صب الثلج على لهب الثورة

قال نداء السودان فى نهاية اجتماعات باريس، انه يتمسك بالتفاوض مع النظام حسب خارطة الطريق، ومع ذلك فهو يترك الباب مفتوحا لاشكال النضال الاخرى بالسلاح والانتفاضة.
فى اليوم الثاني كان أحد المشاركين فى الاجتماع المذكور يشكك فى رغبة النظام فى الوصول الى السلام، وذلك بناء على التجارب التى لا حصر لها والتى انتهت الى لاشئ كما يتوقع أى شخص من خريجى محو الامية السياسية.
أولاً: كما كررنا، وكما هو واضح لكل اعمى أنه لم يعد هناك نظام، بل هو شخص واحد فرد يسعى للاستمرار فى السلطة بأى شكل وعلى حساب كل شئ تفاديا للمحاكمة الدولية بل والوطنية على الجرائم التى اعترف بها شخصيا. ومن حوله يشاركونه نفس الاغراض.
ثانياً: هل يعقل لمثل هذا الوضع ان يقبل نظامه بتفكيك نفسه والقبول بما ينتظره حتما وفى جميع الاحوال. واذا تغاضينا عن كل هذه الافتراضات التى قد يكون للبعض ردود غير معقولة عليها، فان ماحدث ويحدث من النظام امام اعين الجميع لايترك مجالا للشك :
الاعتقالات المستمرة ورفض اطلاق سراح الذين لم يطلبوا اكثر مما طلبه او سيطلبه جماعة النداء. وقد برهن السيد الرئيس على النية تجاه جماعة نداء السودان حتى قبل ان يفصحوا عما يريدون تحقيقه من التفاوض مع سيد النظام. فقد صرح بالامس بانه بصدد تقديم احزاب النداء للمحاكمة، لكن رئيس النداء قلل ن أهمية ذلك التصريح، وهو الذى ذاق الاعتقال من قبل لمجرد تصريح عن اعمال الجنجويد قال به حتى بعض من حول سيد النظام.
يقول جماعة نداءالسودان ان المجتمع الدولى، الى حضرت بعض دوله اجتماعات باريس، قد وعدهم بالضغط على النظام ليقبل الجلوس للتفاوض (وماذا بعد الجلوس!). ماذا فعل المجتمع الدولى حيال كل الانتهاكات لحقوق الانسان وعلى رأسها حق الحياة من حيث هى حياة وليس الحياة الطيبة، غير الشجب والادانة. وهو فى نفس الوقت مبسوط من تقدم النظام فى هذه المجالات !
وزاد طين المجتمع الدولى بلة المغازلات الاقليمية للنظام بتبادل الزيارات ودعم البنك المركزى بالدولارات، ثم طامة الاتحاد الافريقى الكبرى، الذى طلب امبيكه من الحركات المسلحة التوقيع على وثيقة الدوحد الميتة. والا…. فهل هذا هو الضغط الذى ينتظره نداء السودان من المجتمع الدولى؟!
يقول نفس القائل سنتفاوض مع النظام ولكننا لانمنع أحدا من الخروج الى الشارع؟! اليس هذا مثل من يدفق ثلجا على النار ثم يقول لها لامانع من ان تستمرى فى الالتهاب ؟!
واخيرا، لقد خرجت النخب فى مظاهرات يناير وفبراير، وأغلبهم الان داخل المعتقلات، ولو ان احزاب نداء السودان بجملتها استطاعت ان تخرج نصف مليون من سكان العاصمة ذات العشرة مليون، وهم لاشك يستطيعون، فلن يكون امام سيد النظام غير التسليم، وعندها ايضا سيصعب على النظام مواجهة من يخرجون بالقتل لان المجتمع الدولى سيصبح فى موقف حرج!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا أخي دعك عن إخراج نصف مليون متظاهر، أخرج عشرة ألف فقط وسيسقط النظام.

    ثم أليس من الأسها أقناع هؤلاء بالتسجيل والمشاركة في الانتخابات، بدلاً عن دعوتهم للتظاهر ؟

    كتبنا قبل عشرة أعوام “المخاض العسير للانتفاضة المردوجة ضد الحكم والمعارضة معاً”.. ولكن لم نك نظن أن المخاض بهذا العسر الذي أجهض الجنين!!

  2. يا أخي دعك عن إخراج نصف مليون متظاهر، أخرج عشرة ألف فقط وسيسقط النظام.

    ثم أليس من الأسها أقناع هؤلاء بالتسجيل والمشاركة في الانتخابات، بدلاً عن دعوتهم للتظاهر ؟

    كتبنا قبل عشرة أعوام “المخاض العسير للانتفاضة المردوجة ضد الحكم والمعارضة معاً”.. ولكن لم نك نظن أن المخاض بهذا العسر الذي أجهض الجنين!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..