نهج الجباية والتجريم فى وطن حزين!!

*عندما تمر على الدفوفة بكرمة البلد فى ذلك الشمال القصي ، وتستعيد الغابر من صحائف تاريخنا وتجد شارل بونيه ينقب بهمة لاتستثير فينا حماسة ليثبت للكون عظمة هذه الأمة التى أسست لحضارة الإنسان على وجه الأرض ، ولما تعرج على آثار منطقة صلب فى اراضي السكوت ، ولمّا تأت لجبل البركل وتجد عبقرية انسان السودان ، وبالمرور على المتحف القومي وترى ماأنجز الغابرون .. يبرز السؤال التلقائي هل هؤلاء السلف اباء هذا الخلف المختلف عطاء ومجدا وخلوداً؟ ورغماً عنك تهمهم ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا..
*فاليوم تجد نهج البناء القيمي والأخلاقي يقوم على المنهج التجريمي لا التعليمي ، وعلى الجباية لا التوعية ، فرجل المرور عندما لاتحمل رخصة لايوقفك انما يكتفي بدفع الغرامة وتبقى طيلة يومك تقود سيارتك بتصريح الجنيهات الثلاثين ، كأنما الغاية هى الغرامة لاسيادة حكم القانون الذى يفترض ان تتم التوعية وفقه حتى تحمل او تعمل على ان تكون معك رخصة ، وعندما تجد عربة المرور تقف منزوية تترصد المخالفة والأصح ان تتم التعوية بالمخالفات ، والرادار نفسه يكون مخفياً كأنهم يقصدون عن عمد التجريم لا التوعية ، ففى العالم المتحضر تجد على بعد مسافة ان امامك رادار فتلقائياً تجد نفسك مستجيباً فتهدئ السرعة وبمرور الوقت نكون حملة للقانون بعد تجسيده التنويري ، لكن نهج الجباية وفقه التجريم لايدع مجالاً لتغذية فكرة التنوير مما يدعوننا للأسى على واقعنا الذى يسوقنا سوقاً الى التحايل على عقلية الجباية والتجريم ..
*وبالأمس عندما تحدث والي الخرطوم عن إغلاق بعض المؤسسات العلاجية الخاصة لوجود صراصير ودم فاسد وتحصيل ارقام باهظة بغير وجه حق كما حدث مع كاتب هذه الزاوية ، الا اننا بشكل مبدئي نرى ان مايحدث فى العالم المتقدم انه قبل القيام بهذه الحملات تقوم الجهات المعنية بإبلاغ الجهات المستهدفة قبل ثلاثة أشهر ، بنيتها التفتيش على المؤسسة المعنية يوم كذا ، فالغاية هى الإصلاح لا الجباية ولا التجريم ، فمن الطبيعي أن تعمل المؤسسات على معالجة الخلل ، فهذا هو النهج اما نهجنا التجريمي ومايشاع عن حوافز عائدات المخالفات فانها لن تخلق لنا رقابة معافاة والى قيام الساعة، ونردد: ربنا لاتؤاخذنا بمافعل السفهاء منّا..
*ولنا ان نتساءل : أية اصابع هذى التى لاتريد لبلادنا ان ترقى لماعليه العالم من حولنا؟ والى متى سيظل حس التجريم والجباية هو صاحب السيادة على ارضنا ؟! وهل واقعنا هذا نتاج سياسة حكومية ام ازمة اخلاقية وتربوية ؟ واليس هو نتائج لعديد الأسباب التى لم تقعد بنا كأمة انما ساقتنا الى بقية التاريخ بعد ان ورثنا صناعته ؟ وهل من العسير العودة الى ارتفاع الحس الوطنى والمعرفي والقيمي ؟! وسلام يااااااوطن..
سلام يا
أطلقت السلطات السعودية سراح الأستاذ/ وليد الحسين الذى ظل معتقلاً منذ يوليو العام الماضي وصبر الرجل صبر الأحرار الواثقين مما يفعلون كشيمة الذين يسكنهم الوطن ويجري فيهم حبه مجرى الدم ، فقدم حريته فداء له ، واحتمل فراق الزغب من ابنائه لأجل قضيته وهو اذ يخرج اليوم الى باحات الحرية ، لانواسيه بل نغبطه ان ارتفع بقضيته من مستوى القلم الى مستوى احتمال الألم ، ونقول له تسلم البطن الجابتك وسر وعين الله ترعاك.. وسلام يا..
الجريدة الثلاثاء 15/3/2016
اعتقد بان الكيزان هم ليس من سلالة اصحاب الحضارات القديمة والدليل تاريخ دخول العرب السودان وسقوط الاندلس والكتور نافع على نافع ذكر ذلكبانهم بقايا الاندلس ظانا المدح
ربنا يكون في عون أبنائنا وزرارينا لاتهم سوف يِورثون ومن ثم يُورثون دولة فساد بكل ما يحمل هذا الوصف من معنى !! نظام الإنقاذ سعى لان يوطد نفسه عبر الفساد والرشى وفتح باب الرشوه على مصراعيه ليعب منه من اصغر موظف لاكبر موظف ولم ينجو منه حتى القضاة المفترض إنهم حملة شعلة العدل وإيقاع العقوبه بكل فاسد وراشى ومرتشى ، بلد ابتلى بنظام يشجع نهب وآكل أموال الناس بالباطل تحت زعم (المال مال الله وهم المستخلفون عليه) وكأنهم لم يسمعوا او يقراؤا أن من قتل دون ماله فهو شهيد والآمر الالهى الذى افرد فيه آيتان ونهى عن آكل أموال الناس إلا بحقها والحق إسم من أسماء المولى عز وجل ولا إستطيع ان أفهم موظف حددت له قوانين الدوله بموجب موافقه من نواب الشعب مرتب إرتضى وقبل به عند تعينه فتآتى جهات خدميه إنتسب اليها لتخصص له نسبه من جبايات تجبى قهرا وقسرا من طالبى الخدمه التي من المفروض أن توفرها الدوله بأقل التكاليف ومعلوم ان رجال المرور كما القضاة وموظفى المحليات والضرائب والجمارك بات لهم نصيب معلوم في كل ما يجبونه وطبعا الهدف غير خافى على احد وليت منسوبى الدوله فهموا أن ما يقدم لهم مجرد فتات وعلى قلتها ليسو بمناءا عن سؤال المولى عز وجل وعذاب الآخره لآكلهم مال السحت وعليهم إن كانوا عقلاء أن لا ينتظروا فتوى من ما يسمى (بهيئة كبار العلماء) لانهم أيضا والغون في آكل أموال الناس بالباطل من شعر روؤسهم حتى أخمص اقدامهم وانا على يقين إذا ما راجع كل واحد منهم ضميره وفطرته السليمه لايقن بأن النظام يحرضه على إرتكاب المحرم شرعا ويجعل مآكله وشرابه وملبسه حراما ولن ينفعه يوم ذاك صلاته وصيامه وزكاته ولا حجه لبيت الله الحرام!!.