أخبار السودان

خطة ليمان..لإنقاذ السودان أم “الإنقاذ”؟

عبدالله عبيد حسن

في أخبار السودان أن الدكتور قطبي المهدي، عضو المكتب القيادي للحزب الحاكم (حزب المؤتمر الوطني) والمستشار الأمني لرئيس الجمهورية، أعلن عن “استعداد حزبه لدراسة مقترحات الأحزاب والقوى السياسية المعارضة لإيجاد مخرج تفاوضي لحسم المأزق الأمني في التفاوض مع دولة الجنوب”.

وقبل إعلان الدكتور قطبي المهدي، عُلم أن رئيس الجمهورية قد اجتمع بمحمد عثمان الميرغني، مرشد الطريقة الختمية ورئيس “الحزب الاتحادي الديمقراطي” المشارك مع “حزب المؤتمر الوطني” في حكومة “الشراكة” التي أضافت لشروخ وانقسامات الحزب العتيد المتعددة، ومع الصادق المهدي إمام الأنصار ورئيس “حزب الأمة”، والذي قادت لقاءاته مع الرئيس البشير إلى احتجاج مجموعات كبيرة من شباب حزبه.

وقد كثرت أحاديث قادة الحزب الحاكم في الأسابيع التي تلت “خطة ليمان”، السفير المبعوث الأميركي للسودان في الشهر الماضي، والتي تهدف في جوهرها إلى حل سلمي للحرب المستمرة في السودان وفي مقدمتها النزاع الخطير بين حكومتي السودان وجنوب السودان. ورغم ما حفلت بها “خطة ليمان” من وعود وأماني للحكومتين ولحركات المعارضة المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، فإن المشروع السوداني لإدارة أوباما، والتي ترجو تحقيقه قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية ليكون أحد الإنجازات التي تُحسن من الوضع الحرج لأوباما، والذي هو بحاجة ماسة للصوت الانتخابي الأسود المرهون برضى اللوبي الأفريقي الداعم لجنوب السودان ولمعارضي حكومة البشير لأسباب متصلة بالتعاطف الإثني وغيره.

إلا أن “خطة ليمان” قوبلت بنقد وهجوم شديدين من تجمع أحزاب وقوى “الإجماع الوطني الديمقراطي”، حيث وصفها البعض بأنها محاولة لترقيع النظام القائم، مؤكدين أنها لن تنجح في ذلك لأن حل أزمة السودان التي وصلت القمة لا يتحقق إلا بسقوط نظام “الإنقاذ”.

إن دعوة الدكتور قطبي المهدي (ولنقل دعوة الحكومة) للأحزاب والقوى السياسية للاجتماع، وإعلانه استعداد حزبه “لدراسة مقترحات الأحزاب والقوى السياسية لإيجاد مخرج تفاوضي لحسم المأزق الأمني في التفاوض مع دولة الجنوب”، هو اقتراح مكرر من قبل النظام الذي ما أن يجد نفسه في “مأزق” حتى يملأ الدنيا ضجيجاً بالدعوة إلى “الوحدة الوطنية” لمواجهة الأخطار التي تهدد أمن وسيادة الوطن. وهذا النظام عندما يطلب من السودانيين التوحد تحت قيادته من أجل الدفاع عن السيادة الوطنية، ينسى أن هذا “المأزق” الذي يتحدث عنه، هو من صنع يديه ونتيجة لسياساته الرعناء التي قاد من خلالها البلاد حتى وصلت الأمور إلى انفصال الجنوب عن الشمال وقيام دولته، وإلى تهديد بعض أقاليم السودان الأخرى بـ”الخروج” عن دولة حزب الجبهة الإسلامية الذي أذاقهم أشد العذاب وقتل في مجازر مسجلة ومعروفة آلافاً من أهلهم وشرد ملايين آخرين.

وفي الخرطوم وغيرها من العواصم العالمية يدور حديث جدي عن أن المبعوث الأميركي الخاص، السفير برينسون ليمان، قد “نصح وأنذر” حكومة “الإنقاذ”(التي لا يتحدث مباشرة مع رئيسها) بأن مشروعه الذي هو مشروع إدارة أوباما، هو آخر محاولة لإخراج السودان من هذا المأزق، وأن من مصلحتهم أن يقبلوه ويتوافقوا مع الجنوب ومع المعارضة الشمالية والحركات المسلحة، وأن يبدأوا عملية دستورية تستند إلى قاعدة واسعة “عملية يتم فيها إشراك الناس من جميع أنحاء البلاد”. ونصح المبعوث الأميركي الحكومةَ بأن تكون ذات مصداقية للمجتمع الدولي، وذلك بأن تنهي قصف المدنيين وتدعو إلى وقف الأعمال العدائية في منطقتي جبل النوبة والنيل الأزرق، وتشرع في محادثات سياسية مع خصومها.

