جنة الشوك | بيان الشيوعي حول الاقتصاد الفي البر عوام

لديّ قناعة بأن الحزب الشيوعي السوداني لو تحرر من نظرية (ما يطلبه المستمعون) فهو يحمل الكثير من الرؤى والأفكار التي يمكن أن تعين من يجتهدون لمعالجة الأزمة الاقتصادية في الانتباه للمسار الصحيح الذي قد ينجي اقتصاد السودان ويخرجه من أزماته المعقدة.
طالعت البيان الصادر عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني حول الأزمة الاقتصادية وتحذيراته من تفاقم هذه الأزمة جراء فشل السياسات الاقتصادية، وأشار البيان للكثير من المشاكل والقضايا التي لا خلاف على توصيفاتها أو الإقرار بها وبعضها مشكلات ناتجة عن تخبط اقتصادي وسياسات مرتبكة..
لا خلاف، على حديث البيان عن إخفاقات الحكومة وخرقها لميزانيتها المعلنة بإعلان زيادات خارج الميزانية.. كل هذا يمكن أن نعتبره تنبيها لخلل ما ونقدا موضوعيا..
ومن حق الحزب الشيوعي الآن أن يقدم انتقاداته من البر لأن من في البر (عوام) فعلاً، لكنك لو سلمت الاقتصاد السوداني للحزب الشيوعي اليوم وطلبت منه تطبيق برنامجه الاقتصادي المعتمد في مؤتمره الخامس عام 2009 فسيفشل وبامتياز لأن الحزب الشيوعي يضع برنامجه الاقتصادي بلسان سياسي ويتحدث عن السياسة بلسان عاطفي وعن الواقع بلسان رومانسي.
ولو أخذنا مثالاً لقضية تطرق لها بيان المكتب السياسي للحزب في انتقاده للحكومة في إصرارها على إقامة السدود فستجد أن موقف الحزب الشيوعي من هذا الملف هو موقف منسجم مع ما ورد في برنامجه الاقتصادي نفسه لكنه مناقض لجملة توجهات وروح هذا البرنامج الاقتصادي الخاص بالحزب وتفسير هذا التناقض بين روح البرنامج الاقتصادي وموقف الحزب من قضية بناء السدود هو تفسير بسيط جداً يمكن أن تتوصل إليه من خلال مطالعة عابرة لمسودة هذا البرنامج الاقتصادي المقدمة للمؤتمر العام الخامس قبل مناقشتها داخل المؤتمر وتعديلها لاحقاً بما ينسجم مع فكرة (ما يطلبه المستمعون) وما يرضي مزاج (المناضلين).
ففي المسودة المقدمة للمؤتمر وتحت عنوان (البنيات الأساسية الإنتاجية) كانت هناك توصية ملحة بإقامة المزيد من السدود.. تطالب المسودة (بتعزيز قدرة وكفاءة الخزانات والسدود والحفائر ومحطات المياه وقنوات الري وإنشاء المزيد منها بغرض الاستغلال الأمثل لموارد البلاد المائية، مع مراعاة العوامل والآثار الاجتماعية والبيئية والالتزام بالمعايير الدولية).
لكن وبعد أن خضعت تلك المسودة للنقاش ولحسابات الربح والخسارة السياسية.. أصبح بند السدود والخزانات في برنامج الحزب كالآتي (تنتهج الدولة الوطنية الديمقراطية نهجاً علمياً وديمقراطياً للاستغلال الأمثل للموارد المائية في البلاد. ويندرج إنشاء السدود والخزانات على النيل وفروعه ضمن وسائل تحقيق أهداف استراتيجية التنمية الوطنية… إلخ.. مؤكدين على أن إقامة تلك السدود والخزانات ضد رغبات ومصالح سكان المناطق المراد إقامتها فيها يجهض الهدف الرئيس من إقامتها ويتعارض مع مبدأ ديمقراطية التنمية الذي نسعى وبكل إصرار علي إقراره وتطبيقه).
والسطران الأخيران تمت إضافتهما على المسودة المقدمة لأغراض سياسية بحتة متناقضة مع روح البرنامج الاقتصادي المعتمد للحزب نفسه والذي يؤكد على أهمية دور الدولة وحقها في إدارة الموارد، بل يتحدث البرنامج عن استرداد أراضٍ ومشروعات تم تخصيصها وعن سلطة قابضة للدولة في إدارة وتنمية ثروات البلاد لكنه يهزم هذه القبضة بأن تكون هذه الدولة الممسكة بأمورها بإحكام عاجزة في نفس الوقت عن بناء سد مائي بسبب أصوات تعارض قيامه..!
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. اقتباس من المسودة المقدمة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي (بتعزيز قدرة وكفاءة الخزانات والسدود والحفائر ومحطات المياه وقنوات الري وإنشاء المزيد منها بغرض الاستغلال الأمثل لموارد البلاد المائية، “مع مراعاة العوامل والآثار الاجتماعية والبيئية والالتزام بالمعايير الدولية”).
    اقتباس ما أجيز في المؤتمر الخامس (تنتهج الدولة الوطنية الديمقراطية نهجاً علمياً وديمقراطياً للاستغلال الأمثل للموارد المائية في البلاد. ويندرج إنشاء السدود والخزانات على النيل وفروعه ضمن وسائل تحقيق أهداف استراتيجية التنمية الوطنية… إلخ.. “مؤكدين على أن إقامة تلك السدود والخزانات ضد رغبات ومصالح سكان المناطق المراد إقامتها فيها يجهض الهدف الرئيس من إقامتها” ويتعارض مع مبدأ ديمقراطية التنمية الذي نسعى وبكل إصرار علي إقراره وتطبيقه).
    تعليق : المجاز – بلا شك – أفضل وأحسن صياغة من المسودة . لكن ، ما العيب في أن تكون هنالك مسودة تعاد صياغته قبل إجازته ؟ هل هنالك طريقة أخرى تجاز بها القرارات – أيها الصحفي الهمام- غير هذه الطريقة ؟ والأهم : لو أنك تخلِّيت عن الغرض وأعدت النظر بعقلٍ مفتوح – وهيهات – فلن تجاد أية تعارضٍ يذكر بين المسودة والتوصية المجازة . قارن بين ما وضعته لك في الاقتباس بين مزدوجتين ، أعني ، بين شولتين
    شرح : العوامل والآثار الإجتماعية (مذكورة في المسودة) تعني : رغبات ومصالح السكان (مذكورة في برنامج الحزب ) .. كما مذكور في المقال .
    تنبيه : لم أقرأ برنامج الحزب المجاز في مؤتمره الخامس لكنني اقتبست ما ذكره الصحفي الهمام .
    ملاحظة : إنتو الصحفيين ديل بيقرو وين ؟ عجايب !!

