المؤتمر الوطني.. حزب ينمو فى اصيص السلطة

مشكلة المؤتمر الوطنى انه يظن امتلاكه للسودان كاملا، يفعل به ما يشاء ويديره من المركز العام. وآفة المؤتمر الوطنى انه وصل الى قناعة بان الحزب هو الدولة والدولة هى الحزب، كل تحت ادارته لا فرق بينهما ولا غضاضة من ان تتداخل اوضاعهما وخزائنهما معا.
الحزب وبإعتراف قيادات كانوا فيه يقر بتمويل انشطته من مال الدولة وبايحاء قيادات فيه الآن يوثق الاعتراف، فما قاله القيادى الفاضل حاج سليمان بان الحزب يستقطع من مرتبات اعضائه فى البرلمان اعتراف جديد بصرف الدولة على الحزب فبأى حق يستقطع موظفوا الدولة اموالا من موظفين آخرين وما هى الصفة التى تخول لموظفي حسابات البرلمان استقطاع مال لصالح الحزب.
ولعلم السيد الفاضل حاج سليمان فنحن نعلم ان الصرف لا يتم فى البرلمان يدويا ولكنها حسابات مصرفية تتم بنظام المقاصة التى تغذى حسابات النواب في البنوك بمخصصاتهم، ولعلمه فنحن نعلم ان نواب البرلمان لا يدفعون ضرائب الدخل الشخصي رغم ان مرتباتهم تدخل فى نطاق الضريبة.
انشطة الحزب التى نتكلم عنها هنا هى كل الانشطة والمؤتمرات والندوات واللقاءات والحملات الانتخابية طوال فترة الـ 25 سنة التى حكم فيها المؤتمر الوطنى السودان وهى بالطبع انشطة تضاهى فى تكاليفيها موازنة الدولة كل عام.
ومن الشواهد الكثيرة على رضاعة الحزب من ثدي الدولة سفر مسئول الاعلام بالحزب قبل اسبوعين ضمن وفد من وزارة الاعلام فالرجل لا صفة له فى الدولة وله صفات حزبية ولكن سافر بتزاكر من وزارة الاعلام واقام فى القاهرة على نفقة وزارة الاعلام.
ومن الادلة ايضا ذلك البناء الذى شهق فى النادي الكاثوليكى السابق الذى اصبح مقرا للمؤتمر الوطنى بعد نزعه لصالح الدولة، فالبناء الشاهق الان لا تقل تكلفته عن 5 ملايين دولار فمن اين لعضوية حزب ان تمول مبنى كهذا.
ربما تمول انشطة الحزب من صندوق دعم الوحدة الذى ظل يعمل حتى الان رغم انفصال الجنوب قبل سنوات ثلاث.
قطعت كل الاطراف بان اعضاء الحزب لا يدفعون دانقا ولا دينارا بل اقر القيادى بالحزب الفاضل حاج سليمان بمخصصات يدفعها الحزب لاعضائه نظير عملهم فى اروقته فالرجل يقول انهم يستقطعون جزءا من مخصصات عضوية الحزب العاملة فيه.
كثيرة جدا هى المرات التى رافقنا فيها المؤتمر الوطنى فى مهام صحفية كان الحزب يستغل فيها سيارات وطائرات الدولة رغم ان صبغة العمل تكون حزبية بحتة.
في يونيو من العام قبل الماضي وقف عضو البرلمان المستقل يعقوب الملك داخل قبة البرلمان واتهم رؤساء المؤتمر الوطني بالمحليات بالصرف والإنفاق على حساب المحليات، ودعا إلى الفصل بين صرف حزب المؤتمر الوطني في المحليات عن خزينة الدولة، وهو ذات ما اكده الكودة فى حوار الصيحة ويحاول المؤتمر الوطنى نفيه الآن.
القناعة بان المؤتمر الوطنى كحزب ظل منذ ولادته على يد السلطة يرضع من ثدي الدولة قناعة مترسخة لدى الكثيرين خاصة وان المؤتمر الوطنى حزب قائم على السلطة وجزوره فى اصيص كرسي الحكم لم يستطيع ان يغادرها الى ارض ثابته رغم كل الامعينات التى توافرت له.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..