أخبار السودان

من أجرأ عمليات المخابرات السودانية."الخديعة الكبرى" أكبر عملية استخباراتية للتلاعب بالقذافي-الحلقات الأخيرة-

كيف خدع القذافي بمطارات الجراد؟
(…) هكذا بلغ خضر القيادة بقصف الطائرات الليبية للإذاعة قبل شهرين من العملية
– ما تفاصيل عملية تفجير خزان الروصيرص عبر عملاء ليبيا في السودان؟ وما القسم الذي قطعه مدير العمليات بحق القيادي الحزبي الذي يقودها؟
– من هو القيادي بالحزب الكبير الذي أراد قائد العمليات أن يرمي به داخل البحر؟!

لماذا اندهش القذافي من هذا الرجل مرتين؟!

أعداد: ضياء الدين بلال- محمد عبد العزيز

مثلت عملية (بدر الكبرى) واحدة من أجرأ عمليات المخابرات السودانية، حيث مثلت العمود الفقري لعدد من العمليات المتتالية في الفترة من العام 1978-1981، وهى حقبة زمنية مهمة مثلت واحدة من أسخن فصول العلاقة بين نظامي نميري والقذافي، فقد دارت حرب ظاهرة وباطنة بين الفسطاطين، لم يدخر فيها أي طرف جهداً للقضاء على الآخر بكل ما أؤتي من قوة.
حالة من التوتر سرت في أفراد المجموعة وهم يتأهبون لمقابلة القائد الليبي معمر القذافي، ومع حلول الصباح كانت سيارات المخابرات الليبية تتوقف أمام الفندق لتقل المجموعة وفقاً للموعد المضروب وبسرية كاملة، كان عبد الله السنوسي وراشد سعيد كالعادة برفقتهم، نحو رحلة (باب العزيزية)، عمد مدير العمليات بجهاز الأمن السوداني خضر الحسن لاستذكار كل ما عرفه سابقاً عن تلك القلعة الحصينة.

