وما طارق إلا أحدهم ..!!

إليكم

الطاهر ساتي
[email][email protected][/email]

وما طارق إلا أحدهم ..!!

** ذات مساء، وكان برد الشتاء يصدر صوتاً بحيث تصتك الأسنان ببعضها، قصدنا منزل أحد أعمامي بالجريف غرب، بحثاً عن الرزق والعمر المبارك، إذ صلة الرحم تبارك الرزق والعمر معاً.. ويداعبني شقيقي حين أرهقه بزيارات الأهل في إجازاته السنوية، وأذكره بتلك الفضائل، إذ يسأل مداعباً : ( ياخ انت زول أناني، يعني لافي بي كدة من الصباح عشان تعيش كتير وتأكل كتير؟)..هناك، بمنزل العم، طرق أحدهم الباب فخرج إليه العم، ثم غاب زمناً وعاد دامعاً..فتوجسنا وسألنا، فحكى بصعوبة : جاري هذا – وأشار الى الجدار الفاصل بينهما- يعمل معلماً باحدى مدارس الأساس، ومرضت زوجته وأرهقته فواتير التشخيص والدواء، فعرض لي البارحة تلفازاً بسعر زهيد ووافقت عليه ودفعت له السعر على أن يأتي بالتلفاز لاحقاً..واليوم جاء حاملا التلفاز ومصطحباً أحد أطفاله، ولكن في لحظة إستلامي للتلفاز، خاطبني الطفل سائلا : ( يا عمو ممكن اجي احضر معاكم المسلسل ؟)، فأظلمت الدنيا في وجهي وتراجعت يدي لاإرادياً، والحمد لله أقنعت الجار – بعد تعب – بأني لست بحاجة الى التلفاز و(أنوالحالة واحدة واعتبرو هدية لي ولدى دا)، ولذلك تأخرت عنكم..ثم، ردد بارتباك : ( شيلو اشربو الشاي دا، سكركم كيف؟ و..)، ليشغلنا عن الحدث، ولكن لم يفلح.. فالدمع لم يكن قد جف، لقد إنتبهنا، وتألمنا .. !!

** ولايزال مشهد الطفل وهو يتوسل لعمي : (يا عمو ممكن اجى احضر معاكم المسلسل؟)، يتراءى لخاطري حين أمر بالأسواق والطرقات، وأجد فيها من يعرض أشياء مستعملة من شاكلة : تلفزيون، رسيفر، طبق فضائي، دولاب ملابس، ثلاجة و..و.. وتلك أشياء ليست ذات قيمة لمن ينظر اليها بقصر النظر من برج عال، ولكنها أشياء ذات معنى و تخلف فراغاً مؤلماً في الأسرة حين تتجرد منها بسبب الضنك.. لقد كانت تستخدمها قبل أن يصيبها ضنك الحياة و يرغمها على عرضها للبيع بثمن زهيد، لتعيش بثمنها بعض الوقت أو لتداوى بقيمتها أحد أفرادها.. ينزعها رب الأسرة – أو ربتها- نزعاً من الصغار، ليخرج بها الى السوق بقلب حزين، ويكون لسان حاله عند النزع : ( إن شاء الله لمن الظروف تتحسن بجيب ليكم أحسن منو)، وتكون غصة الألم – في تلك اللحظة – قد بلغت الحلقوم..ولكنها ليست أغلى الروح والشرف، إذ بما كانوا يملكون يسترون حالهم .. ومع ذلك، لايتعلم بعض من ولاهم القدر أمر الناس، بحيث يكونوا كما رعيتهم يسترون حال البلد ب( القليل الموجود).. وما حكاية (عربة إسعاف مستشفى الصداقة)، إلا محض نموذج ..!!

**إذ ليس بعاقل من يجرد مشفاه من عربة الإسعاف الوحيدة، ليجود بها الى آخرين مشافيهم أفضل حالا من مشفاه، أو كما فعلت وزارة الصحة بالتنسيق بعض شيوخ المنظمات، تحت غطاء الشوفونية المسماة ب( دعم غزة والصومال)..لم يفكر أحدهم عما يحدث لإمراة تتمخض في أمبدة ولاتجد إسعافاُ، ولم يفكر عما يحد ث لمصاب بحادث مروري ولايجد إسعافاً..لو فكروا قليلاً ، لما جردوا هذا المرفق من تلك العربة الوحيدة ، ولكنهم – كما ضل الدليب- يظلون الغير، بيد أن رعيتهم تحتلف الهجير وتبيع (عفش البيت)..ومع ذلك، يبقى الشعب نبيلاً في بلادنا..ويتصل أحدهم، الدكتور طارق سيد أحمد، سوداني مقيم بكوريا، مساء الخميس، متأثراً : ( والله ما عايز إتكلم معاك في موضوع الإسعاف دا، بس أعمل فيني خير و وريني أسرع وأسهل طريقة ارسل بيها عربية اسعاف لمستشفى الصداقة)، ثم يواصل ضاحكاً : ( أنا غايتو بعمل العلي وبرسلها ليهم العربية خلال الأسبوع الجاي، بس راقبوها وما يقوموا كمان يتبرعوا بيها للبوسنة ولا للشيشان)..الشكر لله، ثم لشعب طيب الأعراق، وما طارق إلا أحدهم..!!

