أخبار السودان

لماذا وكيف فشلت الديمقراطية التي أعقبت انتفاضة ابريل 85؟

مع العَلِيَيَّنِ.. حسنين وابوسن:

القصة الكاملة لميثاق الدفاع عن الديمقراطية

يفرقنا انقلاب.. يجمعنا واتساب:

بقلم: د. عصام محجوب الماحي

لماذا وكيف فشلت الديمقراطية التي أعقبت انتفاضة ابريل 85؟
علي محمود حسنين يقدم قضية الوطن الواسعة على المكاسب الحزبية الضيقة
جبهة الترابي رفضت توقيع الميثاق فذبحت الديمقراطية من الوريد للوريد
فاطمة أ. إبراهيم عاركت ديكتاتورية مايو في وضح النهار وتركت منابر الحديث في الديمقراطية للرجال
___؛؛؛___

قبل أشهر دار سجال في قروب (الاختلاف لا يفسد للود قضية) بين الصديقين د. احمد بابكر والصحفي فيصل عبد الرحمن.

دفعتني مداخلة من الأول حول حرص حزب البعث السوداني، بل كان أحرص من غيره حسب تأكيده، على توقيع ميثاق الدفاع عن الديمقراطية، دفعتني لان أدلي بما اعرف، فكتبت:

نعم كنت شاهدا على ذلك.

في يوم ما من اكتوبر 1985 تسربت، او قل تم تسريب معلومات عن انقلاب وُصِفَ، يا للهول بانه عنصري، كبرت كلمة تخرج من افواههم. كنت يومها مع آخرين في مكتب المناضل بحق وحقيقة ضد الدكتاتوريات، الأستاذ علي محمود حسنين رئيس الحزب الوطني الاتحادي حينذاك. كان الحزب منذ إعادة تأسيسه بعد انتفاضة أبريل 1985 مهموما بترسيخ الديمقراطية في النظام التعددي الجديد وبالتالي تنظيم ممارستها. كان الأستاذ علي محمود يرى ضرورة وضع قانون لتنظيم عمل الاحزاب السياسية، وعمل لذلك، وقدم قانونا متكاملا لم تؤيده الأحزاب الاخرى وعارضت منطلقاته التي تأسس عليها رغم انه كان يجرم قيام أحزاب على أسس عرقية او دينية. يا لغفلتها.

كان الحزب الوطني الاتحادي يرى ان اية انتخابات ديمقراطية يتساوى فيها السجين والسجان، الجاني والضحية، دون حد أدني من استحقاقات المحاسبة، ستنتج سلطة تشريعية وبالتالي اخرى سيادية وثالثة تنفيذية، لا تعبر عن التغيير وارادة التغيير وطموحات من قام بالتغيير، ولاحقا عندما لن تتوفر فرصة للتصحيح، ستفرز غضبا وتشكيكا في معنى وفحوى ومنحى وغرض الديمقراطية وما يؤمل فيها ان تحققه للمواطن. وعليه كان الأستاذ علي محمود حسنين رئيس الحزب الوطني الاتحادي، يتوقع ان مثل تلك الانتخابات ستأتي بنظام عاجز كسيح غير قادر على تحقيق طموحات الذين صبروا على استعادة الديمقراطية وناضلوا ضد الشمولية والديكتاتورية من أجل غد أفضل مستظلا بالحرية. ولذلك أعد الحزب الوطني الاتحادي قانونا لمعاقبة الخيانة والفساد، لا يسجن دون محاكمة، ولا يقتل ابدا، ولكن يحد من الحقوق السياسية على بعض افراد كان عددهم لن يتجاوز 70 شخصا.

تَخَيَّلَ السيد الصادق المهدي ان القانون يقصده لأنه أصبح بعد المصالحة قياديا في الاتحاد الاشتراكي المايوي، فلم يبد استعدادا لمناقشته ورفضه مثل الشيوعيين الذين ظنوا أنه سيجَرِّم فعل قام به عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ ورفاقهما وبالتالي لم يقبلوا الفكرة من اساسها. يا للخطأ العظيم الذي وقعوا فيه.

اما الجبهة الإسلامية القومية فقد تركت لحزبي الامة والشيوعي، ومن لف لفهما، ان يخوضوا لها معركتها وبالأخص تلك المتعلقة بتخصيص دوائر للخريجين والتي عارضها الحزب الوطني الاتحادي وقدم علي محمود حسنين بديلا يضمن تشكيل برلمان 50% منه على الأقل يمثلون القوى الحديثة ولكنه يحفظ المبدأ الديمقراطي الأصيل “صوت لكل مواطن” بان يكون لكل فرد صوتين في ذات الدوائر الجغرافية مع تقليص عددها. تصنعت جبهة الترابي معارضة دوائر الخريجين فابتهج الشيوعيين والصادق المهدي وبلعوا الطعم وخاضوا لها معركتها. كثير من السياسيين الذين جايلوا الترابي لم يكتشفوا سر تدبيره في بعض المسائل: يعارض ما يريده والعكس صحيح، يقبل ما يرفض.

