الشريك .. كجبار.. دال .. تجدد المواجهة !

ما أن اعلنت وسائل الاعلام أنباء توقيع السودان والمملكة العربية السعودية على أربعة إتفاقيات إطارية لتمويل عدد من المشروعات من بينها سدود كجبار والشريك ودال ، وبالرغم من أن الإتفاقيات لا زالت في الطور الإطاري ، الا وصدرت بيانات من المواطنين في مواقع السدود وماجاورها تعلن رفضها لقيام السدود ، هذا الحدث أعاد للأذهان تجربة الأهالي المرة مع الحكومة و اجهزتها الخفية و الرسمية ،و ذكرى عشرات الشهداء الذين سقطوا أبان تظاهرات سلمية مناهضة لبناء السدود في منطقة سد الشريك ومنطقة كجبار ودال بالولاية الشمالية ، وهذا أعاد أيضاً الى الأذهان مصير أهالي مناطق سد مروي والمعاناة التي عاشوها بعد قيام السد ، ولسان حالهم يقول أن العاقل من إتعظ بغيره ، لا المهجرين إستقروا ، ولا خيار محلي ، لا زراعة قامت ولا صناعة ، غرق جنوب السد ، و جفاف شمال السد وتغيير في الواقع البيئي والإجتماعي والإقتصادي للمواطنين ، الحكومة أخلفت كل وعودها ، وتنصلت من التزاماتها ،فلم يتم حفر ترعتين شرق وغرب النيل لأغراض الزراعة كما تعهدت الحكومة ، و كما اكدت الدراسات التي بموجبها قام السد وصرفت عليها الملايين لشركة ( لا هماير إنترناشونال ) الألمانية ، لا قامت مشاريع مصاحبة ولا يحزنون ، وظل الحزن يلف معاناة الأهالي ، بموت أطفالهم بلدغات العقارب و الثعابين، ولا مصل تحفظه ( 1250 ) ميقاواط كهرباء من التلف ، ليس هذا فحسب ، بل أن القرى الصغيرة المتناثرة خضعت للقطوعات المبرمجة ،وهي لا تبعد من السد سوى كيلومترات محدودة ، لا كهربة للمشاريع الزراعية أو أي قيمة مضافة لسد مروي يمكن التعرف عليها عادت على انسان المنطقة ، أسوأ ما يمكن تصوره هو تكرار السيناريو السابق ، أن ينقسم الأهالي بين مؤيدي المؤتمر الوطني ومعارضيه، هذا امر يهم كافة المواطنين وهو يتعلق بخيارات المواطنين وليس توجهاتهم السياسية ، الموضوع يجب النظر اليه من منصة سد مروي هذه قضية قومية، فشلت الحكومة في التعامل معها في منطقة مروي ، ولا يتوقع أن تنجح حيث فشلت ، الحكومة تريد الكهرباء فقط ،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..