تعليق واحد

  1. يا طاااهر

    مازال فى البلد ..أولاد بلد..مش من شاكلة الذين ينهبون المال العام ليركبوا به الفارهات هم وأبنئهم وبناتهم..

    نشكر الأخ طارق..ونتمنى ألا يحدث نع العربة التى سيرسلها ماحدث للبرادو ال2011 يجى فى الإجازة يلاقيها مرخصة فى خط من خطوط مواصلات مقاطعة عبد الرحمن الخضر..

    أها كدى النرجع لسؤالى المعتاد:

    طـــنون…جاب صورة من أورنيك 15 بالمبلغ الإتبرعو بيهو لى ناس غزة من بيعة الإسعاف؟؟؟

    يا طنون ..ياطنون..الشعب يريد رؤية الإيصال

  2. إنت متأثر للناس الذين يبيعون أثاث بيوتهم … ولا تدرى بالنساء اللاتى يبعن شرفهن ليطعمن أطفالهن!!

  3. حسبنا الله ونعم الوكيل .

    ح تروح وين من أمثال هؤلاء ايها البشير ….وما اكثرهم في بلادي.

    مفتكرين حكم الناس شئ سهل ؛؛؛ أنما هي امانه !

  4. لا لا والله البشير مايروح لاهاي . البشير وزبانيته تقلم لهم المشانق في السودان ويعدمو لكي يعتبر كل من يفكر في الحكم مستقبلا . لقد تالمت كثيرا لدرجة البكا لاسرة هذا الطفل وهم كثر في عهد هؤلا الارزقية الذين لايخافون الله لذلك لابد من اجتثاثهم من حد الله مابداهمكما يقول اهلنا الكبار . وكمان امين حسن عمر يقول بانحن ياالفوضي انتو خليتولا مكان للفوضي كفاية فوضة الثلاثة وعشرين سنة . ياخي روح راحت قيامتكميا اولاد الهرمة

  5. البشير البشكير يقول ليك دستور اسلامى

    البشير الفاسد وعصابته ابعد الناس عن الاسلام وهم تجار ديين فقط

  6. سفاهة الاقرع و نزهي …. السبب ان سلاطين السودان المتاسلمين يعيشون في ابراج عاجية و يعيشون في ترف و بذخ لا يوصف بما نهبوه من اموال الخلق و لا يشعرون و لا يعلمون عن المعاناة الرهيبة التي يعانيها الناس لتوفير الحد الادنى من الكفاف! الرئيس و مساعديه و وزراؤه و متنفذي حزبه و من ولي شيئا من امور الناس يبنون القصور كميات و ليس واحدا و الرئيس يمتلك ثلاثة منازل و مزرعة – و ما خفي اعظم – و كلهم حساباتهم داخلية و خارجية بالمليارات لذلك لا يشعرون بالام الناس و معاناتهم … لذلك “اندهش” النائب الاول حين زار ذات مرة فريدة اطراف العاصمة الحضارية! قوم اعمى الله ابصارهم و بصائرهم و يمد لهم في طغيانهم يعمهون غير مبالين بعظم المسئولية و التي وصفها الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام بانها ” خزي و ندامة يوم القيامة” و لكن ذلك يوم لا يذكرونه و هم في طغيانهم و جبروتهم … ثم سياتي امر الله لا محالة

  7. هل تذكرون قصة المرأة التي باعت اولادها؟ و الرجل الذي هدد بالانتحار في مستشفى امدرمان حين عجز عن توفير رسوم العملية لابنه؟
    و هل تذكرون التحقيق عن الاف التلاميذ – في قلب العاصمة الحضارية الرسالية التي يحكمها المجاهدون الاثرياء – اولئك التلاميذ الذين لا يفطرون بسبب عوزهم و يقضون كامل اليوم الدراسي بالجوع؟

  8. كـلامك هذا يبكيني ويؤلمـــني ، ارجوك رفقا بنا، ربنا ينتقم منكم يا أهل ” الانقاذ”

  9. كده خلاص يا اخوي الطاهر الاسعاف رجع وعملته العليك بس ورينا رقم نمرة الاسعاف الجديد عشان نعمل ليه مراقبة ومتابعة لصيقة ونسجل في الدفتر ( خرج الاسعاف يوم كده من مستشفي الصداقة في تمام الساعة 7 صباحا ومره بشارع فرتكان وشال المريض علان ورجع المستشفي الساعة 8 صباحا ودخل القراش يوم كده بتاريخ كده .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والله اكون في عونك يا بلد .

