الفساد واسياف العشر

يحاول المؤتمر الوطني عبر مكتبه القيادي اعلاء قيمة الشفافية لدك حصون الفساد وتفكيك امبراطوريته ويقول الحزب علي لسان البروفيسر ابراهيم غندور انه عازمون علي اقرار اليات جديدة للاصلاح الشامل عبر مبدا الشفافية غير ان الذي تطلبه الدولة السودانية ولم يقره غندور ان الشفافية المطلوبة هي تحريك شرعية القانون وفتح نيابات الحق العام واسقاط كل الاقنعة والحواجز والحصانات من كل من حامت حولهم الشبهات والمطلوب بشكل عاجل هو اسعاف الخدمة المدنية ومعالجتها حتي تتعافي من عللها ومحسوبياتها ولكن السؤال الذي لم يجب عليه غندور ..ماهي الاليات او الاسلحة الجديدة التي تستخدمها الحكومة في هذه القضية ؟ هل يتجه الوطني لمجابهة بؤر الفساد بذات الادوات القديمة؟ لماذا انزوت وتلاشت الية ابو قناية ؟ واين اختفت مفوضية القصر المعنية بمعالجة الفساد ؟ فالفساد يا هؤلاء لا يحارب “بقناية” او سيف عشر ..نحتاج لسيف بتار لقطع الروؤس الفاسدة .
جبهة المحامين ..!
انطلقت عملية التسخين والاحماء علي صعيد جبهة المحامين لخوض الماراثون الانتخابي القادم فاشتعلت الحرب الاعلامية بين المؤتمر الوطني وجماعة الرصيف ففي الوقت الذي يعتبر فيه المؤتمر الوطني معركة المحامين وكانها بروفة اولية للسباق القادم تنشط المعارضة في اطلاق اسلحتها للطعن في شرف الممارسة الانتخابية وتصف المؤتمر الوطني بانه المزور الاكبر لاي عملية انتخابية ماضية او لاحقة وتلك هي الفرضية التي دفعت الخصوم للتمنع والتمترس في خندق الرفض ولهذا لم تجد فكرة انتخابات 2015 اي مؤيد او مناصر وربما تتكرر سيناريوهات قديمة الا ان المؤتمر الوطني اعتبر هذه التبريرات هزيمة مبكرة للرافضين .
سماسرة المياه والاراضي بامدرمان ..!
من اغرب الجرائم والاحتيالات التي تحدث في ولاية الخرطوم ان يجرؤ احد سماسرة بيع الاراضي والحق العام الي بيع “بئر” حكومية لتوفير مياه الشرب لمجموعات كبيرة من المواطنين طال انتظارها وارهقتها مسيرة البحث عن مياه علي ظهور “الحمير” تلك هي تفاصيل حكاية مؤلمة حدثت الايام الفائتة بمنطقة جادين بالريف الجنوبي حينما اقدم احد السماسرة المشورين بسوابقه الي بيع قطعة بئر مياه خاصة بمربع 9 بجادين بمبلغ 80 مليون الي احد المواطنين والذي بدوره شرع في عملية بناء و تسوير حدود البئر واحضر كل مواد البناء وسط دهشة المواطنين رغم ان البئر ملك حكومي وتتبع لهيئة المياه الذين سارعوا بابلاغ اللجنة الشعبية لكن القضية لم تحسم وتجري الترتيبات لتقديم شكوي للسيد مدير المياه بالولاية وقال المواطنين الذين ابلغوا “الانتباهة” بهذه القضية انهم يطالبون الهيئة بالتدخل الفوري لمعالجة مشروع مياه جادين الذي تتولي تنفيذه شركة “برايتون” عبر عقد خاص وصفه البعض بانه مجحف في حق المواطنين وان الشركة تلكأت كثيرا واخلت بالعقد واكد عدد من المواطنين انهم اكتشفوا ان الشركة لا تملك الامكانيات اللازمة لهذا المشروع رغم انها جمعت مباغ طائلة من المواطنين ولكن لازال حلم المواطنين سرابا فاين انت يا هئية ؟ ويا محلية ؟ ثم اين انت يا لجنة يا شعبية ؟لماذا هذا الصمت والمواطنين يقتلهم الظمأ ؟ .
تناقضات الحكومة ..!
