خبراء: بلادنا بحاجة الي عقد اجتماعي جديد والابتعاد عن سلام الوظائف والمحاصصة

الخرطوم: حسين سعد
شدد خبراء ومختصون من علي ضرورة الابتعاد عن سلام الوظائف والمحاصصات وطالبوا بسلام اقتصادي واجتماعي وسياسي وتنموي شامل، وقالوا إن بلادنا بحاجة إلي تعاقد اجتماعي جديد.
وطالب المتحدثون في ورشة تعزيز العدالة الاجتماعية في السودان التي نظمها مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيربت الثلاثاء الماضي بقاعة الدراسات الإنمائية بجامعة الخرطوم طالبوا بإعادة كتابة تاريخ السودان وإزالة التشوهات التي لحقت به فضلا عن اعادة صياغة مناهج تربوية تحتفي بالتنوع.
من جهته قال الاستاذ الجامعي الدكتور جمعة كندة في ورقته (التنمية والعدالة الاجتماعية وفق المواثيق الدولية في مرحلة ما بعد النزاع في السودان جبال النوبة نموذجاً) ان قضية جبال النوبة ومناطق النزاعات وبقية الريف السوداني هي قضية تنموية، واوصت الورقة بأعادة هيكلة المؤسسات الاعلامية والثقافية بحيث تكون مرآة عاكسة لواقع السودان المتنوع، وطالب بتطبيق مبدأ المصالحة والحقيقة للاعتراف والاعتراف المتبادل ومن ثم العفو وتضميد الجراح والتحرك الى الأمام بثقة وتماسك، وشدد علي ضرورة مخاطبة قضايا حرية الأديان واللغات المحلية وادارة التنوع الثقافي والاجتماعي في المؤسسات القومية بشكل جذري لاسيما التعليم والاعلام والثقافة والخطاب السياسي.
وبدوره تساءل المهندس ريفي سبو عن جاهزية السلطة واستعدادها لحل النزاعات بكل من جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور، وفي السياق قال المهندس صديق الصادق المهدي هناك مظالم ارتكبت في الماضي وتشوُّهات في كتابة التاريخ فضلا عن تشويه وإهمال مقصود وأضاف صديق انه لايمكن المساواة بين أخطاء الأنظمة الديمقراطية والشمولية مؤكدا اتفاقه مع توصيات الورقة التي وصفها بالموضوعية وتابع (هناك نقاط تلاقي كبيرة ومظالم) وشدد علي ضرورة إضافة العدالة والإنصاف وردد (هذا بمثابة جرس انذار يجب ان نحصل الاوضاع قبل تفجرها) و ختم المهدي حديثه بقوله: نحن بحاجة الي العدالة والسلام .
وفي المقابل شدد الصحفي الولا برهي على ضرورة إجراء مراجعات شاملة وقال ان الأنظمة الشمولية ارتكبت أخطاء كبيرة وفادحة. وذهب المتحدث عباس ادريس بقوله إلى ان جبال النوبة بها تسامح اجتماعي كبير وتعدد ديني فريد ونصح عباس بالإسراع في حلحلت الأوضاع قبل تفاقمها بشكل كبير.
إلي ذلك قال الأستاذ الجامعي الدكتور محمد يوسف احمد المصطفي ان الورقة تناولت القضايا المسكوت عنها ولفتت النظر لهذه الأزمات والتعامل معها بجدية وشفافية وشدد علي ضرورة الابتعاد عن سلام الوظائف والمحاصصة الذي وصفه بسلام الخيبات والاتجاه إلي السلام الاجتماعي والاقتصادي والتنموي واتهم النظام بالقهر والتسلط والاستعلاء والصمدية في الراي لذلك لا يمكن الاتفاق معه داعيا إلى تعاقد اجتماعي جديد وقال إن السودان ليست به سياسية اجتماعية مشيراً إلى وجود سياسة اجتماعية وثقافية بالدول الأجنبية وتابع (نحن ما عندنا).