انتظرت الجبهة الإسلامية القومية وحيدة على الضفة الأخرى تحضر نفسها لالتهام كل من أعاق كنس آثار مايو، فغرق صاحب الشعار في كلامه وأتتها “جثته السياسية” طافية متخمة بتحفظاته وتردده وتراجعه والتفافه حتى على مبادراته، فانتشلتها ولكنها لم تقبرها انما تركتها في العراء تارة تحملها رياح “تهتدون” وتعود بها تارة أخرى “تفلحون” فتتحلل لوحدها في تعرية ذاتية. بئس المصير.

كان الحزب الوطني الاتحادي حريصا على ترسيخ الديمقراطية واستمرارها ويخشى الانقلاب عليها بل يخاف عليها من القوى المتطرفة التي لا يمكن ان تعيش تحت سقفها، فأعد ما يمكن ان يساهم به لردع تلك القوى. كانت مسودة “ميثاق الدفاع عن الديمقراطية” تقريبا جاهزة، وكنا نريد ان نطرحها في إطار نشاط سياسي حزبي للنقاش العام من خلال اللقاءات السياسية العامة والثنائية مع الاحزاب واعددنا لنشر الميثاق في صحيفتي الايام والصحافة.

مع تسريب او تسرب، لا فرق، معلومات عن انقلاب في ذلك اليوم الذي كنا فيه مع الاستاذ علي محمود حسنين في مكتبه للمحاماة الكائن بإحدى العمارات في سوق امدرمان، قرر الاستاذ علي محمود ان نتوجه فورا لدار الحزب بحي الشهداء ودعا سريعا بصفته رئيسا للحزب لاجتماع استثنائي عاجل للمكتب السياسي وعرض امر تكليف د. علي أبوسن وبروفيسور علي عثمان محمد صالح وشخصي -وكنا نمثل الحزب في التجمع الوطني الذي كان يضم احزاب الانتفاضة والتجمع النقابي- لتقديم الميثاق ودعانا لبذل ما نستطيع ليتبناه التجمع فورا وليتم التوقيع عليه من قبل احزاب ونقابات التجمع بأعجل ما تيسر وقال عبارة لا انساها مطلقا: لا تركزوا على ان ميثاق الدفاع عن الديمقراطية مبادرة من الحزب الوطني الاتحادي واجعلوه ميثاقا ينطق باسم التجمع لوطني الديمقراطي لقوى الانتفاضة.

واجه الاستاذ علي محمود بعض معارضة داخل الاجتماع باعتبار ان المبادرة التي اشتغلنا عليها منتظر ان ترفع أسهم الحزب، فحسم الامر بتجرده المعروف بقوله: “هذا ليس وقته، والاهم هو التوقيع على الميثاق في هذا الجو الخانق بأنباء وتسريبات ضارة ومضرة، وليس المجال مجال البحث عن حقيقتها بقدر ما المفترض أًولاً التحوط على الأقل بالتوقيع على الميثاق ليرتبط الجميع اخلاقيا وكحد أدنى بوثاق قوي للدفاع عن الديمقراطية ومواجهة الانقلاب عليها”. وافقنا على مبرراته وتنازلنا عما كنا نخطط له.

مساء نفس اليوم كان هنالك اجتماع للتجمع بمقره بدار المهندس في العمارات. كان الجميع وكأنهم داخل متاهة، تمسك بهم حيرة. كل من تبادره يسأل عن الخطوة الاولى الصحيحة للتعامل مع الارهاصات وما يرد من “هنا” واحتمالات ردود افعال من “هناك”.

بدأ الاجتماع والحيرة مخيمة تظلل المجتمعين بأسئلة لا تجد ولو بعض أجوبة. طلب الاستاذ ابوسن الكلمة من رئيس الاجتماع المحامي ميرغني النصري. وبينما كان يتكلم تفاجأ المجتمعون بشخصي يوزع عليهم ما ظنه البعض بيانا فطلب مني أحدهم التوقف قائلا: “ده وقتو يا عصام”.

لم التفت اليه لأنني كنت اعلم ان حديث ابوسن سيكون مختصرا ومباشرا ومركزا كعادته على الموضوع وصولا لمقصده وهدفه الذي يحدده دائما بعناية. قمت بواجبي سريعا ووزعت مسودة ميثاق الدفاع عن الديمقراطية على شركاء الاجتماع. شكرني كعادته ادريس البنا بعد استلام المسودة، ونظر الي المرحوم صلاح عبد السلام من تحت لفوق وأعاد النظر من فوق لتحت، وبدأ الشفيع خضر قراءتها فورا، دون أن يلتفت إلي.

