رفقا بالقوارير ..من سياط الجهل والظلم !

رفقا بالقوارير ..من سياط الجهل والظلم !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

خبر صغير استوقفني اليوم .. يقول محكمة حي النصر..قضت بجلد سيدة خمسا وعشرين جلدة ..ليس على خلفية البلاغ الأساسي ضدها والذي حرره
( طليقها ) متهما اياها بمساكنة رجل آخر بصورة غير شرعية أو كما جاء في الخبر!
وانما لانها تسببت في ازعاج الشرطة أو قاومتها اثناء محاولة اعتقالها واقتيادها للمركز المعني !
بقية الخبر تقول أن السيدة قالت أن الرجل المتهم معها هو زوجها وانها زفت نفسها اليه في ذات ليلة القبض عليها ، وتملك الاثباتات التي تدعم زعمها !
بالتاكيد الخبر من حيث توفر عناصره الصحفية ناقص .. اذ ركّز على حكم الجلد في القضية الجانبية ولم يتعرض للقضية الأكبر ..وهل اثبتت السيدة بطلان ادعاء طليقها فيصبح بلاغه كيديا يستحق عليه العقاب هو الآخر و رد الاعتبار لها وفقا للقانون أو الشرع !

العنصر الآخر وهو عقوبة الجلد في حد ذاتها وفقا لقوانين وضعية سمها ما شئت نظام عام أو أمن اجتماعي ، وبعيدا عن الحديث حول الجلد بموجب ثبوت الحالات التي تطبق فيها تلك العقوبة كحد وبناء على التثبت الصحيح للشريعة من حيث توفر عناصر الجريمة واستحقاق العقاب على الجاني دون محاباة (لبلدوز) من المؤتمر الوطني أو عضو في الحركة الاسلامية وتحيزا ضد( الركشات ) الضعيفات مكسورات الجناح حيث يجلد ن على البطون لعدم وجود ظهور قوية تحيمهن !
هل هذه العقوبة في غياب حكم الشريعة الصحيح الخالي من ( الدغمسة ) والتأويل ، تستند الى قانون يراعي حقوق الانسان لاسيما النساء بحيث تتم اهانتهن أولا في عشوائية الأحكام التي لا تتناسب مع طبيعة الجرم ثم بالتالي طريقة التطبيق في الهواء الطلق وأمام كل من هب ودب وبطريقة مذلة لاتحفظ للمنفذ في حقه العقوبة ادنى حقوق احترام انسانيته التي لا تبرر الذلات أيا كانت سكبها في الطريق العام وخارج منظومة الحدود التي تنفذ نعم أمام طائفة من المسلمين ولكّن اتباعا لضوابط صارمة القصد منها الاعتبار والتقويم وليس الاهانة والتشهير !
هي قوانين جائرة في الواقع قصدت منها فئة من الذين أمسكوا بالقلم والسوط اذلال الناس وكسر نفوسهم لتأصيل نهج اجتماعي على هواهم بعيدا عن ما نصت عليه الشريعة التي صعبّت من توافر عناصر الاثبات لاتاحة الفرصة للناس لتلمس وسائل البراءة لان الأصل في الشرع هو التبرئة وليس التجريم !
فاذا كان ذلك هو الشرع الصحيح ، فكيف يؤخذ الناس هكذا في اتفه المخالفات التي يمكن أن يعاقب عليها البشر بالغرامة أو حتى السجن ان كان تجاوزهم يتطلب عقابا ، ولكن أن يصبح السوط هو الأداة لارهاب الناس لمجرد أنهم صرخوا في وجه شرطي وان تعدى على حدودهم ولم ينفذ أوامر القبض تبعا للقواعد المرعية انسانيا التي لا تهين الأفراد أو تقلل من شانهم ، فذلك أمر لا يحدث الا في هذا العهد ، في زمان رفعت عقوبة الجلد المهين الا بموجب حكم شرعي حدي ثابت ، حتى عند التعاطي مع تلاميذ المدارس الابتدائية أو رياض الطفال !
فرفقا بالقوارير ، من سياط الظلم والجهل يا أهل القوانين التي تعالج الخطأ بالعوج !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..