وعادت ريما لرفع الدعم

بالطلب الذي تقدم به وزير المالية للبرلمان الأول من أمس، يرجوه فيه مساندته لرفع الدعم، تكون ريما قد عادت لممارسة عادتها القديمة (رفع الدعم)، كلما استحكمت عليها حلقات الأزمة المالية والاقتصادية التي لم تنفك البلاد تكابدها، وستلقي بحمولة ثقيلة أخرى على كاهل المواطن المثقل أصلا، فمعلومة هي التبعات الثقيلة التي سيلقي بها هذا الإجراء الثقيل على كاهل الجماهير، ولكن من لطف الله على الحكومة أن الشعب ظل ينوء بحمل هذه الأثقال ويئن وهو ساكت وصابر ومحتسب، لدرجة لفتت حتى نظر القيادات الإنقاذية فتباهت و«تنبرت» بذلك قائلة إن الشعب قد صبر عليهم وصابر معهم كما لم يصبر على غيرهم قط، ولكن حذاراهم أن ينوموا على الخط اعتماداً على صبر الشعب وقوة احتماله للأزمات والضربات، وعليهم أن يفكروا ألف مرة ويترددوا آلاف المرات قبل أن يلقوا عليه بحملٍ جديد، «فالظهور المفنوسة» لم تعد تقوى على احتمال المزيد، وليعتبروا بحكاية القشة التي قصمت ظهر البعير، ذاك البعير الذي كان يحتمل في جلد الأطنان المحملّة على ظهره، ولكن قشة واحدة أضافها صاحبه الطماع قصمت ظهره، فخرّ كالصريع ولم ينل صاحب الجمل إلا حصاد المثل الطمع ودر ما جمع.
وسياسة رفع الدعم هذه التي ظلت الحكومة تصقع بها الناس باستمرار، فكم مرة أعلنتها وكم مرة طبقتها وكم مرة لوحت بها حتى أصبحت (فرمالتها) الوحيدة التي لا تملك غيرها من حل أو خيال أو أفق، لحل الأزمة المالية والاقتصادية التي أطبقت على خناق البلاد، كلما استحكمت حلقات الأزمة هرعت الحكومة الى سياسة رفع الدعم تستنجد بها لتنجو هي وتصقع الناس، فمن غير المستبعد بل الجائز جداً أن تكون ذات هذه السياسة هي الحبل الذي تلفه الحكومة حول عنقها فيودي بها جراء ما صنعت أيديها، وستروح في الكازوزة بيدها لا بيد غيرها وستلحس كوعها بنفسها إنابة عن المعارضة ثم (تتلحس)، وإن لم يكن أهل السلطة مدركين لذلك فلنذكرهم به، وإن لم يدر بخلد أحد منهم أنهم هم أنفسهم من قد يتمكنون بأقوالهم هم وممارساتهم هم وأفعالهم هم وسياساتهم هم أنفسهم من إطاحة نظامهم بنفسهم، وأن سقوط النظام يمكن أن يتم من داخله «منو وفيهو» فلا بأس أن نجعلهم يدرونه، وليدروا معه أيضاً أن عبَر التاريخ وعظاته تقول بأن النظام أي نظام حين يترهل ويهترئ ويتآكل من داخله يمكن أن يهوي ويسقط مثلما تسقط أعجاز النخل الخاوية أو مثل شجرة نخرها السوس من داخلها..? فتأملوا وتدبروا واتَّعظوا إن كنتم متعظين.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قول ليهم ولفاتية قناة الحرية والجمال ،،ما أشبه الليلة بالبارحة وما يناير ببعيد ،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..