ليس هذا بتحليل سياسي ياثروت قاسم

ليس هذا بتحليل سياسي ياثروت قاسم

رشيد خالد إدريس موسي
[email protected]

مما يحسب للصحافة الإليكترونية , أنها يسرت للقارئ أن يقرأ ما ينشر, متي ما توفرت له الوسيلة , أي جهاز كمبيوتر و شبكة إتصال, و متي ما وجد الوقت الكافي للقراءة. لكن ما يؤخذ علي هذه الصحافة الإليكترونية , هو إفتقادها للرقابة علي ما يكتب, إذ يعمل البعض علي نشر ما يكتبونه دون أن يتوفر فيه عنصر الجودة أو الفائدة التي يتوخاها القارئ. لقد أصبحت المعلومة التي تقدمها الصحافة للقارئ , سلعة Product حسب المفهوم الحديث للتسويق. و هي بهذا المفهوم تحتاج إلي تسويق, حتي تجد القبول لدي المستهلك النهائي. و لكي تجد القبول , لابد من توفر عنصر الجودة.
من هؤلاء الكتاب الذين يكتبون كلاماً كثيراً يدور حول بعضه و يكررون أنفسهم , الكاتب ثروت قاسم. لا أدري إن كان هذا إسم حقيقي لهذا الكاتب, أم هو إسم مستعار Pen name . لكن علي كل, درج هذا الكاتب علي الكتابة في بعض المسائل السياسية, التي تعد من أحداث الساعة في بلدنا. و هو كلام يدور حول بعضه , و لايجد القارئ في بعضه ما يفيد. ذات مرة سئل الأديب عباس محمود العقاد, عن الفرق بين الرواية و المقال. قال, أن الرواية تعطيك قنطار خشب , بينما يعطيك المقال, درهم حلاوة. هذا صحيح. لكن يشعر القارئ بشئي من المرارة في بعض الأحيان , عندما يقرأ بعض ما يكتب حول بعض الأحداث. و هي أحداث بادية للعيان. لكن رغم هذا يلف بعض الكتاب و يدورون, دون إحترام لعقل القارئ, و هذا مما يؤسف له.
ينبغي أن يتحلي الكاتب الذي يتناول المسائل السياسية بالتحليل, ينبغي له أن يتحلي بالجدية و البعد بقدر الإمكان عن الإثارة, لأن المسائل السياسية, ذات طبيعة حساسة و طابعها السيولة في كثير من الأحيان, بحكم أن اللاعبين علي الساحة السياسية هم بشر. كما ينبغي علي المحلل, أن يتصف بالموضوعية, عند تناوله لهذه الأحداث, حتي لا يفقد مصداقيته لدي القارئ.
و بتحليل مضمون ما يكتبه ثروت قاسم, نجد أن كتابته تدور حول :
1/ الإشارة و بتكرار إلي موضوع المحكمة الجنائية الدولية, التي أصدرت إتهاماً ضد الرئيس عمر حسن أحمد البشير و ضرورة مثوله أمام هذه المحكمة. يردد ثروت قاسم ( أمر القبض معلق … أمر القبض معلق ). يا أخي فليكن. لكن هل تمثل هذه المسألة العقبة الكؤود أمام حل مشكلات البلد ؟ و هل هي المشكلة الوحيدة التي تدور حولها الأحداث ؟ مشكلات البلد عديدة , إقتصادية و سياسية و إجتماعية. ألم يجد هذا الكاتب, غير هذه المسألة أم هو الغرض ؟
2/ المدح و تكرار الحديث عن شخصية سياسية بعينها. و يدعي أنها شخصية متفردة سياسياً Maverick و تملك الحكمة و فصل الخطاب و لها رؤية حول ما يدور من أحداث, و كأنها تملك هذه القدرات دون غيرها. و مع إحترامنا لهذا المقام و لكل القيادات السياسية في بلدنا, إلا أن هذه المسألة ليست من إختصاص التحليل السياسي, اللهم إلا في معرض الإشارة إلي اللاعبين الرئيسيين في الأحداث و الأدوار التي يؤديها كل لاعب. إن نظريات القيادة و صفات القائد من مباحث علم الإدارة و ليس العلوم السياسية.