داخل الحصن
انطلقت السيارات نحو جنوب العاصمة الليبية طرابلس تقل أفراد المجموعة خضر إبراهيم طويل محمد سليمان وحسن سليمان برفقة السنوسي وراشد صوب حصن القذافي، كان خضر يسبق الموكب بذهنه وهو يحاول أن يجد أقصر الطرق لنيل ثقة القذافي.
وصلت السيارات سريعاً للبوابة الخارجية للحصن، كان وجود السنوسي والعلم المسبق لأفراد التأمين الليبيين كفيل بتسهيل مهمة دخولهم من هذه البوابة والبوابات التي تلتها، بدا وكان الجميع في انتظار مجيئهم.
بعد جولة ليست بالقصيرة وصل الموكب لخيمة القذافي حيث كان ينتظرهم الرجل هناك، فما كان من خضر إلا أن فاجأ الجميع بمن فيهم أفراد مجموعته وقام بأداء التحية العسكرية للقذافي، بدا الأخير سعيداً بهذه التحية، في المقابل كاد محمد سليمان أن ينفجر ضاحكاً إلا أنه تمالك نفسه فهو لم يكن يتصور خضر بهذا الدهاء.
تعارف وتآلف
سار اللقاء الأولي بصورة جيدة، حيث تعرف القذافي على المجموعة، وسألهم عن الأوضاع في السودان، وكما هو مخطط فقد حصل على الإجابات التي ترضيه تماماً عن مسالب نظام الخرطوم ومدى استياء الناس منه، فانفجرت أساريره، وهو يخبرهم بأنهم تحققوا طوال الفترة الماضية من هويتهم، واطمأنوا لهم.
بدا خضر في عرض مخططاتهم العسكرية، وقال له إنه وبحكم وجوده السابق في إدارة الجيش فإنهم تلاعبوا بتنقلات الضباط لخدمة أجندتهم ومخططاتهم، وأخبره أيضاً بأنه منتدب للجهاز، ومن الممكن أن يعود في أية لحظة للجيش.
بعد ذلك تدخل محمد سليمان في الحديث عن استياء الشارع من نظام نميري، وسعي الأحزاب والنقابات للإطاحة بالنميري.
عندها أشار لهم القذافي بفخر بأنهم يعملون بقوة لإسقاط نميري، وبدا يكشف عن المعارضين السودانيين الذين يعملون انطلاقاً من أراضيه، بل ومضى لكشف ملامح خططه لإسقاط النظام في الخرطوم، بل وغاص في تفاصيل العمليات التخريبية التي تهدف لإضعاف النظام، في ذلك الوقت تحول خضر لوحدة رصد وتسجيل متكاملة لكل ما يقال.
اغتيالات وتفجيرات
في تلك اللحظات كشف القذافي تفاصيل عملية وضعت اللمسات الأخيرة لها وتتعلق بتفجيرات واغتيالات، حاول المجتمعون مع القذافي رسم ابتسامات كبيرة وهم يعملون على ربط ذلك بعبارات مباركة وتأييد، بل كشف عن عمليات قذرة يقوم بها لخلق أزمة في السودان عبر عملاء سودانيين وفقاً لسياسة واضحة تهدف لتجفيف السوق، حيث يقوم العملاء بشراء المواد الاستهلاكية والوقود، ومضى القذافي إلى أكثر من ذلك وهو يعرض عليهم اغتيال النميري، ووعد باعطائهم 5 ملايين من الدولارات.
عندما خرجوا من الخيمة كان هناك تخمة من المعلومات وتفاصيل وقوائم بأسماء أشخاص وعناوين بالخرطوم قدمت لهم من أجل التعاون والتنسيق، ودعوا القذافي على أمل لقائه مرة أخرى.
ما أن خرجوا من الخيمة بدا محمد سليمان مندهشاً مما فعل خضر في حضرة القذافي، وقال له: "أنا كنت قايل نفسي شاطر، لكنك طلعت أشطر مني".رد عليه خضر سريعاً: "إنت لسه شفت حاجة انتظر".
الكتاب الأخضر
في الفندق اختفى خضر عن المجموعة، وانزوى عن أفراد المجموعة لدرجة أنهم شعروا بالقلق عليه، إلا أنهم سرعان ما وجدوه معتكفاً في غرفته مكباً على القراءة، لم يكن أحد يعلم بالضبط ماذا يقرأ، ولكن بدا أنه يعد لمفاجأة أخرى في لقائهم القادم للقذافي.
لم يخب ظنهم كثيراً وهم يعودون لمقابلة القذافي، لتكون مفاجأة القائد الليبي هي الأكبر حيث فوجئ بخضر يحفظ الكتاب الأخضر الذي ألفه العقيد معمر القذافي عام 1975 وفيه يعرض أفكاره حول أنظمة الحكم وتعليقاته حول التجارب الإنسانية كالاشتراكية والحرية والديمقراطية. وقد أعجب القذافي وضباط الأمن الليبي بما فعله في ذلك الوقت القصير فارتفعت مكانة خضر عند القذافي، لاسيما عندما مضى أكثر وبات يناقش ويجادل مستدلاً بفصول الكتاب الأخضر السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
مطارات الجراد
استغل خضر ثقة القذافي وضعف معلوماته عن السودان، فهو كان يظن أن السودان يمثل قواعد عسكرية للأمريكان والمصريين، لم يتوانَ عندها من أن يخرج خريطة للسودان تحوي مطارات مكافحة الجراد ويقدمها له بوصفها قواعد عسكرية أمريكية، ولكن في الخارطة كان مكتوباً (air space)، لم ينتبه القذافي للخدعة، وأشار إلى أنه سيخطط لضرب تلك القواعد، مما جعل المجموعة تشعر بالخطر وتضع تلك الأهداف ضمن مخططات القذافي.
رسم خضر ومجموعته سيناريوهات مختلفة لإسقاط نظام القذافي، أبرزها انقلاب عسكري بدعم ليبي كبير لم تحظى به حتى حركة 1976، إضافة لعمليات اغتيالات وتفجيرات واسعة. وفى هذه الأثناء تم بالتنسيق مع ضباط المخابرات الليبية الاتفاق على تأمين قنوات الاتصال والتدفقات المالية، هذا فضلاً على الاتفاق على إدخال شحنة السلاح وتأمينها حتى تدخل السودان.
ألم وأسف
ما إن حلقت الطائرة بهم في رحلة العودة نحو باريس، حتى بدأ يخطط كيف له أن يستفيد من تلك المعلومات، كان مهموماً ألا يصل للخرطوم في الوقت المناسب، لإيقاف وإحباط عدد من المخططات التي كشفها لهم القذافي وهو يتفاخر بجهوده لإسقاط النميري.
ما إن وصل خضر والمجموعة للخرطوم حتى سارعت قيادة الجهاز لعقد اجتماع لتقييم العملية ومعرفة ما تم التوصل إليه، كان خضر يشعر بالأسف الشديد وتعتصره المرارة وهو يتحدث عن (…) القيادي الكبير في حزب تقليدي عريق والذي يتبوأ مقعداً في مكتبه السياسي، -تم ترشيحه في الفترة الأخيرة لتولي مناصب حساسة- الذي سيقود عملية تفجير خزان الروصيرص برفقة مجموعة مكونة من 13 فرداً.. خضر من باريس أجرى اتصالاته اللازمة لاتخاذ إلاجراءات التأمينية والتي أسفرت عن عمليات اعتقال واسعة لأفراد من المجموعة.
وعند وصوله إلى السودان سارع لإكمال المهمة وإحباط العملية، وفور وصوله بدأت عمليات مطاردتهم نفراً نفراً والقبض على من تبقي منهم، فتم ضبطهم بذخائرهم ومتفجراتهم التي أتت عبر الحبشة، وقد تأخر التحقيق قليلاً مما سمح لقائد المجموعة بالفرار بعد تأخر أفراد المجموعة في مقابلته فى مكان متفق عليه. وقد أقسم خضر وقتها أنه لو أمسك بقائد المجموعة لرمى به فى بحيرة الخزان.
لاحقاً التقى خضر بالرئيس نميري شخصياً وأطلعه على تفاصيل العملية، وعندما وصل خضر لطلب القذافي اغتياله مقابل 5 ملايين من الدولارات، ليضحك عندها النميري وقال له مداعباً:"ما كان تعمل ليك حاجة كدا، ونتقاسم القروش دي"!.
ما ألم خضر كثيراً أن المعلومات التي قدمها حول قصف إذاعة أم درمان كانت قبل شهرين من تاريخ تنفيذ العملية، كانت معلومات عرفها من القذافي نفسه. بل عرف ايضاً ما قامت به طائرة استطلاع ليبية قبل العملية، أما العملية نفسها فقد كان خضر يعلم تفاصيلها بدءاً من قائدها السوداني الجنسية، مروراً بقدرات الطائرة الغايرة (طائرة تبلوف وهي قاذفة بعيدة المدى بإمكانها التحليق لمدة 8 ساعات بل يمكن لها التزود بالوقود في الجو)، وحتى قاعدة انطلاقها من مدينة الكفرة الليبية على تخوم الحدود السودانية.
ولكن كل تلك المعلومات لم تكفل إيقاف العملية لتنطلق الطائرة وتحلق وتقذف مباني الإذاعة بأم درمان في سبيل إسكات صوت الخرطوم، وتعود مجدداً دون أن يصيبها شيء!!.
كانت صفعة قاسية لخضر ومجموعته أن تنفذ العملية رغم ما قدموه من معلومات، ولا تنطلق رصاصة واحدة نحو الطائرة، ولكنهم سعوا لتجاوز كل ذلك وهم يخططون لوصول أسلحة القذافي للخرطوم، دون علم أجهزة الأمن السودانية والاستخبارات وعيون القذافي وآذان أجهزة الاستخبارات الأخرى المنتشرة في الخرطوم.

