“فورين بوليسي”: 5 خطوات لحل أزمة سد النهضة

وصلت المفاوضات بشأن سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان إلى طريق مسدود، مما دفع الخرطوم إلى تعليق مشاركتها في جولة المفاوضات الأخيرة التي في 21 نوفمبر الماضي.
ويعول أطراف الأزمة الثلاث على الإدارة الأميركية القادمة بقيادة الرئيس المنتخب، جو بايدن، لإيجاد لحل هذه الأزمة التي تمتد جذورها إلي أكثر من 10 سنوات.
كانت إدارة الرئيس ترامب قررت في أغسطس الماضي، قد قطعت مساعداتها الخارجية لأثيوبيا، بسبب تعنتها في المفاوضات، ورفضها التوقيع على الاتفاق الذي توصلت له واشنطن في نهاية فبراير الماضي.
5 إجراءات
من جانبها، اقترحت مجلة فورين بوليسي خمسة إجراءات رئيسية لتسهيل التوصل إلى نتيجة مربحة لكل الجوانب في المفاوضات الحالية.
أولاً، طالبت المجلة الدول الثلاث وأصحاب المصلحة الآخرين الاعتراف بأن تقاسم موارد مياه النيل ليس لعبة محصلتها صفر، وأنه يمكن التوصل إلى اتفاق يربح فيه الجميع.
ويقوض هذا المبدأ الأساسي معاهدات المياه القديمة التي تتمسك بها كل من مصر والسودان، والتي تم توقيعها دون موافقة دول المنبع، مثل المعاهدة الأنجلو-مصرية لعام 1929 ومعاهدات المملكة المتحدة ومصر المستقلة لعام 1959.
ثانيًا، شددت على ضرورة أن تظل الولايات المتحدة محايدة في عملية الوساطة أو تخاطر بفقدان مصداقيتها كوسيط نزيه.
في أكتوبر الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن مصر قد تعمد إلى تفجير سد النهضة، وقال “إنه وضع خطِر جدا لأن مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة”. وأضاف ترامب “سينتهي بهم الأمر إلى تفجير السد. قُلتها وأقولها بصوت عالٍ وواضح: سيُفجرون هذا السد. وعليهم أن يفعلوا شيئا”.
وأكدت المجلة أن قطع المساعدات عن أديس أبابا لن يساعد في الوصول إلى حل ولكنه سيعقد المحادثات بدلاً من ذلك، مشيرة إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة التوترات وتعطيل المفاوضات الجارية مع مصر والسودان بشأن ملء السد وتشغيله.
واقترح الخبراء وبعض المشرعين الأميركيين أن تعليق المساعدات لا يأخذ في الاعتبار الظروف الحالية في المنطقة، نظرًا لأن سد النهضة هو مشروع تموله إثيوبيا، وإن قطع المساعدات في لحظة حرجة عندما تواجه البلاد بالفعل تحديات متعددة ستؤثر بشكل كبير على شعب إثيوبيا.
وقال السفير الأميركي السابق لدى إثيوبيا ديفيد شين، إن إدارة ترامب “تضع إبهامها على الميزان لصالح مصر”، ووصف وزير خارجية إثيوبيا الولايات المتحدة بأنها “غير دبلوماسية” في جهودها لحل نزاع سد النهضة.
تجارب الآخرين
ثالثًا، أشارت المجلة إلى أن إمكانية الاستفادة من تجارب البلدان الأخرى مع أنهار عابر للحدود، مثل حوض نهر كولورادو في الولايات المتحدة والمكسيك.
وأوضحت أنه يمكن لهذه التجارب أن تكمل نصائح مجموعات الخبراء التي شكلتها إثيوبيا ومصر والسودان لتحليل احتمالات حدوث جفاف كبير وكيفية معالجته، بالإضافة إلى أن اتباع نهج علمي وتعزيز تنمية موارد المياه الجوفية في مصر مما سيؤدي إلى تهدئة المخاوف من حدوث الجفاف.
وتعتمد مصر على نهر النيل في أكثر من 90 بالمئة من إمداداتها بالمياه العذبة، وتخشى أن يكون له آثر مدمر على اقتصادها، بينما تقول إثيوبيا إن السد الضخم قد يساعدها في التحول إلى مصدر رئيسي للطاقة، وتعتبر السد، الذي تبلغ تكلفته 4.6 مليار دولار، مصدر فخر وطني يهدف إلى انتشال ملايين المواطنين من الفقر.
ويدور الخلاف بين الأطراف الثلاثة، حول كمية المياه التي ستطلقها إثيوبيا في اتجاه مجرى النهر في حالة حدوث جفاف لعدة سنوات وكيف ستحل الدول أي نزاعات مستقبلية. لكن إثيوبيا ترفض التحكيم الملزم في المرحلة النهائية.
رابعًا، أكدت المجلة العلم والدبلوماسية والتعاون سيكون لهم دورا مهمًا للتخفيف من المخاطر وتحسين القدرة على الصمود أمام الصدمات المتعددة والمتداخلة، مثل جائحة فيروس كورونا والجراد الصحراوي والفيضانات، وأنه يجب على الولايات المتحدة تقديم دعم إضافي لتسهيل التوصل إلى حل طويل الأمد، وليس قطع المساعدات في الأوقات الحرجة.
خامسا، أشارت المجلة إلى أنه نظرا لأهمية المساعدة الأميركية لاقتصاد إثيوبيا، فإن قطعها حيث تواجه البلاد تحديات رهيبة متعددة أمر غير حكيم، وسيؤثر ذلك سلبًا على صورة الحكومة الأميركية في إثيوبيا، ويزيد من التوترات، ويقوض مفهوم الحياد الأميركي في مفاوضات سد النهضة.
الحرة