوبيين كانوا أو شماليين . ولماذا عاش ابناء وليم دينق ايتام وحرموا من الوالد ؟

اقتباس من المسكوت عنه 19 يوليو ”الاب ساترنينو لوهير” قتل مع 28 من حرسه الخاص وهذا في يناير 1967م والقضاء علي مجموعه كبيره بهذا العدد يحتاج لقوه لا تقل عن ثلاثه بلتونات فكيف خطط للمجزره وكيف تم التعتيم عليها في زمن الديمقراطيه؟؟؟

ثم اغتيال وليم دينق ـ موؤسس تنظيم الانانيا وهو تنظيم يدعو للانفصال ـ و6 من حرسه وقد نفذ هذه العمليه صنفا من الرجال او احدي عشر جنديا واشارت اصابع الاتهام لصلاح فرج وهذه الجريمه كانت انكشاريه مدفوعة الثمن وهذا شئ جديد في تاريخ السودان .صلاح فرج لم يعدم بالرغم انه كان جارا في الحي للهاموش ولقد شارك في يوليو ولم يعدم لان قتل وليم دنق قد شفع له وعندما زار النميري سجن كوبر هتف له صلاح فرج بحياته فرد عليه النميري كعادته باقذر الشتائم ثم دل صلاح فرج النميري علي المنشورات التي يدفنها الشيوعيون في الارض. ومن الاشياء التي شغلتني في التفكير ولا ازال افكر فيها هو ان الصادق المهدي قد اصر علي وليم دينق ان يامن علي حياته قبل السفر الي الجنوب ولقد استلمت زوجة وليم دنق مبلغ عشرون الف جنيه مما ساعدها علي تربيه ابنائها تحت اشراف خالهم د. طوبي مادوت زميل الدراسه في الاحفاد وبراغ … السؤال ماذا كان يعرف الصادق ولماذا لم يؤمن الصادق علي حياته؟؟ ”

نهاية اقتباس .

عزيزي فضل الله برمة ، لماذا الحديث عادةً عن بعد الصادق المهدي عن سفك الدماء . لقد قال عثمان خالد مضّوي الكوز الكبير في التلفزيون السوداني ، وفي برنامج اسماء في حياتنا ، أن القذافي قد وفر لهم المال والعتاد (فرش ليهم البحر طحينة) . وقام بتدريب كوادرهم . وبدأوا في تسريبها الى السودان . ثم سمح لهم بالزحف نحو الخرطوم . وكانت القوة مكونة من 950 فرد من الانصار و 39 فرد من الأخوان المسلمين . وتلك القوة كانت جيدة التسليح والتدريب . وسنعود لكل هذا بالتفصيل .

هذه القوة التي هيأ لها غازي العتباني المساكن ، والطحين الشرموط الزيت ابتاع لها صفائح الطحنية والجبنة بأموال القذافي ، لم تأتي الى السودان لزيارة ضريح المهدي ، بل كانت عندها اوامر واضحة وصريحة بالقتل . ولقد أتى الصادق بالظابط محمد نور سعد محمدين من برلين ، وكان قد ترك الجيش . وكلف بقيادة تلك القوة . ومحمد النور سعد كان قد ترك السودان بنصيحة اصدقائه الاثنين ، رجل الاعمال يوسف بدر ، والمحامي التجاني الكارب . لأن النظام النميري كان يترصده . وكان محمد نور سعد يسكن في منزل الفاضل المهدي ، عندما احضروه من ألمانيا . والخطة كانت أن تنسف طائرة النميري وهي على المدرج .

ما حدث هو أن الطائرة تعرضت لما يعرف بــ ( تيل وند ) . وهذا يعني انها ستصل متقدمة عن مواعيدها . وقام الكابتن بأستشارة النميري الذي وافق على الحضور مبكراً . ونجا النميري من الموت ، ولهذا صار يؤمن بالشيوخ والمشعوزين

هل فكر الصادق في أن نسف هذه الطائرة كان يعني موت الكابتن والمضيفين والمرافقين ؟ . ومن الممكن أن كان وسطهم حاجة أو رجل كبير ، اخذه النميري بقصد الفسحة أو العلاج كما كان يحدث كثيراً .

من هو المسئول عن موت الشلالي ؟ . والشلالي كان على رأس السلاح الطبي وهو طبيب صرفت عليه الدولة ، وله اسرة تحبه . كان عائداً إلى امدرمان بعد ان كان قد ذهب لمقابلة النميري . وعندما هرب النميري من المطار ، رجع الدكتور الشلالي . وكان جنود حزب الامة و الأخوان المسلمين قد احتلوا كل المواقع الاستراتيجية . وكانت عندهم اوامر بتصفية كل من يحمل العلامات الحمراء ، أو كبار الظباط . وهذه الأوامر لم تصدر من محمد نور سعد محمدين ، ولا تشبهه . وكان في صحبة الشلالي العم عوض الجزولي ، الذي كان نقيباً وقتها . وكان يدير مكتب الشلالي ويتواجد معه دائماً . وكانت اوامر نميري أن كل رؤساء الاركان يجب ان يكونوا في استقباله في اي سفرية . العم عوض الجزولي هو والد الاستاذ كمال الجزولي وعبدالمنعم وحسن ومحمد واميرة ومنى ومجدي آخرين . وتصادف انه لم يكن يرتدي زيه الرسمي ، بل كان يرتدي جلابية وعمة ، وانقذ هذا حياته. وعندما أستوقف احد الشباب من الانصار الشلالي ، أخذه ومعه مجموعة اخرى الى تحت الكبري . عرف الشلالي بأنه سيصفّى ، فأنفصل عن البقية حتى لا يعرض الآخرين لخطر . وعندما حضر محمد نور سعد وشاهد الشلالي مقتولاً ، قال : (دا الكتلو منو ؟) . وقام بتصفية من قتل الشلالي . وهذا يؤكد أنه كان هنالك اكثر من قائد لتلك العملية . وهذا واشياء كثيرة ساعدت في افشال ذلك الانقلاب . .

الأخ زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر كان رفيق طفولتي وجاري في حيّ الملازمين . له غلطاته ككل رجال مايو ، إلّا انه لم يكن حاقداً ولم يكن قاسياً ولئيما ولقد شهد الكثير لعابدين بالأخلاق . ومن ضمنهم المناضلة فاطمة احمد ابراهيم . ولقد ذكر عابدين في مذكراته في صفحة 79 أن اللواء محمد يحيى منور خطف نميري وخبأه في منزل بشير نميري في العمارات ، وهو في طريقه راجعاً قامت قوات الانصار والاخوان المسلمين بتصفيته ولا يمكن أن ينقاد الانصار الا الى الصادق . وهذا يؤكد بمعلومة أوامر تصفية كبار الظباط .ذكر لى الظابط عبدالمنعم سليمان وهو من سكان حى العرب أنه شاهد ثلاثة من الشباب المغبرين امام منزل مامون عوض ابو زيد وهم في حالة انتظار وترقب . عرف بعدها انهم قد قتلوا بالخطأ احد اقرباء مامون فقد حسبوه مامون عوض ابو زيد . في محاولة انقلاب حسن حسين كان النميري مختبئاً في منزل عبدالفتاح بابتوت في الجريف ، ولم يظهر إلّا بعد ان قاد المعركة اللواء الباقر والفريق بشير محمد على الذي طرده النميري من الجيش عن طريق الاذاعة ،،شوقي،، واللواء عبدالوهاب ابراهيم وزير الداخلية ، وهذه كذلك شهادة عابدين . وانا عندما اقول عابدين اشير اليه بالأسم الذي عرفناه به في مرحلة الطفولة وكانت تناديه به والدته الخالة نفسية رحمة الله عليها .

