إسرائيل “تصدّق على بقاء الجيش في محور فيلادلفيا”، وتستمر في الطوق الأمني على مدينة جنين ومخيمها

إسرائيل “تصدّق على بقاء الجيش في محور فيلادلفيا”، وتستمر في الطوق الأمني على مدينة جنين ومخيمها
صدر الصورة، Getty Images
حذر رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليڤي في الاجتماع الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية من أن يفاقم قرار بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا من الصعوبات التي تواجه الوضع المعقد لصفقة التبادل، فيما امتنع رئيس الموساد دافيد برنياع عن التصويت على البقاء في المحور، معتبراً أنه “غير ضروري في الوقت الحالي”، حسبما ذكرت صحيفة معاريف.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، وافق على بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا الذي يمتد على طول الحدود بين مصر وغزة.
وأشارت إلى أن الخرائط التي تحدد بقاء الجيش في محور فيلادلفيا رسمها الجيش واعتمدتها الولايات المتحدة “كجزء من صفقة قادمة مع حركة حماس”.
كما امتنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن التصويت، لأن القرار يتضمن “تخفيفاً تدريجياٍ للقوات الإسرائيلية في فيلادلفيا بينما يدعم “وجوداً كاملاً” في المحور.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤولين قولهم إن وزير الدفاع يوآف غالانت عارض قرار الاحتفاظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا كجزء من صفقة محتملة، وأبلغ المجلس الأمني المصغر أنه لا يوجد عائق أمني يحول دون الانسحاب من محور فيلادلفيا.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وانتقد غالانت نتنياهو بشدة بقوله “ان رئيس الوزراء يستطيع ان يأخذ القرارات ويمكنه أن يقرر قتل جميع الرهائن”، وادعى أن اسرائيل تقف على “مفترق طرق استراتيجي”، معتبراً أن الاختيار بين البقاء في محور فيلادلفيا وبين إعادة الرهائن “ليس ممكناً”.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر إنه لا يريد اتخاذ قرار آخر بشأن المحور، حيث سُئل في الاجتماع كيف سيعيد الرهائن، فأجاب “عند القضاء على حماس”، ما أثار نقاشاً صاخباً.
وأوضح نتنياهو أن سبب مأساة السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو عدم السيطرة على الممر، على حد تعبيره، إذ حدث وقع بسبب تهريب كميات هائلة من الأسلحة إلى قطاع غزة عبر محور فيلادلفيا، مؤكداً أن هذا لن يتكرر.
وانتقد أهالي الرهائن القرار قائلين إن “نتنياهو لا يفوت أي فرصة للامتناع عن التوصل إلى صفقة تبادل مع حماس”.
ووقع الوزراء الإسرائيلييون الخميس بشكل غير مسبوق على وثيقة “شركاء سريين” تهدف إلى منعهم من تسريب تفاصيل الاجتماع، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.
استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة لليوم الرابع
صدر الصورة، EPA
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
وفي الضفة الغربية المحتلة، أصيب 3 إسرائيليين أحدهم قائد لواء “عتصيون” بالجيش الإسرائيلي وجندي بجراح في وقت مبكر من صباح السبت، بعمليتين متزامنتين بموقعين في مستوطنة “غوش عتصيون” شمال مدينة الخليل، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل المنفذين.
وتحدثت أنباء إسرائيلية عن عمليتين نفذتا بسيارتين مفخختين، أسفرت أولاهما عن انفجار في محطة وقود، بينما اخترقت السيارة الثانية مستوطنة “كرمي تسور” وانفجرت داخلها بعد إطلاق النار عليها واصطدام مركبة أمن المستوطنة بها ما أدى إلى اشتعال النيران بها أيضا ووقوع إصابة فيها.
