المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل !

فضيلي جماع
ليسمح لي قراء هذا المقال أن استعير بتصرف أبياتاً للشاعرالإيرلندي العظيم وليام بتلر ييتس (W.B Yeats) عنواناً لهذا المقال والتي اقتبسها من قبل شيخ الرواية الأفريقية شينوا أشيبي عنواناً لروايته الشهيرة ( (Things Fall Apart ? تقول الأبيات :
The center cannot hold
Things fall apart !
لم يعد المركز يحتمل
لذا تسقط الأشياء جانباً !
بالرغم من إيمان كاتب هذه السطور بانتمائه إلى وطن يجمع في داخله أشتاتاً من البشر ، يمارسون أنماطاً من الثقافات تسعى جاهدة منذ أكثر من قرن أن تؤلف نسيجاً واحداً لأمة بين أمم الأرض، وعلى الرغم من اعتقاده الجازم بأنّ ما يجمع هذا القوس القزح من الألوان أكثر بكثير مما يفرق بينها ، إلا إنّ هذه القناعة – فيما يبدو- أخذ يداهمها الشك ! إن مجرد طرحك لأسئلة وجودية على نفسك مثل: هل نحن حقاً أمة واحدة؟ مجرد طرحك هذا السؤال يقضي بأن تعيد حساباتك كلها حول قضية المواطنة بمعناها الدلالي العادي ، أي: هل يجمعني بالآخرين رابطة ما يعرف بالأمة الواحدة؟
لقد حسم إخوة لنا في الشق الجنوبي أمرهم بعد حرب تحرير دامت أكثر من خمسين عاماً- مع استراحة عشر سنوات فقط (اتفاقية أديس ابابا 1972) ? وأقاموا دولتهم الخاصة بهم. فعلوا ذلك لأن قناعتهم انتهت إلى أن الحياة مع من ينظر إليك باعتبارك بشراً من الدرجة الثانية مهما كان تفوقك يستحيل أن ترضى بأن يضمك معه وطن واحد. إن شروط المواطنة هنا تنتفي مع أول بند وهو التساوي في الحقوق والواجبات.
واليوم بقي لحاله بلد واسع أيضاً ، كثير الموارد ومتعدد الإثنيات والثقافات. ويحمل نفس اسمه القديم (السودان). لكن بدلاً من أن يتعظ ساسته من كارثة انقسام البلد على نفسه ، فإن المشهد ازداد انغماساً في وحل عدم الاعتراف بالآخر ? سواء كان ذلك بملء الفم كما يفعل نظام الإنقاذ الحالي أم عبر ما تمارسه النخب السياسية و”المثقفة” من صمتٍ على المجازر اليومية للنظام في هامش البلاد العريض ! صمت تخرج منه هذه النخب في أحزابها وتنظيماتها بين الفينة والأخرى ببيان خجول للشجب والإدانة. ناسين أو متناسين أنّ من قام ويقوم بفعل الإبادة في دارفور وفي جبال النوبة على مدار الساعة يمكن أن يفعل أكثر من ذلك حين تغلبه الحيلة هناك ويوجه أسلحته إليهم. وما مجازر سبتمبر الماضي ببعيدة عن الذاكرة. لو كنا أمة واحدة بحق لما قام جيش البلاد بشن الحروب على مواقع جغرافية بعينها لمدى خمسين عاماً. جيش لم يصوب رصاصة واحدة إلى عدو خارجي ولكنه يعرف حرب الإبادة في دار فور وجبال النوبة.. ونخبة المركز تلوذ بصمت أشبه بصمت المقابر .. قبح الله وجوهكم!!