الكلام عن بعد الصادق المهدي والآخرين عن سفك الدماء ، كلام مردود ، لأن التاريخ يثبت غير هذا .

اسباب الفشل كثيرة . أهمها أن الصادق تدخل في أمر عسكري وهو ليس بعسكري . فلقد كان الهندي وآخرين يصرون على ان يرتدي جنود المعارضة زي الجيش السوداني الذي وفروه ،،حتى لا يسهل تميّزهم واصطيادهم” . ولكن الصادق أصّر على زي الانصار الذي فضح جنود المعارضة . و كان يقول انه يريد ان يقتلع السلطة . وهذه حقيقة أوردها كذلك الزين . .

وكما أورد عثمان خالد مضوي في برنامج اسماء في حياتنا ، ذكر أن الهندي كان غاضباً من الصادق . لأنه افشى أمر الغزو لأحد اقربائه .وعندما استفسر لماذا؟ قال الصادق : (أنه قريبي) . فقال الهندي : (دا شغل عسكري مش شغل بتاع عوائل) . وبعد ان تحركت القوات قال الصادق لشركائه : (انا الجماعة ديل فهمتهم انهم ماشين يعملوا مهدية عديل) . ولهذا رفض الصادق زي الجيش السوداني . (والحرب خدعة) . وأصر على الزي الانصاري . ولهذا انسحب الهندي . فآخر شئ كان يريده الهندي هو مهدية جديدة . ولهذا لم يقدم الهندي الدعم والغطاء الذي كان مفروض ان يوفره لجنود المعارضة . فضاعوا في العاصمة . وقال أهل مايو طاردناهم كالأرانب وسحقناهم كالعقارب . ولقد قال لي بن عمي العميد عثمان محجوب الغوث عندما كان ملحقاً ثقافياً في انجمينا في سنة 1987م وكنا نتحدث عن هزيمة القذافي في تشاد واسترجاع قاعدة وادي دوم وفيا . (الأولاد المساكين ديل جابوهم ناس الصادق ، العاصمة ما عارفنها ، وبدون دعم وأكل . والله فجخناهم بالمدرعات) . من هو المسئول عن دم هؤلاء الشباب ؟ . ومن هو المسئول عن دم الشلالي ومنور والخراب الذي حلّ في البلاد ؟ عزيزي فضل الله برمة لقد كنت تقول في منزلنا في امدرمان وانت برفقة زوجتك خديجة ولا يزال من سمعوا ذلك الكلام احياء ، وكنت تفتخر بهزيمة المرتزقة وكيف كنتم تنتزعون العلامات العسكرية من اكتاف الظباط خلق قبل تصفيتهم . وكنت تدين ما سميته بالغزو بدون تردد . وكنت تستمتع برواية التفاصيل وهزيمة الغزاه. والغزاه هم من أولاد الانصار المساكين. هل هذا موقفك اليوم ؟ أقول لك الآن عبدالرحمن لم يكذب وعبدالرحمن ليس من النوع الذي يكذب . وعلى أمانة وشجاعة عبدالرحمن يشهد الجميع . لقد أتهم بالغفلة والتقصير . ولكن الكذب ليس من اخلاقه ، ولا أخلاق اسرته . وسنعود .

التحية

 

[email protected]

‫12 تعليقات

  1. التحية للبطل الهمام سعادة اللواء فضل الله برمة ناصر فقد وطأت مركز الجرح المتعفن فجعلتهم يتبرزون يا قلامهم الصدئة لينالوا منك ايها القائد الشجاع

  2. ياعم روح
    اكاذيب وكلام سقط ولقط وأحقاد فارغة والله ندمت على اى يوم قرات لك فيه حرف
    والله وتالله لو كان السيد الصادق المهدى حيا يرزق لما وصل بنا الحال لما نحن فيه اليوم كنا نتهمه بجهلنا وغبائنا انه المسؤول عن ضياع الديمقراطية يتردده وعدم حسمه للأمور ولكن اتضح لنا واثبتت لنا الايام انه فعلا حكيم الامة وان تهافت الاخرين عليه ليس حبا في الديمقراطية ولكن لان الرجل بحكمنه وبعد نظره كان عقبة كتؤدة لمطامحهم فى ثروات وارض السودان وكان لابد من ازاحة الرجل باي ثمن حتى يخلو لهم الجو مع اقزام الساسة والساسة المأجورين

  3. كالعادة موضوع متسلسل بإسهاب جميل وعرض للحقائق بشجاعة نادرة ، وشخصياً، لا أمل من مواصلة القراءة بمتعة كبيرة؛ وأحياناً أرجع ثم أتقدم في القراءة ..متعك الله بالصحة والعافية أستاذ شوقي بدري.

  4. عرض العميد عبد الرحمن فرح عبدالرحمن لكثير من النقد الجارح والسخرية، بعد سرقة السلطة بواسطة الترابي والكيزان . لقد ظلم عبدالرحمن كثيرا، لأنه كان على رأس الامن . قالوا انه لم يكن متمرسا في الامن وقد تحصل على المنصب بسبب انصارية اسرته الممتدة . وفيما بعد ظهر للعالم انه لم يكن في يده حيلة فالانقلاب خطط له الترابي الصادق وتابعه فضل الله برمة .

    تم التخلص من جهاز المخابرات وطرد العقول التي كانت تديره . اعتبروا الجميع سدنة لمايو . الغلطة تماثل طرد كل الاطباء المحاسبين المهندسين لانهم مارسوا مهنتهم في زمن مايو . المخابرات السودانية مثل كل مخابرات العالم تحتفظ بفايل لكل انسان حتى نميري .

    تم التخلص من المخابرات وتحجيم الجهاز ورئيسه العميد عبدالرحمن فرح عبدالرحمن بواسطة قانون قام الترابي في 1988م بتفصيله وحياكته لتحييد الجهاز ليسمح للكيزان والصادق لاستلام الحكم والقضاء على الديمقراطية وتنفيذ ما خططوا له لخمسة عقود كما صرحوا فيما بعد .ما هو ذنب العميد عبدالرحمن ، والصادق والترابي يتآمرون . ….. حاميها حراميها .

    العميد عبدالرحمن تكلم وفضح اصحاب المؤامرة ، بل تكلم عن خطتهم في اغتيال البطل جون قرنق . نشرت هذه التصريحات في عدة صحف منها الصحافة الخرطوم والسياسة التي كان يمتلكها الاخ خالد فرح عبدالرحمن شقيق العميد عبدالرحمن . وقد اعاد نشرها من التسجيلات مصطفي عبدالعزيز البطل في يوم 31/2013 مايو .

    اقتباس

    نشرت صحيفتنا (الخرطوم) في عددها الصادر أول امس الأحد الجزء الاول من حوار مطول مع العميد (م) عبدالرحمن فرح، أمين المعلومات السابق في حزب الامة، ومستشار جهاز الأمن الوطني، الذي كان قيد الانشاء عند وقوع انقلاب العصبة المنقذة في يونيو 1989م. كانت تلك صفة الرجل الرسمية. ومُسمى (مستشار الجهاز) ابتدعه الدكتور حسن الترابي، النائب العام آنذاك، الذي أشرف على صياغة قانون جهاز الأمن الوطني، وعرضه ودافع عنه أمام مجلس الوزراء، كما سبقت الاشارة في مقال سابق. ويشير المسمي بالطبع الى المسئول السياسي والتنفيذي الاول في الجهاز، ولكنه يتبع نمطاً او منهجاً في التسميات لهذا النوع من المناصب، لم يكن مألوفاً في السودان.

