أخبار السودان

إبراهيم ألماظ: أصبحت مرغماً على مغادرة هذا البلد بقرار من إخوة الأمس … حملنا السلاح حتى لا يتمزق السودان، وبسبب اقتناعنا بالتحول الديمقراطي أصبحنا محاصرين

كيف يفكر إخواني في السلطة بأن يجعلوا كل البلاد عبارة عن ساحة حرب

وفق القانون والدستور لديَّ الحق في البقاء سودانياً

حملات التضامن مع قضيتي جعلتني أتمسك بحق البقاء هنا

حملنا السلاح كي لا يتمزق السودان

قضيتي هي أن يبقى الوطن حتى لو ضحيت بنفسي

مضطر للمغادرة بقرار من إخوة الأمس

بسبب اقتناعنا بضرورة التحول الديموقراطي أصبحنا مطاردين

(بقيت مواطن ساي!!).. هكذا صدح بنبرة حزينة، القيادي السابق بحركة العدل والمساواة وقبلها حزب المؤتمر الشعبي، إبراهيم ألماظ، عن حاله الآن، بعد صدور قرار رئاسي بالإفراج عنه متبوعاً بقرار آخر قضى بترحيله إلى دولة جنوب السودان، ذلك بسبب أن جذوره تعود إليها.. (أخبار الوطن) إلتقت به في حوار عبر الهاتف من مقر إقامته الآن في دائرة شؤون الأجانب.. لنقل رأيه حول هذا القرار، ومعرفة الدواعي لحمله السلاح، وهل سيعود إلى دولة جنوب السودان حيث جذوره، أم سيختار مكاناً آخر ملاذاً ووطناً بديلاً له؟ فماذا قال:

? تقول بأنك الآن أصبحت مواطن (ساي).. لماذا؟

– لأنو وطني هذا السودان الكبير تفاجأت دون سابق إنذار بالقول إنني لستُ مواطناً سودانياً ولا أنتمي إليه، وبسبب الاستفتاء الذي تم لم أعد سودانياً، لذلك قلت ذلك أني أصبحت (مواطن ساي)، هذا السودان الذي أفنيت فيه عمري وعملت في كثير من المجالات فيه، لم أعد أنتمي إليه بسبب النظام، فجاء القول، بأن رتب حالك لمغادرة هذا البلد لأنك غير مرغوب فيه ومثير للمتاعب بعد العفو الرئاسي، وسيتم إبعادك إلى خارج السودان وذلك وفق القانون، وهذا هو المحك الذي نتجادل فيه، ولكني أقول وفق القانون والدستور فإبراهيم الماظ عنده الحق في البقاء في السودان، فوفق العوامل التي أدت إلى تقرير المصير فأنا لم أحضر فيه إجراء، ففي ذاك الوقت كنت أسيراً.. أولاً لدى الأجهزة الأمنية، ثم محتجزاً في شرطة السجون وبعد ذلك واجهتُ سلسلة كبيرة من المحاكمات، فلم أعرف طوال هذه المدة أن تقرير المصير قد حدث وتم الإنفصال. ولكن وبمثل ما يحدث في جميع تجارب الدول، يُستأذن من المواطن في أن يختار بين البقاء أو الإنضمام، لكنني لم أُخير في ذلك.

