رواية (الخفاء و رائعة النهار) بين حضور و عزله (3)

رواية (الخفاء و رائعة النهار)
بين حضور المؤلف و عزله
( 3 )
ثمة ذكرى مقدسة
مختزنة في أغوار الذاكرة
لا أجرؤ على فض بكارتها
يحرص على إخفائها
أن تظل مخبوءة
لا يطّلع عليها أحد
متوارية ؛؛؛؛؛
خلف أسجاف الغيوم
ظللتُ أراوح بين عتباتها
و الولوج الى متنها
يقف أمام بابها متبتلاً
ألانها أزهر مفاصل العمر !!؟….
كنتُ مفتوناً بتلك المرحلة
كان يحيطها بأسيجة
من الكتمان و السرية
حتى تسطعصي علىك
و الدخلاء أيضاً !!!…..
لا أحد يجترح مقامها
كان مقامها رحيباً
و منيعاً معاً !!؟…..
حتى على نفسه
حينما أخلو الى ذاته !؟!؟… يحاول أن يطل على شرفتها
بين الحين و الآخر
و في ذات الوقت
حجبتها عن العالمين
الهو و الأنت
و كذلك الأنا
كنتُ شقوفاً بتفاصلها
يلوذ بها حينما يُصاب
من غلواء الحياة
في مقتل !؟!؟….
* * *
في المدينة الصغيرة
المغناجة
سليلة الفراديس
التي ترتمي
في وله
على أحضان نهر النيل
شببتُ عن الطوق
بين أرجائها
ثمة معالم تاريخية
ترتبط بهذه المدينة الصغيرة
آثار منطقة حريق (إسماعيل باشا)
و الفخ الذي نُصب له
كثأر على صلفه
من قبل المك “نمر”
لا زالتْ قائمة
ظللتُ و أقراني
نتلمس مفاتن
تاريخ مدينتنا
و ندور حول سرايا المفتش الإنجليزي
و ميدان التنس
و المنتزه العريق
الذي كنا ننفق بين مناحيه
نهارات الصيف الحارة
و شاطئ النيل
بجانبيه
“الدونكي” و “المشرع”
حينها كان الوطن بكراً
تدفق صوبه مزيج من الأعراق
(الهنود و الأكراد و الأغاريق)
معظمهم كان يشتغل
بالتجارة
المنيفاتورة و البقالة
و البقالة كانت مزدوجة
تجمع بين
الأطعمة المعلبة و الخمور
و هذه كانت
من إختصاص (الأغاريق)
* * *
هنا توقف (السارد)
إستدعى (الراوي العليم)
ليحكي كأنه خالق
الشخوص المحورية
و كذلك الثانوية
غير أنه طفق
يضع في سبيله العراقيل
كنتُ إستعديه
و أسعى لعزله
كان “عطا” مسكوناً بالتأمل
ظل يرصد المشهد اليومي
في صمت …..
كنتُ أعدد مفرداته
في همس
الخواجة “مخالي”
“أولقا” زوجته
بنت الخواجة “مخالي”
شخوص ثانوية
رفدتْ المحورية
و جعلتُ منها
تربة خصبة
لتنامي الأحداث
لم يُخطط ليكتب رواية
كنتُ قاصاً
يستمتع بلحظة الذروة
و أُومض كالنجم الثاقب
و هو يختم بنهاية مفتوحة
كان الشكل الدائري
أسيراً لديه
سرعان ما هجرتُه
كان هاجس التجريب
يلازمه
ظللتُ أحاول عبثاً
لكنه
لم يكفّْ !؟!؟….
* * *
مسرح الأحداث
معد مسبقاً
مقهى ” الكاظم ”
و شايه الصاموطي
دار (الخيالة)
السينما الوحيدة في المدينة
تعرفنا من خلال عروضها
على أفلام (يوسف شاهين)
و فيلمي جامع الفراشات
و شئ متوحش
فضلاً عن
محطة السكة الحديد
و ساحة المولد
المكتظة بالحلوى
و أرهاط من الناس
و أشياء أخرى
بجانب ما ذُكر أنفاً

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..