بعد مقدمته قال ابوسن للمجتمعين: “لديكم مسودة ميثاق للدفاع عن الديمقراطية كان من الممكن ان يكتبها اي حزب او نقابة او حتى اي فرد منكم بل ان يضع صياغة اقوى وأفضل منها، ومع ذلك يمكن ﻻحقا ان يتم تجويدها”. تفحص ابوسن اوجه المجتمعون فلم ير اية عين تنظر اليه فقد كان الكل منكبا في قراءة المسودة، فواصل قائلا: “ولكن لتأكيد الثقة المتوفرة بيننا ولإنزالها للقواعد ولتصل الاخرين ولردع اي متربص بالديمقراطية، علينا ان نمهر الميثاق الذي بين ايديكم بالأحرف الاولى الان، اي نعم الان، واكرر لمرة ثالثة ليست اخيرة الااااااان، ولاحقا نقدمه لتوقيعات قادة الأحزاب والنقابات والشركاء الاخرين في النظام الديمقراطي”.

كتب الأستاذ علي ابوسن على النسخة التي سلمتها له اسم الحزب الوطني الاتحادي ثم وقع. وجلس.

كان حزب البعث يمثله الاستاذ تيسير مدثر يعاونه زميله المحامي يحي الحسين. تيسير كان اول من تناول الحديث واختصر قوله بانه ﻻ يحتاج حول هذا، ملوحا بالمسودة، ليشاور قيادة حزبه. وأضاف انه ﻻ يريد ان يضيف قولا على ما قاله ابوسن. كتب اسم حزب البعث على ذات المسودة التي وقع عليها أبوسن، ثم وقع. وجلس.

اذكر جيدا ان ممثلي النقابات وبالتتابع ساروا في ذات اتجاه أستاذ تيسير. دفع الله. مامون حسين. سنادة وغيرهم.

ﻻ اريد أن أحدد الاحزاب التي اعلنت موافقتها القاطعة على الميثاق بيد ان المؤسسية الزمتها، بحسب قول ممثليها، بالعودة للقيادة التي فوضتها لتمثيل الحزب في التجمع، وبالتالي فات على أولئك الممثلين التوقيع على تلك الورقة التي لا أدري اين هي الان، واعتقد انها يجب ان تكون لدي سكرتارية التجمع بطرف الباشمهندس عوض الكريم ضمن العديد من وثائق تلك الفترة.

لاحقا وفي ذكرى انقلاب نوفمبر اقام التجمع الوطني يوم 18 نوفمبر 1985 بميدان الاهلية بامدرمان امام بيت الزعيم إسماعيل الأزهري مهرجانا سياسيا خاطبه قادة الاحزاب والنقابات والقوات المسلحة ووقعوا على ميثاق الدفاع عن الديمقراطية.

كنت والاستاذ ادريس البنا مع اخرين ضمن من تم تكليفهم بالإشراف على تنظيم احتفال التوقيع وتقديم المتحدثين وقد كان اصراري بالغا لأقوم بتقديم الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم. سمحوا لي بذلك، فقلت: أقدمها آخر المتحدثين لأنها كانت أول المتحدثين خلال عهد الديكتاتورية. أقدمها متحدثة باسم المرأة السودانية كأخر المتحدثين لأنها تحدثت بما فيه الكفاية خلال عهد الظلم والفساد المايوي عندما كان كثير من الرجال صامتين واليوم يتسابقون للحديث وتجلس فاطمة في مقعدها منتظرة لتصبح اخر المتحدثين.

وطفقت انسج على منوال “آخر وأول، أول وآخر” مذكرا الحضور بصفوف الخبز والبنزين والأماكن التي كنا نلتقي فيها الثائرة فاطمة أحمد إبراهيم معبرة عن غضب أمة وبعض الرجال يلتحفون خوفهم ويتدثرون بثوب “المشي جنب الحيطة” فيما كانت فاطمة بثوبها الأبيض، ناصع البياض كقلبها وسريرتها، دائما تُبَيِض إرادة التغيير حتى جعلتنا نثق بأنه آت لا ريب فيه.

حياك الله أم احمد، حياك الله أم أحمد، حياك الله أم احمد فالحمل اليوم ثقيل، حمل النضال أصبح ثقيلا على جيل “قرفنا” و”شارع الحوادث” و”انتفاضة سبتمبر” التي قمعها النظام بدم بارد وقتل شبابا غض الاهاب.

انتظرينا يا حبيبتنا فاطمة السمحة ولا تغادرينا أطال الله في عمرك، فمن من بعدك يا فاطمة احمد ابراهيم يجعلنا نثق أن التغيير آت. آت. آت. لا محال آت.