? هل كان خيار الحرب هو الخيار الوحيد؟

– السلطة كان صوتها عالياً في البلد، ولم يكن خطابها موزوناً وكان مستفزاً لكل القوى السياسية، بالقول إنهم جاءوا عبر الدبابة ومن يريد فليأتي عبرها، و(الزارعنا غير الله اللجي يقلعنا).. الكلام الذي سمعه كل الناس، وأنا وقتها أميناً عاماً للحركة الإسلامية الطالبية على مستوى السودان، فأصبح خيارنا هو التحول الديموقراطي، حيث كان الترابي ينشد هذا التحول بدون إستخدام العنف الذي يمكن أن يؤدي إلى هدم البلد، فالحكومة تضيق الخناق على خصومها كل يوم، حتى المطالبين بالتحول الديمقراطي، فتعرض منزلي للمراقبة والتفتيش، وتم ضرب إبني ضرباً بالغاً حيث ظل في المستشفى لشهرٍ كامل، وما شاهدته من جرائم ومشاكل مفزعة سواء كانت في الحرب في جنوب السودان وجبال النوبة، أو النيل الأزرق ثم الفتنة الكبرى في دارفور، وكيف يفكر إخواني في السلطة، في أن يجعلوا كل البلاد عبارة عن ساحة حرب.

? ولماذا أصبح كذلك؟

– أصبح لا فكاك ولا مخرج، إما أن نعيد هذا النظام إلى صوابه ويقبل بالجلوس مع الناس والتفاوض أو يذهب غير مأسوفاً عليه إذا كان الخيار كذلك.

فخيار حمل السلاح لم يكن لتفتيت البلاد، ولكن كنا نسابق الزمن حتى لا يتمزق السودان، لكن جرت المقادير كما شاء الله لها أن تكون كذلك. فأسرتُ أنا وقتل قائد ثورة الهامش الشهيد البطل الدكتور خليل إبراهيم، في حادثة لم يتم تفسيرها حتى الآن.

? لماذا حمل البندقية؟ من ماذا ولماذا؟

– مافي زول بحمل السلاح من أجل النزهة، أي زول يحمل البندقية كان متألم.. تخيل معي رجل حمل السلاح وترك كل ملذات الدنيا، (إذا كانت توجد)، حتى ينعم الناس بالخدمات الشاملة، صحية وتعليمية وخدمات في الطرق وتجعله مرتبطاً بعاصمته. فحمل البندقية ما كان إلا ليتساوى الناس في كل الخدمات، ويشتركوا في السلطة، فمن غير الممكن أن تنعم فئة بخيرات هذا البلد دوناً عن الأخرى.

ولو كان هناك نقد ذاتي لما كان حصل ما حصل، ولكن حب السلطة والتشبث بها دون أن يكون هناك معيار لذلك، ودون تحول ديمقراطي سيؤدي إلى تمزيق ما تبقى من البلاد.

? كيف تنظر لحملات التضامن معك؟

– أرى أن التضامن مع ألماظ هو تضامن مع هذا السودان، فكل الذين تضامنوا معي من النساء والرجال والشيب والشباب، يعرفونني لم أكن يوماً جهوياً، فأنا ابن هذا الوطن الكبير، وحتى في الحكومة هناك من يتعاطف معي ولا يرى أن يجازى ألماظ هكذا، فهو لديه سهم كما للبشير سهم أيضاً، فأنا بنيت بجهدي كما إجتهد الرئيس، فالذين يقفون مع ألماظ الآن هم يقفون مع السودان الكبير. حتى هذه الإدارة التي أمكث فيها الآن قالوا إنهم لم يشاهدوا من قبل مثل هذا التدافع الكبير من المتضامين، ولكن أقدار الله هي من تسوق الأمور كذلك، وأتمنى رد الجميل لهذا الشعب، وأنا فخور بكل من تضامن معي فقد غيروا موقفي بضرورة التمسك بالبقاء في هذا الوطن. وأقول لهم عبر (أخبار الوطن) الفتية، ألماظ سيظل هو ألماظ وسأموت واقفاً كأشجار النخيل كما مات أسلافي الأبطال.

? الآن كيف تنظر إلى المستقبل؟

– التغيير سيأتي وقريباً جداً، وحينذاك سنبني وطناً تمتد أياديه بيضاء، لكل واحد فيه، في شماله وجنوبه وشرقه وغربه وسينهض وسأعمل ما في وسعى إن بقى لي عمر. وكنتُ سعيداً بالإتفاق الأخير بين، البشير وسلفا كير، وكنت أقول إنه يجب أن تفتح المعابر بينهم فهذا حق فانت لم تشيد لهم مصانع أو شركات أو شوارع، فالناس شركاء في ثلاث الماء والكلا والنار، لذا كنت مسروراً في ترحيب البشير باستقبال الجنوبيين هنا في السودان فهذه خصلة سودانية أصيلة فنحن من لحم واحد ودم واحد وحتى لو كان الإنقطاع بسبب الأنظمة الحاكمة فهي زائلة وسيبقى هذا الرابط إلى الأبد.

