طُرُشْ في زفة

جاء في خبر نشرته “الصيحة” أمس أن وزير الصحة بولاية النيل الأبيض أقرَّ باستخدام عربات إسعاف في زفة عريس… وإن كان ثمة تعليق على تصريح الوزيرفأقول له ليت الأمر اقتصر على الزفة وحسب يا سعادتك، فقد علّمت أموالنا السائبة الناس ليس السرقة فقط بل تهريب الذهب بالعربات الحكومية الدستورية كما أُعلن ذلك تحت قبة البرلمان، وفي بعضها “الدستورية” ضبطت الشرطة السلاح والمخدرات بحوزة أبناء مسؤولين..

وسبق أن وضعت الشرطة يدها على كمية ضخمة من الخمور البلدية، يتم توزيعها بواسطة عربة نفايات تتبع لمحلية بالخرطوم، بعد أن تمكنت من توقيف مجموعة من الشباب يعملون في ترويج الخمور البلدية المقدرة بـ(4000) قارورة.

وسبق أن تم توقيف مجموعة تنشط في ترويج الخمور بواسطة عربة إسعاف، على اعتبار أنها أكثر أمناً، وأن الشرطة والأجهزة الأمنية لن تتوقع استخدامها في الترويج… ألم أقل لك ليت الأمر اقتصر على الزفة، فلكنا “طُرُشْ” في الزفة أو كِدْنا، وفي غمرة الزفة بات كل شيء ممكن الحدوث فلا أحد يراقب أحداً، ولا أحد يحاسب أحداً فالكل مشغول بالزفة..

في وقت سابق أعلن جهاز الرقابة على العربات الحكومية عن مخالفات عديدة حدثت من جانب وزراء وأبناء مسؤولين من خلال استخدامهم العربات الحكومية، فضلاً عن وجود عمليات نقل “خمور وبنقو” تتم بواسطة عربات حكومية..!! بينما كشف مدير جهازالرقابة آدم محمد جمعة وقتها أمام البرلمان عن جملة مخالفات لأبناء وزراء وأبناء مسؤولين تتم عبر استخدام عربات حكومية من بينها عربة تتبع للبرلمان.

فالأمر في مجمله يعكس حالة الفوضى، وأن بعض المسؤولين يتعاملون مع الوظيفة العامة وكأنها (تركة) والعربات الحكومية كأنها ملك خاص، ويشير إلى ذلك اعتراف سابق لمدير جهاز الرقابة أمام البرلمان بتعدي وزير عليه بمكتبه لحجزه العربة الحكومية التي تخصه، والحجز طبعاً تم بعد مخالفة القانون، المهم الوزير جاء إلى مدير الرقابة واستخدم عبارات غير لائقة في حق المدير..

قبل سنوات نما إلى علمي أن مسؤولاً بإحدى الولايات تفاجأ بتحطيم شامل لسيارته الدستورية، وذلك بعد أن طلب ابن أخيه – اليافع- من السائق إعطاءه مفتاح السيارة .. قبلها تحطمت عربة معتمد إحدى المحليات بالكامل إثر حادث مرور، العربة الدستورية كان يقودها ابن المعتمد، وقد أصيب جراء الحادث، ونُقل للعلاج بمستشفى “رويال كير”، والأمثلة كثيرة، وهل أذكركم بظاهرة “التفحيط” التي شغلت الناس ردحاً من الزمان، وقد نادى برلمانيون يومذاك بقانون جديد رادع ضد من سموهم بالمتفلتين من أبناء المسؤولين للحد من التلاعب بالعربات الحكومية، لكني على قناعة أن الحديث في البرلمان ذهب أدراج الرياح.. هذه الصورة القاتمة المزرية لا تزال تشكل هاجساً مريعاً، وتعكس حالة الفوضى في التعامل مع العربات الحكومية، هذه الصورة الشائهة لا بد أن تتوقف فوراً بدعم جهاز الرقابة على العربات الحكومية ومنحه مزيداً من الصلاحيات، وتسليحه بقوة القانون وصرامته.. اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

الصيحة

تعليق واحد

  1. يا استاذ الفوضي من اعلي اذاكان رب البيت للدف ضاربا وغير الركب لشنو عشان يلعب في اهلي شندي …………….نحن دولة خارج سيا العالم الان حتي رئيس الصومال سخر من فسادنا ولا تقول البرلمان هناك تكمن المحنة الكبري وكل فساد البلد وتقاريره هناك وهناك المخنة في اط معانيها !!!

  2. الفوضى عمت جميع مرافق الحياة فى السودان، والسبب في اختلاط الحابل بالنابل هو إسناد الأمر إلى غير أهله، لا أحد يحاسب أحد، ما رأيك لو ذهبت إلى إحدى الإدارات الحكومية لقضاء مصلحة ما ولم تجد ولا موظف واحد، والسبب؟ ذهب جميع الموظفين لتقديم واجب العزاء لزميلهم فى وفاة أحد أقربائه، ذهبوا أثناء الدوام الرسمي وتركوا عملهم الرسمي، ولا يوجد من يحاسب أو يسأل، لقد حدث هذا فعلاً وليس من وحي الخيال وهذا مجرد مثال وإلا فإن الفوضى شاملة عامة والسبب فيها هو غياب المسائلة وترك الحبل على الغارب.

  3. يا استاذ الفوضي من اعلي اذاكان رب البيت للدف ضاربا وغير الركب لشنو عشان يلعب في اهلي شندي …………….نحن دولة خارج سيا العالم الان حتي رئيس الصومال سخر من فسادنا ولا تقول البرلمان هناك تكمن المحنة الكبري وكل فساد البلد وتقاريره هناك وهناك المخنة في اط معانيها !!!

  4. الفوضى عمت جميع مرافق الحياة فى السودان، والسبب في اختلاط الحابل بالنابل هو إسناد الأمر إلى غير أهله، لا أحد يحاسب أحد، ما رأيك لو ذهبت إلى إحدى الإدارات الحكومية لقضاء مصلحة ما ولم تجد ولا موظف واحد، والسبب؟ ذهب جميع الموظفين لتقديم واجب العزاء لزميلهم فى وفاة أحد أقربائه، ذهبوا أثناء الدوام الرسمي وتركوا عملهم الرسمي، ولا يوجد من يحاسب أو يسأل، لقد حدث هذا فعلاً وليس من وحي الخيال وهذا مجرد مثال وإلا فإن الفوضى شاملة عامة والسبب فيها هو غياب المسائلة وترك الحبل على الغارب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..