وأفادت التقارير بأن قائد لواء “عتصيون” وهو برتبة عقيد بالجيش الإسرائيلي أصيب بجراح طفيفة بيده، بالإضافة إلى إصابة جندي آخر وكلاهما بنيران إسرائيلية بعد انفجار السيارة في محطة الوقود؛ وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي.
وترجح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن المنفذين قادا السيارتين سويا في شارع 60، ثم انفصل أحدهما متجها نحو محطة الوقود والآخر نحو مدخل مستوطنة “كرمي تسور”.
وقد وصل أحد المنفذين إلى مدخل مستوطنة “كرمي تسور” وحاول دهس عناصر أمن ثم اخترق الحاجز في المكان وتسلل إلى داخل المستوطنة.
ودفع الجيش الإسرائيلي بقوات معززة إلى مكان العمليتين، وفرض طوقًا امنيًا على مدينة الخليل.
وفي وقت سابق قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل وسام خازم، القائد في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، موضحاً أن إحدى “طائراته ضربت خلية إرهابية” بالقرب من مدينة جنين في وقت مبكر من يوم الجمعة.
وأصدرت حركة حماس الجمعة بياناً نعت فيه من وصفته بـ”القائد القسامي” أيمن خازم في قصف جوي، عقب اشتباكه هو واثنين آخريْن من “المقاومين” مع “قوات المستعربين” في قرية الزبابدة شرقي جنين.
كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، مقتل “ميسرة سليمان مشارقة” الذي وصفته بأحد أبرز قادتها الميدانيين في جنين، في العملية التي وصفتها بأنها عملية “اغتيال”.
وأضافت في بيان على تلغرام، أن “مشارقة” الذي كان “أسيراً محرراً”، كان برفقة وسام أيمن خازم من كتائب القسام، وعرفات محمد عامر من سرايا القدس.
ويستمر الجيش الإسرائيلي في فرض طوق أمني على مدينة جنين ومخيمها، وسط اشتباكات متقطعة وسماع أصوات انفجارات ناجمة عن تفجير عبوات ناسفة، وسط تنديد دولي بالتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وبينما قتل 20 فلسطينيا برصاص القوات الإسرائيلية التي تواصل عمليتها العسكرية لليوم الرابع شمالي الضفة الغربية، أعلنت كتائب القسام نجاح مقاتليها في محافظات جنين وطولكرم وطوباس في إيقاع القوات الإسرائيلية فيما وصفتها بـ”كمائن محكمة” وتكبيدها خسائر “فادحة ومحققة” في صفوف قواتها في شمال الضفة الغربية المحتلة، مضيفة أن التفاصيل سيُكشف عنها في الأيام المقبلة.
صدر الصورة، Getty Images
وقالت حركة حماس الجمعة، إن العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية “فشلت” في طولكرم وطوباس وغيرها من المناطق، موضحة أن هذا “ألفشل” هو “النتيجة الحتمية” التي سيُمنى بها الجيش الإسرائيلي في جنين التي تستمر فيها العمليات العسكرية.
ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى التحرك “لإيقاف تغول الاحتلال وسلوكه الإجرامي” بحسب البيان، كما دعت الجماهير و”المقاومة” في الضفة الغربية “لمزيد من المؤازرة والانتفاض لصد العدوان، وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال والمستوطنين، استكمالاً لصورة التلاحم البطولي في معركة طوفان الأقصى المباركة” بحسب نص البيان.
وتسبب الهجوم الإسرائيلي في دمار كبير، خاصة في طولكرم، التي وصف محافظها مصطفى طقاطقة الغارات بأنها “غير مسبوقة” و”إشارة خطيرة”.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن 45 فلسطينياً على الأقل اعتقلوا في الضفة الغربية منذ يوم الأربعاء. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه “تم اعتقال 10 مطلوبين”.