ــــــــــــــــــــــ

[COLOR=blue]الخديعة الكبرى).. أكبر عملية استخباراتية للتلاعب بالقذافي 4-5[/COLOR]

تدخل المصريين عبر الرئيس مبارك لتحذير نميري من انقلاب مزعوم
(عملية المتمة).. تهريب الأسلحة تحت غطاء الفاصوليا
ما الأخطاء القاتلة التي كادت أن تفشل العملية برمتها في أركويت والخرطوم؟

عملية المتمة:
بحلول نهاية ابريل من عام 1982 كانت الإشارة تصل لخضر حسن ومجموعته بالخرطوم حول اقتراب شحنة الأسلحة التي اتفقوا عليها مع القذافي في اجتماعاتهم بباب العزيزية، كان الإشارة تفيد أن الأسلحة وصلت من ليبيا عبر البحر وأنها وصلت لميناء عصب، وأنها حاليا في طريقها لمدينة الحمرة الإثيوبية الحدودية والمجاورة لمدينة أم حجر في اريتريا، حيث يفصلهما نهر.
قررت المجموعة بالخرطوم وضع خطة محكمة لإيصال الأسلحة للخرطوم، فتقرر أن تعرف حركيا (كودياً) باسم (عملية المتمة)، التي استمرت ستة أشهر، وقد تقرر وفقاً للخطة أن يبتعث حسن سليمان لمعاينة الأسلحة داخل الأراضي الاثيوبية.
استغل حسن صفته التجارية ووصل لمدينة الحمرة في السادس من مايو 1982، حيث وصل للمستودعات الليبية الضخمة التي كانت تمول معظم حركات التمرد في المنطقة الموالية للقذافي، كان في انتظاره رجال المخابرات الليبية، حيث انتهت مهمتهم هناك، وسلموه الأسلحة.
كانت الخطة تقضي بأن تغير هوية الشحنة في بوليصات الشحن بحيث تكون شحنة فاصوليا وفول مصري، ووفقا لذلك تغلف لتأكيد ذلك، قبل أن تنطلق إلى مصوع ومنها إلى ميناء بورتسودان.
فاصوليا فتح:
بعد ثلاثة أيام كانت الباخرة محملة في الظاهر بالفاصوليا والفول وباطنيا بالأسلحة التي تقدر قيمتها بـ150 مليون دولار تدخل ميناء بورتسودان، قبل ذلك بقليل كان خضر الحسن في بورتسودان في انتظار وصول الشحنة، كان يجب عليه أن يستقبل الباخرة خارج الميناء، وهو ما حدث فعلا، وفي هذه الوقت جرى إلصاق ديباجة حركة التحرير الفلسطينية على الشحنات وطلاء صناديق الأسلحة، لتغيير هوية الشحنة، وبعملية معقدة أجريت تبديلات وتعديلات في طاقم العاملين في الميناء وأوقات عملهم، بحيث تتلاءم مع تمرير الشحنة. كان الهدف الأساسي هو تمرير شحنة السلاح دون أن يعلم أحد حتى رجال الاستخبارات والأمن المنتشرين في الميناء.
تدفق القرنيت:
نجحت الخطة بصورة كبيرة ومرت بسلام، إلى أن شحنت الأسلحة حتى محطة أركويت، ولكن هناك حدثت مفاجأة لم تكن في الحسابان، فرغم الترتيب الدقق، الاستعانة بجنود لنقل صناديق الأسلحة، ولكن دون سابق إنذار انفتح صندوق يحوي قنابل قرنيت وتناثرت على أرضية المحطة، مما أثار ذعر ناظر المحطة الذي بدا لخضر أنه سيفسد العملية بكاملها. فلم يكن منه إلا التصرف بسرعة كبيرة فاقتاد ناظر المحطة معه ومن ثم اتصل بمدير القسم، الذي حضر سريعاً وتفهم الأمر واصطحب ناظر المحطة معه بعيدا حتى يتسنى لهم إكمال مهمتهم.
لم تصل الأسلحة مباشرة للخرطوم إلا في الثالث عشر من يناير 1983، وقد استغرقت إجراءات التسليم والترتيب في مخازن القوات المسلحة بدقة متناهية أكثر من أسبوعين، ولم يدر أحد بما جرى.
قلق مصري:
رغم الستار الحديدي الذي ضرب على العملية إلا أن ثمة ما تسرب للمخابرات المصرية التي أخطأت في تقدير الموقف، وطلبت من الرئيس المصري مبارك تحذير الرئيس السوداني نميري، فسافر إلى الخرطوم في زيارة عاجلة وحذره من انقلاب عسكري وشيك من ضباط مقربين منه بدعم ليبي وظل طوال المسافة الفاصلة بين المطار ونادي الضباط يكرر تحذيراته، للمصادفة كان خضر بجوارهم يستمع لتلك التحذيرات ويضحك بصمت، استلم نميري التحذير وأظهر قلقه ولم يكشف شيئا للمصريين، كان كل ذلك بمثابة تحرير شهادة نجاح بحق العملية.
تفجيرات الشجرة:
في سبيل تأكيد ثقة القذافي نسقت المجموعة في الخرطوم لعدد من العمليات، شملت عمليات تفجير واغتيال واسعة، كان خضر متخصصا وخبيرا في مجال تصنيع وتفكيك المتفجرات، لذلك كان يرفع عدة مقترحات لعمليات وأهداف محتملة، فكان الهدف الأول تفجير مستودعات الشجرة البترولية جنوب الخرطوم، عبر تلغيم سيارة خاصة بمدير العمليات، وإيقافها بالقرب من المستودعات، إلا أنه فات عليه أن يمسح رقم الماكينة و(الشاسي)، وعندما أسرع مع رفيقه للعربة الأخرى التي كانت تقف على مسافة بعيدة تكفل لها الأمان بالقرب من قضيبي سكة الحديد، فشلت كل محاولاتهم لإدارة محرك السيارة، وبعد اقتراب شريط الاشتعال من تفجير السيارة المفخخة، تحركوا مسرعين بأرجلهم حتى لا يلفتوا الانتباه.
دوى الانفجار قوياً، مما أثار حفيظة الأجهزة المختصة، وقادت الشرطة لتأمين مكان الانفجار، تمكن خضر من العودة في اليوم التالي، حيث وجد سلك (الكويل) غير متصل، فأعاد تركيبه لتدور السيارة وينطلق مبتعدا، كانت الصحف تتحدث في اليوم التالي عن مجموعة خونة يتبعون للقذافي سعوا لتفجير مستودعات الشجرة، كانت الأنباء تصل للقذافي في طرابلس فيبستم وتتزايد قناعته في هذه المجموعة، للحد الذي يدفعه لإرسال برقية تهنئة مشفرة ابتدرها بعبارة: "زملائي في الكفاح المشترك…".
الخطأ القاتل:
في المقابل كان الخطأ الذي ارتبكه خضر بعدم مسح أرقام الماكينة والشاسي قاتلا، فقد توصلت تحريات الشرطة لهوية العربة ومالكها، فقد اشتراها خضر من شخص اسمه حسون، ما إن وصلته التحريات حتى اتصل بخوف واضح بخضر، الذي سجلها باسم والدته.
فسارع خضر لإدارة الشرطة الخرطوم حيث أشار لخطورة ما حدث من الناحية الأمنية، فاستدعى المسئول عن التحري في هذه القضية، فتناول خضر أوراق التحري وشكر الشرطة على ما فعلته، وحول الملف لجهاز الأمن.
اغتيال المقيرف:
لم يقتصر الأمر على تفجيرات الشجرة، بل تعداها لعمليات أخرى، فقد أشار القذافي لاحتضان الخرطوم للمعارضين الليبيين خاصة د. محمد يوسف المقريف والصحفي حسن خليفة المنتصر، وطلب منهم اغتياله بأي ثمن، ولمن لا يعرفون المقيرف فهو من أبرز وأشهر المعارضين منذ عام 1980، فهو كان أستاذا جامعيا في ليبيا وتولى عدة وظائف إدارية وسياسية قبل إعلان معارضته لنظام القذافي نتيجة سياسات النظام التي تنتهج قتل وتعذيب الليببين، عين عام 1978 سفيراً لليبيا في نيودلهي.
ولكنه أعلن عام 1980 استقالته من منصبه وانضمامه إلى المعارضة الليبية في سعيها للإطاحة بنظام القذافي وإقامة بديل وطني دستوري ديمقراطي راشد. وقد شارك في عام 1981 في تأسيس الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وانتخب أميناً عاماً لها عدة مرات.
كانت الحكومة السودانية تسكن المقيرفي في (بيوت الضيافة) بالخرطوم، عبر قناة الاتصال الخاصة مرر خضر رسالة مفادها أنهم سيغتالون المقيرف، وقد رتب للعملية بدقة حيث وضعت متفجرات في سلة خضار (قفة) تسربت لداخل منزل المقيرف، وكما يحدث في أفلام (الاكشن) فقد توصلت السلطات للمتفجرات قبل لحظات من التفجير، لتحمل صحف الخرطوم في اليوم التالي نبأ نجاح السلطات الأمنية في إنقاذ المعارض الليبي في آخر لحظة.
تفجير الصحافة:
الهدف التالي للمجموعة كان تفجير صحيفة الصحافة في موقعها القديم غرب الخرطوم، حمل خضر عبوة تحوي المتفجرات غير مفعلة، وجلس بجوار ضابط تأمين الصحيفة وتحدث معه برهة من الوقت قبل أن يستأذن وينصرف، وينسى عن عمد العبوة المتفجرة، ثم لم يلبث أن اتصل بالحسين الحسن أحد قيادات الصحيفة ويخبره بوجود قنبلة في مكتبه بالصحيفة.
سارع الحسين لمكاتب الصحيفة دون أن ينتبه إلى أنه لم ينتعل حذاءه، لتنجح السلطات كالعادة في تعطيل القنبلة وإنقاذ الصحيفة من عملاء القذافي.