3/ إدعاؤه في بعض الأحيان, أن ما يكتبه و يرجم به سيتحقق. هذه قمة الإثارة. يكتب ثروت قاسم من وحي اللازمة ( إبقوا معنا ) كما يقول مذيعو الربط في قناة الجزيرة. ليس هناك رجم بأحداث المستقبل, و إن كان إعلام هذه الأيام , يكاد يرجم بالغيب, بإستخدامه للإثارة و الحيل التقنية و التحيز لهذا الطرف و التحامل علي الآخر , و ذلك عن طريق تصوير الأول بأنه قوي و خارق, و الثاني , بأنه ضعيف و غبي ألخ مما يقف عليه المتابع. لقد إكتملت حلقة الصراع بين الغرب و الشرق و صار التحكم في عقول الناس يتم عن طريق الصورة, التي تصله و هو جالس في بيته و تقول له ( نحن هنا ). هذا غسيل للعقول و رسالة إعلامية تافهة , لإعلام هذا الزمان لا نقبلها.
ينبغي أن يتمتع المحلل السياسي بعين فاحصة , و هو يتابع الأحداث السياسية و مآلاتها, دون الرجم بما سيأتي من نتائج, ذلك أنه لا يوجد حتم في مجال السياسة , بل هناك رؤية Vision للأحداث و إستقراء لها. و يعتمد هذا الإستقراء علي ثقافة الكاتب و تجربته السياسية ووقوفه علي تقاطعات الأحداث السياسية و تأثيرها علي بعضها, ليبني عليها رؤيته.
4/ إعتماده في كتابته , علي ما يسمونه في مجال السينما, الخدع السينمائية و إثارة الإنتباه عن طريق ( الفلاش باك ), إذ يعمل المخرج علي التركيز علي بعض المشاهد, بغرض الإثارة. و كذلك الحال مع ثروت قاسم, فهو يطيل الحديث , في مسائل يكفيها قليل من الشرح, علي أن يترك بقية الموضوع لفطنة القارئ, ليقرأ ما بين السطور. و كأن الكاتب يمتحن ذكاء القارئ في هذه الحالة. هذه هي المتعة التي يجدها القارئ, من الكتابة الجيدة و الهادفة.
لا يكتب الكاتب لينقل ما يتفق مع مزاج الجمهور. هذه إثارة. و الإثارة تعني أن بعض الجمهور غير ناضج سياسياً و يصدق كل ما يكتب. بل يصفق للمهرج, كما في حالة السيرك. و إذا إفترضنا عدم النضج السياسي في بعض هذا الجمهور, هل يتعامل معهم الكاتب بعقلية القطيع و يسوقهم و يقول لهم , لقد صبحكم العدو و مساكم, كما يفعل ثروت قاسم و إسحق فضل الله, أم يتعين عليه أن يعمل علي رفع مستوي هذا الجمهور ؟ إن للقلم أمانة.
في دراستنا لإدارة التسويق و المبيعات , تعلمنا المبدأ الذي يقول ( أن العميل دائماً علي حق ). و علي رجل المبيعات الواعي, أن يضع هذا المبدأ في حسابه, و هو يتعامل مع عميله, لكي يكسبه. و من الإرشادات التي تقدم لرجل المبيعات : كن لبقاً و إن كان لديك إعتراض علي ما قاله عميلك, قل له ( نعم … لكن Yes ?but ). و كذلك الحال مع القارئ. أنقل له ما يبحث عنه من معلومة و ما يجهله, لكي تثري فكره و ترفع مستوي وعيه. لا تكتب له ما يعن لك من خواطر, و تلبسها ثوب التحليل السياسي. أنقل له ما هو كائن لا ما ينبغي أن يكون أو يتمناه الجمهور, و قل له هذه هي الحقيقة.
إن الكتابة الجادة هي آلية من آليات بث الوعي لدي الجمهور. و هذا الوعي لازم و ضروري لغرس ثقافة الديموقراطية في المجتمع. هذا ما نبتغيه من الكتاب و هذا هو واجبهم ما دام أنهم يمسكون القلم.

