فنجان للبلد ..

لا أستطيع أن أصدق محمد ضياء الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الإشتراكي.. وهو يقول أن لا أحد يستطيع ان يقصي البعث من تحالف قوى الإجماع الوطني .. محمد ضياء يتحدث عن قوى الإجماع وكأنها منزهة من الخلافات والعواصف التى بدأت تفتك به وتنخر في اعضائه كالسرطان .. ولكن ما يحمد لضياء أنه يريد ان يظهر تماسكا داخل قوى الاجماع الذي فاحت رائحة خلافاته حتى وصلت اديس ابابا ..
محمد ضياء عضو الحزب (المريض الكسيح) المسمى بحزب البعث .. يعلم تماما أن ابراهيم الشيخ قاد معركة داخل قوى الإجماع لازاحتهم وذلك بتخطيط مع مريم الصادق المهدي ..والشيخ يعتقد تماما أن البعثيين لا يختلفون كثيرا عن الإنقاذ ، فهم ديكتاتوريون متسلطون .. وما صدام حسين مثلهم الأعلى إلا شاهد على عصرهم الدموي الملطخ بالدماء ..أما حزب الأمة فيرى أن حزب البعث ما زال يعاني عقدة التدخل من الخارج .. لذلك فهو يرفض كل الحلول القادمة من المجتمع الدولي في الوقت الذي يعتقد فيه المهدي بان نظام المؤتمر الوطني لن يرضخ إلا من الخارج ولذلك هو موجود لهذه المهمة بالقاهرة .
.. حزب البعث يرفض حتى الحوار مع الحكومة ويريد أن يأتي عمر البشير الى منزل السنهوري – ليلا- كما فعل مع الترابي ثم يقول للسنهوري .. يا رفيق استلم الحكم عشان أسلم ..
والشئ الذي بسببه غادر حزب الأمة (حتى ولو أنكروا ) من قوى الإجماع لأنه لا يرى سوى الصادق المهدي زعيما للتحالف وهو ما يرفضه البعث ويتمسك بفاروق ابو عيسى كما أن الاخير لا يرتاح أصلا للصادق المهدي مثله مثل على محمود حسنين الذي دخل في (مقاطعة) شبه تامة مع الصادق.. بل إن حسنين طوال زياراته إلى القاهرة لم يزر الإمام ولو مرة واحدة ..
الحقيقة التى يعرفها راعي الإبل بالنهود (مرتع) ابراهيم الشيخ ، أن الخلافات (تمور) داخل قوى الإجماع الوطني .. فمختار الخطيب سكرتير الحزب الشيوعي صرح أن كل من يذهب الى أديس ابابا فهو (مرفود) من قوى الاجماع !! ليسارع الدقير نائب رئيس المؤتمر السوداني ويصرح قائلا أن حديث الخطيب غير موفق .. وفي هذا الصدد قال لنا إبراهيم الشيخ زعيم الؤتمر السوداني لو أتتنا دعوة من الإتحاد الأفريقي فسوف نذهب ..
فهل يرفد الحزب الشيوعي المؤتمر السوداني !؟ وهل يرفد المؤتمر السوداني حزب البعث !؟ من الذي بيده الريموت كنترول ؟
المؤتمر السوداني ? منقاد- تماماً لرؤية حزب الأمة .. بل هو أكثر حكمة من حزبي البعث والشيوعي الذين يريدون الحوار بمفهوم (سلم تسلم) ..بينما يرى ابراهيم الشيخ ان المؤتمر الوطني والإسلاميين أمر واقع ..ولا ينبغي تخطيه أصلا في الحوار..
العجيب أنك عندما تسأل قيادات قوى الإجماع عن الخلافات التى تعصف بالتحالف يخبرونك بأنهم مشتركون في الحد الأدنى (جنونا جن بالحد الادنى بتاعهم دا ) هذا الحد الأدنى هو إسقاط النظام ..بينما هم مختلفون في الحد الوسط والحد الأعلى والحد الجانبي والحد الذي لم يأت بعد .. هم مختلفون في كل شئ تقريبا لكنهم اتفقوا على إزالة النظام .. ولا ادري كيف يريد حزب البعث أن يزيل النظام .. إلا إذا كان يعتقد أن الشخبطة على الجدران ستعجل برحيل الانقاذ ..
أنا شخصيا على قناعة تامة.. أن قوى الإجماع الوطني لن تستطيع ان تحكم محلية جبل أولياء .دع عنك السودان .. أين كوادرهم .. أين رجالهم .. أين شبابهم .. أنهم مجرد (فقاعات) ..
نصيحتي لمحمد ضياء أن يعتزل السياسة وأن يبقى في (اتحاد السلة) .. فهو يتحدث في الرياضة بافضل ما يكون ، وبصراحة كدا خلافاتكم (طقت) السما ..
[email][email protected][/email]