  2. الرفاق اكبر منك اولا لا داعي للتطاول عليهم خليك ف جعير حلايب واختها الميزانية ل اي بلد خاصة هنا جدي الامي مستعد ليديرها من المتطلبات اليومية والمصاريف الشخصية ويوفر منهاانت تعرف رفاقك الاخوان يشترون صعاف النفوس من الحركات والاحزاب وتنصيبهم علينا ودفع المقدم ب المليار ويترك جنوده عندك كم وزير ومساعد وتائب ورئيس كم تبلغ تكلغتهم وعندك كم نائب محلي واتحادي كذلك الوزراء الولاة غير الحرب غير الاستعداد غير التبرعات من مال الدولة عندك كم معتمدووالي كلهم يلحسوا الميزانية ولا تنسي الامتيازات والمخصصات

  3. الأخ جمال…أظنك قصدت بالمستمعون هم الشعب السوداني ، وإذا كانت كل الأحزاب تلبي حاجات نظرية ما يطلبه المستمعون لصلح البلد ، هل رأيت يا جمال كيف أنك تعشق الإتنماء إلى الحزب وتفضله على الإنتماء إلى الشعب وعامة الناس..؟؟

    ثم خطابك جعل من رفاهية العباد رومانسية تنادى بها الحزب الشيوعي …!! ، وأراك قد ألمحت إلى أن قيام السدود نفعه لا جدال فيه ، وما الأصوات التي تنادي بعدم جدواه وفتكه بالبيئة والناس إلا أصوات تحب النشاذ ومعارضة الحكام….؟؟ ما كان لك أن تعرض إلى قضية بحجم قضية قيام السدود بهذه السطحية والإسفاف وتصويرها كأنها قضية بين الحزب الحاكم وقلة من أصوات معارضة من أبناء المنطقة ، هذا يطعن في مهنيتك كصحافي يا جمال