[COLOR=blue](الخديعة الكبرى).. أكبر عملية استخباراتية للتلاعب بالقذافي 5-5[/COLOR]

تفاصيل استدراج طائرات القذافي

مالذى أثار ريبة المخابرات المصرية مرة أخرى وقاد لتدخلهم فى العملية؟
ما السؤال الصحفي الملغوم الذى وجه للرئيس الأمريكي فى المؤتمر الصحفي؟!
ما الذى كان كفيلا بهبوط الطيران الليبي فى مطار الأبيض؟

تعمق إحساس المخابرات المصرية بأن المخابرات السودانية تدبر لأمر فى الخفاء، وأن ذلك التدبير يتم بتنسيق مع المخابرات الأمريكية، لم تكن تدري تحديدا ما يجري ولكن كل ما توفر لها كان يؤكد ذلك، كان ثمة تحركات كبيرة لطائرات أمريكية تشق الأجواء المصرية نحو السودان، بل وتحوم على مقربة من الحدود الليبية.
قلق أمريكي
فى المقابل كان حلفاء الخرطوم فى واشنطون يتابعون بقلق بالغ ما يفعله القذافي فى المنطقة، وبحلول منتصف فبراير 1981، ترجم هذا القلق الى إرسال حاملة طائرات تابعة للأسطول السادس الأمريكى لكي "تمارس تدريبا" لعدة أيام على بعد 80 كلم فقط عن بنغازي ، صاحب هذا التواجد إجراء العديد من عمليات الاستطلاع في المنطقة خاصة فى الحدود الشرقية لليبيا.
وفي أغسطس 1981 ، قررت الإدارة الاميركية نشر حاملة طائرات أخرى "يو اس اس forrestal" وأخرى من طراز يو اس اس 68 قبالة الساحل الليبي، وكان التفسير الرسمي الأمريكي ، أن السفن التى كانت الطائرات على متنها تخضع لتدريبات إطلاق النار ، كما اعتبرت أن من حقها المرور الحر بقطعها البحرية من خلال اعتبار تلك المنطقة "مياه دولية" ، ولكنها كانت تعتبر مياها إقليمية من قبل الليبيين.
وقد جرت العديد من المواجهات بين الطائرات الأمريكية والليبية وصلت حد الاشتباك، فى ظل هذا المشهد كان السودان يعاني من ضعف فى مجال سلاح الجو مقارنة بالدول المجاورة كمصر وليبيا، لذلك عمدت قيادات جهاز الأمن، بعد حصولها على شحنات سلاح كبيرة من القذافي، أن تذهب أبعد من ذلك وتحصل منه على طائرات عسكرية.
تخطيط تنسيق
عند الوصول لتلك النقطة، كان تنفيذ تلك العملية من قبل مدير العمليات بالجهاز ومجموعته التى على اتصال مباشر بالقذافي، يحتاج لغطاء جوي قوي، كان لا يتوفر إلا للولايات المتحدة التى كانت فى عداء دائم فى ذلك الوقت مع ليبيا، كما أنها ساهمت فى هذه العملية بتقديم دعم استخباراتي، لذلك لم يكن مستغربا أن تساهم هذه المرة أيضا بتقديم مراقبة جوية وإسناد وحتى عمليات اعتراض جوي إذا استدعى الأمر.
تدخل مصري
لم يكن خضر الحسن على وفاق مع عملاء المخابرات المصريين، خاصة عماد واحمد رجب العاملين فى السودان، وما يزال يذكر كيف أنه بعد خروجه من طرابلس الى باريس، مر على القاهرة حيث تواجد عدد من قيادات الجهاز هناك، وعندما حاولوا سؤاله عما جرى هناك، تهرب منهم، وعندما ضغطوا عليه، ترك حقيبته عندهم واستأذن فى الذهاب للحمام، ودون أية أوراق ثبوتية وصل بطريقة خاصة لمطار بيروت، حيث قضى ليلته هناك، كان رفاقه فى المجموعة قد دبر له مكيدة فى بيروت، بدا خضر مستعجلا للوصول للخرطوم، فراوغ مسئولي الفندق المكلفين باحتجازه بطريقة ناعمة، ثم غادر للمطار، وتجاوز كل الحواجز بطريقة خاصة، وبذات الطريقة التى وصل بها غادر بها، دون أية أوراق، وقد دفعه حظه للهبوط فى الرياض.
بدا الأمر غريباً لرجال الأمن السعودي وهم يجدون شخصا لا يملك أية أوراق ثبوتية يحل عليهم، وضعوه فى صالة (الترانزيت)، دون أي تحقيق، لاحقا أدرك خضر أن الأمن السعودي عبث بـ(الجاكيت) خاصته عند دخوله للحمام، ووجدت نسخة من (الكتاب الأخضر)، وهو ما أثار شكوكهم.