    الذي أعرفه يقيناً أن عبدالرحمن فرح لم يكن راضياً عن المسمي الوظيفي (مستشار الجهاز). وأذكر تماماً أنني كنت أجلس، في ذلك اليوم من عام 1988م، الى جانب السيد/ خالد فرح صاحب جريدة (السياسة) آنذاك، وصديقه الصدوق الاستاذ عبدالوهاب بوب المحامي الشهير، وعبدالرحمن فرح نفسه. كان الثلاثة يقلبون بين اياديهم وثيقة أحضرها معه عبدالرحمن تحمل قرار التعيين. وقد صاغ خالد الخبر بيده، ونشر بالصفحة الاولي في اليوم التالي تحت عنوان : (تعيين عبدالرحمن فرح مستشاراً لجهاز الأمن الوطني بدرجة وزير مركزي).

    والجزء الاخير من عنوان الخبر الذي نشرته (السياسة) محض تزيّد، اذ أن القرار لم يكن قد حدد أية درجة لذلك المنصب، وزارية او غير وزارية. ثم أن عبد الرحمن فرح لم يكن راضياً عن القانون نفسه، الذي جرد الجهاز واقعياً من أية سلطة تنفيذية او اختصاصات أمنية حقيقية. اذ لم تكن للجهاز تحت ظل ذلك القانون أنياب ولا أسنان، بل اقتصرت مهامه على جمع المعلومات وتحليلها. كان منطق الترابي الذي حاجّ به رصفائه في مجلس الوزراء عندما نوقشت مسودة القانون هو أن العهد الديمقراطي لا بد أن يبتعد قدر الامكان عن تجربة النظام المايوي في خلق جهاز أمني اخطبوطي يقيد الحريات ويشيع الخوف بين الناس.

    ولا بد أنك – أعزك الله – تعرف الآن، وبعد مضي كل هذه السنوات، أن غرض الترابي ودافعه الحقيقي عندما صاغ القانون عام 1988م كان هو التمهيد لخططه الانقلابية، بتجريد الحكومة من أدوات أمنية واستخبارية سلطوية فاعلة .

    نهاية اقتباس

    آل فرح اسرة سودانية مميزة جدا في امدرمان وفي الخليج خاصة امارة ابوظبي . من تلك الاسرة العميد عبدالرحمن فرح عبد الرحمن . على رأس تلك الاسرة التي سكنت بالقرب من سوق العرضة العم فرح عبدالرحمن احد خريجي كلية غردون القديمة . صالح فرح كبير الاخوة هم احد اساطين القانون وهو صنو للكبار منهم منصور خالد . لهم مقدرة عالية في تطويع اللغة العربية والانجليزية ومن كتاب وادباء السودان . الاخ صالح فرح له القدح المعلى في كتابة دستور الامارات كما كان المستشار القانوني للشيخ زايد .

    العم فرح والذي عرف بوحيد اخوانه بواسطة شقيقاته كان رجلا مشرفا واشتهر بالكرم والبيت المفتوح لطلاب العلم منهم زميلنا في الاحفاد الظابط مامون المقبول والاخ سيد المقبول الذي يعيش في المانيا كطبيب لستة عقود ، كان يحكي لي عن تلك الاسرة الرائعة وكفتيرة الشاي بي اللبن التي لا تجف بالرغم من العدد الكبير . العم فرح عبد الرحمن مالك لاول مطبعة في الامارات وصار يطبع جريدة الاتحاد بعد أن كانت تطبع في بيروت . من الابناء اخي وصديقي عبدالله فرح طيب الله ثراه والذي زاملني في الدراسة الاولية وفي الثانوية وكنا مثل الاخوة وتواصلت بعد موته مع ابنه .

    كنت مع عبدالله اتردد على مصنعهم في المصفح واذكر انه من الغرائب انه كانت في المصنع شجرة مانقو . كنت اصر على زيارة عبدالله فرح في اول يوم اضع قدمي في الامارات . اذكر انه في احد المرات قد وضع تحت تصرفي سيارة . اذكر ،،فيلة،، الاسرة التي صارت مسكنا لعبدالله وحده . من الاخوة مهدي الذي كان في القوات المسلحة والاصغر هو ابراهيم .

    خالد فرح هو صاحب جريدة السياسة وقد طور الصحافة السودانية كما عرف وقتها باحدث المعدات المكاتب المريحة والاجور العادلة للصحفيين بعد ان كانت كما كان يقول على شمو ،،كناتين ،، السياسة كانت تبيع 80 الفا من النسخ بجانب 7 الى 8 الف خارج السودان . وتلك ارقام مهولة في السودان . ارتبط اسم خالد فرح بالبنك الفرنسي . درس خالد فرح في البداية في براغ ثم انتقل الى يوغوسلافيا وتزوج بيوغسلافية . كان خلاقا انيق المظهر وله كاريزما وشخصية طاغية، كما كان شجاعا . عبدالله الذي اعرفه جيدا كان من يقال عليه يقضي كل غرض وله مقدرة فائقة في الاقناع والنقاش ، وفي نفس الوقت كان سهلا متواضعا يحب الناس لدرجة المرض يقصد دائما للمساعدة والتدخل . كان منعني من الرجوع الى الفندق الذي توفره لى شركتنا الموارد التي كان يشاركني فيها عبدالله النهيبان ابن عم محمد النهيان ، حتى نواصل الحكاوي عن الاصدقاء وامدرمان . كنت والجميع نستمتع بزيارته في السويد في زمنا جميل جار عليه الترابي الصادق وتابع الصادق فضل الله برمة.

    اسرة فرح تحصلت على الجنسية الاماراتية وكذلك اصهارهم آل معني المشهورين في امدرمان . منهم كابتن الكرة وظابط البوليس المشهور عصمت معني الذي رفض طلب نميري بالحاقه بالامن بوضع مميز الا انه اصر على انه ظابط بوليس في خدمة الشعب ويواصل مشاوره مع البوليس.

    بكل بساطة يقوم برمة بتكذيب الرجل الامين العميد عبدالرحمن فرح. ويسئ لاسرة سودانية تركت سيرة عطرة في الخليج وفي الوطن . ماذا ترك او سيترك برمة ؟؟ .

    اذكر أن العميد عبدالرحمن قد اتى لزيارة كريمته وزوجها دكتور عطا في السويد مدينة يوتوبوري التي هى ثاني اكبر مدينة في السويد . كما عرفت من اخي العميد بدري والاخوة انه ترك اثرا جيدا عند الجميع .

    الشرفاء يكذبون والكذابون يشرفون !!

    وجدت نفسي مجبرا للرد على فضل الله برمة في موضوعين .

    اللواء فضل الله برمة ، عبدالرحمن لم يكذب

    شوقي بدري18 ديسمبر، 2011

    فيسبوك ‫X

    شوقي

    السيد اللواء فضل الله برمة ، لقد قرأت ردك على افادات الاخ عبدالرحمن فرح والتي ذكر فيها بوضوح وصراحة ومصداقية عالية ، بأنه كانت هنالك خطة لأغتيال الشهيد جون قرنق في ايام الديمقراطية الاخيرة . الأخ عبدالرحمن فرح لم يذكر هذه الحقائق وهو يتوقع ان يمنح العطايا ويقتطع الضياع . وليس هنالك ما يخشاه الآن ، فلقد تعرض الرجل للسجن والمسائلة . تصرف الأخ عبدالرحمن ، تصرف شجاع ، ويتسم بالشفافية . وهذا ما نحتاجه الآن . عدم الاعتراف بالغلط والتستر ، هو الذي اوردنا مورد الهلاك . والاخ عبدالرحمن اشتهر بالشجاعة والوضوح .

