(العلاقات العامة).. الجائحة وأشياء أخرى..!

عثمان شبونة
* ليس كل ما تؤمن به ولا يؤمن به غيرك مدعاة لقطع الصلة والفاعلية بينك وبين الآخر (هكذا أقول في سري) كلما اكتسبت صداقة مبنية على الوعي والعدل والاحترام (على مستوى المختلفين عن توجهاتي؛ ونقائصي كما يرونها)! لكنها كغيرها في الجانب المعتم؛ فإن مهنتنا نموذج للنقائِض والنقائِص والتنافر المبني على (الهشاشة) والخيالات التي تزين لأسيرها (الكِبَر) والعلو دون رافعة حقيقية.
* حياتك ــ إن شئت ــ يلزمها نهج صارم للتغلب على (جوائح المهنة) وتحديد الزوائد لبترها من خاطرك ويومياتك؛ فإن كلفة حملها لها ثمن محسوب..! فما أحوجنا (للزهد) تجاه ــ الجنسين ــ من الكذبة، المتلونون، المتطاولون بمنفاخ الوهم، مستلفو الأفكار ومتسلفيها، مُدَّعو الشجاعة في غير ميقاتها، الذين يبادرون بالتقرِّب منك وفي طواياهم خبث وبغضاء محسوسة (بلا ضرورة أو أسباب ملموسة)!، ذوو الوجهين، الحساد (الجهلاء والجاهلات)، اللائي في رؤوسهن السَّفل ولا يعنينا أسفلهن، المنفصمون بعقدة النقص والمنفصمات، المعارضون المزيفون والمعارضات، وكذلك الذين لا يستحون من صناعة الزيف بمَعصَرة العلاقات العامة.. والأخيرة لا ريب أنها واحدة من نكباتنا السودانية، تكاد تكون (أُم النكبات) في سوق السياسة وحدها.. فلو استطردنا حول أثرها عبر أمثلة سادت في عهد سلطة المتأسلمين بأعوامها الثلاثين أو السلطة الانتقالية بأعوامها الثلاثة عقب ثورة ديسمبر؛ لتراءت مفاسدها تؤثر على حياتنا في جميع مستوياتها.. فهي بذرة (التمكين ــ الفساد ــ الخراب ــ الإفلات من العقاب) الخ.
* الكاتب ــ الصحفي المفتون بكِتابة و(طُرَّة) العلاقات العامة ذات التوجه الانتهازي أو (التعريضي) بحذف النقطة؛ سهل عليه الانتصار للظالم أو الانتصار للمهزوم بأيَّة مفردة تقلّبها في رأسك من هذه السداسية: (التزييف ــ التلطيف ــ التخفيف ــ التزوير ــ التجيير ــ التخدير)! إن شاء القارئ زادها.. أما الهزيمة المقصودة فهي تعبير أوسع بشموله ما بين المواضع المشينة والمهينة.. الخ.
* في توظيفها ــ السوداني ــ السييء؛ وربطها بالمصلحة الفردية أو بالمزايا الضيقة؛ تظل العلاقات العامة جائحة لا تقل في خطرها عن مجالِب الضرر الأخرى؛ إنها جائحة تهدم قيمة نضيرة ونظيرة للحق هي الصدق..! بصورة ما ــ إذا جاز التشبيه ــ فإن افتقادنا لكابح الأكاذيب في مضمارنا الصحفي ــ السياسي؛ مرتبط (بالدابة) التي تسمى (العلاقات العامة).
أعوذ بالله.
الحراك السياسي – الإثنين.