اللغة الانجليزية تقصي العربية في سوق العمل

كتبت: عائشة الزاكي

أصبح تعلم اللغة الانجليزية الى جانب اللغة الاولى والام ضرورة من ضرورات هذا العصر، لهذا اتجهت اليها كل الانظار بعد ما اصبح العالم قرية صغيرة، حيث إنها تستخدم في جميع المجالات في انحاء العالم وانها لغة السياحة والسفر واصبح معظم المسافرين بغرض السياحة اوالعمل اوغيره يستخدمون اللغة الانجليزية اكثر من اي لغة اخرى، ودليل ذلك مدى انتشارها في العالم باعتبارها لغة رئيسة في معظم مؤسسات القطاع الخاص سوى أكانت كبيرة اوصغيرة.
لعل الملفت للانتباه هنا حتى هؤلاء الذين فرضت عليهم طبيعة عملهم التعامل بالمفردة الانجليزية, لم يتلقوها في المدارس, بالتالي يصبح من الاليق والاجدر الاهتمام باللغة الانجليزية وتدريسها على نحو اكاديمي مقنن في المعاهد العليا. ولاهمية هذه القضية «الإنتباهة» استطلعت بعض ذوي الراي ممن لهم علاقة بشكل انتشار هذه اللغة واهميتها.

مطلوبة في الخارج
ويري احمد الطاهر «موظف» ان اللغة الانجليزية هي لغة العصر وهي لغة عالمية بلاشك ويتم التعامل بها في الداخل والخارج وعلى كافة الاصعدة ويضيف قائلاً انها مطلوبة في الخارج بشدة، كذلك نجدها تحتل مرتبة عالية جداً في الداخل فهنالك العديد من الشركات والمؤسسات التي تحتاج في عملها للموظف الذي يكون ملماً بها، ففي رايي ان اجادة اللغة الانجليزية اصبحت من الضرورات لكي يلتحق طالب العمل بعمل.. كما ان تعلمها من الصفر امر ضروي جداً.
علياء عبد الحميد«خريجة» قالت تعتبر اللغة الانجليزية لغة عالمية فهي لغة التخاطب في المحافل الدولية. والان بعد الانفتاح على العالم الخارجي وبعد ان اصبح العالم قرية صغيرة واصبح التعامل بالانجليزية من الضروريات فاغلب المعاملات تتم مع عملاء اجانب حتى في المعاينات تعتمد على اجادة اللغة الانجليزية طباعة ومخاطبة، لذا اصبح الاهتمام بها من الضروريات، واضافت نحن في وكالة السفر والسياحة تحديداً نتعامل بتلك اللغة نسبة لانه تعامل عالمي.
مسيطرة على سوق العمل
د محمد قور «اعلامي» قال ان سيطرتها على الاسواق المحلية والعالمية هذا يعود الى اسباب كثيرة منها ما يتعلق بهجرة العقول والكفاءات العلمية.. وعلى سبيل المثال الهجرة الى اي بلد تحتاج الى مفردة انجليزية وهنا تلعب اللغه دوراً كبيراً حتى في المصطلحات ولكن وكالات السفر والسياحة لها طريقتها التي تتبعها مع عملائها وتسيطر على اسواق وتصنيع التكنلوجيا ووسائل الاعلام «الملتي ميديا».. واضاف ان اللغة الانجليزية في الاونة الاخيرة لجأ اليها الباعة في الاجهزة الالكترونية ذات الماركات العالمية لشرحها لهم، واصبح التاجر متلقياً لان هذه التجارة تفرض عليه مصطلحات انجليزية ومنتشرة حتى في الشارع العام. وهنالك جامعات في السودان ولم تكن اللغة الإنجليزية هي لغتهم الأولى، ولكن يتعاملون مع طلابها باللغة الانجليزية ما يجعلها أكثر انتشاراً.. مثل طلاب الصومال ونيجيريا حتى بائعات الشاي والكسرة والمحلات الشعبية اصبحت لديهن الرغبة الجامحة في تعلمها لان السواح يرتادون مثل هذه الاماكن لذا اصبحت تسيطر على سوق العمل.
محمد سليمان«استاذ معهد لغة إنجليزية» يحكي انه في اول هذه السنة الدراسية كان لدي طالب يدرس في دورة تحضرية لاختبار. وجاء هذا الطالب في احد الايام لمست الحزن في عينيه والاحباط في وجهه وسألناه لماذا يحب دراسه اللغة الانجيلزية ؟؟ انتابته الدهشة لعدة ثواني واجاب قائلاً«ان اللغة الانجليزية لا تزال تحتفظ بالمركز الاول بين لغات العالم كلغة للتواصل في الاعمال التجارية حول العالم، واصبحت مسيطرة في الدول التي تتحدث لغات اخرى بجانب اللغات المحلية، واضاف في اي دول فئات من المجتمع المختلفة.. وأصبح تعلمها من ضروريات الحياة العملية والعلمية وفي هذا المعهد توجد مجموعة من فئات المجتمع وشرائحه المختلفة من طلاب وموظفين. وفي هذا المعهد تعلم كثير من الطلاب قد تكون صعبة على بعض الطلاب ولكن المكاسب سيحصل عليها الطالب في النهاية على المستوى المهني والشخصي ستكون هامة وقيمة جداً في فترة ما بعد الدراسة وفترة الحياة المهنية..
مجدي ابراهيم «صاحب وكالة» قال ان عدم المام الخريج باللغة الانجليزية لا يمكنه من اداء مهامه الوظيفية بالصورة المطلوبة، كما ان الخرجين انفسهم يرون ان عدم إلمامهم الجيد باللغة الانجليزية يشكل عائقاً كبيراً امام توظيفهم في القطاع الخاص ومعظم اراء ارباب العمل تتفق على اهمية اللغة الانجليزية بالنسبة لخريجي الكليات والجامعات، اللغة الانجليزية بلا منازع لغة العلم والعصر لذا تكون احد العوائق الرئسية التي تعيق توظيف هولاء الخريجين لعدم إلمامهم باللغة وكل «اصطاف» الوكالات يعتمدون على الذين يتحدثون باللغة الانجليزية لتسهيل خدمات السياح وهي الخيار الاول في الوكالات.