    انا اكن كثيراً من الاحترام والاعجاب بأسرة العم فرح عبدالرحمن . وهذه اسرة سودانية رائعة . جاورناهم في امدرمان . وكانوا من الاسر الانصارية التي نعتز بها . وكان عبد الله فرح رحمة الله عليه من أعز اصدقائي في فترة الطفولة والصبا والدراسة . وعن طريقه تعرفت بالعائلة في امدرمان وفي الامارات . كما تعرفت بأشقائه ومنهم مولانا ، وأحد رموز الخليج ، القانوني صالح فرح .

    تربطني معك يا سيدي اللواء علاقة اسرية قوية ، كانت تجمعنا في منزلنا في امدرمان ، وكنت ازور زوجتك واطفالك في أيام النيميري وفي ايام الديمقراطية الاخيرة . كما قمت بزيارتك عندما كنت على رأس الجيش السوداني وفي ايام سوار الدهب وبعد ان صرت وزيراً في بداية حكومة الصادق . وكان هذا في كوبر . وسنعود لزيارة كوبر .

    لم أرد ان ارد عليك أو على ردك ، دفاعاً عن الأخ عبدالرحمن فرح ، وهو قادر على ذلك . والآن بعد أن هدأت الأمور فلنتحاور بهدوء . وما حيرني انك قد برزت لكي تدافع عن الصادق المهدي ، ومحاولاً تفنيد ما قاله الاخ عبدالرحمن فرح . الرجل قد اعترف على نفسه بشئ . والاعتراف هو سيد الادلة . وتأتي انت و تقول له ان هذا لم يحدث. عزيزي فضل الله ، أنك تغالط الرجل في نفسه . ان أعتراف عبدالرحمن فضيلة . فلماذا تحرمه . لقد كتبت لك قبل عشرة سنوات ، وما هو الآن موجود في مكتبة شوقي بدري في سودانيز اونلاين ، تحت المسكوت عنه . وتطرقت لغلطاتك كوزير للدفاع ، وغلطات الحكومة ، وهذا التفريط ما أدى الى تمكن الأنقاذ .

    هنالك شخص آخر يقول بالفيديو ، وهو مسجل في اليوتيوب ، والشخص هو الاستاذ كمال الدين عباس المحامي ممثل حزب الامة في لجنة الاثنا عشر . ولقد قال الاستاذ كمال الدين ان المناضل وليم دينق مؤسس تنظيم الانانيا الاول ومحرر جريدة ”قراس كيرتن” التي تمثل الانانيا . هذا الرجل حضر بنية صافية وقلب مفتوح ومد يديه الى الشمالين ، وهذا بعد اكتوبر . وقال على رؤوس الاشهاد انه لا يدعو الى الانفصال . وأن نضاله كان ضد الدكتاتورية . وكان هنالك مولانا ابيل الير ، نائب رئيس الجمهورية فيما بعد ، وهو من دينكا بور . بلد الشهيد جون قرنق . وكان هنالك عبد الخالق محجوب والأزهري وآخرون . وكالعادة قديماً ، كان الترابي هو من يتحدث بأسم الصادق . وأورد الاستاذ كمال الدين في هذا الفيديو ما عرفه كل الناس قديماً . وهو ان الترابي أصر على ان يكون هنالك رئيس دولة مسلم له ثلاثة نواب مسلمون . ولا بديل لهذا. فقال المناضل وليم دينق أنه لن يقبل ان يكون مواطنا من الدرجة الثانية ، فتدخل الأستاذ كمال الدين عباس قائلاً انه هو ممثل حزب الأمة وهو الذي يقرر . قال المناضل وليم دينق : (نعم انت ممثل حزب الامة ، ولكن ممثل السيد الصادق المهدي هو الدكتور حسن الترابي) .

    ما حدث بعد ذلك هو ان وليم دينق قتل ومعه ستة من حرسه الخاص في الكبري الصغير خارج بلدة التونج في طريقه الى رمبيك . وأشارت اصابع الأتهام وكما كتبنا قديماً ونقول الآن الى الظابط صلاح فرج ، وعندما اشترك صلاح فرج في انقلاب 1971م لم يعدم من الرغم من ارتباطه بأبن حييه الهاموش . والهاموش هو المنظم الاكبر مع ابو شيبة للأنقلاب . ولقد شفع لصلاح فرج أنه أغتال وليم دينق ، ولهذا لم يعدم . وهذا ما كتبته قبل سنين عديدة ونشر قبل عشرة سنوات في سودانيز اونلاين . ولقد طرحت سؤال تجنب الجميع الرد عليه ، لماذا نصح السيد الصادق المهدي وليم دينق بالتأمين على حياته ؟. ولقد استلمت زوجته مبلغ عشرين ألف جنية سوداني ساعدها على تربية ابنائها ، منهم مولانا الجنتل مان ولاعب السلة الموجود الآن في واشنطن دانيال. ولقد ساعد كثيراً حضور خالهم الرجل العظيم الدكتور توبي مادوت عندما اكمل دراسة الطب في براغ سنة 1965م. وكان طالباً في مدرسة الاحفاد الثانوية من قبل . هذا السؤال لا يزال قائماً . فالتأمين على الحياة ليس من عادات السودانيين ، جنوبيين كانوا أو شماليين . ولماذا عاش ابناء وليم دينق ايتام وحرموا من الوالد ؟

    اقتباس من المسكوت عنه 19 يوليو ”الاب ساترنينو لوهير” قتل مع 28 من حرسه الخاص وهذا في يناير 1967م والقضاء علي مجموعه كبيره بهذا العدد يحتاج لقوه لا تقل عن ثلاثه بلتونات فكيف خطط للمجزره وكيف تم التعتيم عليها في زمن الديمقراطيه؟؟؟

    ثم اغتيال وليم دينق ـ موؤسس تنظيم الانانيا وهو تنظيم يدعو للانفصال ـ و6 من حرسه وقد نفذ هذه العمليه صنفا من الرجال او احدي عشر جنديا واشارت اصابع الاتهام لصلاح فرج وهذه الجريمه كانت انكشاريه مدفوعة الثمن وهذا شئ جديد في تاريخ السودان .صلاح فرج لم يعدم بالرغم انه كان جارا في الحي للهاموش ولقد شارك في يوليو ولم يعدم لان قتل وليم دنق قد شفع له وعندما زار النميري سجن كوبر هتف له صلاح فرج بحياته فرد عليه النميري كعادته باقذر الشتائم ثم دل صلاح فرج النميري علي المنشورات التي يدفنها الشيوعيون في الارض. ومن الاشياء التي شغلتني في التفكير ولا ازال افكر فيها هو ان الصادق المهدي قد اصر علي وليم دينق ان يامن علي حياته قبل السفر الي الجنوب ولقد استلمت زوجة وليم دنق مبلغ عشرون الف جنيه مما ساعدها علي تربيه ابنائها تحت اشراف خالهم د. طوبي مادوت زميل الدراسه في الاحفاد وبراغ … السؤال ماذا كان يعرف الصادق ولماذا لم يؤمن الصادق علي حياته؟؟ ”

    نهاية اقتباس .

    عزيزي فضل الله برمة ، لماذا الحديث عادةً عن بعد الصادق المهدي عن سفك الدماء . لقد قال عثمان خالد مضّوي الكوز الكبير في التلفزيون السوداني ، وفي برنامج اسماء في حياتنا ، أن القذافي قد وفر لهم المال والعتاد (فرش ليهم البحر طحينة) . وقام بتدريب كوادرهم . وبدأوا في تسريبها الى السودان . ثم سمح لهم بالزحف نحو الخرطوم . وكانت القوة مكونة من 950 فرد من الانصار و 39 فرد من الأخوان المسلمين . وتلك القوة كانت جيدة التسليح والتدريب . وسنعود لكل هذا بالتفصيل .