دعاني إلى كتابة هذا المقال تراكمات لمجمل ما شاهدت وسمعت وقرأت عن مأساة النزوح الهائل إلى قلب البلاد ومدن أخرى منذ أواخر ستينات القرن الماضي وهو نزوح كشف عن كثير من الثقوب في عقلية ساسة ومثقفي المركز. مما دعاني أن أطرح السؤال على نفسي مراراً : هل نحن أمة واحدة ؟
نعم .. البلد كله يعاني من تهميش .. هذا رد على من يتعجل وصمي بالجهوية والعنصرية وما شابه ذلك من عبارات صارت من القبح والابتذال بأنها لا تؤدي معناها. أقول إن النزوح صار من كل أطراف البلاد لأن الهيمنة منذ عهد الاستعمار والستة عقود التي تلت ظلت لنخبة المركز والتي لم تر أبعد من أرنبة أنفها. فانعدمت الخدمات في الهامش العريض مما جعل التنمية عملا ناقصا وفوقيا. إضافة إلى أن سوء إدارة البلاد أغرقها في حرب استمرت نصف قرن (أطول حرب أهلية في أفريقيا). نقول إن الهجرة من الهامش العريض صوب قلب البلاد أتت من كل حدب وصوب.. لكننا نضيف بأن الجنوب (سابقاً) والغرب نالا نصيب الأسد من التهميش بسبب التجاهل إضافة إلى الحروب المدمرة والمستمرة حتى ساعة كتابة هذه السطور. وعليه فقد كان من الطبيعي أن تكتظ عاصمة البلاد بمواطنين كثر من ذلك الصوب الجغرافي. ما ينبغي أن يفهمه كل عاقل هو أن تبادر حكومات المركز بعلاج جوهر مشكلة النزوح، وذلك بالتخطيط السليم وتحسين فرص الخدمات وإيقاف الحروب. لكن ذلك لم يحدث. إضافة إلى أنّ سياسات حكومات المركز كانت وما تزال من العنجهية ورفض الآخر النازح بحيث أنها تعامله وكأنه قادم إلى عاصمة البلاد من كوكب آخر. تميزت كل حكومات المركز بهذه النظرة النخبوية في التمييز وزادت وتيرتها واستفحلت عندما ابتليت البلاد بانقلاب الاسلامويين على سلطة ديموقراطية (30 يونيو1989م ) وإغراق البلاد في حروب جديدة استعر أوارها وفي طريقها لتحرق الأخضر واليابس.
نعود للنزوح ومعاناة النازحين من تلك المناطق. جاء في تعليق لأحد مسئولي منظمات الإغاثة الدولية العاملة بالخرطوم عن موقف وزراء حكومة الاتقاذ من النازحين بقوله : ( إنهم لا يعيرون أولئك الناس ذرة اهتمام !!)
ولماذا يعيرونهم اهتماماً ما دامت النظرة إليهم بأنهم شوهوا العاصمة ونشروا الدعارة والتسول (جاء هذا الوصم للنازحين على أفواه مسئولين وفي بعض الصحف ونحتفظ به لوقته) وكأن ساكني عاصمة البلاد ملائكة أطهار.
ورد في كتاب (الغذاء والسلطة في السودان Food and Power in Sudan) : (إن الموقف الواضح لسلوك الحكومة تجاه النازحين في المدن هو اعتبارهم عبئاً اقتصادياً وعنصر تهديد أمني. وحين لا يكون ثمة حاجة لاستيعابهم في العمل فإنهم يقومون بترحيلهم. وهذا المسعى بدا من السبعينات والثمانينات حيث كان اللاجئون والنازحون من الجنوبيين يطردون من العاصمة في حملات عرفت بالكشة. ) حدث ذلك أيضاً للنازحين من دارفور وكردفان. Food and Power in Sudan, African Rights, May 1997
إن معظم سياسات نظام الإنقاذ الحالية تجاه النازحين أخذت في الأصل من مقترحات قامت بها حكومة الصادق المهدي الأخيرة، وخصوصاً ما يتعلق بقرى السلام التي ظهرت فكرتها في يناير عام 1988م.
ما طفح به الكيل عند الإنقاذ أن النظرة للآخر النازح صارت من الدونية والاحتقار بأنها تعاملت مع النازحين كما تتعامل مع بشر من الدرجة الثانية- لا يحق لهم السكنى في عاصمة البلاد حتى بعد أن ضاقت بهم الأرض بما رحبت بسبب ويلات حروب الدولة على مواطنيها في الجنوب وفي دار فور وفي جنوب كردفان وفي جنوب النيل الأزرق وفي شرق السودان.