نجح خضر فى الاقتراب من عامل النظافة الذي كان سودانيا فحمله رسالة للسفارة السودانية، تفيد ضابط الأمن هناك أنه محتجز، سارع عامل النظافة فور انتهاء عمله نحو السفارة السودانية، حيث بلغ الضابط المسئول، الذى استغل سيارته ووصل للمطار إلا أن رجال الأمن منعوه من مقابلة خضر، فسارع بالاتصال برئيس جهاز أمن الدولة عمر محمد الطيب، الذى اتصل بنظيره السعودي، فلم يمض كثير وقت قبل أن يتم الإفراج عنه ويتم إيصاله للخرطوم بأمان.
كل ذلك جال بخاطر خضر، بل وحتى تدخل فى عملية المتمة، وتحذيرهم للنميري عن انقلاب يدبر ضده، لذلك فإنه كان حدسه يخبره أن تدخل المصريين فى العملية سيكون خصما عليها.
عملية الطائرات
تمادى جهاز الأمن السوداني أكثر وهو يخطط مع القذافي عبر مدير العمليات خضر الحسن لتنفيذ انقلاب مدعوم بالطيران الليبي، كان الأمر يتلخص فى أن مجموعة خضر تعتزم تدبير انقلاب للإطاحة بنميري، وأنهم فى سبيل ذلك يحتاجون لدعم جوي للتصدي لأي تدخل أمريكي أو مصري لصالح النميري.
كانت الخطة الأساسية إنزال تلك الطائرات فى مطار الأبيض لأهميته الإستراتيجية بعد استلام إشارة من خضر تفيد بسيطرتهم على المطار. أما خطة الطوارئ فتمت بالتنسيق مع الأمريكان فى تنفيذ تلك العملية عبر الاستعانة بطائرات أمريكية تجبر الطائرات الليبية فور دخولها الأراضي السودانية على الهبوط فى تلك المطارات المعدة مسبقا.
وبالفعل أجرى الأمريكان تدريباتهم واستأذنوا المصريين فى عبور طائراتهم من حاملة طائرات فى البحر الابيض حتى الحدود السودانية الليبية. تزايد القلق المصري مما يجري وأثار ذلك شكوكهم بخصوص ما يود السودان فعله بحق الليبين، فأراداوا أن يكونوا جزءا مما يحدث، أو يقوموا بإفشال الأمر بأكمله.
أجرى خضر اتصالا من مكتبه بالقذافي عبر جهاز اللاسلكي الخاص الذى منحته لهم السلطات الليبية لتأمين الاتصال، أخبرهم بشفرة خاصة استعدادهم لتنفيذ عملية كبرى لقلب النظام وأنهم فى حاجة لدعم الطيران الليبي عبر مطارات سودانية أهمها مطار الابيض، من جانبها أعلنت طرابلس استعدادها لتقديم كل ما يلزم لإزاحة نميري.
سؤال ملغوم
استشعرت القاهرة خطورة العملية بعد تزايد حركة طائرات الاستكشاف الأمريكي فوق أجوائهم باتجاه السودان وبالقرب من الحدود الليبية، لاسيما بعد تصاعد المواجهات الجوية بين الولايات المتحدة وليبيا فوق خليج سرت، فدبروا لإفشال الأمر بطريقة باردة، فسربوا لصحفي معلومات، وجعلوه يتقدم فى مؤتمر صحفي للرئيس الأمريكي رونالد ريغان بتساؤل حول نية واشنطون شن عمليات ضد أهداف ليبية انطلاقا من مصر والسودان.
كان السؤال فى حد ذاته دون الحاجة لإجابة بمثابة ضربة قاتلة للعملية، فصدرت تعليمات بالخرطوم بإيقاف العملية لحين صدور تعليمات أخرى.
نصف الحقيقة
يبتسم خضر وهو يتذكر كيف تضاربت التكهنات حول هوية العملية والهدف منها داخل وخارج السودان، لم يكن المصريين وحدهم المخدوعين بها. فقد جرى تسريب منظم بعد أربعة أيام لصحيفة (الميدان) القريبة من الحزب الشيوعي السوداني، ففى العدد رقم 1315 بتاريخ 13 يوليو 1987 ?أي بعد سقوط نظام النميري وحل جهاز الأمن- أرودت الصحيفة فى صدر صفحتها الأولى أن صحيفة (الواشنطون بوست) كشفت عن خطة سودانية مصرية امريكية عام 1983 لضرب ثلث سلاح الجو الليبي، عبر خطة استدراج من عملاء سودانيين يعملون تحت ستار منظمات موالية للقذافي، لتشجيعه على تنفيذ ضربة جوية، ولكن العملية ألغيت بواسطة المصريين عندما نشرت شبكة تلفزيون (اي بي سي) خبرا عن تحركات طائرات الاستطلاع الامريكية وتواجد قطع الأسطول الامريكي فى المنطقة.
تتحول ابتسامة خضر لضحكة كبيرة، وهو يقرأ الخبر مرتين، كان يعلم مصدره وهدفه، ولكنه كان يخبئ كل ذلك، قبل أن يقرر أن يجمع كل الوثائق والمستندات عن عملية (بدر الكبرى) كلها ويوردها فى كتاب، كان يعرف جيدا أن البعض لن يصدق مافيه، وبعضهم سيصدم بقوة ذلك الجهاز الذى تلاعب بالعديد من الأنظمة والمخابرات فى المنطقة، وكان مدعاة للفخر

