التحية للشعب التركي قدم دروساً للإنقلابيين في العالم

مرت التجربة الديمقراطية التركية أمس بلحظات حرجة، وواجهت تحديات صعبة وخطيرة حينما وضع الإنقلابيون أمس الأول الرئيس التركي وحكومته وشعبه في مواقف تراجيدية قاسية التفاصيل، إلا أن درجة القسوة تناسبت عكسياً مع اتجاه مؤشر الشعب التركي نحو ترسيخ مبدأ الديمقراطية، لا جدال مطلقاً في أن الشعب التركي قدم نموذجاً جديراً بالاحترام بتصديه للإنقلاب العسكري ولبى نداء أوردغان لحماية النظام الدستوري التركي ودفع 161 مواطناً أرواحهم ثمناً ، وإصابة 1440بجروح، التحية للشعب التركي ، قطعاً لولا مناصرة الشعب للديمقراطية ما أفلحت القوات الأمنية في إنهاء سيناريوهات تفاصيل العملية الإنقلابية .. شكراً للشعب التركي الذي قدم دروساً للإنقلابيين في العالم وعكس مواقف بإمكانها تغيير الكثير في مجريات الأحداث على المستويين التركي والعالمي.
أحداث الجمعة وضعت في الذاكرة مشاهد من الصعوبة بمكان محوها فقط لأنها أكدت قدرة الشعوب في مواجهة العسكر ونقل الإعلام الفضائي بالصورة كيف انتصر الشعب على العسكر الذين رفعوا الأيادي استسلاماً للإرادة الشعبية ، وكان بالإمكان إن تحصد الدبابات ضحايا أكثر من الأرقام التي وردت في المعارك بينها والشعب ، ولكن يبدو أن الجيش قرأ بسرعة كارثية المشهد إذا استمر في المواجهة. مشهد آخر يوحي بإن الشرطة التركية قدمت تضحيات لحماية الأتراك حتى الإنقلابيين ويظهر في قناة ال (CNN) رجل الشرطة التركي يبذل كل طاقته لحماية عنصر من الجيش من الشعب ويحتضنه تارة مشفقاً عليه من الهجمة الشعبية التي عبرت عن رفض العسكر.
مبدأ الديمقراطية لا يقبل التجزئة والاختلاف الفكري مع حزب العدالة والتنمية لا يعطي مبرراً للإعتقاد بأن العسكر هم البديل الأفضل لديمقراطية أردوغان، ولا مبرراً لاتساع رقعة الحكومات الديكتاتورية التي تنتهك الشرعية الديمقراطية بالدبابات وعلى أفواه المدافع، والإدانة الواسعة للعملية الإنقلابية الفاشلة من قبل الجيش التركي هو ترتيب منطقي وتواتر يعكس مدى الكفر بمنطق الإنقلابات العسكرية ورغبة الشعوب وتشوقها للعيش في نظم ديمقراطية، أي يبدو أن مستقبل الشعوب لا يميل إلى إفراز شرور جديدة من صنع العسكر، والشاهد حتى المعارضة التركية لم تصطاد في الماء العكر ورفضت الإنقلاب على الشرعية .
تجربة الشعب التركي تبرز التفاؤل بتهشيم عقلية الإنقلابات ومواجهتها بمد شعبي ينهي منطق الإستيلاء على السلطة بالدبابة وإعلان الحكومات بمارشات عسكرية، ويؤكد أن الشعوب وحدها تقرر من يحكمها ، وهي صاحبة الشرعية عبر صناديق الاقتراع أو الانتفاضة لتغيير الحكم حينما تتسع رقعة الفساد الإداري والسياسي والمالي في الحكومات، لأن الإنتفاضة الشعبية تؤكد أن صناديق الاقتراع أيضاً في بعض الأوقات لا تعني العبودية وقهر الشعوب.. الكرة الآن في ملعب أردوغان لإعادة النظر في الانتقادات التي وجهت لحكومته، وينبغي أن يرد التحية للشعب التركي بأحسن منها بأن يتساوى الجميع إسلاميين وعلمانيين في الدولة التركية.
التيار

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. خلاص انتهى السلطة الاقليمة و تركت السيسي و اتجهت الي تركيا ههههههههههه

  2. يسلم يراعك استاذة فاطنة.. حقا قدم الشعب التركي المقدام درسا لشعوب العالم لحماية ارادته وديمقراطيته . ولكن أيضا قدم الجيش التركي أو الفئة الانقلابية نفسها درسا بليغا، حيث لم يضربوا في المليان SHOOT TO KILL كما يأمر نائب رئيسنا والرجل القانوني للأسف، فهذا الجيش احترم ارادة الشعب عندما خرج رافضا انقلابه، ولم يزد عدد الضحايا عن 161 شخصا – رغم بشاعة قتل فرد واحد -، بينما في هبة سبتمبر عندنا قتل حوالي 289 شخصا بينهم اطفال مدارس الاساس، ليبقى العسكري في السلطة.. هذا هو الفرق بين شعبين وبين جيشين.

