أخبار السودان

في إنتظار حفل الطلاق الجماعي ..

إذا ما أعتبرنا أن الفقر هو القاعدة في الدنيا بمقاييس قلة المال في الجيوب وشظف العيش في حده الآدنى ..فإن الإستثناء هو الغنى المتدرج في مستويات تمتع الأقلية بالحياة المترفة واكتناز النقد أو المقتنيات الثمينة بما فيها السكن الفاخر ..غير أن الحد المعقول من السترة هو مطلوب كل الذين يؤمنون في الحياة بنظرية القناعة كنزلا يفنى !
بعض الدول القليلة السكان على مستوى اقيلمنا المحيط ويا للمفارقة نشأت لديها مشاكل إجتماعية سببها الثراء .. بينما دولا كبيرة في مساحتها و كثافتها السكانية تكمن معاناتها في الفقر !
فالعنوسة وسط الشباب من الجنسين مثلا على مستوى مصر والسودان ناجمة عن عدم العدالة الإجتماعية في فرص العمل والكسب نتيجة استحواذ طبقات معنية لإعتبارات سياسية وغيرها من مباهج الحياة وسهولة الوصول لأهدافها دون معاناة بما فيها تأسيس بيت الزوجية مع بعض التفاوت النسبي وفقا لحالة كل بلد وخصوصيته الإجتماعية و تباين تكاليف المراسم و ترتيب ذلك البيت !
في الدول الغنية أيضا توجد عنوسة مخيفة بالمقابل ربما مردها لغلاء المهور أو جوانب اجتماعية يفهمها أهل كل بلد على طريقته في أمر المصاهرة .. كما أن نسبة الطلاق عالية جدا بالدرجة التي جعلت تلك الدول تتولى الرعاية الإجتماعية للمطلقات لاسباب ليس من بينها الفقر في أغلب الحالات !
بينما تجد أن الأسباب الدافعة لأغلب حالات الطلاق في دولنا الفقيرة هو عدم القدرة على الإنفاق الذي يدفع بالزوجة الى طلب الخُلع .. وكثيرا من الرجال يعمدون الى الهرب تخلصا من مسئؤلياتهم تجاه الزوجة والأبناء وهي ظاهرة لم تكن موجودة في مجتمعنا السوداني على سبيل المثال حينما كانت الطبقة المتوسطة هي رمانة الميزان المتأرجح بين كفة الغنى الصغيرة المليئة بفضة الضوضاء الصاخبة وكفة الفقر العامرة بذهب الصمت الصابر !
حقا هي معادلة غريبة .. لا الغني فيها بلغ السعادة التي يتمناها الفقير .. ولا الفقراء يشعرون بمقدار التعاسة التي تلف بعض الأغنياء فيتمنون العافية ولو شراءً بكل ما يملكون .. حينما يحاصرهم المرض..فالصحة حقا هي تاج على هامات الأصحاء لا يراه إلا من سقط عن رؤوسهم ..!
أحد الأصدقاء الظرفاء من المتزوجين باثنتين داخل الوطن وبعد أن ضاقت به سبل التعايش معهن إقتصاديا وإجتماعيا .. أجابني ضاحكا ً بعد أن سألته كيف يدير البيتين المتباعدين .. فقال لي ..إنه في إنتظار حفل الطلاق الجماعي الذي سيقترحه على الحكومة لترتيبه على غرار الزواج الجماعي .. فقلت له .. ما أحلى حياة الستر يا رجل ولو بالقليل .. فارضى بما قسمه الله عليك .. فالعين فارغة ولا يملأها إلا التراب الذي هو مصير الغني والفقير في نهاية المطاف على حدٍ سواء !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا برقاوي هناك فرق مابين الفقر و العدم…!!! هلاء فصلت….؟؟؟

    بالتاكيد …هناك (طلاق الجماعي) بلا حفل .. ان تمعنا النظرة الاحصائية و لا اقل ارقام و تقارير نحن ابعد ما يكون لمثل هذه الترهات…..!! ففي كل يوم عدد لا يستهان به من طلاقات هذا ان لم نحسب معها الطلاقات الفعلية و لا اقصد الشرعية يعني اتمام الاجراءات.
    ففراق الرجل عن زوجته صار وحده لا يشكل زوجية .. و المفارقة ليست في الاصطلاح فقط و انما هناك تباعد وجودي كامل و لا اقصد فية المغتربون …فيكفي ان يعود الرجل الي بيته و هو منكفي الراس و قصد ان يهيم …لعل الزمن كفيل بان تصرف كل علي حدي بدون توجيه او تدخلات ….!!! و ربنا يستر ….!!!
    و هنيا لمن ضحك يوم علي الاحباش فقد اختبروها قبلنا…..!!!
    اما عن عدالة تتحدوث عنها هذا يعني بان هناك شي يمكن قسمته ..هل فعل هنا شي تبقي….؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..