نائب رئيس (العدل والمساواة) إبراهيم الماظ :لم أصل يوماً قط بالسجن إلا ودعوت الله أن يكون (البشير) مكاني

قصة طويلة كتب فصولها الفتى الأبنوسي الثائر وقتها، “إبراهيم الماظ” سليل وحفيد البطل “عبد الفضيل الماظ” مؤسس الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار، حين خرج مغاضبا متمردا على نظام المعزول البشير، منضما إلى حركة العدل والمساواة التي تدرج بين صفوفها إلى أن أصبح نائباً لرئيسها الراحل الدكتور “خليل إبراهيم .
فصول بدأت بالتمرد ثم الأسر والحكم بالإعدام ثم الإبعاد إلى المنافي قبل أن تقول المحكمة الدستورية العليا كلمتها ويطلق سراح الماظ عقب سنوات تسع قضاها متنقلا بين معتقل كوبر وشؤون اللاجئين ثم يخرج بعدها ويجد أن النظام الذي كان يحكم عليه بالإعدام والمنفى، قد انتهت فصوله وأسدلت الستائر على حقبته!! فالآن تتبدل المواقف يخرج حفيد “عبد الفضيل” حرا طليقا يتنسم الحرية، بينما يزج بسجانيه في غياهب كوبر العتيق، ولعلها دعوة استجابها الله له كما يقول “الماظ” إنه لم يصل قط داخل سجن كوبر إلا ورفع أكفه لله داعيا أن يكون البشير مكانه يوما ما .
بروح مرحة وابتسامة لم تفارقه أبدا كان إبراهيم الماظ يروي لـ(الإنتباهة) فصول اعتقاله ومرارة السجن وتعذيب المعتقلات وكيفية الحرب النفسية التي كان يتعرض لها إبان فترة اعتقاله والزج به في غرفة (خمسة دقائق) ليرى المحكوم عليهم بالإعدام في لحظاتهم الأخيرة، وكيف تزوج داخل السجن رغم حكم الإعدام في حقه.. تفاصيل كثيرة تجدونها في سياق الحوار التالي:
*قصة حياتك مشروع لكتاب.. تتفق معي؟
= ضاحكا.. اتفق معك، وقصة طويلة كمان .
*مسيرة حياة بدأت بالتمرد ثم الأسر والإعدام ثم عفو وقرار بالإبعاد والمنفى، ثم عودة إلى المشهد من جديد عقب توقيع اتفاق سلام جوبا بين الحكومة والحركات المسلحة نائبا لرئيس الحركة؟
= نعم أنا عدت إلى المشهد مرة أخرى من واقع منصبي نائباً لرئيس الحركة، وهو منصب كنت أشغله قبل أسري والحكم علي بالإعدام.. حكموا علي بالإعدام ولكن أراد الله أن يعيش إبراهيم .
*الحكم بالإعدام أمر قاس كيف تقبلته وتحملته؟
= أنا كنت أعلم أن الله لن يتخلى عني، لأنني لم أخرج من أجل سلطة أو مال وإنما خرجت من أجل نصرة المستضعفين والله أراد لي الحرية.. أنا كنت أدعو الله وأقول له إنك تعلم ما في السرائر فإن كنت قد خرجت لسلطة فعاقبني يا الله .
*دعوت على البشير؟
= أنا لم أصل يوما قط داخل السجن إلا ورفعت أكفي داعيا الله أن يكون عمر البشير مكاني هنا وقد كان، أنا الآن حر طليق اتنسم الحرية، وهم قابعون في سجن كوبر، أرادوا إعدامي وأراد الله لي الحرية، وأنا أحسب أن دعوات جميع الأرامل في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ومن قبلها الجنوب أياديهم مرفوعة إلى السماء.. أنا جلست إلى نساء وشابات فحكن لي عن المآسي والانتهاكات التي تعرضن لها في أنفسهن .
*شامت عليهم ؟
= ليست شماتة لكن أريد القول إن الله إذا أعطاك السلطة فلا تتعالى على الناس وتتعامل بعنجهيات. عموما أنا تركت لهم ذكرى هناك، فأي زنزانة دخلتها سواء معتقلات الأمن أو الشرطة كنت أكتب الفريق إبراهيم الماظ وتاريخ الاعتقال الخروج، كنت أوثق لنفسي .
