صناعة الفيلم.. مبادرة لتشجيع الأطفال على الإبداع.. تدريب وتأهيل

الخرطوم – عرفة وداعة الله
حين يجد الأطفال منبراً يعبر عن اهتماماتهم وأحلامهم يبدعون في إخراج كل ما لديهم من مهارات في مختلف المجالات. وفي الأثناء وجد البعض ضالته في (مبادرة تدريب صناعة الفيلم).. جيل جديد استطاع تطويع التكنلوجيا وأدهش الكثيرين من واقع معرفته بأدوات ومتطلبات الحدث وقادر – في الوقت نفسه – على التعبير بلغة الصورة والصوت والحركة عن مشاكل جيله وتطلعاته المستقبلية.
قبالة شارع النيل وفي إحدى قاعات فندق القراند هوليدي دي فيلا دُشِّن مشروع (14) فيلماً قصيراً للصغار دون الخامسة عشرة من عمرهم تفاوتت ما بين الروائي والتسجيلي والوثائقي اجتهدوا خلال أربعة أشهر أو يزيد في تطوير مهاراتهم في كتاية السناريو والمونتاج والتصوير والتمثيل، وتلقوا تدريباً في كل تفاصيل إنتاج الأفلام، حضور كبير شرف الفعالية تباين ما بين أسر الأطفال والمهتمين وأصحاب المبادرة، على رأسهم مصعب حسونة.
فهم متقدم
الأستاذ عبد الغني كرم الله الروائي والقاص وأحد المدربين في المبادرة ووالد اثنين من الأطفال المشاركين (محمود وآمنة) وصف تدشين الأفلام باليوم السعيد. وقال لـ (اليوم التالي): في الاجتماع الأول مع الأطفال للتعريف بالمبادرة وفلسفتها ومضمونها ورسالتها قلت لنفسي، هل بمقدور هؤلاء الصغار فهم هذه المواضيع الصعبة والمصطلحات من المونتاج والتصوير ببلاغة والسيناريو بفصاحة؟ وكانت المفاجأة الاستيعاب العبقري، السهل، وعيونهم تقول “هل من مزيد؟”. ويضيف: “تجربة المبادرة كانت مثمرة وملهمة للأسر قبل الأطفال”. وأردف: “صغيري محمود شارك في أفلام تشمل الإخراج والتمثيل والمونتاج وكتابة القصة من بينها فيلم (منحة) و(لم لم يسر)”.
قضايا مهمة
الدهشة كانت على محيا جميع الحضور، فالبعض منهم يرى أن المبادرة في مجملها تعد تشجيعاً للأطفال الموهوبين، ولكن عروض الأفلام أحبطت توقعات الكثيرين، حيث كانت في الأساس تحوي قضايا مهمة في المجتمع بداية بفيلم المخرجة صفاء أرو (إنها مشكلتي)، الذي تناول في مضمونه أثر الطلاق على الأطفال، وفيلم (لعب بلا ملعب) و(نساء الزير) للمخرجة تسنيم مغواري، حيث تحكي قصته عن رحلة صناعة الأزيار بالطريقة التقليدية على أيدي نساء يمتلكن خبرة كبيرة في صناعتها باستخدام مواد محلية بالقرب من النيل الأبيض.
نماذج مختلفة
هناك أفلام أخرى على غرار (العجلة) للمخرجة نوار خالد المبارك التي تحكي مشاكل الزواج المبكر للطفلات وما يترتب عليه من آثار واضطرابات نفسية واجتماعية، وفيلم (لم لم يسر) للمخرجة آمنة عبد الغني كرم الله الذي يتعلق بحبها للقطار وتمنياتها عودة خطوط السكة حديد لتربط ولايات السودان، بجانب (ود المك) للمخرج مآب ياسر الذي وثقت فيه لخالها الذي فقدته بسبب الحرب ومدى حزن الأصدقاء والأسرة عليه، وفيلم (منحة) للمخرج طه عثمان طه الذي يسرد قصة مجتمعاً تغلب فيه الطفل على مضايقات أقرانه في الحي الذي يسكن فيه وتحويل تلك الطاقة إلى نجاح كبير ينعكس على والدته بعد وفاة والده وفيلم (الهبوط إلى الحياة) للمخرج محمود عبد الله البلال الذي يحكي رحلة بحث أحد الأطفال عن السعادة المفقودة وسط أسرته ذات المستوى الاقتصادي الجيد ومحاولة إيجاد ذلك في مجتمعات ذات دخل اقتصادي أقل، وحكت المخرجة زينب الطاهر العربي في فيلمها (وهل سيبقي حلما؟) عن أحلامها وتطلعاتها للالتحاق بجامعة الخرطوم وفيلم (الاستوب) للمخرجة نوران عبد الناصر الذي يتناول ظاهرة تسول الأطفال مع أهلهم والمشاكل التي تواجههم وآثار الظاهرة على حياتهم

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..