كسلا… بعيدا عن السياسة…!!!

بدون تخطيط مسبق كانت زيارتى الى كسلا الجمال، المدينة التى لم نقدر قيمة البهاء الذى فيها وحـــولها ككثير من مدن السودان الرائعة ،التى وهبها الخالق المبدع كنوز من عطاء، مع ذلك الجـــمال الفـــــطرى المترع الذى ليس للانسان فيه الا الاندهاش والتأمل… واستشعار المعانى ….بين خيال لايحتـــويه الوصف نعم…. كسلا التى بين الاشواق وعلى همسات الشعر تدوزن نغمات العشق، وتسرق الاحساس اليها كسلا التى تذوب عـــطرا وسحرا ، وهى تتدثر بغطاءها الاخضر اليانع، تساقرمن غير استئذان بكل روعتــــها المنسابة …بين الحب والكلمة… او تسرى فى شرايين الصبابة ….زعفران مودة وكرنفال هيام بينها وبين الروعة صلة قربى، بل تشربتها الروعــة هواء ونار… وماء …كسلا التى جلس الجمال فيها وتغلغل بين حناياها اشرق منها وفيها وبها…. تقمــصها الحنان …هـــــــــدهد جنباتها …حرك المعانى كما يحرك خرير ميــــــــــاه القاش هواء الفجر العليل المغسول بالنقاء …. كسلا التى تراقـــص وريقات الاشجارفيها رياح المساء او كما تداعب القبلات جبين القمر… وبين كسلا ونور القمر حــــكاية واسطورة فيقـــــال ان كسلا تعشق القمر ولكننى اكتشفت بأن القـــــــــمر يعشق كسلا فالقمر يرسل اطرافه الفضية يلامس ليلها مداعبا شعرها الفاحم،فينسكب لونه الساحر، وقد ايقــظ رغم تسلله خلسة الجمال النائم بين الماء وفوق الشجر فذاب نوره بين الهواء قبل السحر …. فكانت لغة لم يترجمها حتى جهابذة المعانى … اذكر ذلك اليـــــوم حينــــما اكتشفت صباحات التاكا وكم كانت هيبة الوصف ،وخوف الكلمة التى ظلت صامتة متكلمة ولم ادرك لماذا سكتت الحروف عن الكـــلام المباح ،وانا امعن النظر فى جبل التاكا المتمدد بين الكلمة والجــمال والشمس تكتب بدون حــــــــروف على مساحات كسلا ….تمعن فى وصف اتكاءة الحدائق على ضـــــــوء النهارولم اعلم ان الحروف تتكلم الا حينما ايقظت دهشتى استرسال المعانى وهى تمــــارس سطـــــــوتها على الخيال تسابق الوصف… فى دغدغة المشــــاعر فتظل النفس مفعمة باالانشراح، قد فتحت القلوب نوافذ للتامل فى ابداع الله العظيم فعلمت ان الكلمات لم تتعلم كيف تجد المعايير فى رسم لوحة كسلا، على الاحساس وان الافصاح عن التشبيه اصبح اكبر من المشبه به، فعرفت لحظتها ان روعة المنظر ظل فى خاطرتى اكبر من الدهشة، وامتع من الخيال… لم المح من قبل لون الشفق وهو يتهامس مع الافق ،ويتدثر فى جبين القاش وهو ينظر لعيون الفجر المشرقة ، تكسو الاخضرار اخضرارا …. والتاكا نضارا والازهار….. تزهو كما الحوريات، وهن يبحرن فى موكب النهار القزحى البهيج… فعلمت ان الكلام المباح لايمنح المعانى… ترفها واريحيتها الكافية … حتى تشرح بالوصف ابجديات التأمل العميق…. فى زوايا تلك المدينة …المتمكنة فى قلوب الشعراء.
منتصرنابلسي
[email][email protected][/email]
شكرا كثيفا لكل الروعة التي بين حروفك,,,لكل البهاء الذي ينساب ألقا من بين حنايا مقالك الرائع عن مدينة الروعة والجمال كسلا عشقنا والهامنا
ما أروع الكلمات وماأجملها …. لك التحية استاذ منتصر
يعني نقول سعيد الدنيا يدي كسلا طوفا وينزل فوق جبال يقص يشوفا