*لكنك كنت متمرداً ولذلك تم أسرك؟
= أنا تمردت لأنني كنت على قناعة أنه لا يوجد شيء أغلى في هذه الدنيا يمكن أن أقدمه أكثر من أرواحنا، أنا كنت زاهداً في الإغراءات التي قدمت إلي، كنت أسعى لنصرة المستضعفين في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وجنوب السودان .
*قدمت إليك إغراءات؟
= نعم، لكن كنت زاهدا فيها لاعتبارات أن الذي أعطى نفسه تفويضا ونصب نفسه في المركز ليقتل المواطنين في الجنوب والنيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور فلا يمكن أن تكون معه، بل إنه يسيئ لانتمائنا كمسلمين.. عندما نشاهد الانتهاكات في دارفور وهم يرفعون شعارات الإسلام ، كان قلبنا يتقطع لأنني ابن هذا الوطن وعشت حروبات. أنا أعرف مرارة الحرب وماذا يصنع ولأجل ذلك قررت الخروج متمردا لمواجهة هذا النظام الذي لا يستمع لأي صوت، ومثلما كان يقول انه جاء بالقوة وان الذي يريد اقتلاعه فليحمل البندقية فأنا حملت البندقية.
*لماذا حركة العدل والمساواة دون غيرها، فأنت من حيث الانتماء يمكن أن تكون أقرب للحركة الشعبية؟
= الأمر بالنسبة لي كان (وزنة) محددة إذا كان عرمان وهو شمالي ينتمي للحركة الشعبية، ويقاتل من أجل قضايا انتهكت في الجنوب فكان لابد للماظ أن يقاتل من أجل أهل دارفور، أنا هدفي كان هو التغيير، لأنني لو ذهبت إلى الحركة الشعبية كانوا سيقولون لأنني جنوبي.. دارفور تاريخ ناصع لا تستحق ما حدث فيها ولا أهلها يستحقون، لكن النظام السابق كان نظاما ناكرا يدعي الإسلام ولكنه ينتهك أبناءه ووطنه، وأنا أحمد الله أنني انتميت لحركة العدل والمساواة، لأنها حركة لديها نظام معلوم وقيادات معلومة وطرحها قومي شامل، أنا ذهبت فردا عسكريا وتنقلت إلى أن تمت ترقيتي إلى فريق وأصبحت نائباً لرئيس الحركة وتم تكليفي بالإقليم الجنوبي .
*كيف تم أسرك؟
= أنا لم احترس بأن النظام السابق كان ناقض عهود ومواثيق .
*كيف ؟
= أنا عندما أتيت من الدوحة عقب توقيع الاتفاق الإطاري في اتفاقية الدوحة في ٢٠٠٩، تم تكليفي من قبل الدكتور الراحل خليل إبراهيم بالتبشير عن الاتفاق في جميع مناطق دارفور وان أقوم بعمل طواف ومن ثم الاستعداد للمرحلة الثانية من الاتفاق، وبالفعل قمت باختيار ١٥ عربة عسكرية و٣٥٠ فردا من أقوى محاربينا وانطلقنا للتبشير بالاتفاقية ولم أتوقع ان يتم أسري لأنه كان هناك وقف لإطلاق النار ووقف للعدائيات، فأملى “عبد الرحيم محمد حسين” وكان هو وزير دفاع وقتها للبشير بضرورة أسري قائلا له (الماظ تأسرو ما في تاني حركة عدل ومساواة). والبشير انصاع له ونسي أن هناك اتفاق وقف إطلاق النار فتم الهجوم علينا بالطائرات والعربات واشتبكنا في منطقة (وادي تمر) براً وجوا وتم أسرى في اليوم الثاني بعد أن تم الوشاية بي .
*هل كنت تشكل عليهم خطراً إلى هذه الدرجة؟
= لا هذا كان اعتقادا خاطئا من عبد الرحيم وهو رجل أدخل البلاد في كثير من المآزق وفي زمنه حدثت نكبات كان وزير دفاع فاشل، لكنه كان ناجحاً في قتل المواطنين.
*كيف كانت فترة اعتقالك داخل السجون؟
= أنا أكثر شخص مارسوا معي ممارسات قاسية جدا.
*كنت تتعرض لتعذيب قاس؟
= جدا.. أنا الوحيد الذي كنت أتعرض للضرب بشكل يومي بمعدل ١٥٠ جلدة يوميا وكنت أظل واقفا طوال اليوم، كنت أجلس لتناول الطعام فقط لدقائق، هذا الأمر استمر لمدة ٢٣ يوما حتى بعدها بدأوا معي في التحري وكنت أدخل التحري ٩ مساء ولا أخرج إلا ٤ صباحا وأذهب إلى المعتقل أنوم قليلا ثم استيقظ في الخامسة صباحا للتعذيب مرة أخرى حتى عقب ذلك التقيت بقوش لينتزع مني اعترافات ولم يجد الماظ إلا الماظ الذي زاد بريقاً بالنار .
