واسوداناه !!! أبكيك يا وطني الحبيب ..اا

واسوداناه !!! أبكيك يا وطني الحبيب

الهادي محمد عمر الشغيل
[email protected]

أنعيك يا وطني بعد أن قتلناك فأريقت دماؤك بين الخيانة والأكاذيب .. ها قد سلبت أرضك فلم يهرع لنجدتك أحد يا حبيب .. قتلناك وكفناك دون كافور أو سدر ونتأهب لدفنك حتى دون أن نصلي عليك .
بلد المليون ميل مربع … نعم عزيزي القارئ كلنا نذكر منذ أن كنا صبية يافعين في المدارس الابتدائية هذه المعلومة التي تجسد لنا سوداننا الحبيب بخريطته الجميلة ذات الأبعاد الهندسية الجميلة التي ألفناها حتى بات كل منا أن يرسمها وهو معصوب العينين . لكن أبى الحاقدون الذين يريدون لسوداننا أن تتقطع أوصاله إرباً إرباً وتتغير معالمه الجميلة ويصبح كمريض بداء السكر بترت كلتا ساقيه فأصبح عاجزاً بل أصبح عالة يستنجد من حوله كي يمدوا له يد العون .

إلى اين يسير السودان وشعبه الصابر..؟ ما الذي أصاب أمتنا ؟ إنه الوهن والخمول، والركون، والركود، الذي جعلنا نقبع في قوقعة الخنوع والمهانة، وعدم القدرة على تحريك أي ساكن حيال ما نواجهه من تحديات وملمات حتى تجرأ ممن كان همهم الأول تفتيت هذا البلد الإسلامي المتميز الذي يحتل موقعا استراتيجيا هاما ويشغل مساحة شاسعة واسعة زاخرة بكل الخيرات ويختزن في باطنه كميات هائلة من البترول الأمر الذي أثار فضولهم واسال لعابهم وفتح شهيتهم ليمارسوا تدخلاتهم في شؤون البلاد .
إن العين لتدمع وتعتصر القلوب الآلام بل تدميها ونحن نرى سوداننا أشبه بشاة جريحة تم تعليقها من أطرافها وأتى القصابون الجزارون يسلخونها وهي حية على قيد الحياة أمام أبنائها وهي تصرخ حتى بحّ صوتها وبلغ الآفاق من شدة الألم وتستغيث ولا مغيث !!!! إنها ترمق أبنائها وهي في أوج ضعفها أمام سكاكين الجزارين كأم رؤوم ضحت بالكثير من أجلهم واحتضنتهم وأوتهم وكفتهم كي يخلصوها من عذاباتها ويدافعوا عنها لكن اكتفى ابنائها بالنظر إليها فقط وهي تتقطع وتسلخ أمام ناظريهم ولم يحركوا ساكنين ، هذا لعمري إنه عقوق ما بعده عقوق .
ما يمر به السودان الجريح في هذه الفترة العصيبة من تاريخه من تكالب الأعداء واجتماعهم له تشبيه آخر دار في ذهني وجاش بمخيلتي فهو أشبه بمن اجتمع حول تورته عيد الميلاد وهم يضحكون ويقهقهون في جو عارم من الفرح وقد أحضر كل منهم سكينته ليقتطع جزء منها بعد أن أوقدت الشموع وزين المكان للإحتفال بعيد ميلاد تقسيم السودان …

لا ادري على من تقع مسئولية تفتيت وتمزيق السودان ؟ هل على الحكام فقط أم هي مسئوليتنا جميعا ً .. والله ثم والله لن يغفر الزمان والتاريخ لنا جميعا ما يحدث لسوداننا الحبيب .
آه عليك .. آه عليك ياوطن … أعذرني بعد أن سلبت منك الحياة وأصبحت تئن تتحت وطأة التقسيم والتقطيع .. لن أعذر نفسي ولن أسامحها لأن الله مد في أيامي كي أكون شاهد على هذه الجريمة وبت موقناً أن شهادتي هذه جعلتني شريكاً في الجريمة ولا ريب في ذلك .
سأبكيك يا وطن الجدود يا أجمل أقحوانة يا مهجة الروح يامن سكنت قلبي … وسأظل أبكيك عسى أن تطفي مدامعي نيران قلبي التي أكلت عظامي قبل جلدي .
لك الله يا سودان العزة والشموخ .

تعليق واحد

  1. هذا ما جنته حكومات المحافظات الثلاث منذ الاستقلال والخيار واضح الان أما هذه الحكومات الغابرة وأما السودان الموحد الذي تسوده العدالة وحكم القانون والله من وراء القصد ة وهو يهدي السبيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..