هل اختفت أو يمكن أن تختفي المرارات التي حملها أطفال صغار ولدوا في ما يعرف بالسكن العشوائي الذي دمرته بلدوزرات الحكومة أمام ناظرهم ? وهم الذين تركوا ديارهم لأنّ آلة الموت حصدت مئات الآلاف هناك وشردت الملايين مثلما حدث في دار فور وجبال النوبة والأنقسنا ويحدث حاليا هناك؟
في 20 مايو 1990م أجازت حكومة الإنقاذ المرسوم رقم 941 والمسمى ” إجازة بعض الإجراءات لاحتواء المباني العشوائية.” وقد جاء في المادة (د) من ذلك المرسوم أن على السلطات المعنية هدم التجمعات العشوائية التي تقوم على أراض مخططة للبناء أو الزراعة. ومن ثم بدأت الحكومة برنامجاً لهدم التجمعات العشوائية وإبدالها بخطة التوطين لكن في أطراف العاصمة.
لقد قاوم النازحون خطة الدولة التي جاء تطبيقها فظا ولا إنساني. كان الهدم في الكثير من الحالات يأتي دون سابق إنذار حيث تصل البلدوزرات والشاحنات ووحدات من الجيش لنقطة حددت لهم ثم يشرعون في الهدم. ومن المشاهد اللا إنسانية أن بعض أرباب تلك الأسر يعودون في المساء من عمل شاق ليجدوا بيوتهم قد هدمت وأسرهم بلا مأوى. وقد أدت مثل تلك التصرفات إلى خروج النازحين من أطوارهم والاشتباك مع قوات الجيش والشرطة مثلما حدث في معسكر الشوك والذي راح ضحيته عدد لا يستهان به من المواطنين العزل ولسان حالهم يقول: عليك حين تحرق بيتي وتخرب زرعي وتهلك ضرعي وتحرمني أن أنعم بالمساواة في أدني حدودها ? عليك أن تستعد لما هو أسوأ !!
تمادى النظام الفاشي الحالي في تحطيم الأواصر التي تربط بين السودانيين. وحين يحمل أبناء هؤلاء السلاح مطالبين بالمساواة وبوطن يسع الجميع دون تمييز فإن على المركز أن يفهم الدرس جيدا.
إن أخطر ما وصلت إليه دائرة الشر في مركزية السلطة أّنّ ظهور الهامش العريض اليوم كقوة رجحت في الغالب كفة الميزان (عسكريا على الأقل) قد جعلت أعداء الأمس القريب في نخبة المركز يلوذون بأحضان بعضهم البعض محاولة منهم للوقوف في وجه من يحسبونهم العدو رقم واحد. إنّ الغزل المكشوف بين الطائفية والاسلامويين بشتى مسمياتهم هذه الأيام يجعل مستقبل هذا الوطن في كف عفريت. فالنظام الذي كانوا يحاربونه بالأمس القريب صار منهم وأصبحوا يبررون بقاءه على أشلاء الشعب السوداني. علينا إن كنا نبشر لأمة واحدة وبدولة المواطنة أن نعترف بالآخر وبحقه في المشاركة والوجود.
إن المركز فقد البوصلة. والحروب وصلت بمن أشعلوها إلى نقطة اللاعودة. وإن ستة عقود من الفشل في إدارة البلاد كافية لتكون درساً لأكثر الساسة غباء في أن يدركوا أن مراكز القوة تتبدل بسرعة مدهشة في العالم كله من حولنا ، و بأننا جزء من هذا الكوكب ? نخضع مثل الآخرين لعجلة التغيير. ومن لا يستوعب هذه البديهة عليه أن يتوقع أكثر السيناريوهات سوءاً. وباعتقادي أنّ الخطاب الطلسمي لرأس الدولة قبل أسبوعين هو المؤشر لإفلاس المركز ورموزه . فالمركز كما يقول دبليو بي ييتس لم يعد يحتمل..وها هي الأشياء تتداعي وتسقط جانباً.