*كيف تعامل معكم قوش؟
= تعامل معي عادي، سألني وعندما وجدني ثابتا في الإجابات تركني، فقلت له من المؤسف يا سعادتك أنكم كنتم تعذبونني وتضربونني وأنا كنت مسؤولا من أسراكم لدينا فإذا رأى أفراد الحركة ما تقومون به تجاهي أنا أعتقد ان الوضع هناك سيكون مختلفاً رغم أننا ليس لدينا أي مساحة لقتل الأسرى وهم فهموا رسالتي وسألني أسئلة وعندها قال لي (انت ثابت يا الماظ) وأصدر أمراً بأن لا يتعرضوا لي ويعذبوني إلى أن تم تسليمي إلى المحاكم وبعدها بدأت الجلسات إلى ان تم الحكم علينا بالإعدام حتى الموت .
*دخلت الغرفة نمرة (٥)؟
= نعم.
*ارتديت زي الإعدام الأحمر؟
=الأحمر يلبسه الهاربون، الإعدام ليس فيه أحمر، وعلى فكرة الغرفة اسمها(خمسة دقائق) وليس غرفة (٥) وهي كانت عبارة عن غرفة للانتظار يتم جلب كل الأدوات من (جنازير) و(مرزبة) و(شاكوش) لأجل فك الجنازير عقب إعدامك .
*كنت ترى المحكوم عليهم بالإعدام وهم في طريقهم إلى المقصلة؟
= نعم.. أنا أكثر شخص رأيتهم لأن مدير السجن كان لديه خلاف وكان يعتقد أن بذهابي إلى هذه الغرفة يجعلني أخاف وأرتعب ولكن لم يحدث ذلك، أنا قضيت بهذه الغرفة كثيرا، في إحدى المرات مكثت بها شهرين ومرة شهر ومرة ثلاثة أشهر .
*لماذا تمت تسميتها هكذا (خمسة دقائق)؟
= تم تسميتها في عهد الإنجليز وهي غرفة لا يتم الانتظار فيها أكثر من خمس دقائق للمحكومين بالإعدام ومن ثم الذهاب بهم إلى المقصلة، كان يتم وضعي فيها لتخويفي لكني كنت لا أخاف بل على العكس أنا كنت أتحدث للمحكومين بالإعدام وأقوم بتزويدهم بالمصحف والسبحة واجعلهم يغتسلون .
*لم تخف؟
= إطلاقا.. أنا تعلمت داخل السجن مهنا وكنت أعلم الناس وأذكرهم، ولم أكن اهتم بقضيتي رغم تحذيرات رئيس القضاء وقتها للمحامين أن يسعوا في إيجاد مخرج لي لأن فرص التقاضي انتهت وان ورقة الحكم بالإعدام أمام المحكمة الدستورية ومن ثم في طريقها للرئيس للتوقيع عليها .
*لماذا لم تتعامل مع تحذيرات رئيس القضاء؟
= لم أتعامل معها بل كنت أتعامل بكل شجاعة وهيئة الدفاع عني كانوا يحتارون في أمري، كانوا يأتون عندي محبطين ويخرجون بمعنويات عالية .
*من أين كنت تستمد هذه الثقة العالية؟
= الفيصل بيني وبين البشير وحكمه كان هو الله القاضي الأعلى، وأنا عبركم أحيي كل محاميي دفاعنا وكل محاميي السودان الذين تضامنوا مع قضيتي، كما عبركم أشكر الله الذي أحياني مرة أخرى وأشكر كل الأقلام من أبناء الوطن من صحافيين وصحفيات من أقصى اليمين إلى اليسار الذين حملوا همي وأنا وقتها لو كنت مت في المشنقة كنت سأكون راضيا، لم أشعر أنه أصابني انكسار يوما واحدا.
*رغم صعوبة الوضع لم تشعر بالانكسار؟
= أبدا.. أنا تم الحكم علي وفق ١٨ مادة لم يتركوا مادة ولم يحاكموني بها، حاكموني بتقويض النظام الدستوري ترويع الآمنين وعدد من الاتهامات حتى لا أخرج من السجن وحكم علي شنقا حتى الموت، ورفض البشير أن يتعامل مع أي صوت يطالب بإطلاق سراحي، ذهب إليه كل الذين كانوا يمثلون ثقلا في البلد آنذاك ولم يجد الأمر، الجميع تدخل لم يظل شخص لم يكتب عن قضيتي جميع الكتاب كتبوا عني، ورغم ذلك لم أشعر بالانكسار.