    هذه القوة التي هيأ لها غازي العتباني المساكن ، والطحين الشرموط الزيت ابتاع لها صفائح الطحنية والجبنة بأموال القذافي ، لم تأتي الى السودان لزيارة ضريح المهدي ، بل كانت عندها اوامر واضحة وصريحة بالقتل . ولقد أتى الصادق بالظابط محمد نور سعد محمدين من برلين ، وكان قد ترك الجيش . وكلف بقيادة تلك القوة . ومحمد النور سعد كان قد ترك السودان بنصيحة اصدقائه الاثنين ، رجل الاعمال يوسف بدر ، والمحامي التجاني الكارب . لأن النظام النميري كان يترصده . وكان محمد نور سعد يسكن في منزل الفاضل المهدي ، عندما احضروه من ألمانيا . والخطة كانت أن تنسف طائرة النميري وهي على المدرج .

    ما حدث هو أن الطائرة تعرضت لما يعرف بــ ( تيل وند ) . وهذا يعني انها ستصل متقدمة عن مواعيدها . وقام الكابتن بأستشارة النميري الذي وافق على الحضور مبكراً . ونجا النميري من الموت ، ولهذا صار يؤمن بالشيوخ والمشعوزين

    هل فكر الصادق في أن نسف هذه الطائرة كان يعني موت الكابتن والمضيفين والمرافقين ؟ . ومن الممكن أن كان وسطهم حاجة أو رجل كبير ، اخذه النميري بقصد الفسحة أو العلاج كما كان يحدث كثيراً .

    من هو المسئول عن موت الشلالي ؟ . والشلالي كان على رأس السلاح الطبي وهو طبيب صرفت عليه الدولة ، وله اسرة تحبه . كان عائداً إلى امدرمان بعد ان كان قد ذهب لمقابلة النميري . وعندما هرب النميري من المطار ، رجع الدكتور الشلالي . وكان جنود حزب الامة و الأخوان المسلمين قد احتلوا كل المواقع الاستراتيجية . وكانت عندهم اوامر بتصفية كل من يحمل العلامات الحمراء ، أو كبار الظباط . وهذه الأوامر لم تصدر من محمد نور سعد محمدين ، ولا تشبهه . وكان في صحبة الشلالي العم عوض الجزولي ، الذي كان نقيباً وقتها . وكان يدير مكتب الشلالي ويتواجد معه دائماً . وكانت اوامر نميري أن كل رؤساء الاركان يجب ان يكونوا في استقباله في اي سفرية . العم عوض الجزولي هو والد الاستاذ كمال الجزولي وعبدالمنعم وحسن ومحمد واميرة ومنى ومجدي آخرين . وتصادف انه لم يكن يرتدي زيه الرسمي ، بل كان يرتدي جلابية وعمة ، وانقذ هذا حياته. وعندما أستوقف احد الشباب من الانصار الشلالي ، أخذه ومعه مجموعة اخرى الى تحت الكبري . عرف الشلالي بأنه سيصفّى ، فأنفصل عن البقية حتى لا يعرض الآخرين لخطر . وعندما حضر محمد نور سعد وشاهد الشلالي مقتولاً ، قال : (دا الكتلو منو ؟) . وقام بتصفية من قتل الشلالي . وهذا يؤكد أنه كان هنالك اكثر من قائد لتلك العملية . وهذا واشياء كثيرة ساعدت في افشال ذلك الانقلاب . .

    الأخ زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر كان رفيق طفولتي وجاري في حيّ الملازمين . له غلطاته ككل رجال مايو ، إلّا انه لم يكن حاقداً ولم يكن قاسياً ولئيما ولقد شهد الكثير لعابدين بالأخلاق . ومن ضمنهم المناضلة فاطمة احمد ابراهيم . ولقد ذكر عابدين في مذكراته في صفحة 79 أن اللواء محمد يحيى منور خطف نميري وخبأه في منزل بشير نميري في العمارات ، وهو في طريقه راجعاً قامت قوات الانصار والاخوان المسلمين بتصفيته ولا يمكن أن ينقاد الانصار الا الى الصادق . وهذا يؤكد بمعلومة أوامر تصفية كبار الظباط .ذكر لى الظابط عبدالمنعم سليمان وهو من سكان حى العرب أنه شاهد ثلاثة من الشباب المغبرين امام منزل مامون عوض ابو زيد وهم في حالة انتظار وترقب . عرف بعدها انهم قد قتلوا بالخطأ احد اقرباء مامون فقد حسبوه مامون عوض ابو زيد . في محاولة انقلاب حسن حسين كان النميري مختبئاً في منزل عبدالفتاح بابتوت في الجريف ، ولم يظهر إلّا بعد ان قاد المعركة اللواء الباقر والفريق بشير محمد على الذي طرده النميري من الجيش عن طريق الاذاعة ،،شوقي،، واللواء عبدالوهاب ابراهيم وزير الداخلية ، وهذه كذلك شهادة عابدين . وانا عندما اقول عابدين اشير اليه بالأسم الذي عرفناه به في مرحلة الطفولة وكانت تناديه به والدته الخالة نفسية رحمة الله عليها .

    الكلام عن بعد الصادق المهدي والآخرين عن سفك الدماء ، كلام مردود ، لأن التاريخ يثبت غير هذا .

    اسباب الفشل كثيرة . أهمها أن الصادق تدخل في أمر عسكري وهو ليس بعسكري . فلقد كان الهندي وآخرين يصرون على ان يرتدي جنود المعارضة زي الجيش السوداني الذي وفروه ،،حتى لا يسهل تميّزهم واصطيادهم” . ولكن الصادق أصّر على زي الانصار الذي فضح جنود المعارضة . و كان يقول انه يريد ان يقتلع السلطة . وهذه حقيقة أوردها كذلك الزين . .

    وكما أورد عثمان خالد مضوي في برنامج اسماء في حياتنا ، ذكر أن الهندي كان غاضباً من الصادق . لأنه افشى أمر الغزو لأحد اقربائه .وعندما استفسر لماذا؟ قال الصادق : (أنه قريبي) . فقال الهندي : (دا شغل عسكري مش شغل بتاع عوائل) . وبعد ان تحركت القوات قال الصادق لشركائه : (انا الجماعة ديل فهمتهم انهم ماشين يعملوا مهدية عديل) . ولهذا رفض الصادق زي الجيش السوداني . (والحرب خدعة) . وأصر على الزي الانصاري . ولهذا انسحب الهندي . فآخر شئ كان يريده الهندي هو مهدية جديدة . ولهذا لم يقدم الهندي الدعم والغطاء الذي كان مفروض ان يوفره لجنود المعارضة . فضاعوا في العاصمة . وقال أهل مايو طاردناهم كالأرانب وسحقناهم كالعقارب . ولقد قال لي بن عمي العميد عثمان محجوب الغوث عندما كان ملحقاً ثقافياً في انجمينا في سنة 1987م وكنا نتحدث عن هزيمة القذافي في تشاد واسترجاع قاعدة وادي دوم وفيا . (الأولاد المساكين ديل جابوهم ناس الصادق ، العاصمة ما عارفنها ، وبدون دعم وأكل . والله فجخناهم بالمدرعات) . من هو المسئول عن دم هؤلاء الشباب ؟ . ومن هو المسئول عن دم الشلالي ومنور والخراب الذي حلّ في البلاد ؟ عزيزي فضل الله برمة لقد كنت تقول في منزلنا في امدرمان وانت برفقة زوجتك خديجة ولا يزال من سمعوا ذلك الكلام احياء ، وكنت تفتخر بهزيمة المرتزقة وكيف كنتم تنتزعون العلامات العسكرية من اكتاف الظباط خلق قبل تصفيتهم . وكنت تدين ما سميته بالغزو بدون تردد . وكنت تستمتع برواية التفاصيل وهزيمة الغزاه. والغزاه هم من أولاد الانصار المساكين. هل هذا موقفك اليوم ؟ أقول لك الآن عبدالرحمن لم يكذب وعبدالرحمن ليس من النوع الذي يكذب . وعلى أمانة وشجاعة عبدالرحمن يشهد الجميع . لقد أتهم بالغفلة والتقصير . ولكن الكذب ليس من اخلاقه ، ولا أخلاق اسرته . وسنعود .

