قبلةٌ في تونس

قبلةٌ في تونس
استفهامات: احمد المصطفى إبراهيم
[email protected]
تصدرت تونس النشرات ومازالت، ورحل زين العابدين بن علي «زين العابدين هنا اسم وليس صفة» بعد أن رفضه شعبه رفضاً قاطعاً وبعد أن وصموا عهده بالفساد وهو الذي جاء ليمنيهم بعهد جديد بعد عهد الحبيب بو رقيبة. ولكن انتهى الأمر بأن تحكمت زوجته وأصهاره في اقتصاد البلاد بعلمه أو دون علمه، هذا ما لم يقف المتظاهرون عنده كثيرًا ولكن صدحت حناجر المتظاهرين :«بلا بن علي، بدون بن علي». بن علي في الليلة قبل الأخيرة وعد بأن تكون 2014 هي آخر سنوات حكمه ولن يترشح لولاية أخرى «لا بالله أحسن تترشح!، وما علم المسكين أن تلك ليلته الأخيرة في حكم تونس التي حكمها 23 سنة وما شبع».
امتلأت الشاشات بصور من تونس، آلاف الصور عرضت منها الثابت والمتحرك غير أن صورة واحدة استوقفتني كثيرًا بعد أن «شتت» بن علي وابتسم الشارع وهدأت الأمور قليلاً وعلت الفرحة الوجوه تصافح الجنود مع المتظاهرين وزاد أحدهم بأن قبَّل مواطناً على خده والجندي بزيه الرسمي ومدجج بالسلاح، يا سلام ! مما يعني أن الجندي كان يؤدي واجباً رسمياً قبل لحظات وهو غير مقتنع به.
الجندي مواطن قبل أن يكون جندياً وله إخوة وأخوات وعشيرة وأهل يتألمون كما يتألم بقية الشعب فوجد نفسه في تناقض مع مهنته وما يجوس بخاطره، وعندما انتهى الدور الرسمي والواجب الرسمي. شارك الشارع الفرحة.
بالله تنازلات بن علي التي قدمها وهو في الرمق الأخير ماذا لو قدمها قبل سنوات؟ أما كان سيربح كثيراً، مودة شعبه واحترامه؟ لماذا تأخر في هذه التنازلات ألم يكن يسمع؟ألم يكن يسمع بأن هناك فساداً؟ ألم يكن يعرف أن نظام حكمه غير مقنع؟أما كان يحس بآلام الشعب والغلاء الذي يطحنه و«نغنغة» الحزب الحاكم والشلة والسياسيين الذين حوله وآل الطرابلسي.
لماذا لم يفِ بما وعد؟ هل أسكرته السلطة وما عاد يسمع إلا الثناء والمديح ويضرب بعرض الحائط كل النقد؟ ولا يأبه لصادق أو كاذب؟ مشفق أوشامت؟ هل كان بن علي يحسب أن الشعب يمكن أن يُحكم بالقوة إلى يوم القيامة؟ أليس في من حوله رجل رشيد يقول له بلغ الضجر حدًا؟ قف واسمع للطرف الآخر.
أليس في تونس مثل يقول «أسمع كلام الببكيك ما تسمع كلام البضحكك». اقترح على بن علي بعد أن يؤدي العمرة ويستغفر الله كثيرًا أن يفتح مركزاً لتدريس الرؤساء، يحكي فيه تجربته ويحذر من كل ما مر به وإن يعلمهم أن من أكبر عيوب الحكام «الكنكشة» ولينظروا للغرب مصدر الديمقراطية وكيف يحدد مدة الرئيس مهما علا شأنه بدورتين فقط مدة بين 4 إلى 8 سنوات كأقصى حد؟
وأخيراً أليس هذا درس بالمجان لكثيرين؟
هلا هلا بعدين يا ابو علي افضل التونسية ولا سودانير؟ لومي عليك الحكاية كاكة….
"بالله تنازلات بن علي التي قدمها وهو في الرمق الأخير ماذا لو قدمها قبل سنوات؟ أما كان سيربح كثيراً، مودة شعبه واحترامه؟ لماذا تأخر في هذه التنازلات ألم يكن يسمع؟ألم يكن يسمع بأن هناك فساداً؟ ألم يكن يعرف أن نظام حكمه غير مقنع؟أما كان يحس بآلام الشعب والغلاء الذي يطحنه و«نغنغة» الحزب الحاكم والشلة والسياسيين الذين حوله "
المثل بقول " دق القراف خلي الجمل يخاف" أما وقد دقت القراف في تونس نتمنى أن تخاف كل الجمال المتعاليه على شعوبها وإلا " السايقة واصلة" و " أخوك كان زينوه بل راسك"
الشعوب العربية لا تقبل الذل ولا الإهانة و لم يخرج الشعب التونسي نتيجة للوضع الاقتصادي وحده بل بسبب الفساد المستشري الذي كان تدهور الوضع واحداً من آثاره.
نحن نامل ان تتحرك الشعوب العربية وان لاتقف مكتوفة الايدى اذا كان على الملوك والرؤساء العرب فلن يتعظوا لانهم جبابؤة وكل جبار لايتخيل ان يخرج المحكوم من طوعة ابدا فتحركو ياشعوبنا وانا اطمئنكم بان كل ناس مكتوب له يوم للممات فلا تخافو الموت وكونو على قدر لمسؤلية
هكذا الشعوب العربية و الاسلامية لايقهرها الا الواحد القهار ولا تخاف الا من خالقها أما هذه النمور الورقية التى تختبئ وراء الأجهزة القمعية فهى فى غمرة النشوة بالسلطة تعتقد بأنها فى مأمن من شعوبها ومن ورائها زمرة من الطفيليين يلهثون وراء جمع المال ويطبلون لها لتوفر لهم الحماية ليسرقوا أموال شعوبهم, والدروس والعبر كثيرة لمن يتعظ بدأ بثورة أكتوبر و انتفاضة أبريل وانتفاضة تونس فاليعرف هؤلاء الطغاة أن الأمر من بعد الله فى يد عباده المقهورين وحينما يتحركون لن يقفوا الا بعد استرداد ما سلب منهم , حكم و أموال وحرية.
وهاهو بن على يطلب مهلة الى سنة 14 ولم يمهله الشعب الى يوم 14 من نفس الشهر وكما هنالك مقولة بأن الجهل بالقانون لا يعفى الجاهل فالجهل بالفساد لا يعفى الحاكم لأنه هو الوحيد الذى يوفر الغطاء للمفسدين.