الكنيسة مع المسجد !!!!
خرجت حكومة بريطانيا من السودان فى العام1956وخلفت وراءها إرث سياسى ودينى و قضائى و اقتصادي وأمنى و تعليمى و صحى وتجاري واجتماعى قل ما يوصف بأنه إبداع بشري يفوق التصور العقلى فى منظومة تتناسق و تتداخل و تتناقم كأنها اوتار لآلات موسيقية تعزف احلى و اروع النغمات فى براعة ونظام و انتظام ربما لا تصدق و لا تتخيل إذا تأملت بالمنظور البشري و العقلى جليا ربما يأتيك البصر خاسئا و انت حسير وربما يرتبك عقلك و ذهنك من تلك البراعة و الحذاقة من التنسيق و التدبير الإداري المحكم النوافذ و الابواب وكأنه لم يكن من صنع بشر !!!! فرجال الدين وكل الاديان السماوية لها جلها و احترامها وحتى الذين لا دين لهم من الاقليات الاثنية لهم الا حترام و التقدير فالدين لله و الوطن للجميع !!!!!!! فالحاكم عندما يحكم بلدا هو حاكم لجميع المواطنين سوي كانوا مسلمين او غير ذلك ولذلك من المفترض ان يتفق الناس جميعا لاحترام بعضهم البعض وسن قوانين لا تظلم أحدا ولا تحابى دين عن آخر و أن لا يتغول إنسان على إنسان ويفرض سلطانه وسمه الافعى والانانية و حب الذات ولا يراعى مشاعر الآخرين ويرفع من سقف إنسانيته و أفضليته على الآخرين وبأنه هو السيوبر !!!لذلك نجد بأن الافضلية و النظام والترتيب الذي تم بواسطة الادارة الانجليزية تجد من الجميع التقدير و الاحترام وما تم من نجاحات إدراية بواسطة الانجليز تم عن طريق العلم !!! و بما أنهم شعب متعلم إستطاعوا ان يفهموا بأن كل الناس هم عباد الرحمن وهذه الانسانية فى أبهى صورها وتقديرها فأحترموا معتقدات الناس المختلفة فهم سواسية كأسنان المشط لذلك يمكنك ان تلاحظ فى كثير من مدن السودان مثل الدامر و شندي وعطبرة و حتى فى مدينة الخرطوم وفى شارع واحد و اربعين الجامع بجوار الكنيسة و الكنيسة لصق المسجد !!!!ويحكى لى المرحوم بإذن الله فتح الله بن داؤود نائب المدير العام الاسبق لبنك النيلين ومنزله يقع شمال الكنيسة الكاثوليكية والتى يجاورها مباشرة مسجد واحد و اربعين بالعمارات ، وقد تم إفتتاحهما فى يوم واحد علي يد الزعيم الراحل السيد اسماعيل الازهري وقد أشاد يومها بسماحة و توافق وتجانس الاديان فى السودان و إحترامها لبعضها و قال كلمته وبالحرف الواحد:- ( مع كل جامع حنبنى كنيسة و مع كل كنيسة حنبنى جامع ) أي و الله هذه الكلمات سمعتها من صاحب المنزل جار الكنيسة ألا رحم الله الزعيم الازهري رحمة و اسعة بما قدم لبلاده و لاهله من خير واحسان (وما جزاء الاحسان إلا الاحسان ) (فمن لا يرحم لا يرحم )!!! و قد كان الفقيد فتح الله داؤود رحمة الله عليه تقيا زاهدا نسأل الله له المغفرة و الرحمة وان يبدله الله بيتا خيرا من بيته و اهلا خيرا من أهله وقد كان يعلم جيدا بأن البيوت بيوت الآخرة ..!!!!
هؤلاء أناس قل ما يجود الزمان بمثلهم كانوا إذا قرأوا القران يقرأونه بتدبر فالاية( 99) من سورة يونس يقول الله تعالى فى محكم تنزيله (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) وفى سورة هود الاية 118(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)
كثير من آيات القرأن أذا تدبرتها تجدها تخاطب الانسانية – ففى سورة الرعد الاية 40 يقول الله تعالى ( عليك البلاغ و علينا الحساب ) وفى سورة فاطر (يضل من يشاء و يهدئ من يشاء فلاتذهب نفسك عليهم حسرات ) و فى سورة البقرة الاية 272 ( ليس عليك هداهم و لكن الله يهدئ من يشاء ) وفى سورة الغاشية الاية (22) (لست عليهم بمصيطر )
الى غير ذلك من الآيات الداله على ان الله تعالى هو الفعال لما يريد وهو يهدئ من يشاء ويضل من يشاء لعلمه وحكمته و عدله ، إلا اننا نجد فى كثير من بلاد العالم هناك اناس اصحاب هوس دينى و قد نصبوا انفسهم أولياء ووكلاء عن رب العالمين يحاسبون الناس ويكفرونهم بإسم الدين و الدين منهم براءة !!!!!
هل يعقل عقلا ان تكون الحكمة من خلق البشر هو قتال و إغتيال و قتل الانسانية ومحاسبة العباد قبل يوم الحساب !!!!هل يعقل عقلا هذا الانسان الضعيف يحتاج رب العزة و الجلال ويطالبهم ان ترق منهم دماء او ترق كل الدماء وان يقيموا الدين كله وان يعد للدين مجده بهذه الصور الجاهلة فى تقدير الانسان و الانسانية !!!!! و هم عباد الرحمن جميعا الذين خلقهم الله جلة قدرته لبناء و اعمار الارض !!!أسأل الله ان تحترموا عقل و علم أنسان اليوم فالدين المعاملة ونسأل الله أن يهدي أعداء الدين وأن يقوموا بتصحيح مسارهم فى خدمة الانسان و الانسانية و الدين !!! وليس كما يحدث الان فى خطبنا و منابرنا اليوم بأن يقوم الله بتدميرهم وهم يمثلون حوالى 77% من سكان العالم والمسلمون يمثلون 23% من سكان العالم وإذا افترضنا ان رب العزة و الجلال استجاب لهؤلاء الدعاة ودمر 77% من سكان العالم هل هذا سيجلب السعادة والهناء للمسلمين وهل ذلك سوف يرضى الله عز و جل ويشبع نزوة المسلمين فى القتال و الدمار مرضاة لوجه الله!!!!! !!!! و إحتراما و تعزيزا لرب الكون و خالق الكون و ناس الكون نسأله أن يقوم بهدايتهم وهو القائل (أنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء)
فى تقديري حتى نتمكن من إبلاغ الرسالة المحمدية فى هذا الزمان مخاطبة العقول واقناعهم بالعقل و الدين التعاملى وليس الدين الشعائري فإنسان اليوم هو انسان القرن الواحد و عشرين إنسان العلم و المعرفة من غير الممكن و غير المعقول أن نخاطبه بعقلية أنسان القرن السابع وبنفس الطريقة و نفس الاسلوب فرب الكون خلق الانسان فى أحسن تقويم ومدي له مد بصره اماما ليستشرق المستقبل ويطور حياته للامام و ليس للخلف و إلا كان قد و ضع أعينا خلفية للنظر الى الخلف!!!!