تعليق واحد

  1. استاذنا ثروت …خف علينا شوية وخلينا من انسانك العظيم الذي اضاع البلاد والعباد رغم علمنا بعدم إنتمائك لكيان الأنسان العظيم تنظيميا بل علاقتك بكوادرهم الملتزمة فيها الكثير من المحاذير وعدم الثقة !!!! لغتك الرفيعة تتناسب مع استاذيتك في لغة الضاد وعلوم الترجمة……. أتفق مع كاتب المقال أعلاه بأن الوطن بكاملة في أزمة وهذة الأزمة لن تحلها الكلمات المتناثرة والنقد المبهم المستتر ولا السخرية وتوزيع التهم الغير مسنودة بالمجان…….على الجميع الكتابة الجادة الواضحة الواقعية والنقد البناء.. وإلا اضحينا مثل أسحق فضل الله والعياذ بالله !!!!!

  2. سلام ..
    أخي هذا (الكاتب ) يستعمل إسم وهمي منبثق من (قسمة الثروة) : ثروت قاسم ! … ينتمي قلبياُ او ربما تنظيمياً لحزب الامة … كل الكلام الذي يكتبه يأت به من صحف عالمية أو مدونات لكتاب أخرين .. و هذا يدل على أجادته اللغة الانجليزية .. إذن فهو يعيش حالياً بإحدى دول العالم الاول … أمريكا .. كندا … وعلى أسوأ الفروض … السودان (ههه )

    طريقة كتابته على شكل ونسة … يعني الزول ده بونس سااااي .. و ما عنده فهم سياسي يقولو عليهو … و يستخدم فانتازيا قويه في التحليل … ربما يكتب تحت تأثير محفزات الابداع " الويد أو الكراك " …عموماً … أسلوب كتاباته لا يخلو من ركاكة لفظية يغطي عليها بجمل مسروقة و اكرر مسروقة … من القرءان و بعض كلام الاولين … و ربما أساطيرهم !

  3. الكتابة ذات الوتيرة الواحدة ، والتركيز على موضوع واحد ، ينبئ بان الكاتب صاحب غرض ، كلنا متفقون على حرية النشر ، ومنبر الراكوبة يوفر لنا هذا المبدا . اوافقك سيد الرشيد فيما كتبت ، وكنا نتابع ما يكتب الاخ ثروت فى البداية باعجاب ، وبمرور الوقت تاكد لنا الغرض . ولى اكثر من تعليق على ما يكتب لم يحظ بالنشر . فتجنبنا قراءة ما يكتب ، الى ان يغير نهجه ، وهذا هو المطلوب . مزيد من حرية النشر . والقارئ يميز بين الغث والسمين ـ شكرا لك لاثارة الموضوع لتعم الفائدة

  4. المقال والتعليقات كلها حتي الان موضوعيه وفي الصميم نرجو ان ينتبه الكتاب الي ذلك حتي تعم الفائده

  5. ثروت قاسم كاتب رائع من اراد ان يقرأ له فليفعل والا فليقرأ لكاتب اخر
    انه فعلا رائع ومثقف ومن كان منكم بلا خطيئه …..

  6. الكاتب ثروت قاسم كاتب مثقف واسع الإطلاع لاريب في ذلك لكنه بالفعل يكرر نفسه كثيرا وبمجرد قراءة سطر أو سطرين من مقال ستعرف أن كاتبه هو ثروت قاسم بسبب أسلوبه النمطي الرتيب…نراه يدخل كثيرا من اي الذكر الحكيم وبطريقة – لا تليق – ومقام تلك الأيات الكريمة وحتى يأخذ مقاله بعدا لغويا وثقافيا لانرى ضرورة في أن يقحم أيات القرأن إقحاما فيه…أتفق مع الأستاذ رشيد في كل سطر جاء في مقاله الرائع هذا وليت الأستاذ ثروت قاسم يقلل من مقالاته تلك ويؤثر الإنزواء قليلا حتى لو كان ذلك من باب – كترت الطلة ……..والباقي معلوم للجميع….مع تحياتي وتقديري…

  7. التحية لك استاذ رشيد و حقيقة انا شخصيا الكاتب ثروت قاسم ما بينزل لي من زور مع انه بحب التحليل السياسي و باستمتع لما القى واحد يحلل حتى و لو غلط لكن ثروت قاسم الله يصلحه
    و الغريبة استاذنا رشيد انك متخصص تسويق و قدرت تحلل ما يكتبه ثروت قاسم من متفرقات .
    و التحية لناس الراكوبة على اتاحتهم الفرصة للراي والراي الآخر

  8. ثروت قاسم من اقدر الكتاب الذين مروا على الساحة السودانية…
    من اراد ان يقرا له فليفعل ومن لم يرد فهناك المئات من الكتاب….
    ولعل كاتب المقال مدح البروف ثروت قاسم من حيث اراد ذمه…
    لان البروف ثروت قاسم اذا كان بالاوصاف التى ذكرت لما تكلفت عناء كتابة مقال عنه وانت الذى لم نرى مقالاتك الراتبة من قبل فى موقع الراكوبة….
    ولعل هذا المقال اجهدك ايما اجهاد وبالتالى دلالة على حنقك وغضبك من شخص افردت له مقال كامل باسمه …
    وهذا ان دل على شى يدل على وقوفك بالمعسكر المقابل لثروت قاسم وهو معسكر الحكومة او الكيزان انت وبعض من اتى معلقا من باب خلق راى عام منافى للحقيقة وذلك لاغراض فى نفوسهم يعلمونها …
    ولعمرى هذا داب الكيزان رمى الناس بما فيهم وادعاء الذكاء الخارق وان بقية الشعب السودانى عبارة عن سوائم يسهل قيادهم ….
    ان زمن الوصاية التى مارسها الكيزان على السودان قد ولى ولم تعد تفيد والشعب الان ينتفض عليكم وسيسقيكم من نفس الكاس التى تجرعها اهلنا فى كل ربوع السودان شرقه وغربه شماله وجنوبه…
    وحين تتم محاكمتكم سيكون من حقكم التزام الصمت….

