أخبار السودان

يا ظلام … عليكم ..!

يا ظلام ….عليكم ..!

محمد عبد الله برقاوي ..

ليس من المتوقع أن ينحني وزير الكهرباء على ركب الندم أو يعتذر بدمع التوبة حيال إنقطاع الكهرباء على مستوى الشبكة القومية ولساعات طويلة ليلة الثلاثاء وسحابة نهار الأربعاء ..مثلما فعل وزير الكهرباء في اليابان وقد جثا أمام البرلمان مستجدياً الغفران من شعبه لمدة عشرين دقيقة هي ذات المدة التي تعطلت فيها الكهرباء ربما جزئياً في طوكيو !
وليس من المنظور أن يهرع كبار المسئؤلين الى محطات التوليد ليقفوا وسط العمال الذين يتقطر عرقهم كضريبة يدفعوها لعدم كفاءة رؤسائهم من الخبراء والمهندسين الذين علقوا العطب على شماعة دول الجوار التي بتنا نعتمدعليها في تغذية إمدادنا البائس ..ونحن الذين سبقناها يعقود عدة الى معرفة الكهرباء !
فما الذي يعني من تدور مولدات التوليد التلقائية في منازلهم الفاخرة وقصورهم المنيفة من أمر إنقطاع التيار العام الذي يخص عامة الناس !

ولكن صدق المثل في معناه بالقول من أمن العقوبة أساء الأدب ..وهو غير الأدب الذي يعاقب على تجاوزه الطفل أمام الكبار أوالتلميذ تجاه المعلم ..وإنما هي كلمة تحتمل ايضاً تفسير التقصير في أداء المهام الموكلة للشخص سياسيا كان أو مهندسا أو غيرهما في حالة الإستخفاف بالرأي العام استهتاراً بتلك المسئؤلية .!

ومثل آخر يقول أن الماء يكذب الغطاس أوكل من يدعي أنه قادر على عبور المحيطات سباحة..!
إذ..لم تمر سويعات قليلة على تصريحات المسئؤلين في قطاع الكهرباء بأن البلاد ستنعم بموسم بلا قطوعات لاسيما في رمضان القادم .. وقبل أن يضع الصيف حقائبه على أرفف عودته المبكرة ..حتى مد الظلام لسانه وانتشر في أرجاء البلاد ليتساوى سكان دولة العاصمة مع معاناة بقية أهل جمهورية الريف التي باتت ضمن برنامجهم اليومي كأمر واقع وعادي !
فالكهرباء في الحياة الحديثة لم تعد ضوءاً و تبريداً و مشاهدة تلفزيون يا سادة يا كرام ..وانقطاعها لا يعني فقط غياب تلك العناصر في حد ذاتها أوالعتمة بلونها الأسود فحسب …فالطاقة هي الآمن في الطرقات والبيوت والخبز والصناعة والطباعة وتتوقف عليها حياة الكثيرين وهم ممدون في غرف العمليات الدقيقة أوالذين يتنفسون صناعياً في حاضنات المواليد الخدج.. وهي عامل ثقة في إجتذاب من يريدالإستثمار و غير ذلك من فوائدها التي لا تحصى ولا تُعد .

ولكل تلك الأسباب وتبعاتها فانقطاعها لمدة عشر دقائق فقط في مدينة لاتنام مثل دبي دفع بحاكم الإمارة الى إقالة كل الكادر العامل في وردية تلك الليلة ..لان ماحدث وإن كان فنياً بحتاً ولكن لابد من وجودمن يتحمل مسئؤليته كدرس يستوعبه الآخرون في كل موقع يرتبط بحياة الناس و سمعة ومصلحة الوطن !

محمد عبد الله برقاوي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..