أخبار السودان

أين برنامج إصلاح الدولة؟

يوسف الجلال

حينما تتحدث أحزاب المعارضة عن تسونامي الفساد الذي ضرب هياكل الدولة السودانية، يسخر منها الكثيرون ? ولا سيما مناصرو النظام – ويدمغونها بأوصاف من شاكلة أنها تفتقر إلى الوطنية.. فكيف هو موقف الحزب الحاكم، بعدما جهر بعض أُصلاء الحركة الإسلامية، بحدوث الفساد، وكيف هو حال المؤتمر الوطني، بعدما أضحى الأئمة والدعاة، يتسابقون إلى نقد أداء الحكومة، ووصفها بأنها تُسهِّل الاختلاس وتُحرِّض على أكل المال العام..؟!

ظني، أن المؤتمر الوطني لن يجد مبرراً يستدر به عاطفة الشعب السوداني، ولن يجد مسوغاً لاستمالة المواطنين، والحيلولة دون تصديقهم للأحاديث التي تشير إلى صعود معدلات الفساد، خاصة إذا كانت تلك الأحاديث نابعة من ألسنة ظلت تسبِّح بحمده وتلهج بشكره، وتقوم بتسويق فكره وأطروحته السياسية إلى الناس. ولعل هذا ما يجعل من حديث أُصلاء الحركة الإسلامية، عن تنامي نسبة الفساد يكتسب طابع الأهمية والمصداقية في ذات الوقت.

الشاهد، أن قائمة الناقمين على سكوت الحكومة على المفسدين، طويلة جداً، وتضم أسماء لامعة في العمل السياسي والدعوي، ولكن الذاكرة لا تزال تحتفظ بحديث بعضهم ، عن تسوماني الفساد. وذلك لاسباب كثيرة أقلها أن بعضهم من منسوبي الحركة الإسلامية، انظر إليهم، لتجدهم يهاجمون الحكومة بضراوة، ويصفون سلوكها القانوني تجاه قضايا الفساد، بأنه لا يردع الفاسدين، وإنما يشجِّع على السرقة.. بل إن بعضهم جزم بأن لجوء الحكومة إلى مادة التحلل في قانون الثراء الحرام والمشبوه، فيه إعانة على السرقة..!

الملفت في قصة الفساد، أنه أضحى مزعجاً حتى لقادة الحركة الإسلامية أنفسهم، وأصبح مثار حديث الأئمة، فقد تحدث عبد الحي يوسف عن الفساد عن ذلك قبل فترة وسبقه إلى هذا الدرب البروفسور عصام أحمد البشير، الذي تحدث في إحدى خطب الجمعة، من على منبر مسجد النور بضاحية كافوري، عن تسونامي الفساد الذي ضرب أجهزة الدولة. ويومها انهال البروفسور عصام أحمد البشير على الحكومة، ضرباً بالأدلة الدامغة، لسكوتها عن الفساد، مما كان سبباً في بروز تساؤلات عدة عن دوافع الرجل، الذي تحدث عن الفساد من على منبر له خصوصية سياسية بالغة، بمثلما له خصوصية دينية كبيرة..!

الثابت، أن سلوك قادة المؤتمر الوطني التجريمي، الذي يردون به على أحزاب المعارضة حين يتحدثون عن الفساد، لن يجدي نفعاً في حالة عصام وعبد الحي هذه، على اعتبار أن المنتقديْن ليسا من المعارضة، وأنهما من صلب الحركة الإسلامية. وهذا يعني أن الاستخفاف بالآخرين، واستتفاه قولهم، عن تنامي معدلات الفساد، ووصفهم بالعمالة والارتزاق، أضحى دواءً فاقداً للصلاحية، لأنه لم يوقف تناول الظاهرة، بل أصبح سبباً في تزايد الناقدين لصمت الحكومة على المفسدين.. نحن هنا نسأل فقط، أين برنامج إصلاح الدولة..!

الصيحة

تعليق واحد

  1. نقول للمهمومين بتحرير وتوحيد وإصلاح الدولة السودانيّة
    الحكومات السودانيّة الشرعيّة الديمقراطيّة الطبيعيّة غير المحاصرة تجاريّاً
    وليست حكومات الشموليّة الحراميّة الإقتساميّة الفهلوانيّة الإجراميّة الإستباحيّة
    بإمكانها توحيد ثمّ إصلاح الدولة السودانيّة من جميع أوجه و أصعِدة الإصلاح العلميّة
    وأكثر أوجه الإصلاح العلميّة وجاهةً هو المال الطبيعي غير الذي يطبعه نظام الحراميّة
    الوجه الثاني هو الإدارة الطبيعيّة وليست التمكينيّة البرجوازيّة الإفقاريّة للرعيّة
    الأوجه الأخرى:الموارد الطبيعيّة والقوى البشريّة والكهربائيّة والسوق العالميّة
    والطرائق الإنتاجيّة والتطويريّة والصيانة ثمّ الترحيل إلى الأسواق العالميّة
    وحصار الحكومات الحراميّة تجاريّاً يعني تدميرنا نهائيّاً

  2. نقول للمهمومين بتحرير وتوحيد وإصلاح الدولة السودانيّة
    الحكومات السودانيّة الشرعيّة الديمقراطيّة الطبيعيّة غير المحاصرة تجاريّاً
    وليست حكومات الشموليّة الحراميّة الإقتساميّة الفهلوانيّة الإجراميّة الإستباحيّة
    بإمكانها توحيد ثمّ إصلاح الدولة السودانيّة من جميع أوجه و أصعِدة الإصلاح العلميّة
    وأكثر أوجه الإصلاح العلميّة وجاهةً هو المال الطبيعي غير الذي يطبعه نظام الحراميّة
    الوجه الثاني هو الإدارة الطبيعيّة وليست التمكينيّة البرجوازيّة الإفقاريّة للرعيّة
    الأوجه الأخرى:الموارد الطبيعيّة والقوى البشريّة والكهربائيّة والسوق العالميّة
    والطرائق الإنتاجيّة والتطويريّة والصيانة ثمّ الترحيل إلى الأسواق العالميّة
    وحصار الحكومات الحراميّة تجاريّاً يعني تدميرنا نهائيّاً

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..