*حكم الإعدام الصادر في حقك كان غير قابل للاستئناف، واستمرت قضيتك سنوات فهل توقعت أن يعفو عنك البشير ؟
= لا.. البشير عفا عني فجأة.. الحمد لله.
*قصة زواجك داخل السجن، قصة شهيرة، كيف لمحكوم بالإعدام أن يتزوج داخل السجن؟
= نعم كانت قصة تداولها الجميع.
*لماذا أقدمت على هذه الخطوة؟
= كان الأمر بإيعاز من زوجتي الأولى ربنا يديها الصحة والعافية، أرادت ذلك حتى يكون لدي ذرية كبيرة.
* أليس لديك منها أبناء؟
= لدى أربعة ولكنها كانت تريد أن أنجب المزيد ويكون لي ذرية كبيرة.
*كيف تكون لديك ذرية وأنت محكوم بالإعدام؟
= كانت واثقة من خروجي.
*كيف قبلت الزوجة الثانية بالزواج من محكوم بالإعدام؟
= هذا كان مثار حديث الناس جميعهم وعندما سألوها قالت (إن اختاره الله فيكفيني أن أحظى بتغسيله) والحمد لله ربنا أصدر أمره أن أعيش وأخرج وأكملت مراسم زواجي عقب تسع سنوات ولدي بنتان.
*لماذا وافقت أنت أن تربط معك إنسانة لا ذنب لها؟
= أنا أقدمت على هذه الخطوة حتى يعلم البشير وأعوانه أنني لست مكسوراً وأيضا كان الأمر بمثابة رسالة لكل الموجودين داخل معسكرات النزوح، فقد كنت أنا بمثابة الأب الروحي لهم، أردت أن يعرفوا أنني حي أرزق و(كمان بتزوج ).
*عقب صدور العفو عنك بدأت رحلة أخرى لك من كوبر إلى شؤون الأجانب لإبعادك باعتبار أنك لم تعد مواطناً سودانياً ويجب ترحيلك إلى جوبا، كيف كان الوضع بالنسبة لك؟
= نعم بدأت رحلة أخرى حكم علي بها البشير عقب العفو بإصدار أمر بإبعادي عن البلاد، أنا ابن هذا البلد وجدي مات هنا وعشت فيه ومتزوج من شماليات، فهل كل هذا لا يشفع لي!! مساهماتي في هذا البلد أكثر من البشير نفسه، أنا ابن البلد وأنا ضد التقسيم الذي حدث، إذا تم تقسيم البلد فيجب أن يتم تخيير المواطنين بالبقاء في المكان الذي يرغب أو يأخذ الجنسية المزدوجة، في حكومة الإنقاذ كان هناك وزراء يحملون جنسيات مزدوجة فلماذا أنا.
*توقعت أن يتم التعامل معك بهذا الشكل، وهل كنت تمثل مهددا لهذه الدرجة؟
= أنا لا أعرف من الذي كان يملي على الرئيس قراراته تلك. أنا لا يمكن أكون مهدداً للبلد بهذه الطريقة، هذه خصومة فيها مبالغة كبيرة، الدولة هذه بأمنها وجيشها وناسها وشخص واحد يمثل خطورة لها!! بل بالعكس هم كانوا يمثلون خطورة على الجوار من خلال إيوائهم للإرهابيين وتنظيم القاعدة فحلال على أولئك وحرام على الماظ ولذلك أنا أصررت على البقاء وقلت إنني لن أغادر إلا في تابوت.