فضيلي جماع
فبراير 2014
[email][email protected][/email]
تتساقط الأقنعة المزيفة وتعود الى حالتها في الكذب والنفاق والتدليس ولكن عجلة التاريخ لا تدور الي الخلف كما يظنون نحن سائرون الى الامام حتى نقتلع تلك الجذور الفاسدة من باطن الارض سنغوص في أعماق الارض حتى نجتثها من أصولها
استاذي فضيلي، انت تتكلم و كان كل الشعب السوداني الموجود في المركز هو من ارتكب كل هذه الفظائع و اشعل كل هذه الحروب و في هذا خطأ و خطر كبير لانك بهذا الاسلوب تخفف من مسؤولية النظام المجرم الذي لا يفرق بين مركز ولا اطراف ولا هامش في تعسفة و جبروته..استاذي الفاضل، نحن في اشد الحاجة للوحدة و ضم الصفوف لمواجهة هذا الجسم السرطاني الماسوني الذي يسمى الانقاذ ومن ورائه الجبيهة الاسلامية وهي الامتداد الطبيعي للتنظيم العالمي لجماعة الإحوان المسلمون.. يجب ان يعرف الجميع ان المعركة القادمة هي معركة الشعب السوداني بكل عناصره العرقية و الجهوية ضد نظام الجبهة
وليعلم الجميع ان الشعب السوداني، وبالتحديد ما يعرف بالشماليين، برئي من هذا النظام بل نال ما نال من ذل ومهانة وتقتيل و تشريد و افقار و تجويع على يد هذه الجماعة الشيطانية.
ارجو من الجميع الابتعاد عن لغة المركز و الهامش في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ هذا البلد فنحن في لحظات نكون أو لا نكون..فالنشمر السواعد و نرفع الهمم لاقتلاع هذا النبت الشياطني ثم بعد ذلك نجلس في مناخ معافى و ديموقراطي لنجد حلول لمعضلات المركز والهامش من خلال سياسات يتفق عليها الجميع، فيمكن مثلا تطبيق سياسة التميز الايجابي فيما يخص هذه المناطق بمنحها حصة أكبر من الدخل القومي و فرص اكبر لابنائها في مجالات العمل و التعليم مع التركيز على اقامة مشاريع تنموية في جميع المناطق التي نالت نصيب الاسد من جبروت الانقاذ.
كلامك عين الحقيقة والله لكين لا حياة لمن تنادي
طالما اصلا اصبحنا لسنا معترفين بالدوله السودانيه فان الوقت متاخر جدا للحديث عن الاقصاء والتهميش ولن تفيد المبررات ايا كانت ..وانما الاجدى الحوار فى ضروره السعى للحكم الديمقراطى المستقر ..على المثقفين والسياسين الشماليين الجدد عن يكفروا نهائيا بايدولوجيا المركز منذ الاستقلال التى الخراب والدمار وان الاعتراف بحق دارفور فى الحكم الذاتى او تقرير المصير هى من ابسط المستحقات القادمه …يجب ان يتوقف الحروب ويعيش الناس يالطريقه التى يريدون …اننا فى دارفور بعد كل ما عايشناه لن نصدق السياسين الشمالين فى دعواهم لسودان موحد ومتساوى الى يوم القيامه ولن نقبل ان تقع دارفور مره اخرى تحت اداره المركز مهما كلف التمن…انه من الافضل للمفكرين السياسين الحديث عن صيغ جديده للتعايش بين الولايات السودانيه كتجمعات الاتحاد الاوربي ..سيكون ذلك اقرب للواقع من الامنيات والطموحات القديمه/..اسحق هرى/
“هذه بصيرة الأديب”
شوه هذا التحليل الجميل أخي الكاتب مفهوم واحد وهو أننا لسنا أمة واحدة كما أوجيت بذلك في هذا المقال. وبذلك فقد ساندت ، ربما دون أن تدري ، غباء ساسة المركز وتخلفهم لتغذية هذا المفهوم من خلال سياساتهم غير المسئولة تجاه الهامش.
