مستوى المعيشة معقول جداً: أنكذِّب واقعنا؟!

سلام يا .. وطن

* ونحن في واقعنا الاقتصادي الأليم الذي نعيشه يخرج علينا مسئولو وزارة المالية من هنا وهناك لا ليواجهون الأزمة الاقتصادية الراهنة بالحلول الناجعة، ولكن ليبثوا فينا المسكنات الاقتصادية الكذوبة ويريدون منا أن نؤمن لحلولهم الهلامية التي يكذبها واقعنا الحياتي، فها هي الأخبار تحمل إعلان وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي عن حصول السودان على تدفقات نقدية وتمويلات بشروط ميسرة في طريقها للبلاد، ونرى أن حلول وزارة المالية ليست في الانتاج، وليست في ابتداع قوانين ميسرة ومشجعة للصادر بل ولا هم بشروننا بتيسير تمويل وتشجيع المنتجين لكن حكومتنا عفى الله عنها تنتظر بكل بلاهة التدفقات المالية والقروض التي قد تساعد اليوم ولكنها في النهاية هي مشكلة مؤجلة للغد القريب، من المؤكد أن الحكومة الحالية لا يمكن أن تكون هي الحل لأزمتنا الاقتصادية لأنهم ببساطة كانوا هم الأزمة ولا يملكون مفاتيح الحل.

* ومن جهة أخرى يؤكد مدير إدارة التخطيط والسياسات بوزارة المالية السيد مكي محمد عبد الرحيم، بأن مستوى المعيشة في البلاد معقول جداً، وقال:(الرغيفة بجنيه لسه رخيصة ولسه بتتهرب، لأن سعرها في الدول من حولنا غالي) وأضاف(الدعم يذهب الى الجيران وليس المواطنين) أن السيد مدير إدارة التخطيط والسياسات يمارس التضليل في أبشع صوره فنجده يتجه الى مقارنات لا تسندها حقائق الواقع فالحديث عن الدعم أو رفعه قد تم حسمه من خلال ميزانية 2018 حيث رفع الدعم تماماً عن كل شيء وتم تنفيذ كل توجيهات صندوق النقد الدولي وللأسف بدون أي مقابل لذلك الحديث عن أن الدعم يستفيد منه الجيران وليس المواطنين حديث ممجوج إن لم نقل سخيف فيما أقر بوجود مشكلة كبيرة في الاقتصاد نسبة لديون السودان الموروثة، وتابع (عاوزين نعفيها لكن أمريكا ما راضية عننا) .وبالرغم من ذلك تجده يتشدق بأن (مستوى المعيشة معقول جداً).

* وذات الانكسار تجاه موقف الإدارة الأمريكية سار عليه نائب رئيس القطاع الاقتصادي بالمؤتمر الوطني ووزير الاستثمار السابق مدثر عبد الغني الذي أقر بتراجع انتاج البلاد من النفط والاشكاليات التي تواجه الاقتصاد والتي عزاها لعوامل خارجية وزاد (لم نستمتع بأي ميزة من مزايا العلاقات مع أمريكا رغم رفع العقوبات) وللمرة المليون نؤكد انه ليس هنالك أي رفع للعقوبات الأمريكية طالما أن هنالك قانون سلام السودان، وسلام دارفور باقيان ستبقى العقوبات في مكانها ولن يكون في السودان سفير أمريكي، فما لم يلغي الكونغرس هذين القانونين سيكون أي كلام عن رفع العقوبات مجرد استهلاك سياسي لا قيمة ترتجى منه، فعلينا أن نعي الفخ الذي ينصبه لنا اقتصاديو المؤتمر الوطني وهم يزينون الباطل ويلتوون بعنق الحقائق ويعتقدون أن ذلك سيشكل مخرجاً من الأزمة الاقتصادية بينما هو في حقيقته ضجيج بلا طحين ولن يجوز علينا.. وسلام ياااااااا وطن ..
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..