*لكنك في البداية وافقت على ترحيلك إلى جوبا؟
= نعم وافقت في الأول لكن سفير الجنوب أتاني وقتها وطلب أن أكون جاهزاً للرحيل فطلبت منه أن يتلمس لي موافقة تأجيل الأمر لمدة أسبوع أو أسبوعين حتى يتسنى لي الجلوس مع أبنائي فأنا غائب عنهم لمدة ١٢ عاماً منذ أن كنت في الميدان ثم فترة الاعتقال، فقام بكتابة خطاب وأودعه للسلطات لكنه قوبل بالرفض وعندها أصررت على البقاء وطعنت في قرار الرئيس، (وركبت رأس) وقلت لهيئة الدفاع اكتبوا أنني ابن هذا الوطن أنا الفريق إبراهيم الماظ مولود هنا وجدي عبدالفضيل الماظ رجل استشهد هنا جوار مستشفى العيون بالخرطوم، نحن أبناء البلد ولم يكتب لنا التاريخ أننا دخلاء، أنا متزوج من زوجتين شماليات وقلت لهم أنا لن أخرج إلا بتابوت…
*كيف تعاملت معك شرطة الأجانب؟
= قالت إنه لن يتم ترحيلي بالقوة، وبدأت الشرطة في التعاطف معي عندما تدفق اللاجئون السوريون وأعطوهم الرقم الوطني وبعدها تم الإفراج عني عقب طعن تقدمت به للمحكمة الدستورية التي حكمت به علي بالبقاء.
*كيف تقبل البشير قرار الطعن؟
= قام بتمزيق الطعن ورميه في سلة المهملات وأرسل لي السنوسي قائلا له قل للماظ أن يخرج حراً.
*كم مكثت بشؤون الأجانب؟
= عاماً ويزيد.
*خرجت مع سقوط النظام؟
= نعم تزامناً مع الاحتجاجات والمسيرات إلى أن سقط البشير.
*لم تنته معاناتك في سجون النظام السابق، بل رحلة أخرى بالمعتقلات لك كانت في استخبارات المجلس العسكري، كيف تم ذلك؟
= ضاحكاً.. كانت لدينا في اعتصام القيادة خيمة وكنت أتحدث خلالها عن النظام والجيش فأرسل لي المجلس العسكري أن لا آتي إلى القيادة وأتيت وتم اعتقالي يوم ٢٣ رمضان داخل مباني الاستخبارات وقرروا إبعادي إلى الجنوب مع خميس جلاب وعرمان وأردول، ولكن الحركة أجرت اتصالاتها مع الفريق حميدتي وأخبروه، فأوقف أمر ترحيلي وأعادوني إلى المعتقل وتم إطلاق سراحي عقب التوقيع بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.
*عقب ذلك اختفى الماظ ولم يظهر إلا عقب اتفاق جوبا نائبا لرئيس الحركة؟
= نعم عدت إلى عملي داخل الحركة واستطعت عمل أرضية للحركة هنا ودعينا إلى الانضمام للحركة لأنها حركة رائدة.
*كنت جزءاً من المفاوضات؟
= لا.
*الاتهامات توجه لكم أنتم الحركات أن مصالحكم من السلام مصالح شخصية، أولها السلطة؟
= هذا اتهام من قبل الحرية والتغيير ونحن نقول لها أنت فشلت ولولا أننا أوقفنا الخراب لما كانت الآن هذه الحكومة، فيجب تحياتنا على وطنيتنا.. نحن نحب السودان أكثر من روحنا.. نحن ناقشنا القضايا جميعها ولم نتحدث عن السلطة، المشكلة أن البعض يرى أن السودان هذا مصمم لنخب بعينها وليس لـ(ناس شينين زي ناس الماظ دا)، هم يحاولون إبعادنا وعندما فشلوا تحدثوا عن وزنة دستورية، فهل الوثيقة قرآن منّزل ومن الذي كتبها!! نحن أبناء الوطن (والما عجبو هذا الاتفاق نقول له ما حنشيل حقك) نحن لم نأخذ حق الآخرين نحن نريد إرجاع الحقوق إلى أهلها..
*ماهي أجندة الحركة للفترة المقبلة؟
= الحركة طرحها واضح قلنا إنه لا يأتي أحد ويقول لنا نريد دولة دينية (نحن الدين جربناه ٣٠ عاما ولو كان في دين كان قام في الواطة ذاتها). يجب أن نمد يدنا لبعض ونقود السودان للأمام.. يجب أن نخرج من دائرة الفشل، السودانيون الآن فقدوا الثقة في أي قادم .. لابد أن نعمل في تناغم لأن الصراع ليس في مصلحة أحد وليس هناك مساحة للتناكف.
*أخيراً أين سيكون موقعك من الحكومة؟
= لم أطلب يوما موقعا نحن مسيرون وأمر الله لا أعرف إلى أين سيقودنا، المهم بالنسبة لي فرحة أهلي.. أنا لا أريد تقلد مناصب.
*هل ستذهب إلى الجنوب؟
= إن شاء الله، سوف أقدم لهم تهنئة بإحقاق السلام في السودان.
الانتباهة