مقالات وآراء سياسية

(بت الكلب الظروف)..!!

* الباعة المتجولون ظاهرون في الشوارع أكثر من شرطة المرور.. وليس الأمر هنا انتقاصاً لمجهود (جماعة الأمر بالإيصال والنهي عن المخالفة) لكنه واقع طبيعي جداً في بلد أراده الله هكذا بأمر المتسببين في الفجوات..!
* (عيال صغار).. جفاف البشرة يبدي عليهم شقاء المرحلة.. الأرجل المشققة في عز الصيف.. العروق التي ترسم ملامح عصرهم.. الملابس التي تسترهم وتفضح طول البلاد وعرضها..! لا سحابة تظلل أجسادهم الصغيرة، وخريف الأحلام بعيد…!
* الوقت مساء في تقاطع شارع المك نمر.. ها هم تجمعوا في مكان واحد منتظرين فضل الظهر.. أربعة من أولاد المدارس.. دعوناهم ليركبوا معنا.. فاستقلوا مقعدهم دون توجس.. إنهم أهل “النية السليمة”.. وفي المسافة حتى شرق النيل كان الزميل مراسل قناة دبي سامي الشناوي يحاورهم داخل سيارته… وكنت أستمع..!
* يبيعون المناديل وأشياء أخرى صغيرة.. مقتنعون بأن المكسب القليل أفضل من (القعاد).. يستثمرون العطلة المدرسية لينشغلوا في قلب المدينة بدلاً عن وحشة أريافهم.. والأعمق من كل ذلك أنهم أكثر الفئات انشغالاً عن الرذائل.. فلا تحرش ولا اغتصاب ولا معاكسات على مستوى كبارهم، إذ لم ترصد صحافتنا عن هذه الفئة اللاهثة وراء الرزق شيئاً منكراً.. فمن الفضائل أن بضاعتهم المتواضعة تأخذ جل تفكيرهم في المكابدة المعيشية.. لا وقت لديهم سوى الفائض للأمنيات.. وملاحظ أن غالبيتهم جاءوا من مناطق الجزيرة والشمال وأقاصي “البطانة” وغرب سنار، حيث الطبيعة الجبلية الطاردة.. طموح هؤلاء الفتية أن يلملموا الجنيهات القليلة لتكفي الزاد إلى حين موعد الدراسة.. لم يغيّرهم مسخ المدينة.. بسطاء.. ولسان حالهم عبّر عنه شاعرنا محيي الدين فارس:
ما أضعتُ صندوق العشيرة القديم
ما أضعتُ..
وجُعتُ..
ما سرقت من حديقة الطريق
ما سرقتُ..
* ورغم ذئاب المكان وخطورة المرحلة، نجد بعض الباعة ينامون في العراء.. منهم أصدقائي المتعففون في شارع النيل..!
* سألت عمر الجعلي، كبير المجموعة المتجولة، وهو بائع يطوي الزلط يميناً ويساراً وسط الخرطوم.. قال إنه على أعتاب الصف الثالث الثانوي.. قلت له: هل العمل مجزٍ؟ قال: (لو بالغت بكسب 15 جنيهاً في اليوم.. أخصم منها حق الإيجار والأكل.. بس)..!
* وجدت أنه يدفع شهرياً 35 جنيهاً للإيجار مع زملائه.. وربما (البركة) وحدها هي التي توفر للأخ عمر فائض جنيهات بعد خصم (حق الأكل والشاي).. والمرض غير محسوب..!
* ثمة تفاصيل أخرى أيضاً غير محسوبة إذا حدثت (كشة)..!!
تذكرة:
* لو كنت والياً لأمرت بجمع الباعة (أولاد المدارس) وتكريمهم.. إنهم يستشعرون بالمسؤولية وحب العمل (قبل الميعاد)..!
* هؤلاء هم المجاهدون الحقيقيون في الواقع.. غير منكسرين لعركة الظروف التي ــ من عدالتها ــ لا تفرق بين قبيلة وأخرى.. فالكل سواسية في “العدم”..!!
أعوذ بالله

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (بت الكلب الظروف)..!! وبت كلب الدنيا التي جعلت دفع الله حسب الله وغيره عضو مجلس شيوخ برلماني يلهب بدنة (جراب الفول) الهواء البارد والسيارة المظلله وجل همه اسراب الحسان يفتي ويقرر في مصير بلد هي اكبر منهم ***حليل الباع عنقريبو وقام بليلو

  2. (بت الكلب الظروف)..!! وبت كلب الدنيا التي جعلت دفع الله حسب الله وغيره عضو مجلس شيوخ برلماني يلهب بدنة (جراب الفول) الهواء البارد والسيارة المظلله وجل همه اسراب الحسان يفتي ويقرر في مصير بلد هي اكبر منهم ***حليل الباع عنقريبو وقام بليلو

  3. ديل يا شبونة فيهم مرؤة اكبر من واليهم بتاع البهائم ده..؟ حصل مره واحد منم إدي أخونا
    عبدالباقي الظافر قنينة ماء وقام الظافر باعطاء الشافع ورقة عشرين جنيه، الشافع قال ليه
    ماعندي فكه ،الظافر قال ليه شيلة كلها ، الشافع قال للظافر ياعمو ما تقتل المرؤة…!!!

  4. لو كنت الوالى . لو حرف تمنى معلقه فى الجو ياشبونه الطيب ولا نريدك ان تكون الوالى الغير طيب
    لو كنت غير كوز لجمعت ستات الشاى صفارا وكبارا وكرمتهن وساعدتهن بمبالغ ماليه ولا عتذرت لهن
    عن مالحق بهن فى سابق الايام . ولو كنت واليا لخرجت فى جوله سريه لاحياء العاصمه 9 صباحا لاكون
    قريب من محلات الخضار واللحمه حتى اشاهد بام عينى الحال الصعب شديد واسمع لعنات النساء المصوبه لنا
    ولكن امثال الخضر يجمعونها من اطفال الدرداقات تحت التهديد والوعيد

  5. ده نتاج طبيعى لواقع مأزوم يا صديقى شبونة .. الموضوع بسيط جدآ بالنسبة للباعة ديل البعض منهم ترك الدراسة والبعض بدرس بالصبح وبشتغل بالضهر وفى بعض الاحيان تجد منهم من ترك الدراسة وذلك نسبة لوفاة والده ومافى زول بعول الاسرة او يدفع له مصاريف الدراسة او غيره .. لذا طبيعى جدآ تجدهم يعملون فى هذه المهن الهامشية التى هى بمثابة مهنة هم يتمتعون بها جدآ ويفضلونها بكثير من الدوام المدرسى الذى يرون انهم اذا درسوا وبعد ما يتخرجوا من الجامعة اين يذهبون بهذه الشهادات لان ليس هنالك وظائف فى انتظارهم وذلك نسبة لطبيعة العمل فى ديوان الخدمة المدنية الذى يحسب على العلاقات والمحسوبية .. لذا تجدهم اختصروا المشوار وريحوا أنفسهم من عناء الدراسة ونتيجة طلعت وربت وجمد والاستاذ ده قاصدنى وبرنامج .. عمومآ ده حال الواقع السودانى وما آلت إليه الحياة فى السودان … غايتو أنشوف البلد دى موديانا الى أين …؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..