فنحن يا أخي أمة واحدة فعلا بما في ذلك اخوتنا الجنوبيون الذين اجبروا على الانفصال ولم يختاروه ، وذلك أيضا بسبب غباء سياسات قصيري النظر ممن اولتهم الاقدار زمام أمورنا. تكفيك أخي نظرة خاطفة الى ماذا كانت أمريكا وماذا أصبحت الآن وكيف بلغت ذلك .
ارجو أن يتوجه جهدك وجميعنا دون النظر الى جهوية الى عقد العزم على مسح هذا المفهوم ورمي من جاء به الى المذبلة لننعم بوطن يزينه تنوعهويفاخر بذلك حتى نستفيد فعلا من نعمة التنوع
لك الشكر شاعرنا وأديبنا فضيلي جماع لقد بذلت لنا الحقيقة بدون تجميل ورتوش ترى ماذا نحن فاعلون؟.
التحية للاديب الوطنى الاستاذ فضيلى جماع .المركز تحكمه العنصريه والجهويه ومصداقا لحديثك ..قرأت اعلانات لاراضى غرب امدرمان والتى يلوذ بها النازحون من جحيم وابادات الاخوان المسلمين عندما يفروا .. هل تصدق ان هذه الصحراء حتى حدود شمال كرفان تم توزيعها للمحاسيب واقسم بالله العظيم ان هناك احدهم عرض الف قطعة ارض للبيع ( العدد الاخير من صحيفة كلاسيفايد الاعلانيه ) بالاضافة الى شركات كثيرة تسوق لهذه الاراضى باعتبار ان الملكيه مقدسه ولكى لا يجد النازحون اراضى يلوذون بها من جحيم الترابى والبشير ويسببوا ضغطا على الخدمات وعكننه ( للقرشيين ) . لا يرجى صلاحا من الترابى او البشير او المهدى او الميرغنى او الكهنوت الدينى العنصرى المتاجر بالدين الا بالحريق الشامل لكل السودان ليقضى على كتب الموتى الصفراء التى يحكموننا بهاويحرق الظلاميين. والسودان سيصبح مثل طائر الفينيق سيحيا مرة اخرى وينتفض من الركام والرماد ويصبح وطنا للجميع ..
باستمزاج مقال الاستاذ فضيلى(وهو لعمرى مقال رفيع المستوى)مع ماقال به المنتصر بالله فى تعليقه
تكتمل الصورة.شكرا استاذ فضيلى
الأستاذ فضيلي….تحية طيبة
هون عليك قليلاً…. الهميش ليس فقط للنازحين من الأقاليم أو الولايات…!
المركز نفسه…. به قرى… ومدن صغيرة…. وأحياء… مهمشة جداً…. منذ الاستقلال وحتى الآن!
وربما تجد في القرىة الواحدة…. هناك مهمشون…. وغير مهمشين…!!
تعرف السبب شنو؟ الأح ح ح ح ح ح ح ح ح زاااااااااااااااااااااااااااااااب
يعني يحكمونا الكيزان…. نموت كمد بس….
يعني يحكمنا حزب الأمة…. نغرق في الدمعات
يحكمنا الاتحادي….. فتة زاتو ما نلقى….
طبعاً الضمير في يحكمنا يعود لغير المتحزبين….. وهم الأغلبية للعلم….
هي دي المشكلة….
واحد مهمش جداً….
التحية للمبدع الاستاذ/ فضيلى جماع….إستذكرة مقطع من أشعار شاعر الشعب (محجوب شريف) يصف قيه تلك (الكشات) الحكومية المنظمة التي إستهدفت أبناء (الغرب)…بعد أحداث حركة يوليو 1977..(بقيادة المقدم الشهيد محمد نور سعد) وإستمرت إلي أوائل الثمانينات..التي قادتها الجبهة الوطنية حينئذ (الامة ـ الإتحادي ـ الاخوان المسلمين)…أو ما عرف عند حكومة (مايو) (بالمرتزقة)…”وصدر قرار من نميري بتفريغ العاصمة من النازحين الغرابة..ّّ
يا آدم.. ما تدارة..
