أجراس العودة

رأي

أجراس العودة

حسن أحمد الحسن

تكتسب الخطوة الشجاعة التي خطاها حزب الأمة الإصلاح والتجديد بقيادة الأخ مبارك المهدي بالعودة المفعمة بالوطنية والتجرد وحب الوطن إلى حضن الحزب الأم «الأمة القومي « أهميتها من أهمية الظرف والمرحلة التي يمر بها الوطن فما الوطن إلا مرآة لحال أبنائه يتوحد إذا توحدوا ويتقسم إذا تقسموا .
ولعل حالة الانقسام بين مكونات المجتمع السياسية والاجتماعية بين استعلاء صقور السلطة وعند معارضيهم هي مانحصد محصلته بعد التاسع من يناير الجاري، أي كانت مبررات السلطة عن تراكمية الأخطاء وأي كانت اتهامات معارضيها بتجاهل الإرادة الحزبية الوطنية التي لاشك أنها تمثل قطاعات واسعة من المجتمع السوداني لايمكن تجاهلها بعبارات الاستخفاف السياسي.
التئام حزب الأمة واستعادة دوره وفتح الباب لكل أبنائه الآخرين ينعش الحياة السياسية ويهدم أحلام الإقصائيين ويسهم في بلورة واقع سياسي ديمقراطي رغم المعاناة التي قد يتعرض لها ممن لا يطيقون صوت معارض أو كلمة حق .
وقد درجت العادة أن حراك حزب الأمة يؤثر في غيره من الأحزاب الوطنية عن طريق الإشعاع السياسي سيما الحزب الاتحادي الديمقراطي التوأم الذي تقول كوادره الوطنية التي حملت راياته في أدق المراحل أن أحلامها وئدت وأن حزبها مختطف من مجهولين قسموه شيعا وجمدوا دوره الوطني وجعلوه تابعا للسلطة في خيرها وشرها بغير حساب .
حتما سيعيد ترتيب البيت السياسي في حزب كبير كحزب الأمة القومي ترتيب أوراق المعادلة السياسية في السودان برمته في جناحي السلطة والمعارضة ،فكثيرا ما دعا صقور الحزب الحاكم الأحزاب المعارضة التي استعصت عليهم إلى الإنصراف إلى بناء أحزابهم والمحافظة عليها من الإنقراض من باب الإستخفاف بها ، وهي خطوة إن وجدت طريقها تنظيميا في تلك الأحزاب لن تكون مصدر سعادة لمن أطلقها على أية حال .
والشيء بالشيء يذكر، فالدعوة التي أطلقها الرئيس البشير في ذكرى الاستقلال بدعوة المعارضة إلى تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة بدلا من «حكومة قومية» هي مطلب المعارضة إلا أنه لايزال هناك داخل الحزب الحاكم من لايرغب في ذلك ويعمل على إفساد هذه الدعوة بكل تفسيراتها في هذه المرحلة الحرجة التي تقدم عليها البلاد والتي تتطلب تنازلا من العنجهية السلطوية لمنع امتداد النيران وإطفائها بأيدٍٍ مجتمعة على خير الوطن.
فتصريحات رئيس المجلس الوطني احمد إبراهيم الطاهر والتي يرى من خلالها أن هذه الدعوة تعتبر مخرجا للأحزاب المعارضة التي وجدت نفسها في قارعة الطريق بقوله «
« تعتبر دعوة البشير لحكومة ذات قاعدة عريضة مخرجاً لكثير من القوى السياسية التي وجدت نفسها على الرصيف لتشارك في الحكومة لتجاوز المرارات والاحتقان السياسي» لايليق أن تنطلق من رئاسة مؤسسة تشريعية ورئاسة قطاع سياسي في حزب حاكم ،لأن فيها إستمرارا لعبارات الاستخفاف ، وهو يدرك ان الأمر ليس كذلك وان للناس عقول يتدبرون بها وعيون يرون بها الأمور إلا إذا كان يسعى لإرضاء من يرضى لقوله .
ورغم الخسارة الفادحة التي سيخلفها ذهاب الجنوب إلى داخله وهي «البصمة السياسية « التي ستقترن بتاريخ الإنقاذ، إلا ان ذلك يشكل في نفس الوقت فرصة لإعادة ترتيب الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في السودان على أسس من الإحترام المتبادل بين السلطة ومعارضيها وعلى أسس من الحرية والديمقراطية الحقيقية حتى يستعيد السودان قيمته ودوره وصورته التي تأثرت كثيرا في عيون شعبه والإقليم والعالم .
إن استعراض القوة المطلوب في هذه المرحلة ليس هو في التلويح بأدوات القمع والقهر في عصر حقوق الإنسان المحروس بويكيليكس وعيون العالم المفتوحة على دارفور وغيرها ،إنما هو في إرساء قيم الحرية والديمقراطية وإفشاء الشفافية ومحاربة الفساد ،وإطعام الجائع ومعالجة المريض وإنشاء دولة العلم ، عندها فقط نكون قد قمنا بإرساء دعائم حكم راشد وطبقنا روح ونصوص الشريعة بمفهومها الصحيح عندها فقط لن يجد أوكامبو ماسيقوله أو يدعيه.
آخر الحديث :
رحم الله بدر الدين يوسف هباني أحد شموس هذا الوطن المفعمة بالدفء والإشراق والنقاء كان مؤرقا بالعمل على وحدة حزب الأمة ولملمة أطرافه لم يكل أو يتعب . ويشاء الله أن يحقق أمنيته في يوم رحيله فآثرت روحه التحليق في سماء الوطن وآثر جسده الطاهر تراب ولاية تكساس الأميركية . « وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت.

