
أتابع بصفة رسمية وشخصية معظم المؤتمرات والمنتديات الإقليمية والدولية ذات العلاقة بشئون البيئة خاصة مؤتمر ( دافوس الإقتصادى )الذى تشارك فيه جامعتى (ييل ) و( شيكاغو ) الأمريكيتين بعرض الدراسة العلمية التي تهتم بها كل الدول المشاركة فيه عن ( مؤشرات الأداء البيئي للدول ) وهو مؤشر في غاية الأهمية من خلاله تدرك الدول أين موقعها بين الدول الأخري من حيث تقديمها للرعاية الصحية والمياه النظيفة ومعالجة المخلفات ونظافة المدن ومعالجة المياه الآسنة والحد من التلوث البيئي ……الخ
وللأسف الشديد ظل السودان غائبا عن القائمة إما بسبب تدنى مؤشرات الأداء دون الصفر أو بسبب حجب البيانات والإحصائيات من المؤتمر عن عمد…
كذلك ألاحظ غياب السودان عن الكثير من المؤتمرات العالمية ذات العلاقة بالبيئة سواء أكان ذلك في مجالات اإحتباس الحراري أو التغير المناخى أو التنمية المستدامة ..
أما على الصعيد الداخلى ,, فحدث ولا حرج..فالبيئة الطبيعية والبيئة المشيدة هي في أسوأ حالاتها من حيث التخطيط و التنظيم أو المظهر الجمالى الأمر الذى كان له النتيجة المتوقعة في تدهور البيئة الاجتماعية والسلوك السلبى نحو البيئة بحيث أصبح وجود( الكوش) والمخلفات وتجمع المياه القذرة بين الأحياء السكنية أمرا مألوفا وجزء من ثقافة المجتمع … فقد شاهدت فريقا لكرة القدم يتمرن في ميدان عام تحف به المخلفات من كل الجوانب وكأن الأمر عاديا وجزء من المنظر العام .فكأنما أصبح تجمع المخلفات هو القاعدة ونظافة المدينة هو الإستثناء ؟
وقف تدهور البيئة في السودان يحتاج الى ثورة حقيقية … الى مليونية وراء أخري حتى الإستجابة الي متطلبات البيئة … وهى متطلبات أصبحت عالمية ولا تخص السودان وحده .
هذه المتطلبات البيئية لست بالصعبة أو المستحيلة …وجود وزارة مركزية للبيئة قد يكون حلا … إنشاء مفوضية عليا لشئون البيئة أيضا قد يكون حلا … فالمهم وجود الجسم العلمى الإداري الإجرائي الذي يخطط أولا لوقف التدهور الحالي للبيئة بإعادة تأهيلها من خلال ترقية وتوفير الخدمات وسن القوانين وتفعيلها,,
ثم الشروع في وضع الخطط والبرامج المستقبلية لإصلاح البيئة على مستوى كل السودان وفق رؤية متكاملة وخطوات إجرائية قابلة للقياس تحقق كل متطلبات البيئة المستدامة.
د.فراج الشيخ الفزارى