فتش عن شنطة ونضارة..
أفندي وجيت مأمورية..
المدن إتعلت أسوارة..
ما بتقبل زيك في الحارة..
الكشة وراك الدورية..
لك التحية الاخ الاديب فضيلي جماع.. ان الحقيقة المجردة أننا لا نعرف عن المواطنة وفحواها الا الاسم..ذهب استعمار اجنبي..نعم .. وحل استعمار (محلي) ولو اختلفت المسميات.. استعمار الهيمنة والاقصاء والعنجهية وعدم الاعتراف بالاخر.. أهل العقد والحل.. نعم هي الحقائق المجردة المسكوت عنها… ان هؤلاء لا يقرأون التاريخ.. وان قرأوه لا يأخذون منه العبر والدروس..متجاهلين ان التغيير هو سنة الحياة..وآت أت.. لقد عشنا كثيرا..ورأينا كثيرا.. وما نراه الان بكل اسف أصبح بالنسبة لنا هو صراع من أجل البقاء.. لقد علمنا يقينا في قرارة انفسنا بتمايز الصفوف..حيث مددنا حبال الصبر 60 عاما.. وقد اصبح وَهَم (المواطنة) لنا أوهي من حبل العنكبوت… ولكن حتما سيذهب الزبد جفاء عاجلا ام آجلا.. وسيصبح السودان لكل السودانيين بلا تمييز او اقصاء.. ان الفجر قادم ليدك حصون العنجيهة والوصاية المزعومة.. لك الود فضيلي
كل من طالب بحقوقه اتهم بالعنصرية و سيق الى المقصلة
أرتال من الشهداء بدءا بشامبي و الاحيمر و حسن حسين و يوسف كوة و خليل ابراهيم و القائمة تطول
فليستعد المركز لمنازلة طويلة
عفوا شاعرنا العظيم وقعت في نفس اخطاء المهندس عبد الرحمن دوسة في كتابةمشكلة دارفور وازمة الدولة السودانية فالمهندس دوسة لم يدكر اشخاص من مناطق الهامش نفسها نكلت بمواطنيها واثرت علي حساب الكادحين بدون تمييز يتحدث عن العدالة ولم يدكر وزير العدلبشارة دوسة تحدث عن دارفور ولم يدكر حسن برقو القيادي بالمؤتمر الوطنيولوبنصف كلمة ادانة بل لم يتحدث عن اثرياء من ابناء الهامش همجزء منالسلطة ولم يفتحالله علية بكلمة عن ماساة النوبيين في حلفا وكجبار اليسوا اهل هامش بالمقاييس الاثنية او الثقافية التي تنتقونها
اقول ليكم لن يعيش مايسمي بالسودان الحالي مهما طال الذمن والاتفاقيات والمفاوضات دي ضياع ذمن تقرير المصير لكل المناطق هي الحل الحقيقي وتحكم كل اقليم او ولايه في مواردها وتوطين شعبها وبعداك هي حره الخرطوم دي ذاتها هي ارض قبايل معروفه يمكن ان تفلك بخطه طويله الامد ولايتضرر اي جهه من عقد المشاكل هم السياسيين البلد دي معروفه موزعه قبليا قبل دخول الاتراك وقبايل مستقره ومعروفه الحدود السودان سوف يتفكك سوف يتفكك طال الذمن او قصر علي عقلاء السياسيين ان يعملوا ليكون التفكك سلسا ياخي اسكتلندا عندها تقرير مصير من بريطانيا ولو اصرت بريطانيا علي الوحده الجبريه ربما كانت مدمره ومنهكه الان هل لواحتفظت مصر بالسودان جبريا كان ستكون في وضعها الحالي كدوله قويه