  5. عثمان ميرغني

    في أجواء بعيدة تماماً عن الصخب الاحتفالي الذي صاحب توقيع ميثاق «تأسيس» بين «قوات الدعم السريع» وعدد من الحركات والشخصيات الحزبية والمدنية في نيروبي الشهر الماضي، أعلن أول من أمس عن توقيع هذه المجموعة على ورقة دستور انتقالي ينص على العلمانية، وتشكيل جيش جديد قوامه «قوات الدعم السريع»، وإعادة تقسيم البلد إلى 8 أقاليم ومنحها حق تقرير المصير في حالات معينة.

    غابت الأجواء الاحتفالية لأن حكومة الرئيس الكيني ويليام روتو أثارت غضب واحتجاج السودان، وواجهت انتقادات داخلية من سياسيين وناشطين رفضوا احتضانها لاجتماعات «قوات الدعم السريع» وحلفائها بسبب سجل هذه القوات في الانتهاكات، ولأن استضافة الاجتماعات في نيروبي تؤسس لسابقة خطيرة في دعم مجموعات تسعى لتشكيل حكومة موازية، ما يعني انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة أخرى وبما يتعارض مع كل المواثيق الدولية والإقليمية.

    الواقع أن «طبخة نيروبي» برمتها تبدو وكأنها محاولة لإعطاء زخم لـ«قوات الدعم السريع» والتغطية على الهزائم المتلاحقة التي تلقتها ومعها فقدت مواقعها في الجزيرة وكل وسط البلاد والمناطق الأخرى في تخوم الشرق والجنوب، ثم في الخرطوم، حتى لم يتبقَّ لها سوى رقعة سيطرتها في دارفور وجيوب في كردفان.

    ومع هذه الهزائم تحركت قيادة «الدعم السريع» مع داعميها لكسب حلفاء جدد وتحديداً الحركة الشعبية (شمال) بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور.

    وبينما نجحت الجهود مع الأول وفق شروطه، فإنها ظلت متعثرة مع الثاني. ومع تهافت قيادة «قوات الدعم السريع» وحلفائها ومحاولتها كسب الحلو بأي ثمن، فإنه فرض شروطه ووضع بصماته واضحة في وثائق نيروبي.

    فإضافة إلى أفكاره في موضوع العلمانية الذي ظهر كمعلم أساسي في ورقة الدستور، ظهرت بصمته في النص المتعلق بإعادة تقسيم ولايات السودان وتوزيع بعض المناطق.

    وما إن انتشر أن ورقة الدستور تضمنت إلغاء ولاية غرب كردفان وتوزيع محلياتها بين ولايتي شمال وجنوب كردفان (التي سيصبح اسمها إقليم جبال النوبة)، حتى تفجرت أزمة وارتفعت احتجاجات من أبناء غرب كردفان.

    ورقة الدستور الانتقالي هذه يفترض أن تعقبها خطوة تشكيل الحكومة الموازية التي يقولون تارة إنها لتسهيل الخدمات للمواطنين في مناطق سيطرة «الدعم السريع»، وتارة أخرى يقولون إنها لمنازعة الشرعية مع الحكومة القائمة الآن، ثم يخرج بعض أنصارها ليقولوا إنها نواة لسودان جديد يقوم على أنقاض ما يسمونه دولة 56 (أي دولة الاستقلال).

    لا أدري ما هي الشرعية التي يريد أنصار الحكومة الموازية الاستناد إليها؟ هل التدمير والقتل والاغتصاب والنهب وتشريد المواطنين من بيوتهم يعطي مشروعية؟ حتى الحديث عن منازعة الشرعية لا يقف على ساقين إذا أخذنا في الاعتبار المناظر المتكررة من مناطق مختلفة للشعب الذي يهتف «جيش واحد… شعب واحد»، ويحتفل كلما تحررت منطقة من سيطرة «الدعم السريع».

    في هذا الصدد يمكن ملاحظة أنه في الوقت الذي كانت فيه مجموعة نيروبي توقع ورقة دستورها الانتقالي، كان الفريق عبد الفتاح البرهان يشارك في القمة العربية الطارئة في القاهرة ممثلاً للسودان وبصفة رئيس مجلس السيادة، ورئيس الحكومة التي يتعامل معها العالم، بما يعني أن أي حكومة موازية لن تجد اعترافاً. وقد بادرت دول عدة من بينها السعودية ومصر وقطر والكويت والأردن والصومال وتركيا إلى إعلان رفضها لمثل هذه الحكومة الموازية، بينما أعربت أميركا وبريطانيا والأمم المتحدة عن قلقها من أي محاولات تعقد الأزمة وأكدت دعمها لسيادة السودان ووحدة أراضيه.

    يبقى أن دارفور ذاتها التي راج أن طبخة نيروبي تريد سلخها في مشروع لتقسيم السودان، ليست كلها تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» أو موالية لها، وستقبل بحكومتها. فـ«الدعم السريع» تاريخه ملطخ بالدماء في دارفور، وجرائم دفن أبناء المساليت أحياء ليست بعيدة عن الأذهان، ولا قتل أبناء عدد من أبناء مكونات بعينها، وهو ما شهدت عليه المنظمات الدولية، ودفع عدداً من الدول إلى إدانة هذه القوات بجرائم ضد الإنسانية، والإبادة والتطهير العرقي.

    أضف إلى ذلك أن هناك عدداً من حركات ومجموعات دارفور تصطف ضد «الدعم السريع» وتقاتل في صفوف الجيش.

    الواقع أن الحكومة الموازية إن رأت النور لن تحقق الاختراق الذي يأمل فيه أصحاب فكرتها، ولن تجد الاعتراف الذي تحلم به. أهم من ذلك فهي لن توقف زحف الجيش إن لم تزده إصراراً على انتزاع بقية المناطق والتعجيل بنقل المعركة إلى مناطق سيطرة الدعم السريع في دارفور.

    يبقى أنه إذا كانت هناك من فائدة لطبخة نيروبي، فهي أنها كشفت المستور ووضعت آخر الأوراق على الطاولة.

    الآن تمايزت الصفوف، وظهرت حقيقة ودوافع مَن يدعم، ومَن يستضيف، ومَن يمول، ومَن يؤيد المؤامرة على السودان، وهي مؤامرة في طريقها إلى الهزيمة مع تقدم الجيش وحلفائه، واصطفاف الشعب، أو فلنقل غالبيته خلفه في هذه المعركة المصيرية
    عثمان ميرغني

    في أجواء بعيدة تماماً عن الصخب الاحتفالي الذي صاحب توقيع ميثاق «تأسيس» بين «قوات الدعم السريع» وعدد من الحركات والشخصيات الحزبية والمدنية في نيروبي الشهر الماضي، أعلن أول من أمس عن توقيع هذه المجموعة على ورقة دستور انتقالي ينص على العلمانية، وتشكيل جيش جديد قوامه «قوات الدعم السريع»، وإعادة تقسيم البلد إلى 8 أقاليم ومنحها حق تقرير المصير في حالات معينة.