تعقيدات جديدة تطل براسها من جديد علي واقع الملف الانساني الخاص بظاهرة اللجو والنزوح بالسودان وبمعطيات وتداعيات جديدة فرضتها ظروف الحرب المندلعة الان في الجنوب ادت الي تدفق الاف اللاجئين الجنوبيين الي داخل الحدود السودانية فرارا من الحرب كما ان تتدهور الاوضاع الامنية بافريقيا الوسطي ادي الي موجة نزوح داخلي اضافة الي عمليات الاجلاء التي تتم الان للسودانيين في بانقي والعديد من مدن الجنوب والغريب في الامر انه مع كل هذه الظروف القاسية تلوح الحكومة السودانية بعصاها في وجه المنظمات الوطنية ووصفتها بانها “تسرح وتمرح ” بلا ضابط وبلا رقيب هذا ما قاله النائب السابق لرئيس الجمهورية الدكتور الحاج ادم في ملتقي المنظمات الوطنية ..كان ينبغي ان تؤجل غضبة الحكومة تجاه هذه المنظمات الي حين ان تنجلي ضائقة اللجؤ والنزوح التي هي الان في اشد الحاجة للدعم والمناصرة من قبل المنظمات الاجنبية لان مشروع “السودنة” للعمل الطوعي قد سقط بجلاء وفشل في ان يكون بديلا لما تقدمه منظمات الغرب لان فكرة السودة هذه كانت شعارا ومشروعا سياسيا بلا ادني مقومات او اطروحات عملية وبهذا لا جدوي في ان ندعومنظماتنا الوطنية لسحب البساط من تحت اقدام المنظمات الوافدة ..
محنة ارض “المحنة”
تنتظر معظم ولايات السودان ان يفئ القصر الجمهوري بوعده ويتعاطي مع نظرية التغيير والثورة علي القديم في تعديله المنتظر لحكومات الولايات “تنفيذيا وتشريعيا” ..يبدو انه منذ ان انطلقت هذه الفكرة بان قيادة الحكومة تنوي اجراء تعديلات في مناصب حكومات الولايات شرعت العديد من ” قيادات الكراسي”الولائية وبالاخص المهددة بالزوال وشغلت ذاتها بعمليات تجميل وترميم واسعة في كل اعطاب ومسالب التجربة حينا بالحملات الاعلانية والاعلامية وفي احايين كثيرة بالحشود المصنوعة واللقاءات المغلقة ..وفي الجزيرة مثلا انشغلت مجالس السياسة والمجتمع عبر اجتماعات تعقد ثم تنفض ..تحالفات تبرم بليل ثم تنهار نهارا ..لا حديث هناك سوي امكانية التغيير وخيارات المواطنين ربما تجمع القوي السياسية بالجزيرة بما فيها قطاع كبير من قدامي وشباب المؤتمر الوطني بان اجل البروف الزبير قد انتهي او ان حقبته كانت صفرا كبيرا لعموم اهل الجزيرة انهار المشروع ولكن السيد الوالي يحاول الان ان يتجمل ويحسن مظهره امام قيادته حتي لا تغشاه غضبة القصر التي اطاحت بالكبار والحكومة هناك تحاول انتاج الفرح القديم وتسوقه كانتاج جديد وطازج ..مشروعات عديدة تم افتتاحها سابقا ولكنها تطل الان في الواجهة وبلا استحياء فما الذي مثلا يدعو حكومة الي اعادة انتاج محطة الجنيد الكهربائية التي كان قد افتتحها النائب الاول السابق وكذا محطة الشكابة التي كان قد افتتحها مساعد رئيس الجمهورية العقيد عبد الرحمن الصادق وغير ذلك كثير من المشروعات ..هل ارادت حكومة الولاية التعامل مع هذه المشروعات كافلام “الكايبوي” يتم اعادتها بطلب من الجمهور .؟؟ .
ولكن يبقي الامل في ان يطل فجر جديد في ارض الكنانة يضع وفاقا وتنمية ورشدا في السلطة والعدالة والنزاهة وهذا ادني ما تحتاجه الجزيرة وتبقي تحدياتها الماثلة في امكانية التوافق علي هذا البديل من كل اطياف السياسة وموناتها التنظيمية اسماء كثيرة برزت في السطح وداخل المجالس الخاصة لخلافة الزبير واسماء اخري تتداولها اوساط المحليات بحثا عن معتمدين بلا موانع . واهل المناقل ينتظرون كذلك وبارادة غالبة من يخرجهم من الوحل “القديم” لا يهمهم البديل بقدر اهتمامهم المتعاظم .
“الانتباهة” 30/12/2013
[email][email protected][/email]