? هل اخترت مكاناً تلجأ إليه؟

– لا لم أحدد بعد، فليس لديَّ خيار سوى تقديم المناشدة عبركم لكل العالم ومنظماته وحتى أمريكا، بقبول طلبي في اللجوء إليها، وليس لديَّ أي أوراق تثبت إنتمائي لهذا البلد فكلها فقدتها في المعارك وليس لديَّ وطن. وحتى إذا اخترت الذهاب إلى الجنوب فسيتم إتهامي بأنني كنت أقود حركات مسلحة. إذاً أصبحت مرغماً على مغادرة هذا البلد مضطراً بقرار من إخوة الأمس، وليس من أغراب.

ولكني ما زلت ابن هذا السودان الكبير ولو افترضنا أن الجنوب قد إنفصل وفي معظم الدول يخير المواطن بين البقاء أو الإنضمام ولكننا لم نخير أخذنا أخذاً نحو الإنفصال.

? أخيراً.. ماذا تود أن تقول؟

– أقول أنا من أبناء الإنقاذ وتربيت في كنف هذا المشروع الذي كان يوماً مشروعاً. ومثلما خرجتُ، سيخرج الكثيرون بعدي. فقضيتي كانت هي أن يبقى الوطن حتى لو ضحيت بنفسي، فكل ما أريده أن أرى وطني عزيزاً يعمه السلام.. وأنا لست منزعجاً فأقدار الله أتقبلها بإيمان كامل، فحياتي كلها تكاليف خضت خلالها مفاصلة واستقالة من التنظيم، ثم حمل للبندقية، والآن يأتي قرار رئاسي بإبعادي وتغريبي عن وطني.

صحيفة أخبار الوطن

تعليق واحد

  1. هههههه عايز تمشي امريكا يا بطل؟ ليه ما كنت عامل فيها جيفارا, لكن هو مات بطل فقير في بوليفيا وانت عايز تمشي للكتلو في بلدهم

  2. خليك من الأعلام و كل مره عامل مقابلة لو طلعت و ما عندك شغل بتخلي مرتك تشتغل عرقي لأنو ما عندك شغل ،،، امشي بلدك الجنوب فيهو العبودية الحقيقية من قبل الدينكا عشان تعتقلك قوات الأمن و تتكلم صيني هناك ،،، فصل الجنوب يغفر كل اخطاء الانقاذ ،،،

  3. طالما انت كوز جنوبي ففي الجنوب حزب للكيزان الجنوبيين ايضا بس تعبان وفقير ومافي عنده فلوس، وطالما هي لله عليك الذهاب اليهم

  4. هههههه عايز تمشي امريكا يا بطل؟ ليه ما كنت عامل فيها جيفارا, لكن هو مات بطل فقير في بوليفيا وانت عايز تمشي للكتلو في بلدهم

  5. خليك من الأعلام و كل مره عامل مقابلة لو طلعت و ما عندك شغل بتخلي مرتك تشتغل عرقي لأنو ما عندك شغل ،،، امشي بلدك الجنوب فيهو العبودية الحقيقية من قبل الدينكا عشان تعتقلك قوات الأمن و تتكلم صيني هناك ،،، فصل الجنوب يغفر كل اخطاء الانقاذ ،،،

  6. طالما انت كوز جنوبي ففي الجنوب حزب للكيزان الجنوبيين ايضا بس تعبان وفقير ومافي عنده فلوس، وطالما هي لله عليك الذهاب اليهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..