الجنيد مدير الرقابة ..لا يراقب!

الجنيد مدير الرقابة ..لا يراقب!

ورد فى تلفزيون السودان القومى فى نشرة السادسة مساء بتاريخ 14 اغسطس خبر حضور مدير الجهاز الفنى لرقابة الكهرباء سمنار ترشيد الكهرباء والحملة الشبابية للترشيد وأظن وحسب ما سمعت أن مذيعة النشرة قد ذكرت أن السمنار قد حضرته السيدة (وزيرة الصحة بالكهرباء!) تابيتا بطرس!
لقد ذكر السيد الجنيد فى تصريحات سابقة أن القطاع السكنى يستهلك 51% من الكهرباء وإن إستهلاك القطاع الحكومي لا يتجاوز “18%” بمعنى أن القطاع الزراعى والصناعى يستهلكون أكثر من 30% بقليل، بعد ان اطلعنا الجنيد على هذه النسب نود ايضا أن يتحفنا السيد مدير الرقابة بمعلومات تفيد عن معدل استهلاك الفرد من الكهرباء بين الموصلين ؟ وكم نصيب الفرد من الكهرباء بالسودان حسب آخر تعداد للسكان؟ وماهو ترتيب السودان بين الدول الأفريقية والعربية؟ وهل صحيح ان بجمهورية مصر التى تجاورنا والتى عدد سكانها أكثر من 3 اضعاف سكان السودان أن معدل استهلاك الفرد من الكهرباء فيها يساوى أكثر من 872% مما هو عليه الحال فى السودان! و ان مصر تنتج 118 الف ميقاواط ،و الامارات حوالى 74 الف ميقاواط ،و موزمبيق حوالى 36 الف ميقاواط ،و يآتى ترتيب السودان الدولة رقم 176 من جملة 192 دولة اعضاء فى الامم المتحدة .ويمكنكم مراجعة آخر التقارير الدولية فى هذا الخصوص.
الجنيد عقد مؤتمر صحفى الأسبوع الماضى وسط دهشة عبر عنها قيادات إعلامية و صحفية ،الأستاذ محمد الفاتح رئيس تحرير صحيفة الوان الغراء قال أنه يسمع بهذا الجهاز لأول مرة. و قال مثل ذلك آخرون من القيادات الاعلامية. الجهاز تأسس منذ العام 2001م وفقا لقانون الكهرباء لسنة 2001م وهو قانون مجمد و غير مفعل و أهل الكهرباء يتعاملون و يتصرفون و كأن هذا القانون غير موجود و لا يسألهم احد . هذا الجهاز مسؤل عن الرقابة على الكهرباء توليدا و سياسات و تعرفة. و لم يسمع به احد ،.
هل يعلم مدير الرقابة كم هو الحمل الأقصى للكهرباء بالسودان:؟ وهل قرأ أو اطلع على خطة وزير الكهرباء التى ذكر فيها أنه سيضاعف القدرة الحالية المركبة والتى ذكر أنها فقط 2700 ميجاواط؟ وهل يعلم مدير الرقابة أن السيد الوزير قد فعل ما بوسعه لمعاقبة الزبائن والمستهلكين؟ الا يعلم مدير الرقابة أن السيد الوزير قد وعد بتحديد سقف للإستهلاك بإلتحكم فى سعة العدادات بمعنى آخر إدخال الكهرباء فى التموين.بعد ماذكر من توليد ضئيل يجعل أى مهندس يستحى أن يذكر أن التوليد حتى الآن لم يتجاوز 2700 ميجاواط فى بلد كالسودان بينما كان مخططا لها فى هذا التاريخ أن تفوق 7000 ميجاواط .
بعد مجهودات الوزير فى معاقبة الزبائن فماذا تبقى لكى يتم ترشيده أم أن السيد مدير الرقابة فعلا لا يراقب شيئا ؟ .
هل أنتهى السيد مدير الرقابة من أهم واجباته و مهامة فى مراقبة أداء ماسمى بشركات الكهرباء؟ وهل قام بتفعيل عقودات بيع الطاقة بين الشركات؟ وهل إطمئن السيد مدير الرقابة أن الشركات أصبحت تمتلك ما تنتجه؟ وهل إطلع السيد مدير الرقابة فقط على التعريفة العقابية ناهيك عن إعدادها والإشراف على تطبيقها أم أن السيد مدير الرقابة تم تفعيله لتبرير ما لا يمكن تبريره.
هل فعلا تدنى الإستهلاك وهو مؤشر خطير خاصة أن له مدلول سلبى ومدمر للغاية بالنسبة للقطاعات الإنتاجية؟ هل اطلع الجنيد على تصريح وزارة الصناعة والاستثمار ولاية الخرطوم “عن توقف (35%) من المصانع بالولاية، وعزت أسباب توقفها لأسباب اقتصادية متمثلة في عدم وجود تمويل لاصحاب المصانع، وعدم توفر الإمداد الكهربائي” فكم يبلغ أستهلاك هذه المصانع المتوقفة ؟ وهل ستتوقف بقية المصانع بعد استحداث تعريفة عقابية اسوة بالقطاع السكنى حسب ما تم تهديد القطاع الصناعى؟
بعد أن إعترف السيد مدير الرقابة بعجز الطاقة الكهربائية اللازمة لإستقرار الإمداد بشكل كامل ، ودعوته لإنتهاج ترشيد الإستهلاك، ودعوته لإستيراد الأجهزة الكهربائية وتحديد سقف إستهلاك معين يجب ألا يزيد عنه لتحقيق مبدأ كفاءة الطاقة عبر تقليل الفاقد ، هل يعلم السيد مدير الرقابة كم هو الفاقد بالتحديد ومجالات الفاقد وهل يعلم السيد مدير الرقابة أن من أهم مجالات الفاقد هو أستجلاب قيادات ليست لها علاقة وبلا تخصص ولا خبرة بصناعة الكهرباء، لتولى أهم شركات صناعة الكهرباء؟ وهل يعلم السيد مدير الرقابة أن الفاقد الذى ينتج من هؤلاء يعتبر فاقد متعدى ومتسلسل بمعنى أنه فواقد وليس فاقد واحد؟ وهل يعلم السيد مدير الرقابة كم هو معدل إنتاج الفرد بكل ما سمى بشركات كهرباء وخاصة بعد إستيعاب الجيوش الجرارة من تخصصات لا علاقة لها بصناعة الكهرباء وحتى من لم يحمل شهادة مرحلة الأساس! وهل يعد هذا من أهم أسباب الفاقد؟ هل السيد مدير الرقابة مقتنع بترديد ما يقوله الآخرون أم أنه يسعى أن يكون ضمن المجموعة ذات الحظوة ؟نخشى بعد كل هذه المجهودات الفاضحة للسيد مدير رقابة الكهرباء و التى لا تليق بمن يطلق عليه مهندس أن يتم تكذيبه كما فعلوا بمدير التوزيع لأن المجموعة ذات الحظوة لايمكن دخولها بهذه الطريقة، مدير الرقابة لا يراقب شيئا.
نواصل

محمد وداعة
الجريدة