امتنعت الجبهة الإسلامية القومية من التوقيع. وحتما من حينها شرعت في التحضير والتجهيز والتمويه للقيام بانقلاب عسكري على الديمقراطية، وقد نفذته في 30 يونيو 1989.

ياااااه.. كان القصد ان ترعوي وغيرها، فلم يوقفها ميثاق الدفاع عن الديمقراطية عن قتل الديمقراطية وذبحها من الوريد للوريد. يا للوضيعة.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. إن فشل خطط ثورة ابريل 1985 تم قبل ذلك في سنة 1960 والسيد الصادق هو من أفشل الديمقراطية بصورة غير مباشرة بتمكين وإختيار الترابي شريك حياة لاخته وصال فتمكن الترابي من ذلك بتغلغله كما يطلقون هؤلاء الناس من أسرة المهدي التي تتغطى دوما بغطاء جدهم المهدي قائد المهدية فالترابي يعتبر نفسه نجح وهو في زمنه بانه دخل داخل البيت السياسي فقام في أولها بتمزيق نسابته والديمقراطية معهم وبدا يسحف رويده رويده الى قمة حكم السودان فهذا هو الهدف الذي كان يتمناه ويجري إليه ولكن بوفاته تركت خططه وتابعيه كالايتام القصر وفعلا هؤلاء هم قصر راي اذا لم يكن قصر راي ما كانوا أصلا تبعوا نهج المرحوم الذي كان ينادي به تارة أسلامي وتارة بعيد جدا عن الاسلام
    وشكرا

  2. وان انتفاضه ابريل 85 هى التى اودت بهذا البلد وفرخت الحركات المسلحه الله يسامحك ياسعاده المشير سوار الدهب وتامر الاخوان على الثوره المزعومه التى اطاحت برئيس كان من المفترض ان يقف كل الشعب السودانى اجلالا له ويسجل اسمه بمداد من ذهب الرئيس الراحل والمغفور له باذن الله جعفر نميرى عطر الله ثراه ومن ذلك الحين طفا السيد الصادق المهدى على السطح محققا امنيته التى مازال يحلم بها رئيسا للوزراء الا ان لك ايها الصادق الصديق المهدى ان تستريح لم يتبقى شىء فى السودان لتحكموه رحل الاخطبوط الشيخ حسن الترابى رحمه الله عليه بعد ان شارككم فى دمار السودان وتلفقون التهم على حكومه الانقاذ هل انتم تركتم حكومه الانقاذ كمعارضه وانا لا ادرى ايش تعارضون وانتم سبب الحرب والنزاعات فى غربنا الحبيب اين الديمقراطيه التى ناديتم بها فى ثوره ابريل والحمد لله لما يبقى لنا من ذكرى اكتوبر غير حدائق (6) ابريل وخلفتم بلد منهار فى كل شىء

    وان هنالك خالق يعفوا ويغفر وشديد العقاب

  3. امتنعت الجبهة الإسلامية القومية من التوقيع. وحتما من حينها شرعت في التحضير والتجهيز والتمويه للقيام بانقلاب عسكري على الديمقراطية، وقد نفذته في 30 يونيو 1989.
    انتهى
    لا شك انه الحق !! وفي ما نرى من الادلة والبراهين خلال 26 عمام من الاستعمار !! ما يؤكد ان هذه الجماعة الارهابية المستعمرة هي اس البلاء واصل الشقاء !! قاتلهم الله انى يؤفكون !!!

  4. كلما توغلنا فى تاريخ نصالات هده الامة نجد ان الصادق المهدي والترابي كانو من يدق المسامير فى نعش كل فجر لهده الامة . الديان لايرحم الظالم. والتاريخ لن يرحم من لعب بعز هدا البلد وقصم قامته .

  5. الديمقراطية فشلت عقب انتفاضة إبريل لأن المخطط الصهيوأمريكي كان جاهزاً بمجرد اعتلاء الصادق المهدي سدة الحكم وكان مقرراً أن يمسك السيسي السوداني – أقصد عمر حسن أحمد البشير بتلابيب الحكم بعد أن تتدهور الأوضاع بحركات الكيزان في جميع مجالات الحياة من إخفاء للسلع وتهديد للأمن في الخرطوم وحركات جون قرنق في الجنوب حتى جاء البشير المشئوم بانقلاب إلى الحكم وأجهض الديمقراطية. بعد نجاح حركة السيسي السوداني في السودان – أقصد البشير – طبق الصهاينة نفس السيناريو على مصر فجاءوا بعمر البشير المصري – أقصد السيسي بنفس الطريقة إلى الحكم وأجهضوا الديمقراطية المصرية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..