الصحافة

تعليق واحد

  1. نبارك لحزب الامة التئام شمله و نسال الله ان يهدي كل من ضل من ابناء الوطن ان يزيل ضلاله و الغشاوة التي حجبت بصيرته و ان يعود الي احزاب الوطن الحقيقية مخلصا و صادقا… اما ما يلي دعوة رئيس حزب المؤتمر لحكومة " ذات قاعدة عريضة" فراينا فيها مثل راي كل الوطنيين انها مجرد دعوة مراكبية و علي الارجح يريد احزاب " تمومة جرتق" ترضي باكل الفتات و السير في ركب المؤتمر غير الوطني " من سكات" و لعل تصريحات الطاهر الملقب ب "مولانا" و عباراته خير دليل علي ذلك، فهم يرون ان الاحزاب مجموعة من المتبطلين الجالسين علي الرصيف يتهافتون لينالوا ما يرميهم لهم حزب الفاسدين الحاكم. و العجيب في امر اهل المؤتمر ان هؤلاء القوم كلما كبرت اعمارهم ازدادت سفاهتهم و قلت حكمتهم و ساءت الفاظهم استفزازا للناس و تحقيرا لشانهم و استفافا بهم علي عكس هدي الاسلام – الذي يدعونه و لا يؤمنون به – من الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة و المجادلة بالتي هي احسن حتي مع الكافرين ناهيك عن المؤمنين من ابناء الوطن، و لكنهم قوم مردوا علي ركل الحق و العمل بغير التنزيل… و هذا " الطاهر" الذي احال البرلمان الذي يراسه الي "ركن نقاش" علي غرار اركان المشاكسة التي يقيمها تلاميذ حزبه في الجامعات لم يتطور فهمهم هو و سلاطين الانقاذ و تفكيرهم السياسي منذ ايام دراستهم و يقودون دولة بنفس اسلوب ادارتهم لاتحادات الطلاب التي اداروها بكل تهور و غوغائية و استفزاز ، فضيعوا حقوق الشعب و البلاد كما ضيعوا حقوق الطلاب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..