يعاينو فى الفيل ويطعنو فى ضله

اولا : لاهلنا العرب الذين نفهم لهجاتهم جميعها ولايفهمون كلامنا ، بما فى ذلك اشقائنا المصريين اصحاب العلاقات الازلية (!) ، الذين يكون رد فعلهم بعد ان تجتهد فى اختيار الكلمات “بتأول أيه ؟! “، لهؤلاء اترجم معنى العنوان : يعنى الذى يخاف من ان يطعن الفيل ينظر اليه فحسب ثم يطعن ظل الفيل !!راجيا ان تكون الترجمة مفهومة لانه “it is not my mothers tongue ” او كما يدعون ! ثم ناتى الى الموضوع .
هذه الايام كثرت المطاعنات والملامزات بين جماعات من الاعلام المصري والاعلام السودانى الرسمى والاجتماعى . شمل ذلك مواضيع كثيرة ، ولكن ملخص القضية ان بعض الاعلاميين المصريين ، الذين لاتتعدى معرفتهم الدروس الجامعية ، اصبحوا لايتركون فرصة ، بل ويخلقون الفرص للاساءة للشعب السودانى ، وليس النظام السودانى . وهذا الامر ينطبق على بعض الاعلام العربى بشكل عام . واعتقد ان السبب وراء ذلك هو شعور بالنقص تجاه بعض الصفات المنقرضة لدى الطرف الاول ، والتى لايزال الشعب السودانى يحتفظ بها برغم خطوب الانقاذ . من ذلك مثلا : انه على الرغم من كل ماعاناه الشعب السودانى من ويلات تحت نظام الانقاذ ، فلم تحدث محاولة واحدة لاغتيال من نفذوا تلك الويلات وهم معروفون بالاسم ! كذلك يتبارى بعض الاعلاميين السودانيين فى الرد على اولئك ولكنهم يخطئون اصابة الهدف كثيرا . هؤلاء هم الذين قصدهم العنوان والامثلة كثيرة .
مثلا ، شاهدت برنامج الاستاذ الطاهر التوم حول المنتجات المصرية رديئة الصنع مثل الصلصة والكاتشاب ..الخ . يقول صاحب مقال منقول ارسل لى على الواتساب : ان الاستاذ تواصل مع وزير التجارة فوجده منبطحا تجاه العلاقات المصرية السودانية التى قد تتأثر بمثل هذا الكلام ! ثم اتصل بقنصل السودان بمصر فوجده أكثر انبطاحا . غير ان الاستاذ ياسر ميرغنى كان شجاعا اذ قال : حنشجع الصناعة الوطنية واذهبوا انتم وعلاقاتكم الى الجحيم !
وعلى الرغم من جبن الانبطاح وشجاعة قول الاستاذ ياسر ، الا ان الامر الاساس يبقى خارج الموضوع : السؤال للاستاذ ياسر : اين هى الصناعة الوطنية التى سنشجع ؟! الم تدمر بواسطة النظام الذى يخشى على العلاقات ؟ ثم الم تاتى قناة امدرمان الفضائية بنماذج صناعات “وطنية ” اعادت تكرير الزيت المستخدم عدة مرات واعادت تعبأته ؟! ومصنع اللحوم الذى يستخدم لحوم الحمير ؟! هذا ما ظهر وماخفى أعظم ! من هم اصحاب هذه المصانع ؟ وهل سمعتم بان أحدهم سال أو قدم للمحاكمة بالرغم من ان الشاهد نفسه من أهل النظام ؟! الفيل هنا هو النظام ، فهو الذى سمح للصناعة الوطنية والمصرية والصينية
.. الخ ان تغزو البلاد ، بالاضافة الى حاويات المخدرات والحبوب والحاويات المشعة ..الخ ..الخ اليس كذلك ؟!
ثم نأتى الى موضوع الشيخة موزا ، وله جانبان :
الاول : الاهتمام بالآثار السودانية ، سواء كان ذلك للكيد لمصر أو لمساعدة السودان ،الى جانب الدافع الحضارى العام ? فعلم النوايا عند الله ? فهنا ايضا ينتهز بعض الاعلاميين الفرصة للتقليل من أهمية هذه الآثار ، حيث وصفها أحدهم بمثلثات الجبنة (!) . ولكن الحقائق العلمية لايمكن دحضها الابحقائق مماثلة . ولاادرى ماذا يضير الاشقاء المصريين اذا اتضح ان الحضارة السودانية والمصرية من اصل واحد ، أو حتى ان الحضارة السودانية سابقة فى التاريخ ؟ الايدل وجود آثار الحضارة المصرية جنوب مصر ، أى فى الحدود مع السودان ، ثم وجود اهرام “مثلثات الجبنة ” فى الجزء الشمالى من السودان ، الايدل على وجود صلة ما ؟ واذا كنا نتحدث اليوم عن امكانية التكامل بين البلدين ، الايكون هذا التاريخ المشترك أحد العوامل الهامة لتأكيد تلك الامكانية ؟ ام ان المهم فى امر التكامل الآن هو الارض واللحوم ..الخ؟!
الامر الثانى : فى موضوع الشيخة ، هو ما ذكره الاستاذ عثمان ميرغنى فى مقاله ، حيث طلب من أحدهم ان يحكى للشيخة عن حال السودان فى الستينات ” بل وحتى السبعينات والثمانينات حتى مجئ الانقاذ ?هذه من عندى ” كيف كانت شوارعه بترامها وسكك حديده بمواعيدها وجزيرته بقطنها ومناطقه الصناعية بصناعاتها ، التى جعلتنا فعلا نستغنى عن استيراد الكثير مما عدنا نستورده تحت الانقاذ ، ثم نضحك ممانسمع !
وفى الامرين الاول والثانى طعن فى ظل الفيل ! فنحن لم نصل لهذا الحال الذى جعل ” اللى يسوي واللى مايسواش ” يتطاول علينا الا نتيجة لما نفذته الانقاذ بنجاح هائل تحسد عليه .
فيا جماعة الخير : الحل لكل المشاكل السودانية ، الداخلى منها والخارجى يكمن فى امر واحد : طعن الفيل وليس ظله !!!
كلامك صحيح مئه مئه