السوداني

تعليق واحد

  1. لو كان القذافي بهذه السذاجة لما جلس على دكة الحكم أكثر من أربعين عاماً.
    ولو كان لنا رجال مخابرات خارقين مثل هذا الخضر لما وصل الوضع بالسودان لما وصل إليه الآن، نرجو من المؤلف أن يحترم عقلية القارئ مع تقديرنا لجهده في التأليف.

  2. اسفت جدا لطريقة كتابة هذه القصة والتي صارت على طريقة جيمس بوند مع احترامي الكامل للسيد العميد خضر الحسن والذي هو ضابط مخابرات مدرب وله قدرات شخصية والذي قام فعلا بدور مهم في العملية … الاا انني اقول للاخ المتسائل عن قوة الجهاز (مواطن مغلوب على امره ) ان اجهزة الامن العالمية كلها كانت تعرف ان جهاز الامن السوداني هو اقوى جهاز امن في افريقيا في ذلك الوقت لانه كان يعمل بطريقة علمية اذهلت الامريكان والمصريين ولكن التدخل السياسي والشخصي من مسئولين كبار اثر في فهم الناس للمهمة النبيلة التي كان يقوم بها الجهاز في ذلكم الوقت والذي ضم فطاحلة كان همهم مصلحة السودان بعيدا عن الطموحات السياسية .
    العملية التي ذكرها الاخ ضياء الدين هي واحدة من اعمال كثيرة جرت .وقد يتساءل البعض لماذا العداء مع القذافي والاجابة ببساطة ان القذافي كان يريد ان يحكم العالم بأمواله وسطحيته وذكاءه المجنون .
    العمية التي جرت كانت عملية قد خطط لها جيدا ولم تكن لتفشل لولا تدخل المصريين لافشالها لاسباب خاصة بهم من ضمنها عدم قناعتهم ان السودانيين يستطيعون عمل شئ كهذا .وهناك اعمال اخرى سيكشفها التاريخ خاصة بالعمل الوطني وليس السياسي قام بها هذا الجهاز وللاسف الجهاز لم يفشل ولكن الفاشلين تكالبوا عليه ونسبوا له اشياء لم تثبت صحتها ادت الى حله وبالتلي افشاء اسرار السودان وبيعها بواسطة من سعوا الى حله … مع اطيب تحياتي ..حتى نلتقي في تفاصيل اخرى هاشم ابورنات

  3. للذين يشككون في صحة الرواية والتي تثبت قوة المخابرات السودانية في ذلك الزمان .. اقول لن اقر بصحة الرواية وتفاصيلها من عدمه .. لكن اقول لهم بالفعل كان يملك السودان في زمن حكم النميري جهاز مخابرات على مستوى عالي جدا وضباط مدربون تدريبا متقدما في أمريكا وغيرها .. وبالفعل كان من أقوى أجهزة المخابرات الأفريقية والعربية .. لكن حكم ما بعد النميري وبفباء قاموا بحل هذا الجهاز وتدميره بدلا من تنقيته من الفاسدين والحفاظ على بنيته وتطويره لأن جهاز المخابرات القوي يعني دولة قوية أمنياً ولا يعني دولة بوليسية كما يظن البعض .. وإلا كانت امريكا دولة بوليسية ودول اوروبا التي تملك أجهزة مخابرات متقدمة دول بوليسية .