  4. اقتباس من المسودة المقدمة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي (بتعزيز قدرة وكفاءة الخزانات والسدود والحفائر ومحطات المياه وقنوات الري وإنشاء المزيد منها بغرض الاستغلال الأمثل لموارد البلاد المائية، “مع مراعاة العوامل والآثار الاجتماعية والبيئية والالتزام بالمعايير الدولية”).
    اقتباس ما أجيز في المؤتمر الخامس (تنتهج الدولة الوطنية الديمقراطية نهجاً علمياً وديمقراطياً للاستغلال الأمثل للموارد المائية في البلاد. ويندرج إنشاء السدود والخزانات على النيل وفروعه ضمن وسائل تحقيق أهداف استراتيجية التنمية الوطنية… إلخ.. “مؤكدين على أن إقامة تلك السدود والخزانات ضد رغبات ومصالح سكان المناطق المراد إقامتها فيها يجهض الهدف الرئيس من إقامتها” ويتعارض مع مبدأ ديمقراطية التنمية الذي نسعى وبكل إصرار علي إقراره وتطبيقه).
    تعليق : المجاز – بلا شك – أفضل وأحسن صياغة من المسودة . لكن ، ما العيب في أن تكون هنالك مسودة تعاد صياغته قبل إجازته ؟ هل هنالك طريقة أخرى تجاز بها القرارات – أيها الصحفي الهمام- غير هذه الطريقة ؟ والأهم : لو أنك تخلِّيت عن الغرض وأعدت النظر بعقلٍ مفتوح – وهيهات – فلن تجاد أية تعارضٍ يذكر بين المسودة والتوصية المجازة . قارن بين ما وضعته لك في الاقتباس بين مزدوجتين ، أعني ، بين شولتين
    شرح : العوامل والآثار الإجتماعية (مذكورة في المسودة) تعني : رغبات ومصالح السكان (مذكورة في برنامج الحزب ) .. كما مذكور في المقال .
    تنبيه : لم أقرأ برنامج الحزب المجاز في مؤتمره الخامس لكنني اقتبست ما ذكره الصحفي الهمام .
    ملاحظة : إنتو الصحفيين ديل بيقرو وين ؟ عجايب !!

  5. الرفاق اكبر منك اولا لا داعي للتطاول عليهم خليك ف جعير حلايب واختها الميزانية ل اي بلد خاصة هنا جدي الامي مستعد ليديرها من المتطلبات اليومية والمصاريف الشخصية ويوفر منهاانت تعرف رفاقك الاخوان يشترون صعاف النفوس من الحركات والاحزاب وتنصيبهم علينا ودفع المقدم ب المليار ويترك جنوده عندك كم وزير ومساعد وتائب ورئيس كم تبلغ تكلغتهم وعندك كم نائب محلي واتحادي كذلك الوزراء الولاة غير الحرب غير الاستعداد غير التبرعات من مال الدولة عندك كم معتمدووالي كلهم يلحسوا الميزانية ولا تنسي الامتيازات والمخصصات

  6. الأخ جمال…أظنك قصدت بالمستمعون هم الشعب السوداني ، وإذا كانت كل الأحزاب تلبي حاجات نظرية ما يطلبه المستمعون لصلح البلد ، هل رأيت يا جمال كيف أنك تعشق الإتنماء إلى الحزب وتفضله على الإنتماء إلى الشعب وعامة الناس..؟؟

    ثم خطابك جعل من رفاهية العباد رومانسية تنادى بها الحزب الشيوعي …!! ، وأراك قد ألمحت إلى أن قيام السدود نفعه لا جدال فيه ، وما الأصوات التي تنادي بعدم جدواه وفتكه بالبيئة والناس إلا أصوات تحب النشاذ ومعارضة الحكام….؟؟ ما كان لك أن تعرض إلى قضية بحجم قضية قيام السدود بهذه السطحية والإسفاف وتصويرها كأنها قضية بين الحزب الحاكم وقلة من أصوات معارضة من أبناء المنطقة ، هذا يطعن في مهنيتك كصحافي يا جمال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..