    غابت الأجواء الاحتفالية لأن حكومة الرئيس الكيني ويليام روتو أثارت غضب واحتجاج السودان، وواجهت انتقادات داخلية من سياسيين وناشطين رفضوا احتضانها لاجتماعات «قوات الدعم السريع» وحلفائها بسبب سجل هذه القوات في الانتهاكات، ولأن استضافة الاجتماعات في نيروبي تؤسس لسابقة خطيرة في دعم مجموعات تسعى لتشكيل حكومة موازية، ما يعني انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة أخرى وبما يتعارض مع كل المواثيق الدولية والإقليمية.

    الواقع أن «طبخة نيروبي» برمتها تبدو وكأنها محاولة لإعطاء زخم لـ«قوات الدعم السريع» والتغطية على الهزائم المتلاحقة التي تلقتها ومعها فقدت مواقعها في الجزيرة وكل وسط البلاد والمناطق الأخرى في تخوم الشرق والجنوب، ثم في الخرطوم، حتى لم يتبقَّ لها سوى رقعة سيطرتها في دارفور وجيوب في كردفان.

    ومع هذه الهزائم تحركت قيادة «الدعم السريع» مع داعميها لكسب حلفاء جدد وتحديداً الحركة الشعبية (شمال) بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور.

    وبينما نجحت الجهود مع الأول وفق شروطه، فإنها ظلت متعثرة مع الثاني. ومع تهافت قيادة «قوات الدعم السريع» وحلفائها ومحاولتها كسب الحلو بأي ثمن، فإنه فرض شروطه ووضع بصماته واضحة في وثائق نيروبي.

    فإضافة إلى أفكاره في موضوع العلمانية الذي ظهر كمعلم أساسي في ورقة الدستور، ظهرت بصمته في النص المتعلق بإعادة تقسيم ولايات السودان وتوزيع بعض المناطق.

    وما إن انتشر أن ورقة الدستور تضمنت إلغاء ولاية غرب كردفان وتوزيع محلياتها بين ولايتي شمال وجنوب كردفان (التي سيصبح اسمها إقليم جبال النوبة)، حتى تفجرت أزمة وارتفعت احتجاجات من أبناء غرب كردفان.

    ورقة الدستور الانتقالي هذه يفترض أن تعقبها خطوة تشكيل الحكومة الموازية التي يقولون تارة إنها لتسهيل الخدمات للمواطنين في مناطق سيطرة «الدعم السريع»، وتارة أخرى يقولون إنها لمنازعة الشرعية مع الحكومة القائمة الآن، ثم يخرج بعض أنصارها ليقولوا إنها نواة لسودان جديد يقوم على أنقاض ما يسمونه دولة 56 (أي دولة الاستقلال).

    لا أدري ما هي الشرعية التي يريد أنصار الحكومة الموازية الاستناد إليها؟ هل التدمير والقتل والاغتصاب والنهب وتشريد المواطنين من بيوتهم يعطي مشروعية؟ حتى الحديث عن منازعة الشرعية لا يقف على ساقين إذا أخذنا في الاعتبار المناظر المتكررة من مناطق مختلفة للشعب الذي يهتف «جيش واحد… شعب واحد»، ويحتفل كلما تحررت منطقة من سيطرة «الدعم السريع».

    في هذا الصدد يمكن ملاحظة أنه في الوقت الذي كانت فيه مجموعة نيروبي توقع ورقة دستورها الانتقالي، كان الفريق عبد الفتاح البرهان يشارك في القمة العربية الطارئة في القاهرة ممثلاً للسودان وبصفة رئيس مجلس السيادة، ورئيس الحكومة التي يتعامل معها العالم، بما يعني أن أي حكومة موازية لن تجد اعترافاً. وقد بادرت دول عدة من بينها السعودية ومصر وقطر والكويت والأردن والصومال وتركيا إلى إعلان رفضها لمثل هذه الحكومة الموازية، بينما أعربت أميركا وبريطانيا والأمم المتحدة عن قلقها من أي محاولات تعقد الأزمة وأكدت دعمها لسيادة السودان ووحدة أراضيه.

    يبقى أن دارفور ذاتها التي راج أن طبخة نيروبي تريد سلخها في مشروع لتقسيم السودان، ليست كلها تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» أو موالية لها، وستقبل بحكومتها. فـ«الدعم السريع» تاريخه ملطخ بالدماء في دارفور، وجرائم دفن أبناء المساليت أحياء ليست بعيدة عن الأذهان، ولا قتل أبناء عدد من أبناء مكونات بعينها، وهو ما شهدت عليه المنظمات الدولية، ودفع عدداً من الدول إلى إدانة هذه القوات بجرائم ضد الإنسانية، والإبادة والتطهير العرقي.

    أضف إلى ذلك أن هناك عدداً من حركات ومجموعات دارفور تصطف ضد «الدعم السريع» وتقاتل في صفوف الجيش.

    الواقع أن الحكومة الموازية إن رأت النور لن تحقق الاختراق الذي يأمل فيه أصحاب فكرتها، ولن تجد الاعتراف الذي تحلم به. أهم من ذلك فهي لن توقف زحف الجيش إن لم تزده إصراراً على انتزاع بقية المناطق والتعجيل بنقل المعركة إلى مناطق سيطرة الدعم السريع في دارفور.

    يبقى أنه إذا كانت هناك من فائدة لطبخة نيروبي، فهي أنها كشفت المستور ووضعت آخر الأوراق على الطاولة.

    الآن تمايزت الصفوف، وظهرت حقيقة ودوافع مَن يدعم، ومَن يستضيف، ومَن يمول، ومَن يؤيد المؤامرة على السودان، وهي مؤامرة في طريقها إلى الهزيمة مع تقدم الجيش وحلفائه، واصطفاف الشعب، أو فلنقل غالبيته خلفه في هذه المعركة المصيرية عثمان ميرغني

    في أجواء بعيدة تماماً عن الصخب الاحتفالي الذي صاحب توقيع ميثاق «تأسيس» بين «قوات الدعم السريع» وعدد من الحركات والشخصيات الحزبية والمدنية في نيروبي الشهر الماضي، أعلن أول من أمس عن توقيع هذه المجموعة على ورقة دستور انتقالي ينص على العلمانية، وتشكيل جيش جديد قوامه «قوات الدعم السريع»، وإعادة تقسيم البلد إلى 8 أقاليم ومنحها حق تقرير المصير في حالات معينة.

    غابت الأجواء الاحتفالية لأن حكومة الرئيس الكيني ويليام روتو أثارت غضب واحتجاج السودان، وواجهت انتقادات داخلية من سياسيين وناشطين رفضوا احتضانها لاجتماعات «قوات الدعم السريع» وحلفائها بسبب سجل هذه القوات في الانتهاكات، ولأن استضافة الاجتماعات في نيروبي تؤسس لسابقة خطيرة في دعم مجموعات تسعى لتشكيل حكومة موازية، ما يعني انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة أخرى وبما يتعارض مع كل المواثيق الدولية والإقليمية.

    الواقع أن «طبخة نيروبي» برمتها تبدو وكأنها محاولة لإعطاء زخم لـ«قوات الدعم السريع» والتغطية على الهزائم المتلاحقة التي تلقتها ومعها فقدت مواقعها في الجزيرة وكل وسط البلاد والمناطق الأخرى في تخوم الشرق والجنوب، ثم في الخرطوم، حتى لم يتبقَّ لها سوى رقعة سيطرتها في دارفور وجيوب في كردفان.

    ومع هذه الهزائم تحركت قيادة «الدعم السريع» مع داعميها لكسب حلفاء جدد وتحديداً الحركة الشعبية (شمال) بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور.