لكن كعادة “الإنقاذيين”، يبدو أنهم قد انتقوا من “خطة ليمان” ونصائحه ما أعلنه عن الدكتور قطبي المهدي حول البحث عن مخرج تفاوضي لحسم المأزق الأمني في التفاوض مع دولة الجنوب، وكذلك الدعوة لدراسة مقترحات المعارضة لتبدأ بالملف الأمني… معتقدة (الحكومة) أنها بذلك تثبت للأميركيين صدقيتها. وهي تعلم تماماً أن إجماع الشعب السوداني ومطلبه الحالي (قبل أن تتقدم المعارضة بمذكرتها الشهيرة للحكومة والتي رمت بها قيادة المؤتمر الوطني في سلة المهملات) قد تجاوزا حالياً ترقيع النظام ومحاولة ترميمه.

وفي تقديري أن محاولة السفير ليمان (بالمناسبة قامت الخارجية الأميركية بنشر وإذاعة محاضرته تلك) هي جزء من خطة أميركية ماكرة “لتدجين” واحتواء الحركات الإسلامية “العاقلة”، ابتداءً من تركيا مروراً بتونس وانتهاءً بمصر وليبيا… وهي خطة ماكرة وقد تكون مناسبة لـ”إخوان” تلك البلاد إلى حين… لكن من قال إن سلطة “الإخوان” السودانية هي حركة عاقلة؟!

إن “المشروع الحضاري” الذي وضعه وعمل من أجله “إخوان” السودان، أمره مختلف تماماً عن أمر “إخوان” مصر وتونس وغيرهما. لقد قام “الإخوان” في السودان بانقلاب عسكري غادر، ثم بدأوا تجربة كان وسيظل أثرها على الحركة الإسلامية ممتداً ولقرون. فقد تعاملوا وحكموا وأرهبوا خصومهم السياسيين (أكثرية الشعب السوداني) على نحو أبشع مما عمل حكام مصر وتونس وليبيا واليمن في بلدانهم وشعوبهم. وقد صبر السودانيون على الظلم والإرهاب والتعذيب، لكنهم لن ينسوا ما صنع “الإخوان” بهم وببلدهم.

فهل سينجح ليمان في ما فشل فيه الآخرون؟

الاتحاد

تعليق واحد

  1. الكيزان ارسلوا كل هذا المترح لاوباما فوقع عليه وارسله مره اخرى ان المؤتمر الوطنى قد وضع خطه للبقاء حتى عام 2070 وهذه الخطه هى رقم a66p00b

  2. لعله من اقدار الله تعالى السمحة بنا كسودانيين ان تاتى الانقاذ سابقة رصفائها من حكام (اللاسلام السياسى ) ب 23 عاما …!!!!
    انهاكمن اكل التيراب واستبق المطر …؟؟؟ 23 عاما كانت ستكون قاصمة للظهر ونحن نخدع فى ورع وتقوى ووطنية ال (الكيزان ) بقيادة الساحر الترابى لكان نشاء جيل اخر يصدق مخلب الماسونية هذا وهم يرتدون فرو الحمل المخدوع (البنا ) ليغرروا بنا ويخدعوننا …
    لكن كان اللطف الالهى ان نخبرهم ونعرفهم قبل ان ياتى اخوتهم فى ليبيا ومصر وتونس ..الحمد لله
    (قد تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت وبعض الناس كل الوقت ولكنك لن تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت …!!!!)
    سادتى …Game Over

  3. بلاش خطة ولا بطيخ النظام اتهلهل وبدات بوادر موتة تتراي للعيان اقول لقوي المعارضة فهي ليست قوي ولايعتمد عليها اعملو حاجة بالتضامن مع شباب الثورة فهذة الفرصة الاخبرة للثورة يلا بلا ليمان ولاكيزان فليعش الوطن موحدا مستقرا وليرحل الفاشلين والظلامين؟