    كسرة:
    من قواعد التسويق والمبيعات الذهبية ان تقوم بانتقاد شخص او منتج مشهور حتى تتجه اليك الانظار….( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( )

  9. أضف يا أستاذ رشيد للميزات هذا الثروت استخدامه لتعبير العنقالة والرعاع لوصف القراء العاديين والكتاب الآخرين، والإكثار من ذكر سمانتا باور أو شي مثل هذا باعتبارها مستشارة اوباما وصاحبة ميشيل وهي صاحبة الأمر والنهي في ما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه السودان وعلمه هو الخاص بل ما تقوله لأوباما.. باختصار دا زول عندو وهم كبييييييييير جدا جدا وربنا يشفيه

  10. يا الرشيد…. روق المنقة شوية ياخ

    أنا من قراء … ثروت قاسم…. المتابعين لكل ما يكتب هنا وهناك ….

    لم أقرأ يوماً ادعاءاً له بأن ما يكتبه …. تحليل سياسي…. ولم يقل هو أنه …. محلل سياسي

    دي واحدة….

    الثانية…. إنت زاتك منو؟ بتاع تسويق ومبيعات؟! …. ولا محلل سياسي؟ … ولا بتاع كلو؟

    ثروت قاسم…. وهذا اسم رمزي لاشك…. يطلع على ما يكتب عالمياً في شؤون السودان

    ….بخمس لغات…. منها العبرية!…. أها شن قولك؟ تفتكر دة زول عنقالي ساي؟… دي تلاتة

    المعلومات التي ترد في مقالات ثروت قاسم …. لا تتوفر في مكان آخر…. وكثير منها صحيح

    بحسب متابعتي… الفنتازيا البتقول عليها دي… لزوم إخفاء المصادر وكدة….

    والاثارة مهمة لجذب انتباه القراء… يعني تسويق… يا بتاع المبيعات والتسويق… أربعة

    بعدين إنت حارق بنك مالك…. أنا – ما حأقول نحن زي قولك – عاجبني كلامو كدة…

    لو ما عاجبك ما تقرا ليهو…. حل بسيط جدا…. ومريح…. ويخليك نايم في العسل…

    والله محن…. قال شنو … لا نقبلها…. لا بالله أقبلها…

    صدق المتنبي:

    وكم من عائب قولاً صحيحاً……… وآفته من الفهم السقيم

    عشان تاني تجي بهناك…

  11. من قواعد التسويق والمبيعات الذهبية ان تقوم بانتقاد شخص او منتج مشهور حتى تتجه اليك الانظار
    يا كوماندو:
    هذه يسمونها إستيراتيجية المواجهة Frontl attack و هي إستيراتيجية ثبت فشلها في مجال التسويق.
    نحن لم ندخل في مواجهة مع هذا الكاتب, فقط أشرنا إلي أخطائه كمحلل سياسي. أرجو أن تقرأ بتمعن ثم تمسك القلم.
    تحياتي

  12. نقترح علي الاستاذ الكاتب ثروت قاسم الابتعاد عن الاقتباس او الاستدلال بالايات القرانية ، نظرا لاحتكار وملكية هذا الاقتباس لدعاة و ائمة طائفة الايدي المتوضئة .
    فهذا الاسلوب اوغل عليك صدور القوم و مؤيديهم .

  13. يا متابع :
    من واقع الكلام الكثير الذي كنبته كتعليق أرجو أن أسأل :
    – ماذا يعني التحليل السياسي ؟
    – ليس العبرة باللغات التي يعرفها و يقرأ بها الكاتب و لا بكم المعلومات التي يختزنها في رأسه, إنما العبرة بما يقدمه للقارئ من فائدة.
    – لم يستفيد القارئ مما يكتبه ثروت قاسم غير لغة السوق , مثل العنقالة و الرعاع و الفريخ و غيره من اللغة المبتذلة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..