    وبينما نجحت الجهود مع الأول وفق شروطه، فإنها ظلت متعثرة مع الثاني. ومع تهافت قيادة «قوات الدعم السريع» وحلفائها ومحاولتها كسب الحلو بأي ثمن، فإنه فرض شروطه ووضع بصماته واضحة في وثائق نيروبي.

    فإضافة إلى أفكاره في موضوع العلمانية الذي ظهر كمعلم أساسي في ورقة الدستور، ظهرت بصمته في النص المتعلق بإعادة تقسيم ولايات السودان وتوزيع بعض المناطق.

    وما إن انتشر أن ورقة الدستور تضمنت إلغاء ولاية غرب كردفان وتوزيع محلياتها بين ولايتي شمال وجنوب كردفان (التي سيصبح اسمها إقليم جبال النوبة)، حتى تفجرت أزمة وارتفعت احتجاجات من أبناء غرب كردفان.

    ورقة الدستور الانتقالي هذه يفترض أن تعقبها خطوة تشكيل الحكومة الموازية التي يقولون تارة إنها لتسهيل الخدمات للمواطنين في مناطق سيطرة «الدعم السريع»، وتارة أخرى يقولون إنها لمنازعة الشرعية مع الحكومة القائمة الآن، ثم يخرج بعض أنصارها ليقولوا إنها نواة لسودان جديد يقوم على أنقاض ما يسمونه دولة 56 (أي دولة الاستقلال).

    لا أدري ما هي الشرعية التي يريد أنصار الحكومة الموازية الاستناد إليها؟ هل التدمير والقتل والاغتصاب والنهب وتشريد المواطنين من بيوتهم يعطي مشروعية؟ حتى الحديث عن منازعة الشرعية لا يقف على ساقين إذا أخذنا في الاعتبار المناظر المتكررة من مناطق مختلفة للشعب الذي يهتف «جيش واحد… شعب واحد»، ويحتفل كلما تحررت منطقة من سيطرة «الدعم السريع».

    في هذا الصدد يمكن ملاحظة أنه في الوقت الذي كانت فيه مجموعة نيروبي توقع ورقة دستورها الانتقالي، كان الفريق عبد الفتاح البرهان يشارك في القمة العربية الطارئة في القاهرة ممثلاً للسودان وبصفة رئيس مجلس السيادة، ورئيس الحكومة التي يتعامل معها العالم، بما يعني أن أي حكومة موازية لن تجد اعترافاً. وقد بادرت دول عدة من بينها السعودية ومصر وقطر والكويت والأردن والصومال وتركيا إلى إعلان رفضها لمثل هذه الحكومة الموازية، بينما أعربت أميركا وبريطانيا والأمم المتحدة عن قلقها من أي محاولات تعقد الأزمة وأكدت دعمها لسيادة السودان ووحدة أراضيه.

    يبقى أن دارفور ذاتها التي راج أن طبخة نيروبي تريد سلخها في مشروع لتقسيم السودان، ليست كلها تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» أو موالية لها، وستقبل بحكومتها. فـ«الدعم السريع» تاريخه ملطخ بالدماء في دارفور، وجرائم دفن أبناء المساليت أحياء ليست بعيدة عن الأذهان، ولا قتل أبناء عدد من أبناء مكونات بعينها، وهو ما شهدت عليه المنظمات الدولية، ودفع عدداً من الدول إلى إدانة هذه القوات بجرائم ضد الإنسانية، والإبادة والتطهير العرقي.

    أضف إلى ذلك أن هناك عدداً من حركات ومجموعات دارفور تصطف ضد «الدعم السريع» وتقاتل في صفوف الجيش.

    الواقع أن الحكومة الموازية إن رأت النور لن تحقق الاختراق الذي يأمل فيه أصحاب فكرتها، ولن تجد الاعتراف الذي تحلم به. أهم من ذلك فهي لن توقف زحف الجيش إن لم تزده إصراراً على انتزاع بقية المناطق والتعجيل بنقل المعركة إلى مناطق سيطرة الدعم السريع في دارفور.

    يبقى أنه إذا كانت هناك من فائدة لطبخة نيروبي، فهي أنها كشفت المستور ووضعت آخر الأوراق على الطاولة.

    الآن تمايزت الصفوف، وظهرت حقيقة ودوافع مَن يدعم، ومَن يستضيف، ومَن يمول، ومَن يؤيد المؤامرة على السودان، وهي مؤامرة في طريقها إلى الهزيمة مع تقدم الجيش وحلفائه، واصطفاف الشعب، أو فلنقل غالبيته خلفه في هذه المعركة المصيرية

  6. ١-
    اقتباس:
    لماذا البكاء يا حزب الامة وقد حذرناكم كثيرا.
    ٢-
    تعليق:
    هو وينو حزب الامة يا حبيب عشان تبكيهو وتولول علي جثمانه؟!!، حزب الامة القومي وفروعه الخمسة الباهتة ومعهم القيادات السياسية والادارية تغمدهم الله برحمته من زمان، ومن هم احياء اصبحوا مشردين ما بين القاهرة والامارات!!
    بالمناسبة، في يوم السبت الاول من مارس الحالي مرت الذكري الـ(٧١) علي حوادث مارس ١٩٥٤ الشهيرة، مرت الذكري بلا تذكير حتي من اهل من يهمه الامر في المرحوم حزب الامة القومي.

    1. بعد التحيو والسلام . ياسيدي انا لا اتباكى على حزب الامة الذي اتطفه عبد الرحمن المهدي وصار مع الطائفية اكبر مصائب احلت بالسودان . لن يتقدم السودان اذا لم نتخلص تماما عن الطائفية . دمت

  7. صديقنا وان ….. ودالبدري سنين لم نلتق بعد حكايات وانت وودالكردي كنت بما ترسله من اسرار امدرمانية أو من دون استئذان يثير القلب خوفا حتى بعد أن ينجلي ضياء العيون عما نشر كانت حكايات بعد هي معبري لمعرفة بيننا وأسرارها لم يحن الوقت للبوح بها كنت على حق إذ أن زعماء وقادة جعلونا نبغض وطننا بل بطلاق الكثيرين له واصل ما بدأت قبل أن نرى برمة محمولا على الاعناق وهذا هو المستحيل

    1. عادل لك التحية والشكر اجزله . شفت الزمن ده بقى يجري كيف ؟؟ الناس الاتولدوا في الزمن داك دلوت بقوا نسوان ورجال . ما كان ممكن حتى في ابو الكباس كان ممكن نتصور الحاصل ده . المهدية كانت افظع من ده ، لاكن السودان اتعافى وبقي جاذب لدرجة انو الاوربيين ملوا السودان كفنيين عمال صناعية تحجاربتاعين قهاوي الخ … دمت

  8. جراب الرأي يعقوب الزمان الثائر المجدد شوقي بدري الف تحية نعم لقد ظلم ابن طاىفتنا ونسيبي العميد عبدالرحمن فرح عبدالرحمن انصفت الرجل لذلك أنا علي ثقة بأن قلم نقد الفكر المهداوي وافاق التغير لابد لها من شخص مخلص للفكرة من امثالكم

  9. كلام خارم بارم ومطبلين غوغائين يحملون نفس الفكر المتعفن والاحقاد التي تسوس في الانفس وعقدة الانا والمعرفة المدججة و المدمجة بالكذب… شوقي بدري انت كذاب وهذا اقل ما يمكن ان اقولة اما ذلك المادبو وبرمة فلان وفرتكان و بكري الصائغ و التطبيل من اجل البقاء… من ساجلة انا اكتب اذا انا موجود ولا يهم ماذا اكتب….. يا ناس ما تقتنعوا انوا الزمن تجاوزكم وتذكروا ان الموت حق وقادم في اي لحظة… كرهتونا الجنزبيل ذاتوا ياخي … ديناصورات صدئة مكنكشة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..