  4. هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها رافت الهجان السودانى والله يا ناس الراكوبة حقوا تعملوا ليكم قسم لكتاب سيناريوهات اكشن وتشوفوا قنوات ام بى سى وتتعاقدوا معاهم على كمشة افلام اكشن … كفاية استخفاف بى عقولنا . انتوا اصلا اصحاب نظرية التجهيل الاجبارى قوموا بلا لمة العرس تمه .

  5. كان لدينا أفضل جهاز خدمة مدنية خلفه الانجليز!!!!
    كان لدينا أقوى جهاز أمن في أفريقيا!!!!!!!
    كانت جامعة الخرطوم ثالث جامعة في العالم!!!!!!!!!!!!
    اأعتقد أن لدينا أكثر الاساطير في إفريقيا و العالم العربي.

  6. بعيداً عن سخف السناريو الذي كتبه بلال وعبدالعزيز، فلقد اعجبني التعليق المهذب للسيد أبورنات.
    بيد أني أختلف معه في دفاعه المستميت عن جهاز أمن نميري الخارجي والذي لاشك أن ضباطه لم يمارسوا انتهاك لحقوق الانسان بالصورة النمطية لجهاز الامن الداخلي لنميري وللانقاذ "الفات الكبار والقدروا". اختلافي هو أن الرؤية الضبابية لمفهوم الدولة السودانية والذي مازال يرافقنا حتى اليوم ذهب فعلا بالاداء المتميز الذي ادعيته، أدلل أن أهم ملف أمنى لم يكن القذافي ولكن هو الحفاظ على الجنوب والذي جاءت محصلته تمزق البلاد لكيانين وربما قريبا لثلاث …فالدولة مفهوم جغرافي قبل أي شىء اخر. وفي هذا الملف تحديداً لم ينجز الجهاز كثيرا في درء تسليح التمرد بل في قطع الطريق على دول لها مصالح في تفاقم النزاع السوداني؟ اجهزة المخابرات تعتبر درع وقائي للدول من قيام الحروب والكوارث عبر تمرير المعلومة لمن لهم كياسة في ادارة الامور وللاسف هرم الدولة نميري وشلته حينها لم يكونوا في هذا المستوى بل اذناب للامبرياليةالعالمية.

  7. لانشك ابدا في كفاءة ضباط الامن السودانيين مع تحفظنا علي كثير مما ورد في وصف سذاجة القذافي الذي لا يزال مواصلا تطهير ليبيا زنقة زنقة مما حعله في مواجهات مع قوات الناتو لم تنته بعد . لا اظن شخصية مثل القذافي بهذا الغباء الذي يصر الصحفي صياء الدين علي اقناعنا به وقبل ذلك كله ماذا يستفيد القارئ من سرد هذه الخزعبلات التي هي اقرب للافلام البوليسية باضافة حبة رتوش. اما كان اجدر بالكاتب ان يجتهد بنفس القدر في كشف المستور تحت نيران الفتنة التي ارقت مضاجع كل المنتمين لهذا الوطن من المفجوعين من كتابة المغرضين من امثال بلال . اما كان حري بك ان تميط اللثام عما يدور او عل الاقل تنوير القراء بالاهم بدلا من هذه الترهات ام هو الغرض وصرف انظار الناس عن الاهم. ومهما تكن عند امرئ من خليقة وان خالها تخفي علي الناس تعلم ولا تكون محظوظ يا بلال ان من تكتب اليهم كلهم كسذاجة القذافي الذي تسخر منه.

  8. مسالب نظام الخرطوم ولا مثالب وبعدين اركويت ما فيها محطة وتبعد عن شريط السكة حديد اكثر من عشرين كيلومتر – اقرب محطة ليها صمد
    نتمنى من الادارة تمرير المقالات على مراجعين لغويين على الاقل – سيبك من الجغرافيين …. الخ

  9. بعد عشرين سنة ياضياء برضو بتتكلم بالالغاذ مين هو السياسي الذي سوف يلغي به خضر في خزان الرصيرص متي نكون واضحين ونقول هذا غلط ونترك المداهنة

  10. بعد كل الجهد اللزي بزله الضابط الفز خضر بوند ظل نمري في السلطه لثلاث سنوات بعد عملية بدر بينما جلس الغزافي لثلاث عقود:mad: 😡 😡 :crazy: 😡

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..