الإصلاحي مسعود بزشكيان يفوز بانتخابات الرئاسة الإيرانية

الإصلاحي مسعود بيزشكيان يفوز بانتخابات الرئاسة الإيرانية
صدر الصورة، REX/Shutterstock
فاز المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان الذي يدعو للانفتاح على الغرب،السبت، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية أمام المرشح المحافظ المتشدد سعيد جليلي المفاوض السابق في الملف النووي، حسبما أفادت وزارة الداخلية الإيرانية.
وفي أول تصريح له منذ إعلان فوزه، أكد بيزشكيان أنه “سيمد يد الصداقة للجميع”.
وقال بيزكشيان في تصريح للتلفزيون الرسمي “سنمد يد الصداقة للجميع، نحن جميعنا شعب هذا البلد. علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدّم البلد”.
بدوره، قال سعيد جليلي إن “المنافسة تستمر حتى يوم الانتخابات لكن على الجميع احترام نتيجة تصويت الشعب”.
وأضاف جليلي “بعد الانتخابات علينا أن نعمل جميعاً لكل إيران”.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وقد فاز بيزشكيان بنحو 54 في المئة من أصوات الناخبين التي تم فرزها، في حين بلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 49.8 في المئة.
ووفق نتائج نشرتها وزارة الداخلية، أحصى مسؤولو الانتخابات حتى الآن أكثر من 30 مليون صوت، حصل بيزشكيان منها على ما يزيد عن 17 مليون صوت، بينما حصل جليلي على أكثر من 13 مليون صوت.
وقد انتهت عملية الاقتراع عند منتصف الليل في إيران بعد تمديدها ثلاث مرات، ليصبح مجموع مدة الاقتراع ست ساعات.
وقد أعلن التلفزيون الرسمي بأن نسبة الاقتراع تجاوزت الـ50 في المئة، حيث شارك أكثر من 31 مليون شخص، على أن يتم بث نتيجة فرز الأصوات مباشرة على التلفزيون الرسمي، لأول مرة في تاريخ البلاد.
ودُعي نحو 61 مليون ناخب في إيران، الجمعة، للإدلاء بأصواتهم في 58638 مركزاً في أنحاء البلاد.
وكان المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي قد دعا إلى مشاركة أكبر في الانتخابات هذه المرة، مع تأكيده على أن الامتناع عن التصويت لا يعني معاداة النظام.
إذ قال خامنئي يوم الأربعاء إن “الإقبال على التصويت كان أقل من المتوقع الأسبوع الماضي”، لكنه أضاف قائلاً إنه “من الخطأ القول إن أولئك الذين امتنعوا عن التصويت في الجولة الأولى يعارضون الحكم الإسلامي”.
صدر الصورة، REUTERS
ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي لحظة إدلاء المرشد الأعلى بصوته، عندما فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 08:00 صباحاً بالتوقيت المحلي (04:30 بتوقيت غرينتش).
وقال خامنئي للتلفزيون الرسمي بعد أن أدلى بصوته صباح الجمعة: “بلغني أن حماس الناس واهتمامهم أعلى من الجولة الأولى، وأدعو الله أن يكون الأمر كذلك، لأنها ستكون أنباء مرضية”.
وأضاف: “في المرحلة الثانية من الانتخابات، على الشعب أن يكون أكثر عزيمة اليوم لحسم نتائج الانتخابات وأن يكون لدينا رئيس غداً”.
كما أظهرت لقطات تلفزيونية رسمية الناخبين وهم يصطفون خارج مراكز الاقتراع وسط إيران، في حين قال مراسلو وكالة فرانس برس إن مراكز الاقتراع بدت أقل ازدحاما في العاصمة طهران.
صدر الصورة، REUTERS
وتأتي الانتخابات في ظل سخط شعبي إزاء حالة الاقتصاد الإيراني المتضرر من العقوبات المفروضة على البلاد.
كما تتزامن مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بسبب الحرب بين إسرائيل وحليفة إيران في غزة، حركة حماس وكذلك حزب الله في لبنان، فضلاً عن الضغوط الغربية المتزايدة على إيران بسبب برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
ومن غير المتوقع أن يحدث الرئيس المقبل أي تحولاً في سياسيات طهران تجاه البرنامج النووي أو تغييراً في دعمه لمجموعات “الميليشيات” في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لكنه سيدير مهام الحكومة اليومية ويمكنه أن يؤثر على لهجة إيران في سياساتها الخارجية والداخلية.
بين انتقادات بزشكيان وفرص جليلي
صدر الصورة، Getty Images
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
غزة اليوم
بودكاست يومي يتابع التطورات الميدانية والإنسانية في قطاع غزة من خلال مشاهدات الغزيين ومتابعات الصحفيين والمراسلين والخبراء في الشأن الإنساني.
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
على الرغم من أن بزيشكيان لا يبدي اعتراضاً على الحكم الديني في إيران، إلا أنه تعهد باتباع نهج مختلف، متنقداً تصرفات شرطة الأخلاق، التي تفرض قواعد “غير أخلاقية” صارمة على النساء.
وفي السياسة الخارجية، يدعو بزشكيان، البالغ 69 عاماً، إلى خفض التوترات الدولية واستعادة الدبلوماسية النشطة والمشاركة البنّاءة مع العالم.
ويجادل منافسوه المحافظون بأنه يهدف إلى مواصلة سياسات إدارة حسن روحاني التي يرونها فاشلة، فيما شكك العديد من الناخبين في قدرته على الوفاء بوعود حملته الانتخابية.
وقد تعهد بزشكيان، الذي شغل منصب وزير الصحة سابقاً، بإصلاح النظام الصحي، وتحسين جودة الخدمات الطبية، وتقليل تكاليف العلاج.
وأكد بزشكيان على تحسين الظروف التعليمية وزيادة جودة المدارس والجامعات، كما يدعو إلى أن تلعب النساء أدوارًا نشطة ومتساوية في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وسيكون تأثير نتيجة الانتخابات محدوداً على توجّه البلاد لأن للرئيس في إيران صلاحيات محدودة. وتقع المسؤولية الأولى في الحكم في الجمهورية الإسلامية على عاتق المرشد الأعلى الذي يُعتبر رأس الدولة، أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط السياسية العريضة التي يضعها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.