أخبار السودان

رسائل … من وحي لقاء رئيس جبهة الشرق في لندن

ثائر عبدالصمد- لندن

بدعوة كريمة من السفارة السودانية بلندن لأبناء الشرق اجتمعت ثلة من ابناء شرق السودان بالسيد/موسى محمداحمد رئيس جبهة الشرق ابان زيارته للندن استمعوا خلالها لتنويره كما استمع مشكورا لتساؤلاتهم وهواجسهم وهواجسه على حد سواء وللأمانة- فالرجل ورغم بساطته المستمدة من بساطة اهلنا في الشرق- كان في منتهى الصراحة والوضوح والشجاعة والتوفيق أيضا في عرضه لكل القضايا التي عرض لها في تنويره ونحسب ان الرجل يعيش همه الذي وصل به الى مشارف السلطة كأول قائد أومسؤل من الشرق يكون قريبا من السلطة ان صدق الحال ضمن تسوية سياسية كممثل لأهله وليس كحال النخب المكلفة التى ما ان تصل الي السلطة أو حتى قريبا منها تنسى هموم وأمنيات أهلها الغلابة وأنين ودموع وآلآم الملايين المحرومين بل دماء وأشلاء الشهداء سيما وان الرجل ثائر، والرجل وضمن وضوحه وبساطته قد اطلق بعض الاشارات من ضمنها قوله ان اتفاق الشرق لا يزال صامدا حتى الآن مقارنة ببعض الأتفاقيات التي وقعت ونقضت وآخرها اتفاق مني مناوي وقد كان قبله في ذات المنصب قبل ان يغادره غير مأسوف عليه ليعود الي من انتدبوه ليبرأ ذمته ولسان حال رئيس جبهة الشرق قال ان لم نتعلم من ذلك فلسنا بمنآى من مصيره ذلك واللبيب بالأشارة يفهم، ولكن وللأسف فان القوم لم يتعلموا من الأدارة الأستعمارية التي سلمتهم السودان الا القدرة الفائقة علي التسويف واستئناس النخب وعزلها عن قواعدها بشراء ذممها ان امكن ذلك! وللأسف ايضا انهم لم يتعلموا ان ذلك الزمان قد ولى وان الجماهيروالقواعد لم تعد غافلة او معزولة عن نخبها بل ترصدها وترصد مجريات الحال وأهلنا في الشرق لم يثوروا بعد في الحقيقة وان ماحدث انما كان فقط استعراض بسيط للقوى وانذار، وكما قالوا وأكدوا مرارا وصراحة بأنهم لم يريدوا ان يتحولوا الي أداة ومعول هدم ضمن الآلة التي اريد لها هدم السودان وتقويض أركانه أو استهداف هويته ومشروعه الأسلامي قبل أن تقوضه النخب التي استمرأت القفزعلي السلطة تحت اي مظلة من أقصي اليمين الي أقصى اليسار، حيث قال اهلنا وبكل وضوح ان مظالم الشرق لم تبدأها حكومة الأنقاذ بل هو ميراث ورثته من النخب التي توالت عليه واعتبرته ولا تزال تعتبره أرض الله الهاملة كما يحلوا لهم ذلك وكأنه ارض بلا سكان بل اقطاعيات لكل من هب ودب من أصقاع الدنيا وانسانه يباري- مع صديقه الوفي الكلب- القطار حين يمر بمناطقه لعلهما يجدان بقايا فتات الخبز الجاف يتكرم به عليهما احد ركابه في حين اول ما يتجاوزحدود الشرق تباريه العيال بحثا عن جريدة اليوم السابق ليشبعوا نهمهم الثقافي وفي تلك المقارنة من الفوارق ما يكفي.