  4. يا اخ عبد الله عبيد حسن والله ما عندنا مانع اذا استجاب نظام الانقاذ للحل الوطنى والتحول الديمقرطى ومافى داعى للدماء والخراب عشان نورى الدول العربية معدننا وحضارتنا النوبية والافريقية الما خمج لكن بشرط واحد لا تنازل عنه ولا يتم الحل الا بدونه وهو لا بد من محاسبة اى زول عمل جريمة او افسد او نهب مال عام الخ الخ وبعد المساءلة والمحاسبة اهل السودان احرار فى العفو او عدم العفو وتطبيق القانون(تجربة جنوب افريقيا) وناس الانقاذ لو شجعان ووطنيين حقا ما بيرفضوا هذا الحل والزول الما عامل جريمة او فساد ما بيخاف من شىء!!!فهل هم شجعان ووطنيين بتغليب مصلحة الوطن ويتحملوا نتيجة افعالهم بكل شجاعة؟؟؟هذا او الطوفان والدماء والتدخل الاجنبى المافى زول عاقل عايزه فهل يكون اهل الانقاذ عاقلين وشجعان وشجاعة الراى افضل من شجاعة القتال لان القتال سهل جدا والراى عايز ليه ناس من طراز خاص والكرة فى ملعب الانقاذ فماذا هم فاعلون والتاريخ لا يرحم!!!!! بس يعرفوا حاجة واحدة مهما كانت قوتهم ان دولة الظلم وكبت الحريات لا يمكن ان تستمر ومصيرها الى الزوال فهل هم يريدوا الطريقة الصعبة ولا الطريقة السهلة لكن يتحملوا نتيجة اعمالهم بكل شجاعة ورجالة؟؟؟؟؟؟

  5. تقسيم السودان آهه مستديمة فى خسر الوطن ووصمة عار على جبين الكيزان لن تنسى الى ان تقوم الساعة.

  6. لا اعتقد ان النظام وعلى ضوء الحالة التى وصل اليها والتى يمكن تسميتها بالمرحلة الصفرية قادر على التعامل مع اى برامج او اطروحات سياسية يمكن ان تعالج قضايا السودان وازماته ، فقد فشل فشلا ذريعا فى كل برامجه واصبح فاقدا للثقة بدرجة لا تدفع بالتعاطى معه داخليا او خارجيا هذا بالاضافة للفساد الذى نخر فيه وغطى كامل كيانه وهياكله السياسية والتنظيمية بالدرجة التى ولدت صراعات داخل تنظيمه من اجل الاستحواز على ماتبقى من موارد ومايتوقع ان تاتى من الخارج ، فاصبح هذا النظام اشبه بقارب فى عرض البحر وفقد كل مجاديفه او تعطلت محركاته فاصبح عرضا لتحركات الرياح وقد تؤدى به الى الانقلاب ، نعم امريكا تسعى جاهدة لترقيع هذا النظام وضمان استمراريته لفترة معقولة حتى تستكمل تحقيق كل الاجندة التى (وضعت له) منذ ميلاده وسوف تسعى لتعويق كل المحاولات التى تسعى لاسقاطه وهذا ماظلت تفعله فى الفترة السابقة مما دفعها لمحاولة انعاش النظام اقتصاديا ببعض التحركات الدولية ومن ضمنها مايدفعه هذا القطرى المشبوه وذلك خوفا من سقوطه بالكامل ، لا اود ان اعلق على هذا الجانب الامريكى ومايطرحه من رؤى تحاول اسعاف هذا النظام ولكن اقول ان الشعب السودانى قد وصل الى قناعة كاملة انه لامجال لاستمرار هذا النظام بترقيع او بدون ترقيع وان الامر قد وصل الى ضرورة اسقاط هذا النظام حتى ولو تسيل الدماء فى الشوراع ويكون حدها الركب ولن نمانع من استجلاب النموزج السورى او الليبى فى السعى لاسقاط هذا العهر السياسى والسرطان الدينى الذى اذاقنا الويل والالم وسوف تتم المحاسبة لكل الضالعين والمشاركين لهذا النظام حتى ولو كانوا اصحاب الطوائف والسجادات اللادينية والتى تستغل الدين من اجل تحقيق مصالحها الدنيوية ، والجساب سوف يجمع كل هذة الشرازم التى تحالفت مع هذا العهر السياسى ومجموعات اللصوص واروقية الذين نهبوا موارد هذة البلاد امثال الحثالة الدقير واحمد بلال ومسار وسمسار وغيرهم ، والويل لهم عندما تحين اللحظة ويدوى الرصاص فى قلب العاصمة وتعلق المشانق فى الميادين وعندها سوف نرى ماذا سوف يفعل اوباما

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..