المقالات والآراء

الطائرة التي قصمت ظهر البعير !ا

تراســـيم..

الطائرة التي قصمت ظهر البعير !!

عبد الباقي الظافر

كان أمراً مثيراً للانتباه والارتباك.. أن تعرض الحركة الشعبية وعلى الهواء الطلق بضاعتها المكتسبة من جوف طائرة سودانير.. القنوات الفضائية جاءت بالرجال السبع ومعهم الطاقم وهم مكبلون بالأصفاد.. ومضت الحركة إلى أكثر من ذلك وأسمت قائد المجموعة الأسيرة باللواء جيمس شول.. وصنفته الثالث في الهرم القيادي لحركة المنشق جورج أتور. طائرة سودانير التي كان يقودها أجانب حطت رحاها في مطار الانقاذ بفلج.. توقفت للتزوّد بالوقود في طريق عودتها للخرطوم.. بعد أن أوصلت حمولتها إلى منطقة فنجاك. الرواية الحكومية مبنية على المجهول في أكثر من ناحية.. الحكومة تقول إنّ الطائرة استأجرتها منظمة فنجاك الخيرية.. ونسبت المنظمة الخيرية لمسئول رفيع في حكومة الجنوب.. دون أن تذكر اسمه صراحة.. ثم وجد الناطق باسم الحزب الأستاذ فتحي شيلا الأجواء مواتية لتسديد الكلمات إلى غريمه باقان أموم.. دون أن يهتم بالتركيز على الحدث الأساسي ومسبباته. حكومة الجنوب والتي يبدو أنّها وجدت ضالتها.. أبلغت الأمم المتحدة بملابسات الحادث.. عبر اجتماع لوزير السلام باقان اموم مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالخرطوم.. ثم مضت الحركة الشعبية إلى عقد اجتماع لمكتبها السياسي.. ستكون أجندة الطائرة الجاثية بمطار فلج بنداً أساسياً في الاجتماع المهم. في تقديري على الحكومة أن تجيب عن أسئلة جوهرية في لغز الطائرة.. حتى نتمكّن من هضم روايتها في شهر الصيام.. من هم هؤلاء الرجال السبع؟.. ومن أي مطار ولجوا إلى جوف الطائرة ؟.. وهل كانت السلطات تعلم بهويتهم؟. وأسئلة أخرى تعلمها حكومة الجنوب وحدها.. أين كانت حكومة سلفاكير من الطائرة التي أفرغت حمولتها في فنجاك.. والتي تقع تحت السيادة الفعلية لحكومة الجنوب.. وهل انتظرت السلطات أن تهبط الطائرة في مطار آخر لتقبض على المؤتمر الوطني بالثابتة.. ولماذا تمّ تجاهل هامش حسن النيّة في التصرف. ما حدث في مطار فلج هو انعكاس لحالة الانسداد في العلاقة بين الشريكين.. المؤتمر الوطني يحاول لشيء فى نفسه تأجيل الاستفتاء.. حينا يتحدّث عن ترسيم الحدود وحينا آخر يتكىء على بطء التكوين الهيكلي لمفوضية الاستفتاء.. فيما ترفض الحركة الشعبية تأجيل الاستفتاء ولو لأيام معدودات. في تقديري تأجيل الاستفتاء إن لم يأتِ بتراض تام بين الطرفين.. سيأتي بنتائج وخيمة.. لن يعزز فرص الوحدة.. بل سيكون خصماً من ثقة أهل الجنوب في الشق الشمالي من الوطن.. وكل ذلك سيكون خصماً من الأصوات المؤيدة لوحدة السودان وإن جاء الاستفتاء بعد عقد من الزمان. ليس هنالك سبيل للمؤتمر الوطنى غير أن تمضي اتفاقية السلام في مواقيتها.. وأن يسعى لكسب الوحدة بجهد سياسي وافر يبنى على الثقة لا الشك.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..