وانسحبت القوات الإسرائيلية من بلدات أخرى في الضفة الغربية في وقت متأخر من الخميس لكن القتال استمر حول جنين، التي جرفت القوات الإسرائيلية أحياء واسعة من المنطقة الشرقية منها بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
كما دمر الجيش الإسرائيلي الشوارع وخطوط الكهرباء والماء، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في جنين والمخيم لليوم الثالث، كما لا تزال خطوط الهاتف والإنترنت تعاني من قطع جزئي في بعض مناطق المخيم وأجزاء من المدينة.
وكانت وزارة الاتصالات قد أعلنت الخميس أن تلفاً أصاب خطوط الاتصالات في جنين بسبب عمليات الجيش الإسرائيلي، مضيفة أنها تعمل على إصلاحها.
وقال المدير الطبي لمستشفى جنين الحكومي مصطفى حمارشة، إن كمية المياه التي كانت متوفرة في المستشفى نفدت، وهو ما استدعى الاستعانة بالدفاع المدني لنقل المياه إلى خزان المستشفى الاحتياطي.
وأضاف حمارشة لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أنه “مع استمرار حصار المستشفى ومدينة جنين وعدم تمكن الطواقم من إصلاح خطوط المياه، فإن كمية المياه المتوفرة في الخزان الاحتياطي لن تكفي، وسنحتاج للتزود بالمياه من جديد”.
وبدأت العملية الإسرائيلية التي أطلق عليها “عملية المخيمات الصيفية” في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، بمئات الجنود الإسرائيليين المدعومين بالمروحيات والطائرات المُسيرة وناقلات الجنود المدرعة التي داهمت مدن طولكرم وجنين ومناطق في غور الأردن.
وأفاد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي بمقتل 19 فلسطينيا على الأقل منذ الأربعاء، وقالت جماعتا حماس والجهاد الإسلامي إن 13 على الأقل من القتلى كانوا من مقاتليهما.
ووصفت إسرائيل غاراتها على البلدات ومخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية بأنها عمليات “مكافحة للإرهاب”.
إدانات أممية ودولية
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن القلق البالغ بشأن التطورات الأخيرة، محذراً في بيان مما وصفه بـ”التطورات الخطيرة” التي “تشعل الموقف المتفجر بالفعل في الضفة الغربية المحتلة ويزيد تقويض السلطة الفلسطينية”.
كما أدانت الأمم المتحدة بشدة تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس التي توعد بتنفيذ عمليات “إجلاء مؤقت” للفلسطينيين من مدينتي جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة: “هذه التصريحات لا تؤدي إلا إلى تصعيد الوضع السيئ للغاية”، مشيرة إلى أن مثل هذه التصريحات التي تصدر عن مسؤولين يمكن أن تشجّع على انتهاكات حقوق الإنسان.
من جانبها، قالت المملكة المتحدة الجمعة إنها تشعر بقلق عميق إزاء العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية في الضفة الغربية المحتلة، وحثتها على “ممارسة ضبط النفس” و”الالتزام بالقانون الدولي”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: “نحن ندرك حاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد التهديدات الأمنية، لكننا نشعر بقلق عميق إزاء الأساليب التي تستخدمها إسرائيل والتقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية”.
واعتبرت فرنسا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة “تفاقم جو عدم استقرار وعنف غير مسبوق” معربة عن “قلقها البالغ” إزاء تدهور الوضع العام في الأراضي الفلسطينية.
وفي بيان لوزارة الخارجية، أكدت باريس معارضتها للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة “الذي يجب أن يتوقف فورا”.
واعتبر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن الوضع في الضفة الغربية حيث أطلقت إسرائيل عملية عسكرية دامية منذ ثلاثة أيام “غير مقبول إطلاقا”.
وقال خلال مؤتمر صحافي في مقر الخارجية في ختام لقاء مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه “يسجّل حاليا اندلاع لأعمال العنف في الضفة الغربية وهو أمر غير مقبول إطلاقا”.
وأضاف أن “هذا لا يساهم في ارساء السلام” و”يعرّض حل الدولتين للخطر”.