  10. الاخ الطاهر
    لك التحية لانك بكتاباتك المميزة … والتى تعتنى بمشاكل محمد احمد المسكين… وتفضح هؤلاء المجرمين…غندور وطنون
    وتجيب لمستشفى ام بدة إسعاف من احد أبطالنا الميامين الدكتور طارق سيد احمد ومن اقصى الفيافى … من كوريا
    الشكرً لك ياطارق. وسوف نعاهدك بالسهر عليه من هؤلاء الحرامية عشان ما يمشى البوسنة ولا الشيشان. لانه ذى ما ذكر
    احد المعلقين … ممكن تجيب شهادة بحث لدبابة من الصومال… عشان كده لمن نقول حرامية …صادقين…اى والله صادقين

  11. اعجبنى
    اعجبنى
    اعجبنى
    تساقط دمع الزول السودانى الحنين فى داخلى
    احزننى
    احزننى
    احزننى
    لاننا فى بلادالسودان
    ابكانى
    ابكانى
    ابكانى
    واسعدنى
    اسعدنى
    اسعدنى
    لان هنالك اقلام تجيدالتحبير بحذاقة ومهارة كهذه تستدرالدمع الذى جف دهرا طويلا على الاحداق

  12. التحية للدكتور طارق لتفاعلة فى موضوع عربة الاسعاف .
    لكن يا الطاهر اخوى تلقى شيخ طنون بلع ريقة . ( رزق ساقة الله له )
    وانا برضو بسألك زى اخونا الزول الكان سمح .. شيخ طنون لسه ما جاب اورنيك 15 بتاع الاسعاف ؟؟؟

  13. يا الطاهر ليتهم يقروءن …. لكنهم عميان البصيرة و البصر
    لله درك با دكتور طارق فأنت أحد ابناء السودان البارين فلك كل التحية

  14. الاخ طارق مشكور لكن المشكلة مافي تمن الاسعاف ياالطاهر وانت عارف انو المشكلة في الضمير الميت وعدم المسؤولية والمحاسبة. القروش النهبوها الجماعة كافية توفر خدمات علاجية وتعليمية لكل السودانيين من الميلاد للممات وكمان تبني ليهم بيوت وتدعم العاطل منهم ليعيش كريما. مالم يذهب الجماعة ديل مافي أي حل لااسعاف ولاغيرو.

  15. قسما يا أنجاس ستدفعون ثمن كل قطرة دم سكبت
    قسما يا أنجاس ستدفعون ثمن كل قطرة دمع سكبت
    قسما يا أنجاس ستدفعون ثمن كل شبر أرض ضيعتوه.

    والله لن ننسى ولن نرحم ولن نسامح ولتنبح كلابكم الان كما تشاء ولكن اقسم لكم انكم لن تسمعوا لها صوتاً عندما يأتي وقت الحساب يا أنجاس.

  16. والله العظيم دمعت عيوني وبكيت دون ما اشعر .. الحمد لله إنو ناس طارق ديل لسة موجودين ..ده السوداني الجد زول الحارة .. قاتل الله الذين شردونا وأجاعونا وأمرضونا وأوصولونا لهذا الحال .. اللهم عجل برحيلهم فهذا الشعب الطيب لا يستاهل الضيم والمسقبة اللهم إنك ترى ما لا نرى .. اكثروا من الدعاء بدحر هؤلاء النتانة ..

  17. مثلما يخلق الإنسان علاقات إلفة مع أخيه الإنسان يخلق كذلك علاقات إلفة مع أشيائه وحيوانته الأليفة, ولقد شهدت أحد معارفى وهو يخاطب أغنامه بكلام إعتقدت أنها لن تفهمة ولكنها كانت تستجيب وتنفذ ما يقول. ففراق التلفزيون للعائلة لاشك أليم وعبر عن ذلك الطفل لأن الأطفال صرحاء لكن نأكد إن نفس الشعور لدى أهل الدار جميعا

  18. كنت لولا قول من شاكلة ( طيب المساكين ديل ذنبهم شنو ؟ ) لقلت للإنسان طارق لا ترسلها لتجعل باب ذنوب هؤلاء القوم مفتوح ! مع آهة كل من بتأذي من سوء وتأخير الوصول للمستشفى .
    .. أي قلوب بل أي عقول يحملونها فوق أكتافهم المثقلة أصلاً بالذنوب ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله حسبنا الله ونعم والوكيل ,, هؤلاء الذين يظنون أنهم يحسنون صنعا !!!

  19. جزاك الله خير د/طارق..وصدقنى خبر مفرح للجميع ..واكيد سال لعاب الجماعه الطيبين وهناك اكثر من الف الف حيله واجتهاد وفتوى وحتى قوة عين وما أموال الاوقاف عنك ببعيد

  20. خلينا من قصصك البايخة دا ,في السودان يوجد من المعاناة ما يشيب لها الولدان .مع احترامي ,المرضي والموتي سواا نقلو باسعاف او بوكس فهم علي الاقل وصلو المستشفي فما بالك ببعض السودانيين لم يروا طبيبا قط في حياتهم والبعض منهم لم يجد من يدفنه بعد الموت بل يتم قتلهم بدم بارد!!!!!!!!! المعلقيين الذين يبكون علي حال الذي يوجد في العاصمة تخيلو كيف يكون حال الاخرون…………
    المصيبة يا اخوتي هي راس الحية ….هذا النظام فاسد ويريد ان يفسد العالميين,اذا لا بد ان يذهب الي الجحيم والا فابكو الي ان ياتيكم الدور

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..