سفر المسؤولين

أشرف عبدالعزيز
قبل إنتشار الأخبار عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي لايركز الناس كثيراً على تحركات المسؤولين ، والتي في الغالب يحسبونها في إطار خدمتهم وليس من باب التمتع والإستجمام على حسابهم.
في الآونة الأخيرة إذا قدر لك أن تتابع هذه الوسائط لعلمت العجب العجاب ، فكثيرة هي الوفود التي تغادر البلاد من المؤسسات الرسمية للمشاركة في أنشطة لاتعود بالفائدة على الشعب السوداني ، ولو وفرت ميزانيات هذه الرحلات لكان أفضل للخزينة، بدلاً من أن يذهب الناس لمؤتمرات أو منتديات فارغة ويتمتعون بالنثريات والتسوق وبعضهم لايرى قاعات هذه المؤتمرات في الأصل.
كثير من مكاتب الوزراء ووكلاء الوزارات تكون خالية لمدة طويلة ، ومن يُسير العمل لا يعلم بتفاصيل مايدور ، فالوزير بيده كل الملفات، وتجده كلما جاء من رحلة عاد ليشارك في مؤتمر جديد فتفقد الوزارة هيبتها ، وتنتظر سعادته حتى يعود ليبدأ دولاب العمل في الحركة من جديد.
وفي المقابل هناك أشخاص أو شخصيات تقاعدت عن العمل الوزاري أو لم تعد توكل لها مهام ولكنها ممثلة في عضوية بعض اللجان التي تضمن لها السفر الخارجي ، ومنذ أن كونت هذه اللجان لم نسمع أنها حققت إنجازاً واحداً في سبيل حل الأزمات التي وجدت من أجلها.
كم مرة ذهبت لجنة اعفاء السودان من الديون (مثلاً) لحوار الجهات ذات الصلة، سواءً في نيويورك أو في عواصم غربية أخرى ؟ ، وماهي الفوائد التي جنيناها من هذه اللجنة التي مابرحت كل عام تزور العواصم الأوروبية والأمريكية وتعود و(الحال ياهو نفس الحال) ، لدرجة أن أفتى إمام مسجد الشهيد عبدالجليل الكاروري بأننا يمكن أن (نتناسى) أو ما معناه أن نعتبرها ديوناً هالكة ، ويحق لنا السؤال من هم أعضاء هذه اللجنة وهل محافظ بنك السودان السابق صابر محمد الحسن أحد أعضاءها؟
الأمر لايقتصر على هذه اللجان الفوقية وحدها فعلى مستوى القيادات الوسطية تجد هناك لجان تشد الرحال يومياً إلى مختلف أنحاء العالم وتعود بنتائج صفرية وترهق خزينة الدولة بمزيد من المنصرفات التي يجب أن توجه فيما يخدم المواطن وليس العكس.
كما أنشأت الدولة جهاز لمراقبة (سياراتها) ومقارها عليها أيضاً أن تراجع حركة سفر المسؤولين وتقيم المشاركة من حيث المصلحة ، وتتابع سير هذه المشاركات في البلاد التي يذهبون إليها ، فأحد الوزراء سافر في رحلة عمل ولكنه لم يشارك في المنشط وإنما ذهب والتقى بنجله وأجرى بعض الفحوصات وأقام إبنه معه في ذات الفندق وعلى حساب الدولة ، وعاد محملاً بالهدايا وفي غاية الإنبساط ، أما الآخر فقاد سيارة المؤسسة إلى المطار وعندما عاد من الرحلة إستغل أخرى ، وظلت تلك باقية لمدة شهر دون أن يتذكر أنه تركها في المطار حتى إتصلت سلطات المطار بمكتبه وأعادت السيارة ، نأمل أن لايستشهد أي مسؤول من هؤلاء بالآية (من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).
الجريدة
يوم الحساب قادم لا محالة،،
ما نعانيه من عذاب لابد ان يتذوقه كل من له صلة بهذا النظام الظالم وكفى!!!!.
انت ماشي بعيد ليه ؟ هيئة البحوث الزراعية ضربت المثل في عدد سفريات المدير و نوابه يجوا من سفرية و يغادروا لأخري … و المصيبة الهيئة كل يوم من سيئ لأسوأ..