الانتباهة

تعليق واحد

  1. هذا ضرب رأس لسياسات ثورة التعليم العالي لسنة 1991 التي تتركز على توسع الكمي و ليس توسع النوعي للخريجي الجامعات وإدخال اللغة العربية في الطب و الهندسة إلخ ..قابلني رجل حامل ماجستير و لا يجيد اللغة الأنجليزية في أحد مناسبات ..حذف اللغة الأنجليزية في مرحلة المتوسطة أو مرحلة أساس أكبر جريمة ضد أجيال سوق العمل القادم

  2. خليك مع الزمن . ولازم تتعلم لغة انجليزية عجبك والله غلبك .وكمان بعد شوية صيني وشوية اردو وهندي لازم

  3. من المعلوم ان اللغة الانجليزية هي لغة العصر ويجب الاهتمام بها لكن ليس على حساب اللغة العربية فنرى كثير ممن يتحدثون الانجليزية دعنا نضرب مثال في السودان نجدهم لا يعرفون قواعد لغتهم بنفس الدرجة التي يتقنون بها قواعد اللغة الانجليزية فعلى سبيل المثال اذا تكلمت معه في امر ماضي وانت تقصد الوقت الحاضر استوقفك فورا وقال ان الفعل هذا لا ينبغي ان يكون هكذا الصواب هكذا اما في اللغة العربية فيوجد الكثير من الخلط بين المبني والمعرب من الافعال اما البلاغة فامرها شيء ثاني وقبل كل شيء حتى نطق الحروف كثير منا لا يفرق بين “” ذ “” و (ز)و وتخفيف القاف وترقيها(ق) مثل قلم / قال وكذلك الثاء والسين مثل ثم ثمرة وغيرها الكثير

  4. كانت أجيال السودانيين السابقة أفضل من يتحدث الإنجليزية مقارنة بجميع شعوب الدول العربية ولا أبالغ إن بأغلب شعوب العالم من غير الناطقين بها وكان ذلك يُعزى لقوة المناهج وجودتها وحصافة القائمين على أمر التعليم ومهنيتهم العالية واهتمام الدولة بالتعليم وكان السودانيون مثار اعجاب البريطانيين لإمتلاكهم نواصي الإنجليزية وكم تم نعتهم بعبارة THE BLACK ENGLISHMEN أما الآن فيخسر الكثير من أبنائنا الفرص في سوق العمل في شتى المجالات في دول الخليج وغيرها لضعف لغتهم الإنجليزية وكان اساتذتنا الأجلاء يقولون لنا من لا يهتم باللغات والرياضيات والعلوم فقد راهن على الحصان الأعرج.

  5. أصاب الضعف خريجي الجامعات السودانية. لا أدري ما السبب! إختبرت منذ إسبوع أحد خريجي المحاسبة و هو تخرج بتقدير جيد جداً منذ ثلاثة سنين و قدم حديثاً إلي الرياض للعمل. مستواه في الإنجليزية ضعيف جداً. مستواه في التعامل مع الكمبيوتر بدائي, دعك عن ممارسة العمل المحاسبي.معظم الشركات في السعودية و الخليج تفضل من يعرفون الإنجليزية لتعاملها بالإنجليزية. هذا الوضع سيشكل حرجاً بل مشكلة أمام خربجبنا الباحثين عن العمل في الخارج. إذن لابد من تدارك الأمر.

  6. لقد أفرزت ما يسمى بثورة التعليم العالي جيلاً كاملاً مغيباً تغييباً كاملاً عن هذه اللغة .. حذف مادة الأدب الإنجليزي من الثانوي والشهادة السودانية ثم تعريب الجامعات وإفقار المناهج كانت سياسة مقصودة من المؤتمر اللاوطني تهدف إلى خلق جيل جاهل لا يعرف حتى التعبير السليم باللغة العربية بينما أولادهم يذهبون إلى الدراسة في الجامعات العالمية لكي يعودوا ويسيطروا على سوق العمل والوظائف ويحكموا البلد ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..