كما تعرض السيد المساعد ضمن اشاراته الي وحدة الأقليم والمساعي الدؤوبة الي تفريق شمل أبنائه بل ومكوناته كمهارة اضافية من المهارات التي اكتبستها النخبة الحاكمة من الأستعمار (سياسة فرق تسد) حيث أرجعت الناس كما قال الي قبائلها بل الى الأفخاذ والعشائر وكأنهم لم يتصاهروا ولم ينصهرو منذ قرون ويعيشوا هما واحدا موحدا منذ الأزل، والرجل في اعتقادنا يعيش أزمة هي جزء من أزمة الأقليم وأزمة السودان ككل ولكنه من الواضح يتعرض للألهاء وللأبتزاز في آن معا وما تكليفه بمهام المدينة الرياضية الا رسالة لسان حالها يقول (امش العب مالك ومال المسؤلية ووجع الراس وخل الحكم والأدارة لأهلها) هذا علي أفضل الأحوال ان لم يكن القصد تحميل الرجل وزر الفساد الذي ينخر جسد النخبة الحاكمة فيه حتى غدا السودان في عهدهم الميمون يشغل الترتيب الثاني بعد العراق الذي في ظل حكم الأحتلال والقوم امتداد لأهلنا في شمال الوادي والمعروفين بمحبتهم للنبي (ص) حتي احلوا أكل ماله (امال ما هو حبيبنا مانأكلش ماله ليه)- كما اوردها السيد/مصطفى عثمان ضمن قفشاته- وأهلنا في شمال جنوب الوادي مبالغون في محبة النبي (ص) ولايتورعون عن اكل ماله ليس هذا فحسب بل قد يحلّوا بمال صحابته عليهم رضوان الله ولعل السيد/ المساعد فطن لكل هذا والا فالرجل جاء ضمن تسوية سياسية واتفاق وأجندة واولويات محدده للأشراف علي الشرق وأحوال الشرق وليس له فيما نعتقد الوقت لا للمدينة الرياضية وليس بحاجة لعضوية المؤتمرالوطني وكان الله في عون الرجل، والمطلوب من النخب في الشرق ومن الحادبين علي السودان وكافة العقلاء فيه تدارك الأمر والا ورغم ادراكنا ان السودان مستهدف في وحدته وبقائه ككيان لكن هذا السودان المستهدف ان لم يكن لكل ابنائه تسوده العدالة والمساوات وتكافؤ الفرص وادارة رشيدة وتوزيع عادل للثروة والسلطة فغير مأسوف على ذهابه أصلا سيما حين تثتأثرنخبة واحدة السلطة فيه وتكون ثروته دولة بين مجموعة معينة من أبنائه ولا نزال نتذكر شهادة المرحوم عبدالخالق محجوب حين سئل عن قبيلته أجاب: انا من جماعة نصفها في السلطة يطارد نصفها الآخر في المعارضة ولعلها شفافية الثوار، والمفارقة ان احتكار وحصر هذا التداول وضمن البقعة المحددة هو ديدن كل النخب وعلى مختلف أطيافها من يسار ويمين ووسط وحتى من تلفح بعباءة الأسلام مؤخرا لم يسلم من هذا الداء العضال، وأهلنا في الشرق وكما يشهد لهم ناصر أدروب ضمن تهكمه عليهم ولكن الحق ما شهدت الـ.. بأنهم أهل دين ومن البساطة الضحك عليهم من خلاله ولعل هذا يذكرنا بما درج عليه المراغنة وأشياعهم حين يتهافت عليهم أهلنا الطيبون بما يملكون من بهائم ومن لم يملكها يقدم لهم فلذة كبده تقربا وزلفى الي آل النبي (ص) وشيعته.

أمر آخر لم يتطرق اليه السيد المساعد وهو أن النخبة الحاكمة في السودان قد فصلت هذا السودان ومنذ زمن بعيد علي مقاسهم هم وحدهم دون بقية خلق الله الذين ينتمون الي السودان من خلال الجغرافية ولكن عمليا كما يقول أهلنا في الشرق وفي أريافه تحديدا لم ياتينا السودان ونحن لم نذهب اليه كناية عن السلطة والأدارة والخدمات فنساؤنا في ضواحي المدن الشرقية يتوفين من جراء حالات النفاس والملاريا والسل والأمراض التي انقرضت عن العالم كله واموال الشرق وثرواته تشتري بها النخب البيوت في عواصم الغرب المستعمر السابق.

لعل في هذا الأستعراض مايكفي من النذر لقوم يعلمون او يتعلمون سيما وان نذر
الانفصال والتشرذم قد بدأت والدعوات اليه تترا فلعلنا نفيق قبل ان يتفرق السودان الذي نحب أيدي سبأ.
ثائر عبدالصمد- لندن
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وماذا عن مخرجات الزيارة يا ايها الثائر عبد الصمد؟؟؟؟ ويا ناس الشرق كفي وصفا
    عن معاناتكم……اعملوا شيئا لتغيير حالكم ..الدنيا حولكم تتغير ويسرعة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..