خلوا الخطوة الأولى ثابتة .. يا أهل معارضتنا الكرام !

خلوا الخطوة الأولى ثابتة .. يا أهل معارضتنا الكرام !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

أولا : الوسائل :
اتخاذ النضال السياسي الجماهيري السلمي بكافة اشكاله ( الاضراب،التظاهر السلمي , الإعتصام , العصيان المدني , الانتفاضة، الثورة الشعبية ?الخ) من اجل اسقاط النظام ولتحقيق الانتقال من الوضع السياسي الراهن في البلاد إلى وضع ديمقراطي عبر فترة انتقالية يحكمها برنامج البديل الديمقراطي.

الفقرة التي تحمل رقم واحد في الاعلان الدستوري التي توافقت ووقعت عليه بصفة نهائية مساء اليوم الأربعا ء قوى تحالف أحزاب وتنظيمات المعارضة !

هذه الفقرة كمدخل أساسي تمثل التلاقي المبدئيء مع برنامج الثورة الهادف الى كنس النظام بالطرق السلمية حتى الآن ، مع الاحتفاظ بحق البدائل التي تتناسب مع طبيعة تطور سلوك أجهزته الأمنية صعودا أو انحدارا في طريقة تعاطيها مع مجريات الأحداث !
وهي ديباجة هامة وبوابة مفصلية تفتح الشهية للوقوف عندها قليلا اذ ورد فيها مربط الفرس الذي يجعلنا نشدد على دعوة أصحاب الوثيقة الى ضرورة الاسراع في تحويل مضامينها اللغوية الى عمل حقيقي ينتقل بحروفها من صفحات الورق الى بذرة أمل نزرعه في ساحة الثورة الخصبة والمروية بعرق ودماء الشباب العطرة من الجنسين ومن كل القطاعات ، وقد خرجت في اثرهم جماهير الشعب الباسلة نساء ورجالا لتعبر عن حكمها بفناء هذا النظام الباطش الظالم والذي رد هو الأخر بوضوح أسفرعن تشبثه بالكراسي والفشل والفساد والحروب ، برعبه من تلك الانتفاضة وتقدم كلابه لمحاولة وأد حركتنا المباركة في مهدها بكل ذلك الكم من العنف والارهاب والاعتقالات مما سيجعل السجال بين الشارع وأجهزة الحكم القمعية يأخذ بعدا من التحدى الذي يقتضي استقطاب كل الطاقات البشرية التي يمكن استيعابها دون رفض أو أقصاء من يمد يده ولو بأضعف الايمان صادقا في هذه المرحلة الحساسة !
بالطبع لم ولن يخيفنا ذلك كله من مظاهر هيجة الحكومة الراجفة التي لابد أيضا من وضع الحسابات الدقيقة لمواجهتها بالحسم في الوقت المناسب!
بقدرما كنا نتوجس ولا زلنا من مواقف أحزاب المعارضة المتأرجحة والمهزوزة، اما لضعفها وعدم مقدرتها على التحرك الايجابي نحو الجماهير التي تقدمت عليها في الانطلاق وسبقتها كثيرا ، واما لمراوحة بعضها عند باب التفاوض مع السلطان اللاهث لايقاعها بعيدا عن خط الشارع وهي بين الرغبة الخفية والتمنع المعلن ، بتقديم رجل وتأخير الثانية ، مما خلق وضعا غريبا لا يحفز على الثقة بها مطلقا ، ولسنا هنا نورد ذكر الشق المنسلخ عن التجمع والذي أسلم لحيته بمشاركة نحن في حل عن اضاعة الوقت في النظر الي قيمتها التي لا ترقي الى التقييم في حد ذاته!
المهم هذا الاعلان الدستوري في فقراته اللاحقة لما أقتطفناه كنموذج هو المدخل الأهم ، يحمل دفقات هائلة من التفاؤل بحل أو على اقل تقدير تلمس المخارج من تراكمات المشاكل التي أو صلتنا معها الانقاذ الى الحالة الراهنة !
وطبعا من الصعب أن نعقد كل الأمال على ما اتفق عليه ونرمي ببيض أحلامنا على المدى المرتقب كله في سلة الأحزاب التي لا زلنا نعاني من مرارة صدمتنا من مواقفها المتخاذلة ضمنا حتى الأمس القريب عما يتشكل في شارعنا الثائر من ملامح الملحمة الكبرى التي يتقد لهيبها في الصدور المفتوحة لمواجهة الة النظام ونقفز مع الأحزاب على موجة الثقة المطلقة دون توخي الحذر ونتخيل سهولة العبور بتلك المشاكل الكبيرة والجمة الى شواطيء الحلول في فترة الانتقال التي تحدثت عنها المعارضة في وثيقتها ، لان المتوقع أن تحدث تجاذبات وتبايانات في الرؤى بينها كما عودتنا دائما في الفترات الانتقالية السابقة، حينما تنتقل المسائل من سنابل حقل التنظير الى أرضية بيدر الواقع مما كان يفتح قبل كل انتكاسات ثوراتنا المسروقة قبلا ، الطريق لسدنة النظم المصروعة الى العودة بكامل عدتهم وعتادتهم وجاهزيتهم المالية الضخمة واختطاف احلام الجماهير للعودة بها الى الحلقة الأولى من المسلسل المكسيكي الطويل!
ولكننا ورغم كل ذلك الحذر لا مانع من أن نأخذ الموضوع برمته في معيتنا وبجدية مشروطة ، الى تنشيط خطوات الثورة السلمية في الشارع أولا وقبل كل شيء وبذات النحو الوارد بالفقرة السالف ذكرها عاليه بغض النظر عن ترتيب التفاصيل الواردة فيها نصا، وهذا يتطلب أن تبدأ الأحزاب الموقعة على الميثاق بالخروج مع جماهيرنا بدءا من الجمعة القادمة ، حتى لايكون ميثاقها حبرا على ورق ، وحتي لا يصبح مخيبا لأمال شعبنا الثائر من الوهلة الأولى !
فحيا على الثورة !
ولا وقت للكلام ان كنتم صادقين يا أهل وأقطاب معارضتنا الكرام !
( وخلوا الخطوة الأولي ثابتة على سلم الصعود)
..والا سيفوتكم الركب الذي تحرك قطاره فعلا ..
والله ناصر الحق.

تعليق واحد

  1. لك التحية أستاذي الأديب والجليل برقاوي

    التغير لا يتم إلا بمواصلة الإحتجاجات وتحويل التظاهرات إلي داخل الأحياء

  2. بصراحة كلامك جميل جدا.. فالناس ديل بعد ده ما عاوزين منهم اي حاج غير انه اطلعوا في الشارع..

  3. هيا حطمــوا هذي القيود

    وطن الجدود نِعم الوطن
    خيراتو كم يتدفقـن
    آن الآوان أن نـُُـمتحـــن
    في سبيلو لا نطلب ثمن

    هيا يا شباب هيا للأمام
    سودانّا قد ملّ الملام
    حرية كاملة هي المُرام
    تؤخذ ولا يجدي الكلام
    حذاري أن وطنك يضام
    حذاري أن يصبح حطام
    جهلٌ .. وفقرٌ .. وانقسام
    فلنتحد ويجب نعيـد
    لوطنّا أمجاد الكرام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..