    ولكن يبقة سؤال كبير ينتظر ردة فعل اردوغان.. هل سيستغل هذه الفرصة ويمهد لدكتاتوريته الشخصية، ويتخلص من كل معارضيه بتصفية جهاز الدولة منهم بنهج التمكين… الأيام مازالت حبلى بالمزيد..
    ولك التحية .

  3. نعم تحية للشعب التركي الذي رفض الانقلاب…

    و ذكرى حزينة على الشعب السوداني… على الرغم من انه صنع ثورتين شعبيتي عظيمتين… و لكن غالبيته لم ترفض انقلاب 89…. رغم انه انقلاب على الديمقراطية

  4. مقال رائع استاذة فاطمة ..وفقك الله الى كل خير.واشهد الله انك انسانة رائعة ومهنية للغاية فقد جمعتنا صدفة العمل المشترك في 2004 في دائرة الجنوب ولم أر في حياتي صحفية بهذه الروعة والالتزام م.تحياتي والى الامام.

  5. مقال رائع استاذة فاطمة ..وفقك الله الى كل خير.واشهد الله انك انسانة رائعة ومهنية للغاية فقد جمعتنا صدفة العمل المشترك في 2004 اثناء تغطيتك لمخيم الوحدة والسلام على خلفية مفاوضات نيفاشا في تلك الفترة ولم أر في حياتي صحفية بهذه الروعة والالتزام م.

    تحياتي والى الامام ولا تهتمي للحاقدين ..فلم يسلم حتى الانبياء من كارهين

  6. خلاص انتهى السلطة الاقليمة و تركت السيسي و اتجهت الي تركيا ههههههههههه

  7. يسلم يراعك استاذة فاطنة.. حقا قدم الشعب التركي المقدام درسا لشعوب العالم لحماية ارادته وديمقراطيته . ولكن أيضا قدم الجيش التركي أو الفئة الانقلابية نفسها درسا بليغا، حيث لم يضربوا في المليان SHOOT TO KILL كما يأمر نائب رئيسنا والرجل القانوني للأسف، فهذا الجيش احترم ارادة الشعب عندما خرج رافضا انقلابه، ولم يزد عدد الضحايا عن 161 شخصا – رغم بشاعة قتل فرد واحد -، بينما في هبة سبتمبر عندنا قتل حوالي 289 شخصا بينهم اطفال مدارس الاساس، ليبقى العسكري في السلطة.. هذا هو الفرق بين شعبين وبين جيشين.

    ولكن يبقة سؤال كبير ينتظر ردة فعل اردوغان.. هل سيستغل هذه الفرصة ويمهد لدكتاتوريته الشخصية، ويتخلص من كل معارضيه بتصفية جهاز الدولة منهم بنهج التمكين… الأيام مازالت حبلى بالمزيد..
    ولك التحية .

  8. نعم تحية للشعب التركي الذي رفض الانقلاب…

    و ذكرى حزينة على الشعب السوداني… على الرغم من انه صنع ثورتين شعبيتي عظيمتين… و لكن غالبيته لم ترفض انقلاب 89…. رغم انه انقلاب على الديمقراطية

  9. مقال رائع استاذة فاطمة ..وفقك الله الى كل خير.واشهد الله انك انسانة رائعة ومهنية للغاية فقد جمعتنا صدفة العمل المشترك في 2004 في دائرة الجنوب ولم أر في حياتي صحفية بهذه الروعة والالتزام م.تحياتي والى الامام.

  10. مقال رائع استاذة فاطمة ..وفقك الله الى كل خير.واشهد الله انك انسانة رائعة ومهنية للغاية فقد جمعتنا صدفة العمل المشترك في 2004 اثناء تغطيتك لمخيم الوحدة والسلام على خلفية مفاوضات نيفاشا في تلك الفترة ولم أر في حياتي صحفية بهذه الروعة والالتزام م.

    تحياتي والى الامام ولا تهتمي للحاقدين ..فلم يسلم حتى الانبياء من كارهين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..